أحمد جمال: رأيت الموت بعينيّ ونفسيتي تأثرت بعد الحادث
يؤكد أنه رأى الموت بعينيه بعدما تعرّض لحادث مروّع بسيارته، ويحكي عن الرسائل التي جاءته بعد هذا الحادث، كما يتكلم عن مشاركته في حملة «أنا أقوى من المخدرات». النجم أحمد جمال يحدّثنا عن ألبومه الأخير، والنجوم الذين هنأوه، وسبب تصوير أغنيته الأخيرة في أوروبا، وإحساسه بعد تركيز البعض على «الموديل» الجميلة التي ظهرت معه أكثر من تركيزهم على الأغنية نفسها، ويكشف عن دعائه لشيرين عبدالوهاب، والطفلة التي دعمها في «ذا فويس كيدز»، ورسالته لأعداء نجاحه.
- في البداية نريد أن نطمئن إلى حالتك الصحية بعد تعرضك لحادث بسيارتك...
الحمد لله أنا بخير، لكنني تعرضت لحادثين في أسبوع واحد، وأعتبر ذاك الأسبوع الأسوأ في حياتي، لأنني رأيت الموت بعينيّ، لكن العناية الإلهية أنقذتني، ورغم صعوبة ما حدث لي وتأثيره في حالتي النفسية، إلا أن تعليقات الجمهور وآلاف الرسائل التي وصلتني بعد الحادث، جعلتني أشعر بمدى محبة الناس لي وحرصهم على الاطمئنان إليَّ، وكل ما يمكنني قوله الآن، إنني بخير ولم أتعرض لأي إصابة، لكن سيارتي تضررت كثيراً بسبب الحادث، وهذه مشيئة الله في النهاية.
- شاركت أخيراً في حملة «أنا أقوى من المخدرات»، فما الذي حمسك لهذه الخطوة؟
الهدف النبيل من الحملة كان سبباً كافياً لكي أشارك فيها من دون أي تردد، فهذه الحملة لا تهدف إلى مكافحة إدمان المخدرات فقط، بل تحاول تشجيع المتعافين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وتحذّرهم من العودة إلى الإدمان مرة أخرى.
ولا أشعر بالسعادة لمشاركتي فقط بهذه الحملة، وإنما بالفخر أيضاً، إذ تهدف المشاركة المعنوية الى مساعدة المحتاجين ودعمهم، حيث طرحت أغنية «قوم اختار حياتك» كدعم للمتعافين من إدمان المخدرات.
- بعد مرور أشهر عدة على طرح ألبوم «يلا نعيش»، كيف تقيِّم هذه التجربة؟
تجربة رائعة أضافت إليّ الكثير وتعلمت منها أشياء مفيدة، وزادت من ثقتي بنفسي، وتقدمت من خلالها خطوة إلى الأمام. بصراحة، التحضيرات الخاصة بهذا الألبوم استغرقت أكثر من عام، وبذلت جهداً تعجز الكلمات عن وصفه، ورغم ذلك كان من الصعب عليَّ توقع ردود أفعال الجمهور حول أغاني الألبوم، لكنها جاءت في النهاية إيجابية، فنسب الاستماع على «اليوتيوب» عالية، ورغم القرصنة، تمكن الألبوم من تحقيق مبيعات جيدة، كما أؤمن بأن لكل مجتهد نصيباً، وما زلت أحصد نتائج هذا الجهد حتى الآن.
- من هم النجوم الذين حرصوا على تهنئتك بعد نجاح الألبوم؟
بعد مرور أيام على طرح الألبوم، فوجئت بعدد كبير من النجوم يتصلون بي، أو يتواصلون معي من خلال «فايسبوك» و «تويتر»، لتهنئتي بالألبوم والإشادة بالأغاني التي يتضمنها، ولا أريد أن أنسى أحداً، لكن من أبرز النجوم الذين هنأوني: محمد حماقي وتامر حسني ونانسي عجرم وصابر الرباعي ومصطفى قمر ورابح صقر ورامي جمال.
- ما أكثر نقد أزعجك حول الألبوم؟
لم تكن للجمهور أي ملاحظات سلبية على الألبوم سوى تأخره، فالمستمعون كانوا يريدون مني أن أطرحه في أقرب وقت ممكن، لكن شركة الإنتاج كانت لها وجهة نظر أحترمها وأتفهمها جيداً. أما في ما يخص النقاد، فلم أسمع أي تعليق مزعج منهم. وبمناسبة الحديث عن النقد، أؤكد أنني أكثر شخص ينتقد نفسه ويشعر دائماً برغبة في تقديم الأفضل.
- ما أفضل تعليق وصلك؟
ما قاله لي الموزع الموسيقي طارق مدكور لا يمكن أن أنساه أبداً، فبعدما استمع الى الألبوم كاملاً، اتصل بي على الفور مؤكداً أن صوتي يزيد من جمال أي أغنية. وهذا التعليق أسعدني كثيراً.
- ما أقرب أغنية إلى قلبك؟
«خط الحياة»، لأنها تحكي عن معاناة كل شخص في الدنيا، وأشعر بأن هذه الأغنية تمسّ قلب كل شاب في مجتمعنا، كما تمسني شخصياً، إذ واجهت صعوبات كثيرة في حياتي، وتعلمت من أخطائي، وكل يوم يمرّ عليَّ أتعلم منه درساً جديداً في الحياة.
- أغنية «بطلنا اللي يعطلنا» من أبرز الأغاني التي حققت نجاحاً كبيراً... لكن لمن تقول هذه العبارة؟
هذا صحيح، وأشعر بأنها واحدة من الأغاني الأكثر نجاحاً في الألبوم، لأن العبارة نفسها مأخوذة من الشارع المصري وتُستخدم بكثرة، كما أقولها لكل شخص يحاول تعطيلي فنياً أو يقف أمام نجاحي ويحاول أن يؤذيني بأي طريقة، وأقول لأعداء نجاحي «بطلنا اللي يعطلنا».
- هل تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤشراً لقياس مدى نجاح أغاني الألبوم؟
هي ليست المعيار الوحيد، لكن «فايسبوك» و«تويتر» مؤشران هامان يعكسان آراء الشارع المصري والعربي في الألبوم. فمن خلال متابعة نسب مشاهدة كل أغنية يمكنني معرفة أذواق الجمهور والتعرف بسهولة على أقرب أغنية الى قلوبهم.
- ما سبب تصوير معظم أغانيك في أوروبا؟
الخطوة جاءت من باب التجديد والتغيير، خاصة أن هناك أغاني كثيرة كنت قد صوّرتها في القاهرة وشرم الشيخ، ولذلك كان لا بد من البحث عن مكان مختلف، ولم نجد أنسب من هولندا لتصوير أغنية «اضحكي»، وقد فاقت ردود الأفعال على الأغنية كل توقعاتي، ولا تزال نسب مشاهداتها في ازدياد مستمر.
- لكن ألم تنزعج من التعليقات الكثيرة التي ركزت على «الموديل» التي ظهرت معك في الكليب والحديث عن شدة جمالها؟
بالعكس، فالعارضة ساهمت في نجاح الأغنية بسبب أدائها التمثيلي الرائع، بالإضافة إلى جمالها، لكن الكلمات واللحن والتوزيع لعبت الدور الأبرز في نجاح هذه الأغنية، وأكبر دليل على ذلك أن الأغنية بعيداً من الكليب حققت نسب استماع تجاوزت العشرة ملايين، وكنت أهدف من خلالها الى إسعاد قلوب المشاهدين في وقت يمر فيه الوطن العربي بظروف صعبة.
- تمتلك موهبة التلحين، فلماذا لا تلحن لغيرك من الفنانين؟
ما من سبب، والأمر غير مقصود، لكن إذا شعرت بأن لديَّ لحناً يناسب أي فنان فلن أتردد في عرضه عليه، كما أحرص على الاستعانة بألحاني لنفسي، ففي ألبوم «يلا نعيش»، شاركت في تلحين ثلاث أغنيات واكتفيت بها، لأنني أحب التنويع والتجديد.
- تربطك علاقة طيبة بالنجمة شيرين عبدالوهاب، فكيف استقبلت قرار اعتزالها وتراجعها من ثم عنه؟
أول ما فعلته أنني تضرعت إلى الله أن يوفقها ويكتب لها الخير في كل شيء، ويفرّج همّها، لأنني شعرت بأنها تمرّ بمرحلة صعبة في حياتها، كما لم أتمكن من استيعاب قرار اعتزالها الفن، وسعدت كثيراً بتراجعها عنه، لأن شيرين صوت رائع لن يتكرر أبداً، وهي ظاهرة فنية فريدة من نوعها.
- ما رأيك ببرنامج «ذا فويس كيدز»؟
أكثر من رائع، وكنت متابعاً جيداً له لأسباب عدة، أوّلها أنني أحترم كل ما تقدمه شبكة قنوات «إم بي سي»، لأنها تختلف عن الآخرين دائماً وتقدم برامج هادفة.
أما السبب الثاني الذي دفعني لمشاهدة هذا البرنامج فهو عشقي للأطفال، فهم نقطة ضعفي الوحيدة في الحياة، وأصواتهم كانت رائعة وعشقت شكلهم على المسرح، لكنني دعمت في الحلقات النهائية جويرية، لأن صوتها أكثر من رائع وشعرت بأنها تستحق اللقب.
- ما الألبومات الغنائية التي نالت إعجابك؟
رغم انشغالي بالألبوم وإحياء الحفلات، إلا أنني كنت متابعاً جيداً لكل ما يحدث في سوق الغناء. وبصراحة هناك ألبومات كثيرة أعجبتني، أبرزها ألبوما سميرة سعيد وأنغام، وأيضاً ألبوم «عمره ما يغيب» لمحـمد حماقي.
- هل بدأت التحضيرات لألبومك الغنائي الجديد؟
أعتقد أن لا بد من التركيز على الأغاني «السينغل» في الفترة المقبلة، وقد طرحت منذ فترة أغنية وطنية بعنوان «تحيا مصر»، كلمات تامر حسين وألحان عمرو مصطفى.
- يُقال إن الفنان لا يتأثر بالقرصنة الإلكترونية، فما رأيك بذلك؟
غير صحيح، فالفنان يتأثر بشدة، لكن بشكل غير مباشر، فتسريب الأغاني على المواقع الإلكترونية يلحق خسائر مادية فادحة بشركات الإنتاج، وبالتالي تتعرض للإفلاس، مما يؤثر بعد ذلك في سوق الكاسيت والمطربين، لكنني آمل أن تحلّ هذه المشكلة، ويتم إغلاق أي موقع إلكتروني يسرق الأغاني بدون أي وجه حق.
- أعلنت أكثر من مرة عن استعدادك لخوض تجربة التمثيل، فمتى ستُقدم على هذه الخطوة؟
العروض كثيرة، لكنها لا تزال في طور الدراسة، كما أنني لن أتخذ أي خطوة إلا إذا كنت واثقاً من نجاحها الأكيد، فأنا لا تشغلني البطولة المطلقة أو البطولة الجماعية، وكل ما يهمني هو تقديم دور جيد يحمل رسالة هادفة ويضيف الى خبراتي الفنية.
- ما هي محاذيرك في التواصل مع جمهورك على «فايسبوك» و «تويتر»؟
الجمهور هو عائلتي الكبيرة التي تدعمني باستمرار. ورغم ذلك، لا أحب التحدث عن حياتي الخاصة من خلال «تويتر» أو «فايسبوك»، لأنني رجل يعشق الخصوصية.
- كيف تسير علاقتك بالوسط الفني؟
جيدة جداً، وأحرص دائماً على التواصل مع أبناء جيلي، لكنني لا أحب السهر أو المشاركة في كل المناسبات، لأنني شخص «بيتوتي» وأفضل البقاء في المنزل.
- من هو الشخص الذي يعود إليه الفضل في دخولك مجال الغناء؟
الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، فقد عشقت الطرب بسبب صوته وألحانه وأغانيه، فهو ليس مجرد فنان أستمع الى صوته، وإنما قدوة تعلمت منه الكثير، فتاريخه الفني كافٍ لإعطاء أي فنان دروساً كثيرة في الطرب.
- من هم الذين تحرص على الاستماع الى أغانيهم؟
عمرو دياب ومحمد منير وتامر حسني ومحمد حماقي، فهم من أهم النجوم في مصر والوطن العربي. ومن المطربات، أعشق صوت أنغام وإحساس شيرين، وأحب الاستماع أيضاً الى أغاني آمال ماهر وجنّات.
- أي مشكلة تواجهك في الحياة وتتمنى أن تتخلص منها؟
شعوري بأن حياتي تُسرق مني بسبب انشغالي الدائم بالغناء والفن. فرغم عشقي لمهنتي، أشعر بالخوف من المستقبل، وأن تمر أيامي من دون أن أهتم بحياتي الخاصة، فالنجاح في العمل لا يحقق السعادة الكاملة، ولا بد من أن يخصص الإنسان وقتاً للاسترخاء بعيداً من ضغوط العمل.
- هل خطوة الزواج مؤجلة؟
تأجيل الزواج قرار يصعب اتخاذه، لأنني إذا وقعت في الحب فلن أتمكن من تنفيذه مهما حدث، لأن الحب أقوى من أي قرار في الحياة.
- من هي أجمل امرأة في العالم برأيك؟
الفتاة المرحة التي تحب إسعاد من حولها وتحاول أن تتجنب النكد... أتمنى الارتباط بفتاة تحمل هذه الصفة، وتكون ذكية ومثقفة، وغيرتها طبيعية وغير مبالغ فيها، حتى تتعامل مع مهنتي بتفهّم، كما لا يشغلني أن تكون من داخل الوسط الفني أو خارجه، وكل ما يهمني أن تتحلى بهذه الصفات.
- درست الصيدلة وكان حلم والدك أن تعمل في هذا المجال، فهل تخليت عن هذا الحلم من أجل الفن؟
أبداً، لكنني قررت التركيز حالياً على الغناء وعدم الانشغال بأي شيء آخر. بالطبع لن أترك مجال الصيدلة، لأنني قضيت أكثر من خمس سنوات من عمري في التخصص في هذا المجال الذي أحبه، كما حققت أمنية والدي من خلال الالتحاق بهذه الكلية، لكن الفن يتطلب مني اليوم التفرغ التام له.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024