تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

بين الرغبة في التميّز والحسابات والأرقام والموروث الشعبي على أي أساس نختار أسماء أبنائنا؟

كيف تختارون أسماء أبنائكم؟ هل ما زلتم تسمونهم بأسماء أهلكم أو أقاربكم؟ وهل تتحكم فينا بعض العادات والتقاليد عندما نختار أسماء أبنائنا؟ أم أننا نراعي في ذلك معنى الاسم أو عذوبة لفظه؟ وماذا عن الخلاف التي قد يحدث بين الزوجين أحياناً حول اختيار اسم الابن؟ أسئلة كثيرة تحيط بهذا الموضوع نجيب عنها في هذه الشهادات والآراء من مصر وسورية. ونبدأ بشهادات من مصر.

 نور السيد نور: أبي سمَّاني تيمّناً باسم جدّي ولن أكرر الأمر مع أبنائي
على الرغم من أن نور السيد نور، 30 عاماً، مدير موارد بشرية، لاقى تمييزاً إيجابياً في عائلته بعد تسميته على اسم جدّه، لكنه يؤكد أنه لن يطلق اسم والده على مولود له، لسببين، أولهما أن تكرار الاسم غير مقبول سمعياً «السيد نور السيد نور»، وثانيهما أن اسم والده يعد من الأسماء القديمة ولا يتماشى مع موضة أسماء هذا العصر.
ويقول نور عن سبب تسميته على اسم جدّه: «كنت المولود الأول في العائلة بعد وفاة جدّي، فسمّاني والدي على اسمه إحياءً لذكراه، عملاً بالمثل القائل «عاشت الأسامي»، وبالتالي كنت الطفل المدلل في العائلة، وحصلت على نصيب الأسد من حب أعمامي وعمّاتي، حتى أبناء عماتي الكبار كانوا يدللونني ويقولون لي «جدو نور». وعلى صعيد التمييز في العائلة، لم يميزني أبي بسبب الاسم، وإنما لكوني الولد الوحيد مقابل ثلاث بنات».
يعشق نور الأسماء العربية، ولديه طفلان أكبرهما مالك ويبلغ من العمر عامين، أما طفلته الثانية فتدعى بيسان وعمرها سبعة أشهر، ويقول عن اختياره اسمين مميزين لطفليه: «في تسمية مالك سيطرت على الموقف وفرضت الاسم على زوجتي، فأنا أحب الاسم لأنه عربي في المقام الأول، وثانياً لعشقي للإمام مالك وتأثري بقصته، فضلاً عن كونه اسماً غير منتشر ومن الأسماء الدارجة هذه الأيام. أما تسمية «بيسان» فكانت قراراً مشتركاً مع زوجتي، فمنذ معرفتنا بجنس المولود ونحن نبحث على الإنترنت عن أسماء المواليد الجديدة، حتى أُعجبت باسم بيسان، وهو اسم جزيرة رائعة الجمال تحتوي على أنواع نادرة من النباتات والزهور في فلسطين».

عاطف عباس عبدالوهاب: تبدأ أسماء عائلتي بحرف العين وأحافظ مع إخوتي على تقليد العائلة
يبدو أن فيلم «إمبراطورية ميم» من بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، الذي يروي حكاية أسرة مكونة من ستة أبناء تبدأ أسماؤهم جميعاً واسم أمهم بحرف «الميم» لم يأت من فراغ، بل مستمد من الواقع، كما هو حال البعض مثل عاطف عباس عبدالوهاب، 55 عاماً، الذي لا يزال وإخوته ملتزمين بتقليد العائلة في أن يكون «العين» أول حرف في أسماء الأبناء.
يقول عاطف: «تكونت «إمبراطورية العين» عندما تزوج أبي، عباس عبدالوهاب من أمي عطيات عمر، ومن طريق الصدفة اجتمع اسماهما على حرف واحد، فقررا أن تحمل أسماؤنا جميعاً الحرف نفسه «عاطف- علاء- عزمي- عادل– عزة»، حتى إخوة أمي أسماؤهم تحمل الحرف نفسه، فمثلاً خالتي اسمها عواطف».
ويتابع: «بناء على هذا الإجماع الكبير، قررنا نحن الأبناء الخمسة أن نتابع امبراطورية الـ «عين» في تسمية أبنائنا «عاليا– عزة– علاء- عادل– عاطف»، لدرجة أننا أصبحنا نكرر الأسماء التي تبدأ بحرف العين، والجميل في الأمر أننا نصر جميعاً على الاحتفاظ بتقليد العائلة في التسمية، حتى أن أحد أشقائي يعيش في لندن منذ أكثر من 40 عاماً ولا يزال متمسكاً بتسمية أبنائه بحرف العين، رغم أنه حرف يصعب على الأجانب نطقه».

محمود سعد: حرصت على اختيار اسم مميز لمولودتي الأولى
محمود سعد، 30 عاماً، مدير تسويق، بحث عن التميز في الأسماء، الأمر الذي استغرق منه أكثر من خمسة أشهر من شهور الحمل، وفق تأكيده، ليطلق على ابنته في النهاية اسم «ليان» بفتح اللام.
يقول محمود: «حرصت على اختيار اسم مميز لمولودتي الأولى، وظللت أبحث طوال أشهر الحمل عن أسماء مميزة للأطفال، ومنذ علمت أنها فتاة ركزت على الأسماء المميزة، فاخترت «ليان» بفتح اللام، وهو اسم عربي أصيل معناه لين المعاملة ويسر الحال. أما إذا كسرت اللام في النطق فتتحول إلى اسم فرنسي». ويضيف: «خضت معارك طويلة مع زوجتي من أجل الانتصار للاسم المميز، فهي كانت تريد تسميتها «رقية» لكنه اسم منتشر بكثرة، وما حسم الجدل أنها ولدت يوم عيد ميلادي الموافق في 22 كانون الأول/ديسمبر، فخضعت لإرادتي وأطلقت عليها «لَيان»، ورغم أنه اسم عربي، لكنني ما زلت أشرح معناه لكل من يسألني عن اسم مولودتي وأصحح نطقه له». ويؤكد محمود أن حبه للتميز وإيمانه بأن لكل شخص نصيباً من اسمه، هو ما جعله يحرص على اختيار اسم فريد لطفلته.

دينا جبل: أخوض معركة التسمية مع زوجي منذ بداية الحمل 

دينا جبل، 30 عاماً، ربة منزل، تعشق اسمها لأنه عربي ومميز، فقررت أن تتبع النهج نفسه في اختيار اسمي ابنتيها، فسمّتهما «دارين وديما»، ورغم خلافاتها مع زوجها على التسمية، لكنها سعيدة بانتصارها في النهاية... وتقول: «بدأ الجدال على الأسماء منذ معرفتي بالحمل في الشهور الأولى، فزوجي من المدرسة التقليدية وأنا أعشق التميز، وبما أن ذريّتنا من البنات، أحببت أن يبدأ اسماهما بنفس حرف اسمي حتى يكونا أسهل على السمع وأكثر تميزاً، مما قابله زوجي بالرفض التام، ولم يتقبّل أبداً اسم «ديما»، فمن رابع المستحيلات أن أسمّي ابنتي مليا أو شابينام، ناهيك عن تدخلات الأهل في اختيار اسم المولود وتوصياتهم بالاسم، ورفضهم الأسماء غير التقليدية...». وتتابع دينا: «تسمية كل طفلة كانت تأتي بإشارة ربانية، فمثلاً طفلتي الأولى سمّيتها دارين على اسم صديقة لأمي كنت أحبها ولم أرها منذ سنوات، حتى سمعت شخصاً ينادي «دارين»، فتذكرت تلك الصديقة وأخذت قراري. أما «ديما» فاخترته عندما وجدت أخي يهاتفني ويقترح عليَّ اسم «ديما»، واعتبرتها إشارة ربانية وأكملت معركة إقناع زوجي».

مدحت العربي: سمّيت ابنتيَّ على اسميْ أمي وأختي عرفاناً بجميلهما
مدحت العربي، 45 عاماً، معالج إدمان، سمَّى ابنتيه «كاميليا ونورا» على اسميْ أمه وأخته، عرفاناً بجميلهما وتقديراً للجهود التي بذلتاها معه في مرحلة صعبة من حياته.
يقول مدحت: «لم تكن مرحلة شبابي سهلة على أهلي، وسببت لهم جميعاً الكثير من المتاعب، وبعدما هداني الله شعرت كم كنت مقصراً تجاههم وكم أجهدتهم، وعندما رزقني الله بمولودتي الأولى كاميليا، التي تبلغ من العمر الآن 18 عاماً، تحمست لأسميها على اسم والدتي، عرفاناً بجميلها وتقديراً لها، خاصة أن اسمها جميل ولم يكن منتشراً يومها، وبالفعل هذه الطفلة كانت الأقرب الى أمي، خاصة أن الأقدار شاءت أن أسافر للعمل خارج مصر، ولحقت بي زوجتي ومنعتنا الظروف حينها من اصطحاب الطفلة، فربّتها أمي لمدة ثلاث سنوات».
ويضيف: «نذرت أن أسمّي مولودي الثاني على اسم أبي، لكن الله رزقني بطفلة فسمّيتها «نورا» تيمناً باسم أختي الكبرى، وهي تبلغ اليوم 15 عاماً، كنوع من رد الجميل لأختي وتقديراً لجهودها معي ومساندتي في أصعب فترات حياتي».
ويؤكد مدحت أن نسب أسماء الأطفال إلى الأهل دليل على الحب الشديد لهم، خاصة لو كان أحد الوالدين، فكاميليا ابنته تذكّره بأمه طوال الوقت.

عماد الدين حسين: سمَّيت ابنتي باسم زوجتي لأعبّر عن خالص حبي لها 

غالباً ما يكون التعبير عن الحب للزوجة بتقديم هدية أو كلمات معسولة، لكن عماد حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق» المصرية، عبّر عن حبه لزوجته وتقديره لوجودها في حياته بتسمية طفلته الثالثة «آخر العنقود» نيهال، على اسم زوجته.
ويقول: «تسمية الأطفال كانت بالاتفاق بيننا، فاسم الطفل الأول اختارته زوجتي وكان «إياد»، فكان من نصيبي تسمية المولود الثاني «سلمى»، وعندما ذهبت إلى السجل المدني لتسمية المولودة الثالثة، كان لدينا العديد من الخيارات المطروحة، فحسمت الأمر وسمّيتها نيهال على اسم زوجتي، تقديراً لحبي لها والمودة المشتركة بيننا، فشكّل الاسم مفاجأة لزوجتي».
ويلفت حسين إلى أن استمرار الحياة الزوجية لا يُبنى على تسمية طفل على اسم والده أو والدته، وإنما يكون بسبب المودة والرحمة والتفاهم في المقام الأول، ثم يأتي دور التسمية كتعبير عن الحب بينهما.
اختيار الاسم في ميزان علم النفس
في الجانب النفسي، يؤكد الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، أن اختيار أسماء الأبناء يعكس نفسية الآباء وثقافتهم، فمثلاً اختيار الاسم نسبة الى الجد يعكس حب الأب الشديد لوالده وتأثره بأهله، سواء كان عرفاناً بالجميل أو للتأثر النفسي بالشخصية. ويتابع: «أحياناً تعكس الأسماء الحالة الثقافية للشخص،
مثلاً عندما يسمّي شخص ابنته «إيمي» قد يكون هذا دليلاً على تأثره بالثقافة الغربية، وإذا سمّاها «عشق» يكون هذا دليلاً على تأثره بحالة حب قد تكون لزوجته أو للوطن». ويضيف: «أما الآباء الذين يختارون الأسماء المميزة فهم نوعان، الأول شخص عاشق للتميز في حد ذاته، والثاني مهووس بالموضة والتقاليع، فيختار الأسماء المميزة التي تتزامن مع موعد الولادة».

في ميزان علم الاجتماع
أما الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع في كلية الآداب- جامعة عين شمس، فتؤكد أن اختيار اسم المولود نسبة إلى أحد الأجداد، هو نوع من تخليد ذكراه، لذلك تنتشر أسماء «أحمد، محمد، محمود»، في مجتمعاتنا العربية بشكل عام، ونجد في بعض الدول أسماء مميزة متوارثة جيلاً بعد جيل.
وتضيف: «هذا التخليد للذكرى يدعم العلاقات الأسرية بشكل وثيق إذا كان أحد الأجداد لا يزال على قيد الحياة، حيث يفسره الأجداد بأنه بر أبنائهم بهم، ويكون سبباً في تقديمهم المزيد من الدعم لأبنائهم وأحفادهم، سواء على المستوى المادي أو المعنوي.
وفي الجانب الآخر، تؤكد أستاذة علم الاجتماع أن إصرار الأهل على تسمية المواليد بأسماء أجدادهم، أو تدخل الأجداد في التسمية، قد ينقلب أحياناً إلى نقمة على المولود، وتقول: «كثيراً ما يتدخل الأجداد بالضغط على الأبناء لتسمية المواليد على أسمائهم، وقد يصل الضغط في بعض الحالات إلى التهديد بالمقاطعة، فيضطر الأبناء الى الخضوع لرغبة آبائهم، وقد يصبح المولود- الحفيد ناقماً على حياته لو كان اسم الجد قديماً، ولدى دخوله المدرسة يتطلع إلى أقرانه، ويبدأ في كراهية اسمه وعتاب والديه، وفي مصر حالات كثيرة لجأ فيها البعض إلى رفع دعاوى قضائية من أجل تغيير الاسم بعد سنوات عدة».
وتقول الدكتورة سامية خضر، إن تسمية المواليد قد تنقلب إلى معركة بين الزوجين بسبب تدخلات الأهل والحموات، إذ إن بعض الأهل لا يؤمنون بخصوصية الأبناء وضرورة اختيار الاسم من طريق الشراكة، مما يسبب الخلافات بين الأزواج طوال فترة الحمل لينتهي الأمر بانتصار رأي الطرف الأقوى في العلاقة، سواء كان الزوج أو الزوجة، في مقابل عدم رضا الطرف الثاني عن الاسم.
وتقترح أستاذة علم الاجتماع حلاً لتلك المشكلة، بأن يتفق الزوجان منذ الخطوبة على عدم تدخل الأهل في حياتهما الخاصة، بما في ذلك تسمية المولود، وأن يتم اختيار الاسم بالاتفاق المشترك وإقناع كل طرف للآخر برأيه.


«من اسمك كان رسمك» مقولة من الموروث الشعبي السوري
«من اسمك كان رسمك»... مقولة نطق بها أحد الحكماء، فأصبحت من الموروث الشعبي السوري، واكتسبت أهمية في أيامنا هذه، بحيث يتردد الأهل كثيراً في اختيار الاسم المناسب لمولودهم الجديد. وتذكر الدراسات أن شعوب بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام ومصر، قد أولت اختيار اسماء أبنائها اهتماماً كبيراً، وكانوا يعتقدون أن في إمكان الشخص الواحد تداول اسمين أو أكثر، تبعاً للمرحلة العمريّة التي يمر بها. فإطلاق اسم واحد على شخص معين يعدّ كشفاً لأسراره، لذا كان يحمل لقباً أو أكثر، لتصبح هذه الألقاب لغزاً لمن يمارس أعمال السحر والشعوذة. ذلك المفهوم وإن كان سائداً بصورة نادرة اليوم، إلا أن جزءاً بسيطاً منه قد يظهر مدى اهتمام الانسان بالاسم، مثلاً إذا رأى أحدهم مناماً يشار فيه إلى اسم محدد لمولودٍ منتظر، فإنّه يخضع لشروط هذا المنام بطيب خاطر.

ناصر: غيّرت اسم ابني
يقول ناصر: «بينما كانت زوجتي حاملاً، رأت في منامها شخصاً يلحّ عليها بضرورة أن نسمي مولودنا الأول «يوسف»، وعندما استيقظت صباحاً وروت لي الحلم، كنت مقتنعاً تماماً بهذا الاسم».
ويضيف: «لكن ما حصل أن زوجتي كانت ترغب بأن تسمّي ابني البكر على اسم والدها، ونزولاً عند رغبتها، سمّيناه «نسيب»، لكن هذا المولود لم يكف يوماً عن البكاء، فخفنا. عندها قررت وزوجتي تغيير اسمه وشعرنا بأنه، يتوجب علينا أن نسميه بما أُوحي لها في المنام. وبالفعل أطلقنا عليه اسم يوسف. وهو اليوم بصحة جيدة وله من العمر ست سنوات».

صائب: غالباً ما يتم انتقاء اسم المولود بناء على حسابات مرتبطة بالأرقام
أما صائب وهو مدرّس مادّة الفلسفة في المرحلة الثانويّة فيقول: «لكلٍّ من اسمه نصيب... وهذا ما درج عليه مجتمعنا، سواء في الريف أو في المدينة، والعائلة السوريّة عموماً تبحث عن اسم المولود قبل مجيئه إلى الحياة وتختاره بدقة، وغالباً ما يتمّ ذلك بناءً على حسابات تكون مرتبطة بالأحرف التي تشكّل اسم الأمّ والاسم الذي نختاره للمولود لنحصل في نهاية هذه العملية الحسابية على رقم له دلالته الباطنيّة، من حيث حظ المولود، ومكانته الاجتماعية، وعلمه، وماله، وزواجه... وغيرها من النقاط التي يرغب الأهل في جعلها علامة فارقة في حياة المولود الجديد إيماناً منهم بالسعي الى راحته وسعادته».

أبو هارون: سمّيت بناتي تيمناً بشخصيات أحد الأفلام
من يعرف لقبي «أبو هارون»، لا يتوقع أسماء بناتي على الإطلاق، فلي من البنات خمس، وأسماؤهن بالترتيب: كاترين، لورين، هيلين، مارلين، جهينة، وأخيراً الصبي وقد سمّيته باسم والدي هارون.
ويستغرب الناس لتسمية أولادي بهذه الأسماء المتشابهة من جهة والمتناقضة من جهة أخرى. والسبب في ذلك أنه أثناء حمل زوجتي الأول كنا في زيارة إلى بلد أوروبي، وهناك شاهدنا فيلماً بطلاته أربع شقيقات، فأعجبني كثيراً وخصوصاً شخصيات هؤلاء الشقيقات المثيرة، وعندما ولَدت زوجتي ابنتنا الأولى قررت أن أسمّيها كاترين، وسمّيت الثانية لورين والثالثة هيلين والرابعة مارلين تيمناً باسم بطلات الفيلم. لكن وبعدما حملت زوجتي بابنتنا الخامسة، اشترطت عليّ أن تختار لها اسماً بعدما حددت أنا أسماء أخواتها الأربع، فسمّتها «جهينة» على اسم والدتها. وكم كنا نرغب بمولود ذكر ليكون عوناً لشقيقاته، وبالفعل رزقنا الله أخيراً بصبي وسمّيته على اسم والدي هارون، لأُصبح «أبو هارون».

صالح وثراء: أيوب... أنقذ ابننا الرابع من الموت
عاش الزوجان صالح وثراء تجربة قاسية مع الإنجاب، بعدما قررا ذلك لأكثر من مرة، وفي كل مرة كان المولود يلقى حتفه وهو لا يزال في شهوره الأولى... ويقولان: «عانينا كثيراً كزوجين إلى أن نصحنا أحد الأصدقاء المقرّبين بأن نطلق على المولود الجديد اسم أيوب، فربما ينجو هذه المرة من الموت ولا يلقى مصير إخوته الثلاثة. وبالفعل قررنا الإنجاب من جديد، ورزقنا بمولود ذكر سمّيناه «أيوب»، وقد سلم من كل مكروه، ليمنحه اسم «أيوب» حظاً في الحياة وليسلم إخوته المواليد من بعده من الموت».

قاسم وسمية: سمّينا أولادنا بناء على حسابات رقمية
قاسم وسميّة زوجان لهما تجربة ناجحة في تسمية الأولاد بناءً على حساباتٍ رقمية، وعن ذلك يقولان: «لنا صديقٌ مقرّب من عائلتنا ونثق به كثيراً، وهو بارع في حسابات الأرقام التابعة لتاريخ المواليد وغيرها، وصيته ذائع في منطقتنا في هذا المجال. وقد سمّينا أولادنا الثلاثة: منى، سمو ومحمود بناءً على حساباته المسبقة، وها هم اليوم في أفضل حال».

اخترت «مالفا» تكريماً لفنان عالمي
ولد مالفا حديثاً، وقد سمّاه والداه بهذا الاسم تيمناً بالفنان التشكيلي السوري الراحل عمر حمدي. ويؤكد والد مالفا «أن هذا الفنان قد هاجر من الحسكة واستقر في فيينا وانتشرت لوحاته المميزة عالمياً، وتكريماً له قررنا منح مولودنا الجديد اسم «مالفا»، اللقب الذي اشتهر به هذا الرسام في بلاد الاغتراب، خاصة أنه غادر الحياة قبل أيام قليلة من ولادة ابننا».

حكمت: تشابه الأسماء يثير المشكلات بين الجنسين
كثيرة هي الحالات التي تتشابه فيها الأسماء المشتركة بين الجنسين. وعن ذلك يقول حكمت وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاماً: «لقد تعرضت لمشكلات كثيرة بسبب اسمي، فمثلاً لدى انتقالي من مدرسة الى أخرى، كانوا يظنون أنني فتاة لأن اسم «حكمت» يُطلق على الجنسين، وكان التأكد من الأمر يستغرق وقتاً ليدرك الناس أنني ذكر، وخصوصاً أثناء إنجازي المعاملات الرسمية».

وسام... فتاة طلبت للتجنيد
أما وسام البالغة من العمر 31 عاماً، فتقول: «صادفت في حياتي مشكلات عديدة كالكثير من الفتيات اللواتي لا تدل أسماؤهن على جنس محدد. لكن أكثر ما ضايقني واستفزّ عائلتي، عندما تسلّم والدي ورقة رسمية تقضي بالتحاقي بالجيش لأداء واجب خدمة العلم. وكنت حينها لا أزال أدرس في الجامعة، وقد نظر والدي الى الأمر بنوع من الخوف والقلق، فأسرع في اليوم التالي الى شعبة التجنيد التابعة لمدينتنا، وأبلغ السلطات بأنني فتاة، وتم تدارك الخطأ... لكنني اليوم بت أتناول هذه القصة بنوع من الدعابة كلما تذكرتها».

إزدهار: سمّيت بناتي بأقل عدد من الحروف
بسبب طول اسمها وصعوبة تسجيله على امتداد سني حياتها الطويلة بدءاً من أيام الدراسة وصولاً إلى الجامعة وممارسة الوظيفة بعد التخرج، قررت السيدة «ازدهار» أن تسمي أولادها بأقل عدد ممكن من الحروف... فسمّت بناتها: مي، مها وسما، وهي اسماء لا يتجاوز عدد حروفها الثلاثة، وسهلة الحفظ في مختلف أنحاء العالم، وتسهّل عليهن إنجاز معاملاتهن في الحياة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079