هذا هو الفحص الذي ينذرك بالأمراض التي قد تصابين بها مستقبلاً!
نعلم جميعاً أن نمط الحياة الصحي يساعدنا على الحد من خطر إصابتنا بأمراض معينة. لكن عندما يظهر الفحص الذي يسمح لنا باكتشاف احتمال إصابتنا بأمراض معينة، تصبح الامور أكثر جدية بحيث لا يكون هناك مفر من تلك الإجراءات الوقائية التي نعتمدها لنحمي أنفسنا من هذه الأمراض. الفحص الجيني هو الحل الوحيد لنكتشف معدل خطر إصابتنا بأمراض تهدد حياتنا.
وعلى ضوء نتيجته، وبمساعدة الطبيب حكماً، يمكن اتخاذ كل التدابير اللازمة للوقاية من الأمراض. د. ليلى لحود الاختصاصية بعلم الامراض والطب الوقائي توضح لنا كل التفاصيل المرتبطة بالفحص الجيني، وتشدد على أهمية الوعي والتوعية بشأن الفحص ليكون الشخص مستعداً لتقبل النتيجة والعمل على أساسها والتفاعل مع تعليمات الطبيب.
ما الذي يمكن اكتشافه من خلال الفحص الجيني؟
يتيح الفحص الجيني تحليل الحمض النووي بما يسمح باكتشاف مدى احتمال إصابة الشخص بمرض معين. علماً ان الدراسات تكون قد أظهرت أن المرض المعني مرتبط بجينات معينة فيسمح الفحص بتحديد احتمال الإصابة به، وتكون النتيجة أنه عرضة بشكل منخفض أو معتدل أو زائد استناداً إلى حسابات معينة وأرقام يحللها الطبيب. فالنتيجة عبارة عن احتمال الإصابة استناداً إلى إحصاءات وأرقام ودراسات.
هل يسمح الفحص بتحديد احتمال الإصابة بأي مرض كان؟
يمكن اكتشاف كل الأمراض أو معظمها من خلال الفحص الجيني، ويمكن تحقيق الكثير بفضل الطب الوقائي.
هل اكتشاف احتمال الإصابة بمرض من خلال الفحص الجيني يسمح بتجنب الإصابة بالمرض؟
لولا فائدة اكتشاف احتمال الإصابة لما وُجد الطب الوقائي. ثمة فائدة كبرى من الاكتشاف المبكر، وطرق عدة للوقاية، مما يسمح بإبعاد المرض الذي نكون عرضة للإصابة به. وإذا تبين في الفحص أن الشخص عرضة للإصابة بنسبة عالية فيساعده الطبيب على الوقاية وتجنب المرض.
ألا يؤدي هذا الفحص إلى حالة من الهلع والخوف والهواجس لدى الشخص المعني نتيجة اكتشافه أنه عرضة للإصابة بمرض معين؟
في الدرجة الأولى، يحدد الطبيب ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء الفحص أو لا، كما يساعد الشخص على الاستعداد لتقبل النتيجة مهما كانت، ويفسر له النتيجة عند ظهورها ليفهم معناها بوضوح.
من الضروري أن يشرح الطبيب للمريض كل شيء عن النتيجة وعن تداعيات الفحص وتأثيراته في حياته، ويدربه من ثم ليُحسن التعاطي مع الأمور ليكون في ذلك فائدة.
إلى أي مدى تعتبر نتيجة الفحص مؤكدة؟
نتيجة الفحص أكيدة، لكنه يتضمن احتمالات حول معدل الخطر فيتم العمل على أساسها للوقاية. وحتى إذا كان الخطر متدنياً، يتم العمل على تفعيل الجينات الجيدة للوقاية من المرض، وعلى الحد من فاعلية الجينات المؤذية بواسطة الأدوية وباتباع نمط حياة صحي. علماً أن بعض الأدوية والأطعمة تكون مناسبة في حالات معينة.
هل يُجرى الفحص الجيني في سن معينة؟
بقدر ما تكون السن التي يجرى فيها الفحص مبكرة، يكون ذلك أفضل لاتخاذ كل التدابير الوقائية اللازمة، خصوصاً في حالات معينة كما في حالة سرطان القولون مثلاً إذا كان موجوداً في العائلة، عندها يفضل إجراء الفحص للأولاد.
أما إذا كان سرطان القولون موجوداً بشكل متقطع في حالات في العائلة، فيمكن إجراء الفحص في العشرينات. لكن يبقى الأهم أن يتمتع الشخص الذي يجري الفحص بالوعي اللازم ليتقبل النتيجة ويعمل على أساسها ويتفاعل مع تعليمات الطبيب.
من هنا، فمن الأفضل أن يكون الشخص في سن معينة، ويكون ناضجاً ليتقبل النتيجة ويتبع التعليمات. تتطلب التوعية الكثير من النضج والصبر من الطبيب والشخص المعني، وعلى هذا الشخص أن يتخذ قراراً بإحداث تغييرات كثيرة في حياته استناداً إلى الفحص الذي يجريه.
هل ثمة أشخاص يكون الفحص بلا جدوى لهم وتظهر النتيجة أنهم ليسوا عرضة لأي مرض؟
ما من شخص لا يستفيد من الفحص الجيني. ففي النهاية نحن عرضة لأمراض معينة، ليس فقط السرطان وإنما أمراض عدة أخرى. وإذا تبين في الفحص أن الشخص عرضة بنسبة عالية فيمكن مساعدته وإنقاذه من خلال الوقاية اللازمة. أما إذا كان عرضة بنسبة قليلة فيمكن أيضاً اتخاذ تدابير معينة ليحمي نفسه من خلال نمط حياة صحي مثلاً. وتجدر الإشارة إلى أن الفحص قد يظهر الشخص عرضة للإصابة بأمراض معينة، وهذه الأمراض تقترب من أمراض أخرى وترتبط بها فيتم العمل على هذا الأساس.
كيف يُجرى الفحص؟
يجرى الفحص بأخذ عيّنة من اللعاب، ويجب أن يمتنع الشخص عن تناول الطعام قبل موعد إجرائه بنصف ساعة على الأقل، وأن يكون فمه نظيفاً، وألا تضع المرأة أحمر شفاه.
تُرسل عيّنة اللعاب هذه إلى مختبرات في الخارج كألمانيا مثلاً وتظهر النتيجة من 3 أسابيع إلى شهر. إذ إن الشخص الذي يطلب نتيجة تشمل كل الامراض ينتظر أكثر، لكن يمكن الحصول على النتيجة عامةً خلال شهر تقريباً.
هل يعتبر الفحص الجيني مكلفاً؟
تختلف تكلفة الفحص الجيني وفق ما يُطلب فيه، لكنها تبدأ عامةً بـ 650 دولاراً أميركياً.
لا يجرى الفحص لاكتشاف احتمال الإصابة بأمراض معينة فحسب، بل يمكن الاستناد إليه لخفض الوزن، كيف يمكن ذلك؟
ثمة أشخاص يعانون السمنة ويعجزون عن خفض أوزانهم بالحمية. يمكن اللجوء إلى الفحص الجيني الذي قد يظهر وجود مشكلة معينة في عملية حرق الدهون مثلاً أو السكريات. يساعدهم الفحص الجيني في اكتشاف ذلك فيعملون على هذا الأساس على خفض أوزانهم. كما قد يظهر انطلاقاً من ذلك استعدادهم لارتفاع معدل الكوليسترول أو السكر في الدم.
هل يمكن أن يُجرى الفحص الجيني مرات عدة؟
يجرى الفحص الجيني مرة واحدة في الحياة ونتيجته ثابتة لا تتغير. أما الفحوص التي تجرى للمراقبة لتظهر التحسن مع الوقت فمن الطبيعي أن تجرى بانتظام وبشكل دوري.
هل يسمح الفحص بالوقاية من أي مرض كان مهما كانت خطورته؟
يمكن أن يحمي الشخص نفسه نهائياً من المرض. فحتى بالنسبة إلى سرطان الرئة، إذا تبين أنه عرضة للإصابة به، يمكن اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ليحمي نفسه تماماً.
هكذا تحمين نفسك من سرطان القولون!
يعتبر سرطان القولون من أنواع السرطان التي ثبُت إمكان الوقاية منها باتباع النظام الغذائي الصحي، إضافةً إلى أهمية ممارسة الرياضة. في سبيل مكافحة هذا المرض، ثمة حاجة إلى اتباع نظام غذائي قليل الدهون، وتأمين المكونات الغذائية اللازمة للجسم من خلال الغذاء، لا بتناول المكملات الغذائية.
وكما بالنسبة إلى أنواع عدة من السرطان، يساهم الإفراط في تناول طعام معين في زيادة الخطر الناتج منه. كما ان ثمة علاقة ما بين السمنة والإصابة بسرطان القولون.
1 الحد من تناول اللحوم الحمراء
حتى اليوم لا يزال الحد من تناول اللحوم الحمراء من التوصيات الاساسية للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون. خلال 10 سنوات من تناول اللحوم الحمراء بشكل مفرط، يرتفع خطر الإصابة بسرطان القولون في قسمه السفلي بنسبة 30 أو 40 في المئة.
وتصبح المسألة اكثر خطورة مع اللحوم المصنّعة حيث قد تكون الكمية أقل حتى يرتفع الخطر بمعدل 50 في المئة. ومن اللحوم المصنّعة النقانق وشرائح الحبش... من هنا أهمية التركيز على النظام النباتي بشكل أساسي.
2 التركيز على الكالسيوم والفيتامين «د»
أظهرت الدراسات أنهما لا يساعدان في تقوية العظام فحسب، بل يلعبان دوراً مهماً في الوقاية من سرطان القولون. وأهم مصادر الكالسيوم: الحليب ومشتقاته والسردين والخضر الورقية الخضراء. أما أهم مصادر الفيتامين «د» فهي السلمون والسردين والبيض...
3 التركيز على الألياف
تعتبر الألياف سلاحاً أساسياً في مكافحة السرطان عامةً. كما أن التركيز على تناول الألياف يساعد على تسهيل عملية تصريف الطعام من الأمعاء، مما يخفف من نسبة السموم فيها. كما ان بعض أنواع الألياف تساعد على التخلص من بعض المواد المسببة لسرطان القولون.
4 ممارسة الرياضة
من المهم ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي نظراً الى وجود علاقة ما بين زيادة الوزن والإصابة بسرطان القولون وغيره من أنواع السرطان أيضاً.
5 الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون
بما أن الدهون تعد من المسببات الاساسية لسرطان القولون، يساعد التخفيف من تناولها على الحد من الخطر بنسبة كبيرة، خصوصاً في ما يتعلّق بتلك التي مصدرها حيواني. كما ينصح دائماً بالتركيز على الأطعمة التي مصدرها نباتي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024