تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

يسرا: عانيت من أشخاص حاولوا إقحام أنفسهم في حياتي

تعترف بأنها لا تخشى في المنافسة إلا نجماً واحداً فقط، ودونه تشعر وكأنها تنافس نفسها. الفنانة يسرا، تحدثنا عن مسلسلها الجديد «رصاصة رحمة»، بعد غيابها عن دراما رمضان العام الماضي، وتكشف عن العمل الذي يجمع بينها وبين منة شلبي، وتتناول علاقتها بزوجها خالد سليم، وسبب عدم ظهوره معها في المناسبات الفنية، وأسباب عدم امتلاكها حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعاناتها من محاولات البعض التدخل في حياتها، وتدلي باعترافات أخرى جريئة وصريحة في حوارنا معها.


- تشاركين في دراما رمضان هذا العام بمسلسل «رصاصة رحمة»، فما الذي جذبك اليه؟
سعيدة بعودتي إلى الدراما الرمضانية بعدما غبت عنها العام الماضي لعدم توافر السيناريو المناسب لي، وتحمست كثيراً لفكرة مسلسل «رصاصة رحمة»، لأنه يناقش إحدى القضايا الهامة بطريقة مختلفة لم تقدم من قبل في الدراما، كما يحمل خيوطاً درامية قريبة من الواقع. فمحور المسلسل يدور على الوجوه المتعددة للبشر، فكل شخص يحمل في داخله نسبة من الخير والشر، ويضع على وجهه أكثر من قناع، وأحياناً يتغلب أحد الوجوه على الأخرى من دون أن يكتشف ذلك الجميع، وأجسد في العمل شخصية امرأة تعاني عقدة نفسية، لكنها تتعامل مع المحيطين بشكل طبيعي وتخدع الكثيرين بطريقتها وأسلوبها.
كما شجعني على خوض التجربة، ظهوري بأداء تمثيلي مختلف تماماً، فربما أظهر بشكلي الذي اعتاد عليه الجمهور، لكن طريقة الأداء ستفاجئ الكثيرين، خصوصاً أن الشخصية تقترب من الشر، من دون أن تُظهر ذلك في بداية الحلقات، لكنها تتحوّل وتتغير مع تطور الأحداث.

- معنى ذلك أن المسلسل يتحدث عن الأمراض النفسية وكيفية علاجها؟
العمل يستعرض حالة من حالات المرض النفسي التي يعانيها الكثيرون في مجتمعنا، وهي إعطاء البعض الحق لأنفسهم بالحكم على الآخرين، لأنهم يرون أنفسهم الأفضل، في حين أن لكل منا أخطاءه وعيوبه، ولا يوجد شخص كامل.
كما نركز على مشكلة يعانيها معظمنا، وهي عدم القدرة على قراءة الأشخاص الذين نتعامل معهم، وفهم دواخلهم، والحكم على الآخرين على أساس الشكل أو الأشياء الظاهرة والتي غالباً ما تخدع، لذا يتضمن العمل رسالة توعية تساعدنا على تقييم علاقاتنا الإنسانية ومعرفة كيفية اختيار الأفضل بينها.

- وهل شاهدتِ شخصيات مشابهة لدورك في الواقع؟
تعاملت مع العديد من الشخصيات المشابهة للشخصية التي أجسدها ضمن أحداث المسلسل، وعانيت بسببهم كثيراً في حياتي، لأنهم يعطون أنفسهم حق التدخل في حياتك من دون أن تسمح لهم بذلك، وكنت أحاول تجنب هذه الفئة من البشر وإخراجهم من حياتي حتى لا أتعرض للأذى الناتج من تصرفاتهم المترتبة عن مشاكلهم النفسية.
فهذا العمل نابع من قصص حقيقية ومواقف مررنا بها جميعاً مع أشخاص نتعامل معهم في حياتنا.

- البعض يرى أنكِ تكررين نفسك نظراً الى التقارب الكبير بين فكرة هذا المسلسل، ومسلسلك «خاص جداً»، فما تعليقك؟
هناك اختلاف كبير بين المسلسلين في طريقة التناول والمعالجة، وسيتضح هذا عند عرض «رصاصة رحمة» في رمضان المقبل.
فمسلسل «خاص جداً» يناقش المرض النفسي، لكن بأسلوب طبي، وكنت أقدم شخصية طبيبة نفسية تعالج المرضى، بينما في العمل الجديد أجسد شخصية امرأة تعاني أمراضاً نفسية، وتكون محور الأحداث.
كما أن هذا المسلسل لا يتشابه مع أي عمل فني قدمته من قبل، لا من قريب ولا من بعيد، حتى إنه لا يتقارب مع أي أعمال درامية أخرى، إذ يحمل تفاصيل وأحداثاً مشوقة في إطار اجتماعي إنساني.

- ما سبب تغيير اسم المسلسل من «خيط حرير» إلى «رصاصة رحمة»؟
نحاول الوصول الى عنوان يقترب من موضوع المسلسل، ولم نستقر بعد على اسم العمل النهائي، ولا نزال في طور البحث واختيار الأنسب.
ورغم أن «رصاصة رحمة» يعكس كثيراً المضمون، فما زلنا نطرح أسماء بديلة ونتناقش فيها كفريق عمل، لكننا استبعدنا «خيط حرير» تماماً، لأنه لا يتلاءم مع أحداث المسلسل، كما لاحظنا أنه أطلق من قبل على اسم أحد البرامج التلفزيونية، وهذا أمر طبيعي يحدث في معظم الأعمال الفنية للوصول إلى أفضل عنوان يمكن أن يكشف الفكرة العامة للمشاهد.

- كيف تقيّمين العمل مع المخرج هاني خليفة، خصوصاً أنها التجربة الأولى له في عالم الدراما؟
هاني من المخرجين الذين يمتلكون رؤية إخراجية وموهبة عالية، لذا حقق العديد من النجاحات في السينما على مدار السنوات الماضية، وسعيدة بالعمل معه لأنه يمتلك إحساساً غير طبيعي، ويركز في كل تفاصيل المسلسل لتقديم عمل مميز وراقٍ، كما أنه قادر على استفزاز الممثل لإخراج كل طاقاته الفنية، وأتمنى أن يؤدي تعاوننا معاً إلى تقديم عمل فني يحترم عقلية المشاهد.
أيضاً لا أخفي سعادتي الكبيرة بالتعاون مع باقي فريق العمل، وأبرزهم شيرين رضا وزكي فطين عبدالوهاب وسيد رجب، ومن النجوم الشباب نجلاء بدر وهاني عادل.

- أيضاً تعودين للعمل مع المنتج جمال العدل بعد فترة من الغياب...
(قاطعتني قائلة) شركة «العدل غروب» هي بيتي الذي لا أستطيع الاستغناء عنه أبداً، لكن جعلتني الصدفة على مدار السنوات الأربع الماضية أقدم أعمالاً فنية بعيداً عنهم، لكنني أشعر بالراحة النفسية في عملي الجديد لأنني أتعاون معهم، لأنهم يسعون الى توفير كل الإمكانيات لتقديم عمل فني محترم، ويساعدون الفنان على التفرغ للتركيز فقط في دوره وعدم التفكير في التفاصيل الأخرى، وهذا هو سر نجاحهم في جمع النجوم الكبار وتحقيق النجاح الضخم معهم.

- وما حقيقة ما تردد عن وجود خلافات بينك وبين المؤلفة مريم ناعوم، مما جعلها تعتذر عن استكمال كتابة المسلسل؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وعلاقتي بمريم جيدة جداً ولا تشوبها أي مشاكل، بل أكنُّ لها كل الاحترام والتقدير على المستويين الشخصي والمهني، وكنت أتمنى أن تكمل المسلسل، لكنها مشغولة بكتابة أعمال فنية أخرى، منها مسلسل «سقوط حر»، بطولة نيللي كريم، الذي سيعرض في الموسم الرمضاني أيضاً، وبحكم انشغالها فضّلت الاعتذار عن العمل، وأحترم رغبتها في ذلك، وقد تمت الاستعانة بمؤلفين شابين هما أمين جمال وعبدالله حسن، وأتمنى لها النجاح في أعمالها الفنية الأخرى، كما أنتظر أن يجمعنا عمل فني مميز، سواء أكان مسلسلاً أم فيلماً.

- كيف ترين المنافسة بين الأعمال الدرامية في رمضان المقبل؟
لا أخشى منافسة أحد في رمضان باستثناء الزعيم عادل إمام، وبخلاف ذلك أعتبر أنني أنافس نفسي ولا أفكر في الأعمال الأخرى، بل كل ما يشغلني هو خروج عملي بأفضل صورة ممكنة، وأن ينال رضا الجمهور وإعجابه. وبالنسبة الى الزعيم فهو حالة فريدة ولا يمكن أن تتكرر، ومن أكثر الفنانين الذين أحرص على متابعة أعمالهم الفنية، سواء في السينما أو التلفزيون، وأنتظر مشاهدة مسلسله الجديد «مأمون وشركاه» الذي أتوقع له النجاح الكبير كعادة أعمال الزعيم.

- ما نوع العلاقة بينكما الآن؟
علاقتنا تعدّت الصداقة بمراحل، فهو على المستوى الإنساني من أقرب الشخصيات الى قلبي، ودائماً ما نحرص على التواصل والاطمئنان إلى أحوال بعضنا بعضاً.
أما على المستوى المهني فأفتخر بأنه أكثر فنان جمعني به «دويتو» في السينما، حيث قدمنا معاً سبعة عشر فيلماً من أمتع الأعمال بالنسبة إليّ، وأتمنى أن أقدم معه أعمالاً فنية جديدة، لأن الوقوف أمامه شيء رائع وله متعة خاصة.

- هل يمكن أن تكرري تجربة تقديم أعمال درامية خارج السباق الرمضاني؟
لا أفكر في هذا الأمر حالياً، لكنني خضت التجربة العام الماضي مع مسلسل «سرايا عابدين»، وحقق نجاحاً ضخماً على مستوى الوطن العربي كله، والمخرج عمرو عرفة هو من شجعني على خوض التجربة، لأنها كانت تمثل مغامرة بالنسبة إلي، خصوصاً أنني اعتدت على عرض أعمالي في الموسم الرمضاني، واليوم هناك عدد من المسلسلات التي تنتج للعرض في توقيتات مختلفة من العام وتحقق نجاحاً مع الجمهور، والمهم في النهاية هو البحث عن إمتاع المشاهد وتقديم وجبة درامية مميزة له، بعيداً عن النظر إلى توقيت عرضها.

- هل تحضّرين حالياً لأعمال سينمائية جديدة؟
أستعد لفيلم «أهل العيب» من تأليف تامر حبيب وإخراج هادي الباجوري، وتشاركني بطولته الفنانة منة شلبي، وتم الانتهاء من كتابته، لكن لم يُحدد بعد موعد بدء تصويره، خصوصاً لانشغالي بتصوير مسلسلي الجديد، والذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي، وأقدم من خلاله شخصية مختلفة ستكون مفاجأة لجمهوري، كما لا أريد الخوض في تفاصيله حتى يكتمل فريق العمل ونبدأ في تصوير مشاهده الأولى.

- ما شعورك بعد حصولك على جائزة التميز في الدورة الأولى من مهرجان جوائز السينما العربية «الأوسكار العربي»؟
سعيدة جداً بتلك الجائزة وفخورة بها، لأنها تأتي عن مجمل أعمالي التي قدمتها طوال مشواري الفني، وقد عبّرت لحظة تسلّمي الجائزة بأنني لم أفعل شيئاً في حياتي حتى الآن، وما زال أمامي الكثير من الطموحات والأحلام التي أرغب في تحقيقها، فالإنسان لا يستطيع أن يكمل حياته بلا طموح وأمل في تقديم الأفضل، كما أبذل في كل عمل فني جديد قصارى جهدي لكي أحقق النجاح وكأنني أمثّل للمرة الأولى، وهذا الأمر في حد ذاته يشعرني بمتعة الاجتهاد والتعب.

- أعلنتِ في الحفلة أنكِ تفكرين في العودة الى الغناء، فهل تخططين لذلك؟
كان يقدم لي الجائزة الفنان القدير والقريب الى قلبي عزت أبو عوف، وحينها تذكرت الأغنية التي قدمتها معه من قبل في فرقته «فور إم»، وقلت له سأغني معك مرة ثانية إذا عدت الى الغناء أنت وفرقتك، فهو من أقرب أصدقائي ومن الأشخاص الذين لا أستطيع أن أرفض لهم طلباً، كما أنني أحب الموسيقى بعامة وتؤثر فيَّ كثيراً، هذا بالإضافة إلى إعجابي بتجاربي الغنائية، خصوصاً أنها حققت نجاحاً وتفاعل معها الجمهور.

- تم اختيارك أخيراً من جانب الأمم المتحدة لتكوني سفيرة للنوايا الحسنة لمحاربة مرض الأيدز، فكيف استعددت لتلك الخطوة؟
هذه مسؤولية كبيرة أتمنى أن أقدر على تحمّلها للقضاء على هذا المرض، وذلك لن يأتي إلا من طريق المواجهة، واعتراف المريض به، وهناك خطة مرسومة للقضاء على هذا المرض بشكل كامل في عام 2030، ودوري كسفيرة نوايا حسنة مسؤولة عن هذا الملف هو السفر إلى كل دول الشرق الأوسط ونشر التوعية بالمرض، مع ضرورة تشجيع المريض على ألا يخجل أو يخاف من الأيدز، مع تنظيم حملات للتبرع، كما يجب أن نتكاتف جميعاً لتحقيق حلمنا في القضاء على الأيدز قبل أن نفقد السيطرة عليه.

- هل تقابلتِ مع أحد مرضى الأيدز من قبل؟
تعرفت إلى أفراد يعانون هذا المرض، بل إن منهم من فقد حياته بسببه، والكارثة التي لمستها أن هناك بعض الأطباء ممن يرفضون علاج المريض لمجرد معرفتهم بأنه مصاب بالأيدز، لذا فالتوعية أهم خطوة أحرص عليها في مهماتي.

- ما سبب عدم ظهور زوجك خالد سليم معكِ في الحفلات والمناسبات العامة؟
خالد لا يحب تسليط الأضواء عليه في الحفلات الفنية، لكنه يفضل الخروج معي كزوج وزوجة الى الأماكن العامة، وظهوره في أحد الإعلانات في رمضان الماضي معي ومع شقيقه هشام سليم تطلب مني ومن هشام مجهوداً كبيراً لإقناعه بالفكرة.

- هل يغضبك ذلك؟
في بداية زواجنا كنت أتمنى أن يرافقني أينما ذهبت، وكنت أندهش من رفضه أحياناً كثيرة، لكن مع مرور الوقت اكتشفت أن ذلك أفضل، وأن تفكيره أعمق من تفكيري، إذ يجب أن تكون حياة الإنسان الخاصة بعيدة عن الأضواء، فهي لها ركن خاص لا يمكن أن يتداخل مع باقي الأركان من العمل والشهرة والنجومية.

- حدثينا عن قصة الحب بينكما والتي يعتبرها البعض مثالاً يُحتذى؟
خالد يمثّل لي كل شيء في الحياة، فهو زوجي وحبيبي وصديقي وابني ووالدي، وحالة الحب بيننا مبنية على أسس وقواعد متينة، وهذا هو سر نجاحها، وعلى رأسها التفاهم واحترام كل طرف منا للآخر، وإعطاؤه الدعم والمشاركة، لأن نجاح أي منا يمثل نجاحاً للآخر، وبدأت معرفتنا عندما كنا جيراناً وكان عمري وقتها سبع سنوات، ثم فرّقتنا الحياة طويلاً، لنعود ونتقابل بالصدفة، وتنشأ قصة الحب بيننا ونقرر أن يجمعنا منزل واحد، كما نحتفل هذا العام بمرور عشرين عاماً على زواجنا.

- هل يحرص زوجك على متابعة أعمالك الفنية؟
يهتم بمتابعة أعمالي الفنية من قبل أن نتزوج. ومن أكثر الأفلام التي نالت إعجابه ويرى أنها تضيف الى مشواري الفني، فيلم «الإرهاب والكباب» من بطولة عادل إمام، كما أحرص كثيراً على معرفة رأيه في أي عمل فني جديد أقدمه، لأنه لا يجاملني.

- ما هي الصفات المشتركة بينكما؟
حب الجلوس في المنزل، لكن خالد «بيتوتي» أكثر مني بكثير، فهو يمكن أن يقعد في المنزل لمدة شهر إذا أتيحت له الفرصة لذلك.

- هل أنتِ راضية عما حققته في حياتك بشكل عام؟
لا بد من أن نعترف بأن ما من إنسان ينال كل شيء في الحياة، لكن في الوقت نفسه لديَّ أشياء كثيرة تسعدني وتجعلني راضية عما كتبه الله لي، فأعيش حالة من الرضا والقبول وعدم النظر إلى الأشياء التي لم أحصل عليها، وهذا على المستويين المهني والشخصي.

- هل تملكين حساباً شخصياً على مواقع التواصل الاجتماعي؟
أفضّل عدم التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، «فايسبوك» أو «تويتر» أو «إنستغرام»، بحيث أشعر أننا نستخدمها في مجتمعاتنا العربية بشكل خاطئ، والكثيرون منا يحوّلون الاختلاف في الرأي إلى شن هجوم أو حلبة صراع، وقد يصل الأمر أحياناً إلى التشويه والإساءة. ورغم أن للـ «سوشال ميديا» فوائد كثيرة تكمن في توسيع حلقة التعارف وتنمية العلاقات الإنسانية، لكن يجب أن نحترم وجهات النظر المختلفة حتى لو كنا نعارضها.

- ضعي عنواناً لحياتك؟
أعشق البساطة في كل شيء، ولا أحب المغالاة في الأمور، وأعيش الحياة بالطريقة التي أحبها بعيداً عن التعقيد.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080