الروائية والباحثة رجاء نعمة مكتبة الإنسان تاريخه... ومستقبله
عندما يقع الإنسان في عشق الورق، تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية الى مكتبة إحدى «عاشقات الكتب» الخاصّة وجئنا بالاعترافات الآتية...
علاقتي بمكتبتي:
منذ الطفولة قرأت لكامل كيلاني والإبراشي ومجلة «سندباد». وفي المراهقة قرأت لنجيب محفوظ الذي سبقتني إليه شقيقاتي. كنت أسمعهن يتبادلن الآراء حول الشخصيات النسائية في ثلاثيته، ولا أذكر أن شخصية «سي السيّد» كانت تستهويهنّ، ربما لأن والدي نفسه كان لجهة طغيان حضوره وكلمته في البيت يشبه تلك الشخصية مع الفارق الزمني. وقرأت أيضاً ليوسف إدريس. كانت مكتبتي الدرب إلى مستقبلي. ففي «الكوليج دو فرانس» اخترت قصة «الندّاهة» لإدريس كموضوع دراسة. مكتبتك تاريخك.
أزور مكتبتي:
أستعرض كتبها لأتذكر ما قرأت وأتنبه لما لم أقرأه بعد، أو لما يستدعيني إلى المزيد. وبما أنني كثيرة الأسفار، أضطر إلى إعادة تنظيمها مما يجدد علاقتي بعالمها ومفرداته.
أنواع الكتب المفضّلة لديّ:
الروايات بلا شك. الحكايا السحرية منذ الطفولة كانت تأخذني إلى عوالم فانتازية مغايرة. لا أدري إن كنت أفضلها على الواقع، أو أنني كنت أشعر بها امتداداً له، بخاصة لجهة الترحال والأسفار. فأنا من عائلة كثيرة الأسفار، والهجرات دُمغت في نفوس أفرادها وشخصياتهم.
كتاب أُعيد قراءته:
في العصر الذهبي قرأت «الغريب» لكامو خمس مرات، وأقصوصة لسارتر بعنوان «الجدار» مرات عدة، وكذلك الأمر بالنسبة الى كتاب «العشيق» لمارغريت دوراس، و«أنا الملك جئت» لبهاء طاهر. وطبعاً مرات لا تُحصى قرأت روايات للكاتب الفذّ الطيب الصالح، موضوع دراستي ومتعتي. إن أحببت كتاباً، قلّما أكتفي بقراءته مرة واحدة. لا بد من أن أسترجع مقاطع منه أو أقرأه ثانية للإلمام به، أو لتقديمه في الأنشطة الثقافية التي أشارك فيها.
كتاب لا أعيره:
الكتب النافدة في الأسواق. كنت مراهِقة حين اقتنيت ختماً حفاظاً على كتبي. الآن أتبرع بكتب كثيرة للمكتبات العامة أو الشبان والشابات.
كاتب قرأت له أكثر من غيره:
دوستويفسكي، يوسف إدريس، محفوظ، ومارغريت دوراس.
آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي:
كتابات حديثة لكتّاب جدد، عرب وأجانب...
كتاب أنصح بقراءته:
رواية «موت الملك تزانغور» للوران غوديه.
كتاب لا أنساه أبداً:
موضوع أطروحتي «موسم الهجرة إلى الشمال».
بين المكتبة والإنترنت أختار:
طبعاً المكتبة، فنحن جيل الورق والاستمتاع بالكتاب الملموس، والصحيفة المفروشة على اتساعها... تخشخش. وسائل ذات روح، ذات ملمس ونكهة. حين نتذكر كتاباً نسترجع ملمس ورقه ولونه وخصوصية خطّه وأمكنة المقاطع التي شدتنا أكثر من غيرها. الانترنت تمسح في ضوئها كل هذا وتسطّحه، وإن كانت فوائدها عظيمة شرط ترشيد استخدامها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024