علاء قاسم: لا يهمني النجاح الموقت بشخصية واحدة
برع في العديد من الأدوار ولعل أبرزها أدوار البيئة الشامية، ورغم ذلك لم ينل فرصته التي يحلم بها في تقديم دور مميز يناسب موهبته وحضوره الذي أجمع عليه الكل... هذا العام يشارك في الدراما والسينما ويعد جمهوره بمفاجأة من العيار الثقيل... إنه الفنان علاء قاسم خرّيج المعهد العالي للفنون المسرحية، وزوج الفنانة شكران مرتجى، الذي حدثنا عن مشاركاته الفنية المتعددة، رافضاً في المقابل التطرق الى حياته العائلية الخاصة في هذا الحوار..
- بداية، حدثنا عن مشاركتك في مسلسل البيئة الشامية «عطر الشام»؟
«عطر الشام» مسلسل للكاتب مروان قاووق، ومن إخراج محمد زهير رجب وإنتاج شركة قبنض، وأؤدي فيه شخصية «كداس» الذي يمثل محور الشر في العمل بحيث تجتمع فيه جملة من الخصال السيئة كالكذب والانحراف والابتزاز والخداع والنفاق في سبيل تحقيق مصالحه المادية في الدرجة الأولى، لكنني كعلاء أضيف بعض الصفات الإنسانية انطلاقاً من قناعتي بأن ليس هناك شخصية خيّرة أو شريرة بالمطلق.
- رأيناك أخيراً في أكثر من عمل بيئة شامية... كممثل هل أنت مقتنع بهذه الأعمال وما رأيك بها؟
كفنان قد تكون لي وجهة نظري الخاصة في أعمال البيئة الشامية، إلا أنها في الواقع ليست متشابهة ولا تحمل المنطق ذاته، وهناك أعمال مختلفة كمسلسلات: «حرائر، وطالع الفضة، وأبواب الريح»... كلها أعمال تقدم دمشق بطريقة مختلفة عن البيئة الشامية المتعارف عليها، لكننا محكومون في النهاية بعملنا ورأس المال الذي يتحكم بطبيعة العمل ومكانه ونوعه وتوجهه الخاص وعرضه، سواء أكان الرأسمال وطنياً أم وافداً من محطة تحتاج الى جمهور من أجل الدعايات.
- وماذا عن مشاركتك في الفيلم السينمائي «الأب»؟
فيلم «الأب» هو تجربتي السينمائية الثانية مع باسل الخطيب بعد فيلم «سوريون»حيث أجسد شخصية المقدم «عيسى»، وهو إنسان محب للناس والوطن، ويضحّي بروحه دفاعاً عن قناعاته في سبيل حماية أهل القرية الموكل الدفاع عنها... وكانت تجربة جميلة جداً.
- رأيناك هذا العام من خلال أكثر من تجربة سينمائية، سواء في فيلم «سوريون» أو «الأب»... أيهما وجدته أكثر متعة بالنسبة إليك كفنان: الدراما أم السينما ولماذا؟
إذا أردنا المقارنة بين الدراما والسينما، نكون مجحفين بحق الدراما، لأن السينما أكثر متعة كحالة وأداء وطريقة ولغة وصورة ولحظة وتكثيف، فهي ليست محكومة بالمنطق المادي الذي يتحكم بالعمل التلفزيوني، خاصة أن السينما السورية هي من إنتاج القطاع العام.
وعملياً، السينما حالة خاصة، وأي ممثل يتمنى العمل في السينما بصورة ثانية وشاشة مختلفة، وألا يكون إحدى المواد الاستهلاكية التي تقدمها المحطات التلفزيونية، هذا طبعاً مع احترامي للكثير من الأعمال الدرامية التي تقدم أفكاراً هامة.
- ما رأيك بمستوى الدراما السورية في الموسم الماضي بشكل عام؟
تعيش سورية أزمة حقيقية، ولا يمكن أن نختبئ وراء أصابعنا أو نحجب الشمس، والدراما مثلها مثل باقي مرافق الحياة الاقتصادية والاجتماعية تعاني هذه الأزمة، وبالتالي الدراما وصنّاعها يعملون ضمن الإمكانيات المتاحة وفي ظل الوضع العام الذي يعيشه البلد.
وفي رأيي، ما تم تقديمه خلال سنوات الأزمة، يمكن اعتباره جيداً رغم تراجع المستوى الذي اعتدناه في الدراما السورية.
- ما سبب تراجع الدراما السورية في السنوات الأخيرة؟
من الطبيعي أن تتراجع الدراما، فهي أحد قطاعات الإنتاج في البلد، والأزمة أثرت في جميع قطاعات الإنتاج.
- ما هي معايير النجومية في الوسط الفني السوري؟
معايير النجومية في الدراما السورية غريبة جداً. وبرأيي أن النجم هو من يتمكن من النجاح والاستمرار في نجاحه... وهذا الشخص يمكن أن نسمّيه نجماً بالمعنى الحقيقي للكلمة.
- هل سياسة توزيع الأدوار تحكمها العلاقات؟
يرتبط التوزيع بعوامل عدة، منها العلاقات والقدرة الفنية، ولكنه في الأغلب يرتبط بعوامل شخصية مبنية على أساس غير موضوعي.
- هل تحب العمل مع مخرجين أكثر من غيرهم؟
أحب العمل مع المخرجين الذين يفكرون هم بالعمل معي، أو المخرجين الذين عملت معهم من قبل. لا أستطيع ذكر أسماء معينة، لكن أحبذ العمل مع المخرج الذي أتمكن من تحقيق نتائج مهمة معه وأستفيد من كونه مخرجاً مهماً، ويستفيد هو في المقابل من خبرتي.
- هل تعتقد أنك لم تنل فرصتك الحقيقية بعد؟
يمكن القول إن الفرصة الحقيقية لا يستطيع الممثل وحده اقتناصها، لأنها تحتاج إلى دعم من مختلف مفاصل العمل الفني وصولاً إلى المحطة العارضة. وبالنسبة إليّ، أنا سعيد جداً بما أقدمه درامياً، ولا يهمني النجاح الموقت بشخصية واحدة، لأن النجاح والفرصة الحقيقية يتمثلان في الاستمرار بما أسعى إليه.
- متى سنرى علاء قاسم بدور أول؟
في القريب العاجل سيراني الجمهور بدور البطولة الأولى في عمل ضخم ومختلف.
- هل من عمل درامي محدد نال إعجابك في الموسم الماضي ووجدت أنه يتمتع بمواصفات النجاح؟
أكثر عمل أعجبني العام الماضي هو مسلسل «غداً نلتقي» من إخراج رامي حنا، فهو عمل جميل وممتع... إضافة إلى مسلسل «شهر زمان» الذي عرض خارج موسم رمضان، فهو مسلسل هام على مستويات عدة.
- في الموسم الماضي شاهدنا العديد من الوجوه الشابة على الشاشة، هل أُعجبت بأداء أحدهم؟
أعجبتني الممثلة حلا رجب، فهي ممثلة ممتازة وتملك في الوقت نفسه أخلاقاً عالية وموهبة مميزة.
- من أعجبك من النجوم والنجمات في الموسم الماضي؟
النجمة سلاف فواخرجي، وكذلك النجم أيمن زيدان، فالاثنان أبدعا في مسلسل «حرائر».
- هل تعتقد أن مشاركة الفنانين اللبنانيين في الدراما السورية والمشتركة قد سحبت البساط من تحت أقدام الفنانين السوريين من حيث حجم المشاركة ونوعيتها؟
إطلاقاً ، فالفنان السوري له نكهة وطريقة خاصة في الأداء لا تشبه أي فنان آخر، مع احترامي ومحبتي للزملاء المصريين واللبنانيين والخليجيين الذين بذلوا مجهوداً كبيراً وحققوا نتائج جيدة.
- أخيراً، هل تتابع الرياضة وكيف تقضي أوقات فراغك؟
أشجّع فريق برشلونة الإسباني، وأفضّل متابعة البرامج السياسية وبرامج «التوك شو» في أوقات فراغي...
ما رأيك بالدراما المشتركة ولماذا أنت بعيد عنها؟
بالنسبة إلى الدراما المشتركة التي انطلقت منذ سنتين أو ثلاث، أرى أنها شكل من أشكال الموضة، ومن الممكن أن تستمر لسنوات قليلة تتغير بعدها. فهي شكل فني جديد أكثر من كونها مضموناً، وأشبه بظاهرة مؤقتة، وطالما أنها مؤقتة فهي لا تحتاج إلى تقييم... وأنا بعيد عن الأعمال المشتركة، لأن جميع الأدوار التي عرضت عليّ لم تكن مناسبة أو حتى تلبي طموحاتي، لكن إذا كان هناك عمل مناسب فمن الممكن أن أشارك فيه.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024