سحر الشرق في قصر لبناني
انطلاقاً من خلفية مشبعة بالذوق الرفيع والحس المرهف، ومسكونة بالابتكار، صمّمت المهندسة سحر شبارو هذا القصر اللبناني بطراز نيو كلاسيكي تميّزه لمسات من الذوق الفرنسي، وكسته بطلّة شرقية..
على مساحات مكشوفة في الفضاء الرحب، يربض هذا القصر فوق أرض تبلغ مساحتها 2700 متر مربع بارتفاع خمسة طوابق وسط فناء فسيح بمساحة 3000 متر مربع.
تحتل الصالونات حيزاً واسعاً من الطابق الأرضي مع إلغاء كل الحواجز البصرية ما بين الداخل والخارج وإضافة لمسات ناعمة والتركيز على المواد وجودتها.
صُمم الباب الرئيسي الكبير من خشب «الفانغيه» ليتزاوج مع لوحات من حجر رخامي طبيعي مزركش بالورود في دوائر مطعّمة بالكروم المعتق.
تزدهي أرض الردهة المرسومة بالرخام الإيطالي بباقة وردية من الموزاييك تتناغم مع الرخام بأنواع مختلفة، منه «الكريم مارفيل» و«الموزاييك» و«البونيتشينو» و«البلوباهيه» و«الأمبارادور»... لتشكّل معاً لوحة أرضية رائعة.
وفي مكان آخر يبرز باب خشبي كبير وكأنه لوحة منجّدة الأطراف وقد ازدانت بالزجاج الملون، وخبأت خلفها أنظمة وأجهزة كهربائية حديثة.
عراقة التصاميم تبرز في الصالونات ذات الأسلوب النيوكلاسيكي حيث الجلسات وثيرة والأرائك مخملية أو حريرية تتسلل إليها الألوان بخجل.
أما الأعمدة والقناطر التي تفصل الصالونات عن سائر الأقسام فقد نفّذت من الحجر الطبيعي وتم حفرها يدوياً. وتبدو أجزاء من مساحات الصالونات مفتوحة نحو الطابق العلوي منها.
صممت الأسقف من الخشب والجصّ لتنبعث منها الإنارة بعدما أُدخلت إليها مصنوعات من الزجاج الملوّن.
عند كورنيش الأسقف، تبرز زخرفات وقد اتخذت شكل كؤوس بنّية تحاكي ألوان الأرضية.
وفي الردهة الرحبة الرئيسة صُمّمت أرقى الموائد وأرفعها من رخام وغرانيت إيطالي وخشب «الونغي» الأميركي. يتمركز كونسول ومرآة مع كرسيي «برجار» أمام جدار مشغول بالرخام «الترافرتينو» الإيطالي الأصفر تجاوره فجوتان تبدوان كنافذتين داخليتين تبرز خلفهما غرفة الطعام الفرنسية بلونها الأحمر الداكن.
تبرز السلالم محاطة بـ«الفيرفورجيه» والنحاس ومزخرفة برسوم وردية تجاورها نوافذ زجاجية مختلفة الأحجام منفّذة من الزجاج الملون المطبوخ لتبدو كلوحات مضاءة!
اكتست بعض جدران الصالونات التي توزّعت على ارتفاعات مختلفة، باللون الأصفر وزيّنتها ستائر مشغولة بترف ودقّة.
وفي العودة إلى الردهة الرحبة الرئيسة، تبرز عند أسفل السلالم زاوية بلون الأحمر القاني، مخصصة لجلسات جانبية تليق بالمناسات الكبيرة أو الرسمية، حيث تتواصل السلالم لتنتهي عند ثريا رائعة من الكريستال.
وفي الجهة المقابلة، تبرز غرفة طعام بطراز فرنسي تتوسّطها طاولة مستطيلة تحيط بها كراس بلون البرغندي وتتدلى فوقها ثريا كبيرة تتلألأ بقطع من الكريستال البرّاق.
شمالاً، يطالعنا صالونان آخران، إضافة إلى غرفة شتوية مخصصة للمعيشة (الجلوس)، يطغى فيها اللونان الأزرق والبيج وتحاكي الطراز النيوكلاسيكي. وفيما تحتلّ حيزاً منها جلسة شبه دائرية، تشغل مدفأة من الحجر الطبيعي مع «فيترين» وتلفاز كبير حيّزاً آخر. وتميز السقف بديكور فريد تتدلى منه ثريا متلألئة بحبّات الكريستال البيضاء والزرقاء!
إلى الجوار، ثمة غرفة معيشة أخرى مخصصة للجلسات العائلية... وتبرز هذه الجلسات بشكلها المسنّن، وألوانها الأبيض والأسود والفضي، يرافقها كرسيا «بارجير» على الطراز الفرنسي.
وإلى شمال الغرفة تبرز واجهة عرض كبيرة تضم تلفازاً وصوراً وأكسسوارات...
يضم هذا الطابق غرفة نوم خاصة بالضيوف، بالإضافة الى حمام كبير خاص بالضيوف أيضاً ومنفّذ بتصميم كلاسيكي، مع لوحة موزاييك وستارة وباب متناغم مع الباب الرئيسي برخامه المزخرف بالورود.
المطبخ
إلى يمين الردهة الرئيسة، يبرز المطبخ «الروستيك» من الطراز الإيطالي مجهزاً بأحدث الأجهزة. وفي الوسط، طاولة مستديرة يعلوها الرخام وتحيط بها أربعة كراسٍ متجانسة.
ويتميز بجلسته الجانبية الهادئة، كما يربطه مدخل بحديقة غنّاءً.
غرف النوم
يحتضن الطابق العلوي غرف نوم العائلة، إلى جانب صالون فرنسي كبير يحتلّ مساحة يلفّها الفيرفورجيه الأنيق مع الخشب الصلب. وتتخلل أحد الجدران ثلاث فجوات منجّدة بقماش من اللون البرغندي مع إنارة تحولها لوحات نافرة عند جدار مطلي باللون الأصفر.
في غرفة النوم الرئيسة، يجثم سرير كبير بظهر منجّد، خلفه جدار بلون ذهبي مزركش ومطبّع بتقنيات رفيعة. وتضم هذه المساحة جلسة بطراز نيوكلاسيكي وتحتلّ الخزائن المطعّمة بالجلد هذا الركن، وهي خاصة بتوضيب الملابس.
وللغرفة حمام كبير من البورسولان الإيطالي مع جاكوزي للاستحمام والاستجمام!
الأزرق سيطر على غرفة نوم أخرى بدءاً من سقفها، نزولاً إلى الستائر ووصولاً إلى الأرائك، بينما اتخذ اللون الأبيض مكانته في خشب الأسرّة والخزائن بطراز كلاسيكي وزخرفات راقية تمتدّ إلى الحمام المجاور الخاص بالغرفة.
هذه المساحات الرحبة تنتهي بمطبخ عصري تتوافر فيه كل متطلبات العصر، يجاوره صالون حديث باللون الأبيض مزدان بأرائك زرقاء، كما تطغى على المكان مواد من العنصر البلوري الشفاف ليبدو أكثر عصرية، ويزيده البلاط بلونه الأزرق المعتّق بالذهبي جمالاً وسحراً.
يزدان هذا القصر من الخارج بالقناطر والزخرفات بطراز عربي ولمسات شرقية بحيث يترصّع بالحجر اللبناني الأبيض مكللاً بالقرميد الفرنسي، وتحيط به حديقة غنّاء تتوزع فيها جلسات وبرغولا... وافترشت أرض الحديقة الحشائش الناعمة تنتصب بينها الأشجار بأشكال مختلفة لتحيك عند أطرافها سوراً رائعاً بخضرته الدائمة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024