تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الأميرة هيا تستعرض الدور الإعلامي والأبعاد الإنسانية وتدعو إلي ميثاق شرف جديد للإعلاميين العرب

شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي انطلاق أعمال الدورة الـ 15  من منتدى الإعلام العربي الذي استضافته دبي، بمشاركة حشد من القيادات الإعلامية العربية والمحلية وكبار الكتاب والمفكرين في المنطقة العربية بجانب رموز العمل الإعلامي العربي والعالمي لمناقشة مجموعة من الموضوعات المتعلقة برسالة المنتدى هذا العام " الإعلام أبعاد إنسانية ".

وأكدت الأميرة هيا بنت الحسين حرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- سفيرة الأمم المتحدة للسلام -رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في الكلمة الرئيسة للمنتدى على أثر الاضطرابات السياسية والاقتصادية والثقافية في المنطقة العربية في تهميش الجانب الإنساني ووضع تلك الأزمات الإنسانية ضمن قائمة طويلة من الاهتمامات الإعلامية، وتطرقت إلى التأثيرات السلبية التي خلفتها التغييرات السياسية والاجتماعية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وقالت " إن تلك التغييرات شوّهت صورة ديننا الحنيف وزادت من حجم الفجوة في فهم الغرب لحقيقة الإنسان العربي الأمر الذي وضعنا كعرب ضمن صورة نمطية خاطئة ومسيئة ".

ولفتت إلى المحاولات الجادة لدحض تلك الصورة المشوهة وإظهار الروح السمحة للإسلام .. وقالت " لاحظت وجود العديد من المحاولات والجهود المبذولة في الإعلام العربي للتفريق بين الفكر الظلامي لفئة ضالة لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد وبين فكر التسامح واحترام الإنسان وحقوقه بصرف النظر عن دينه أو عرقه أو جنسه " .

ونوهت الأميرة هيا بأن دولة الإمارات تضع ذلك النهج موضع التطبيق العملي والذي تجسد في مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باستحداث حقيبتين وزاريتين ضمن تشكيلة حكومة دولة الإمارات إحداهما للتسامح والأخرى للسعادة، بما كان لتلك الخطوة التاريخية من أثر كبير على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن تلك المبادرة قوبلت بردود فعل شعبية واسعة على مستوى العالم وخصوصا في أوساط الشباب الذين طالبوا حكوماتهم بالسير على نهج دولة الإمارات.

وخلال الكلمة الرئيسة للمنتدى تناولت الأميرة هيا بنت الحسين .. أثر الإعلام المجتمعي الجديد وانتشار منصات التواصل الاجتماعي التي ساهمت بصورة كبيرة في جعل الأفراد أكثر قدرة على تناقل المعلومات والأخبار، مستشهدة بإحدى المواقف الإنسانية النبيلة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي والتي جاءت في صورة نشرتها إحدى المدرسات عندما جلس سموه إلى جانب الطريق مع طفلة تقف وحيدة قرب بوابة مدرستها انتظارا لوصول والدها.

وقالت إن هذا الموقف النبيل – والذي انتشر بصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي-  ليس غريبا على سموه كونه تربى في بيت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراة " و" أم الإمارات " سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على العطاء والمساعدة من غير حدود.

 وأشارت سفيرة الأمم المتحدة للسلام- رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى مسألة المهنية الإعلامية، وقالت إن في ذات الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الصادرة عن الحكومات للإعلاميين باتباع أرقى المعايير المهنية مع كون المصداقية والمعرفة والمهنية تشكل صلب العمل الإعلامي، فلابد أيضا من التأكيد على حق الإعلامي والإعلامية في أي مكان في عالمنا العربي في العيش بكرامة، وأوضحت أن 110 من الإعلاميين قضوا خلال عام 2015 كضحايا للنزاعات المسلحة والحروب، داعية إلى منح الإعلاميين الحقوق المناسبة التي تؤمن لهم العيش الكريم .

 ودعت الأميرة هيا بنت الحسين إلى رفع القيود عن الإعلام كي يقوم بدوره في نقل الصورة الحقيقية إلى المجتمع، مع التأكيد على ضرورة احترام القوانين التي تحافظ على حقوق الجميع حيث يبقى الجميع سواسية أمام القانون، كما دعت إلى العمل تحت مظلة منتدى الإعلام العربي لوضع ميثاق شرف جديد للمهنة يضمن أكبر نسبة من التوافق بين جميع الأطراف دون استثناء .

  ونوهت سموها بأهمية الموضوع الرئيس لمنتدى الإعلام العربي هذا العام والذي وصفته بأنه " قريب جدا " إلى نفسها وهو الجانب الإنساني الذي يشكل عنوان المنتدى في دورته الخامسة عشرة .

  وقالت " نحن نسمع عن صناعة الإعلام ولكن هل يمكن لنا ان نهتم بالكوارث الإنسانية في عالمنا العربي من جانب البعد الحضاري والقيم الإنسانية وليس الصناعة.. وبالتالي إعطاء المساحة المناسبة والمعلومات الصحيحة في الإعلام " .

  وأوضحت سمو الأميرة هيا أثر منصات التواصل الاجتماعي في بناء جسور تواصل فاعلة بين القادة وشعوبهم وضربت مثالا الاهتمام الذي يوليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتوظيف الأمثل لتلك المنصات كوسيلة للوصول ليس فقط إلى المواطن الإماراتي والمقيم بل أيضا للتواصل مع الإنسان أينما كان ما جعل سموه بين قائمة أهم زعماء العالم المستخدمين لمنصات التواصل وبأعداد ضخمة من المتابعين تجسيدا للمعنى الحقيقي للتواصل والتشاور .

  وحول ذكرياتها مع والدها " رحمه الله " وكيف كان حريصا على التواصل مع الناس .. أكدت سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أن أخاها جلالة عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية حريص على مواصلة النهج الذي أسسه والده الملك حسين بن طلال " رحمه الله " الذي كان حريصا على التواصل مع الناس وحتى من خلال أثير الإذاعة بينما  لم يكن اعتياديا آنذاك أن يقوم ملك بمثل هذا التواصل.

وقالت إن " والدها رحمه الله كان حريصا على التواصل المباشر مع الناس من خلال الجولات والمجالس وحتى التخفي والنزول الى الشارع أحيانا ليستمع إلى هموم المواطنين مباشرة"، مشيرة إلى مقولته التي كان يرددها دائما " الإنسان أغلى ما نملك ".

 وبشأن علاقة المنطقة بالإعلام الغربي .. قالت الأميرة هيا بنت الحسين إن البعض يصف الإعلام الغربي بالمزاجية في اختيار الأخبار من منطقتنا، وتساءلت سموها " كم وسيلة إعلام عالمية سلطت الضوء على البعد الانساني لمبادرة دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مد يد الأخوة للشقيقة الكبرى مصر ومساعدتها في إعادة البناء ودعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل للملايين، مصر التي قادتها رائدة عالم التواصل والعلاقات الاستراتيجية في التاريخ الملكة كليوبترا بحسب العديد من الدراسات ومصر ذاتها التي يشكل الشباب النسبة الأعلى من سكانها والشباب هم مصدر أملنا بالمستقبل ".

 واختتمت سموها الكلمة الرئيسة للمنتدى بقصة إنسانية عن الجوع عايشتها كشاهد عيان خلال إحدى زياراتها كرئيسة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى مالاوي حيث التقت سموها أما في مستشفى تبكي فقدان طفلها بسبب الجوع وإذا بالقائمين على المستشفى قد أحضروا لها كيسا بلاستيكيا أسود اللون به جسد طفلها المتوفى حيث بقيت هذه الصورة الإنسانية لا تغيب عن ذهنها.

  وأشارت إلى كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول أهمية العمل الإنساني ضمن مقطع مصور عرض على الحضور، حيث قال فيه " الأمم الحية لا تهرب ولا تيأس من التحديات ونحن أمة حية لم تيأس في الماضي ولن تيأس في المستقبل لا نتأخر في دعم الشقيق و الصديق و المنكوب والمحتاج أينما كان تنصر الضعيف وتعلم الصغير وتشد جوع الفقير وتغيث الملهوف و تعالج المريض تبني مستشفيات وتعمر المدن وتقيم المدارس وتنشر رسالة المحبة الإنسان لأخيه الإنسان وتحمل لواء العطاء للبشر كل البشر لا نبتغي بهذه الأعمال مفاخرة أو تباهي بين الناس يكفينا رضا الخالق ودعوات المخلوقين ".

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078