سارة آرشر: أتمنى الزواج بعربي
رغم الشهرة التي حققتها من خلال لقب Miss United Kingdom Beautiful عام 2014، وعملها في عروض الأزياء، والسينما البريطانية، تؤكد سارة أرشر أنها لا تجد سلامها الداخلي إلا في مساعدتها الآخرين. «لها» التقت سارة أثناء زيارتها مصر، فتحدثت عن أصولها العربية، والحلم الذي تتمنى تحقيقه، وخطوتها الأولى في السينما المصرية، ورأيها في كاظم الساهر وأحمد السقا وغادة عبدالرازق، والشيء الذي يطيّر النوم من عينيها... وعندما سألناها عن الزواج، أجابت: «أرفض الارتباط برجل شعره أشقر وعيناه زرقاوان».
- «ملكة جمال» لقب تتمنى الحصول عليه غالبية الفتيات، فماذا يمثل لك؟
هذا اللقب كان بالنسبة إلي حلماً كبيراً وصعباً، لكنني نجحت في تحقيقه بعد استعدادات كثيرة، لا تتعلق بالظهور بشكل جميل وجسم مثالي كما يعتقد البعض، وإنما في أن أكون مثقفة وعلى دراية بكل شيء يحدث حولي، فكان لا بد لي من أن أعمل على تطوير نفسي لسنوات عدة، وفي النهاية نجحت في الحصول على اللقب ووضعت على عاتقي مسؤولية أكبر. فرغم مرور عامين على نيلي اللقب، إلا أنني حريصة على المشاركة في الأعمال الخيرية والانضمام الى أي عمل يخدم المجتمع والإنسانية ويحمل رسالة سلام وحب.
- هل صحيح أن أصولك عراقية؟
والدي بريطاني، أما والدتي فعراقية. ورغم عشقي لبلدي الثاني العراق، لم أتمكن من زيارته حتى الآن، ليس بسبب الأحداث المأسوية والحروب التي يشهدها العراق، وإنما لعدم توافر أي جمعيات خيرية أو متخصصة بحماية حقوق الإنسان.
فإذا سافرت الى العراق، لن أجد من يساعدني في زيارة اللاجئين والنازحين والفقراء، وسأكون هناك تائهة ومشتتة، على عكس زيارتي الى مصر، التي فيها الكثير من الجمعيات المتخصصة بحقوق الإنسان والتي ساعدتني في زيارة السجينات والمشاركة في حملات التبرع بالدم. ورغم افتقار العراق الى الجمعيات الخيرية، لكنني لن أيأس ولن أفقد الأمل، وستظل زيارة العراق والمساهمة في مساعدة شعبه حلمي الكبير الذي أتمنى تحقيقه.
- لكن ألا تخشين من الجماعات المتطرفة في العراق؟
لا أخاف إلا من الله سبحانه وتعالى. وفي الوقت نفسه، الله وهبني العقل ومن المستحيل أن أزور الأماكن التي تتمركز فيها الجماعات الإرهابية، أو أذهب الى الموت بنفسي.
- ما الرسالة التي توجهينها الى الشعب العراقي؟
أقول لهم: لا تيأسوا، وإيمانكم بالله سيمكّنكم من النجاح في النهوض بالعراق من كبوته ومواجهة كل عدو. فالعراق يمتلك العديد من الموارد والإمكانيات التي تؤهله لاستعادة قوته من جديد.
- ما السبب الرئيسي وراء زيارتك الأخيرة الى مصر؟
في البداية، أريد أن أوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها مصر، فأسرتي كانت تحب قضاء إجازة الصيف في مدينة شرم الشيخ، وأنا أعشق هذا البلد منذ طفولتي، لكن زيارتي الى مصر كانت بدافع المشاركة في الأعمال الخيرية، وأنا فخورة بذلك، كما لا أتردد في الحديث عن مشاركتي في أي عمل خيري، لأنه شيء يدعو للفخر. وخلال زيارتي الأخيرة الى مصر، قمت بزيارة السجينات واستمعت إلى همومهن ومشاكلهن، كما شاركت في حملات التبرع بالدم.
- ما الدولة التي ترغبين في زيارتها والمساهمة بالعمل الخيري فيها؟
كل دول العالم في حاجة إلى الأعمال الخيرية، والبعض يظن أن الدول الأوروبية تعيش حياة مرفهة وهادئة، لكن هذا غير صحيح، فهناك فقر وأطفال أيتام ومناطق تعرضت للأعمال الإرهابية.
- ماذا أضافت الأعمال الخيرية الى شخصيتك؟
رغم الضغوط المستمرة التي أتعرض لها بسبب العمل المتواصل الذي يجعلني لا أنام لأيام عدة، ورغم الصعوبات التي تواجهني، إلا أنني راضية عن نفسي وأشعر بسلام داخلي، فأن تساعد الآخر وتساهم في إنقاذ حياته وحياة عائلته وتساهم في إسعاده، شعور لا يمكن وصفه.
- ما أصعب موقف واجهته خلال مشاركتك في الأعمال الخيرية؟
خلال زيارتي الأخيرة الى مصر، قصدت أكثر من ملجأ للأيتام، ولا يمكن أن أصف مدى حزني عندما التقيت أطفالاً محرومين من حنان أهاليهم وعطفهم... هو إحساس صعب ومؤلم، ولذلك قررت العمل على إسعاد الأطفال الأيتام، لأنهم لا يحتاجون الى المال بقدر ما يبحثون عن أشخاص يقفون الى جانبهم ويحبونهم بصدق.
- إلى جانب مشاركتك في الأعمال الخيرية تعملين في مجال الفن وعروض الأزياء... وإذا طلب منك اختيار مجال واحد فأيّهما تختارين؟
أفضّل الأعمال الخيرية بلا تفكير أو تردد، لأنني لا أجد نفسي إلا من خلال مساعدة الآخرين، وهذا لا يعني أنني إنسانة مثالية، لكن كل ما في الأمر أنني أبحث عن الشعور بالرضا والسلام الداخلي، والذي لن أجده إلا من خلال مساعدة الآخرين فقط.
- ماذا عن دور أسرتك في حياتك؟
يقدمون لي كل الدعم والمساعدة، ويطلبون مني التمسك بأحلامي وعدم التخلي عن أهدافي، مهما كانت الصعوبات التي تواجهني.
- تحرصين باستمرار على زيارة الكثير من الدول العربية، فما أكبر مشكلة تواجه المرأة العربية في رأيك؟
المرأة العربية مطلوب منها أن تكون «superwoman» طوال الوقت من دون أن تشكو أو تتذمر، فالمرأة يجب أن تكون مسؤولة بالكامل عن منزلها، تنظّفه وتحضّر الطعام وتربّي الأبناء، بالإضافة إلى ذلك، مطلوب منها أيضاً أن تعمل وتساعد زوجها، وبعد كل هذه التضحيات، يقلل المجتمع من شأنها ومن دورها العظيم، وأعتقد أن ما تعانيه المرأة العربية يؤثر سلباً في نفسيتها.
- ما القانون الذي تودين إلغاءه في العالم؟
هناك قانون غريب في بريطانيا، ينص على إعطاء المرأة الإنكليزية مرتّباً أقل من الرجل بنسبة 20%، وهذا من وجهة نظري ظلم كبير، فما تفعله المرأة البريطانية لا يقل أهمية عما يقوم به الرجل.
- بمَ تنصحين كل فتاة تريد أن تعمل في مجال عروض الأزياء؟
كوني واثقة في نفسك، فكلام الناس لا يقدّم ولا يؤخّر، ولا تهتمي بما يقال عنك، ولا تشغلي بالك بالأشخاص الذين يبثّون فيك طاقة سلبية... ركزي فقط في أحلامك.
- بمناسبة الحديث عن الأشخاص الذين يبعثون طاقة سلبية، هل تقابلت معهم؟
بالطبع، وللأسف كانوا أشخاصاً قريبين للغاية من قلبي، لكنهم لم يؤمنوا بموهبتي ولم يقدموا لي أي دعم، بل تخلّوا عني. هؤلاء الأشخاص تخليت عنهم وقررت إخراجهم من حياتي. أما أعداء النجاح فأرى أن التجاهل هو الحل الوحيد للتخلص منهم.
- ماذا تعلمت من العمل كعارضة الأزياء؟
أشياء كثيرة، أهمها كيفية التعامل مع الكاميرا، وأهمية متابعة أحدث صيحات الموضة، وارتداء ما يليق بي فقط. لكنني أود أن أوضح أمراً هاماً، وهو أنني اليوم لا أهوى العمل كثيراً كعارضة أزياء، لرغبتي في التركيز على السينما البريطانية، وكذلك السينما المصرية التي بدأت أخيراً في اتخاذ أولى خطواتي فيها من خلال فيلم جديد اسمه «جوز هندي»، أتعاون فيه مع النجم مصطفى شعبان.
- من مثلك الأعلى في التمثيل؟
في هوليوود أعشق النجم براد بيت، أما في مصر فأحب النجمة القديرة ماجدة، لأنها فنانة رقيقة، وأحب أيضاً مشاهدة أفلام عادل إمام وفريد شوقي، كما أعشق النجمة غادة عبدالرازق وأتمنى العمل معها.
- تميلين الى أفلام «الأكشن»، فمن أكثر ممثل نجح في تقديم هذه النوعية في السينما؟
إذا تحدثنا عن سينما هوليوود فسأختار أنجيلينا جولي، أما في مصر فأرى أن أحمد السقا قد تميز بأدوار «الأكشن» كثيراً.
- هل درست التمثيل؟
لا، درست السياسة الدولية فقط، ورغم أن مجال دراستي يبتعد تماماً عن التمثيل، فقد أغنت دراسة السياسة ثقافتي وجعلتني على دراية بأمور كثيرة أفادتني كممثلة بعد ذلك.
- من النجم الذي تتمنين التمثيل معه؟
رغم حبي للسينما البريطانية، لديَّ أحلام كثيرة أتمنى تحقيقها في مصر، فأريد أن أعمل مع غادة عبدالرازق، كما أسلفت، وأتمنى من كل قلبي الوقوف أمام الزعيم عادل إمام، وأيضاً الفنان أحمد السقا.
- تخوضين تجربة التمثيل في مصر من خلال فيلم «جوز هندي»، فما الذي حمسك له؟
تجمعني علاقة صداقة بالفنان مصطفى شعبان منذ سنوات طويلة، ووجوده في الفيلم هو السبب الرئيسي لموافقتي على المشاركة في بطولته، فهو الذي رشحني لهذا العمل، وبصراحة كنت أرغب في التعاون معه، خاصةً أنه نجم كبير ويمتلك خبرة فنية طويلة، كما أنه ليس فناناً أنانياً، بمعنى أنه يحرص دائماً على اكتشاف وجوه جديدة، ومساعدتهم في وضع أقدامهم على أولى سلالم النجاح في مصر.
- وكيف وجدت العمل معه؟
استمتعت كثيراً بالعمل معه، فهو فنان رائع، كما أن «دمه خفيف» كما يقولون في مصر، وفي بعض الأوقات لم أكن أتمالك نفسي من الضحك خلال التصوير.
- وماذا عن تفاصيل دورك في هذا الفيلم؟
لا يمكنني الحديث عن دوري إطلاقاً، لكنني سأتحدث باللغة العربية وتحديداً باللهجة المصرية، والفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي «أكشن»، وقد تم تصويره في الهند.
- هل هناك أعمال فنية جديدة تستعدين للمشاركة في بطولتها في مصر؟
وافقت بالفعل على الظهور ضيفة شرف في مسلسل «أبو البنات»، الذي يقوم ببطولته مصطفى شعبان، وكل ما يمكنني قوله إن دوري سيكون بمثابة مفاجأة للجمهور.
- هل من الممكن أن تعتزلي العمل في السينما البريطانية من أجل التفرغ للتمثيل في مصر؟
من المستحيل أن أفعل ذلك، فحبي للسينما البريطانية لا يقل عن حبي للفن في مصر، وسأسعى للتوفيق بين المجالين، خاصة أن الرسائل والقضايا التي يناقشها الفن المصري تختلف تماماً عما تقدمه السينما البريطانية.
- ما أهم صفة تميزك عن غيرك؟
التواضع، فأنا لا أتردد في الحديث مع أي شخص، والنجومية والألقاب الجمالية لم يصيباني بالغرور أبداً، بل على العكس، فكل يوم أزداد تواضعاً، والمشاركة في الأعمال الخيرية تعزز رغبتي في مساعدة الآخرين.
- وما أسوأ عيوبك؟
تأنيب الضمير باستمرار، فإذا شعرت بالتقصير في أي من مهماتي، لا أنام.
- ما مصدر قوتك؟
والدتي.
- وما هي نقطة ضعفك؟
عائلتي.
- هل تؤمنين بأن أناقة الفنانة تلعب دوراً في نجاحها؟
بالطبع، فالجمهور يحب مشاهدة النجمة في قمة أناقتها وتألقها، وأرى أن الفتاة لا بد من أن تحافظ على شكلها وجمال مظهرها الخارجي طوال الوقت.
- هل تميلين الى الملابس الكاجوال أم الكلاسيكية؟
الكاجوال، لأنها تشعرني بالراحة وحرية الحركة.
- من النجم العراقي الذي وصل الى العالمية من وجهة نظرك؟
العراق مملوء بالمواهب الحقيقية، لكن ظروف بلدهم المأسوية لا تسمح لهم بالوصول الى العالمية وتحقيق النجومية. وأرى أن النجم كاظم الساهر هو الفنان العراقي الذي وصل الى العالمية وحقق نجاحاً كبيراً، رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهته خلال مشواره الفني.
- من المطربون الذين تحبين الاستماع الى أصواتهم باستمرار؟
أعشق النجم عمرو دياب والفنان محمد حماقي، كما أحب الاستماع الى أغاني شيرين عبدالوهاب وأحلام.
- وماذا عن النجوم الأجانب؟
أعشق سيلين ديون وآديل، لأنني أميل الى الاستماع الى الأغاني الإنكليزية الهادئة.
- هل تؤجلين فكرة الزواج من أجل التفرغ للأعمال الخيرية وخطواتك التمثيلية؟
بالطبع لا، لأنني لا أفكر بهذه الطريقة، وإذا وجدت الحب الحقيقي فسأتزوج على الفور، لأن الزواج يعني لي الاستقرار.
- ولكن ألا تخشين أن يؤثر الزواج في عملك؟
أعتقد أن الشخص الذي يحبني بصدق سيحترم عملي وسيكون حريصاً على دعمي، لكنني لا أنكر أن رغبتي في الحفاظ على أسرتي والاعتناء بها ستجعلني أقلّل من نشاطي الفني، فبدلاً من المشاركة في خمسة أعمال فنية في العام سأكتفي بعملين فقط.
- هل هناك مواصفات معينة تبحثين عنها في زوج المستقبل؟
أتمنى الزواج برجل عربي وأميل كثيراً الى الرجل المصري، كما لا توجد مواصفات معينة، لكنني أرفض الزواج برجل شعره أشقر وعيناه زرقاوان.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024