في ندوة عن الممارسات السلبية ضد النساء: تحذير من تهميش المرأة بخطاب ديني مضلل
حذر المشاركون في ندوة «مواجهة الممارسات المجتمعية السلبية ضد النساء»، التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة بالاشتراك مع المجلس القومي للمرأة، من تضليل البعض في الخطاب الديني الخاص بالمرأة، وتحويل الآراء والاجتهادات إلى مقدسات غير قابلة للنقاش، وطالبوا بدور أكبر للمرأة في المؤسسة الدينية، مثل مشاركتها في عضوية مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، التي ما زالت حكراً على الرجال دون النساء.
في البداية تحدث الكاتب الصحافي حلمي النمنم وزير الثقافة في مصر، فأشاد بالدور العظيم للمرأة المصرية، حيث كانت العنصر الفعال والأساسي في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، حيث تشير التقديرات إلى أن 55 في المئة ممن نزلوا الى الميدان في ثورة يونيو كنَّ من النساء...
موضحاً أن المرأة المصرية كان لها دور مهم في التاريخ على مر العصور، منذ العصر الفرعوني حيث كان هناك خمس حاكمات مصريات، كما أن أول تظاهرة قامت ضد نابليون كانت قد نظّمتها نساء حي الأزبكية، وأن خروج المرأة المصرية للعمل يعود الى عصر محمد علي، كما شاركت المرأة في ثورة 1919.
✻ تكريم الإسلام للمرأة
أكد الدكتور سعد الهلالي، رئيس قسم الفقه المقارن في جامعة الأزهر، تكريم الدين الإسلامي للمرأة ودعوته إلى المساواة وعدم التفرقة بينها وبين الرجل، كما جاء وصفهما في القرآن الكريم بكلمة «إنسان»، وبالتالي لا أفضلية في الحق الإنساني للرجل على المرأة، والفروق بينهما ما تتطلبه الفطرة السوية والتكامل بينهما وليس الصراع.
وأشار الدكتور الهلالي إلى أن الخطاب الديني الموروث يقدم أحياناً ثقافة خاطئة تحمل في طياتها تمييزاً ضد المرأة، بسبب ظروف اجتماعية وثقافية وتقاليد سائدة آنذاك، فيحولها أصحاب الفكر الخاطئ إلى نصوص مقدسة، وكأنها نزلت من عند الله، مع أنها في الحقيقة اجتهادات بشرية تصيب وتخطئ وتحتمل النقد.
وطالب الدكتور الهلالي مؤسسات التعليم والإعلام والثقافة بتغيير ثقافة المجتمع، لأن مصر فقدت النصف الأكبر من طاقتها البشرية من خلال تهميش المرأة بخطاب ديني مضلل، ولهذا فإن أكبر التحديات التي تواجه المرأة المصرية يتمثل في أنها أصبحت أسيرة لفتاوى الرجال، ومن خلال الخطاب الديني المغلوط والموروثات الثقافية السلبية التي تحط من شأنها... لذا لا بد من تمثيلها في المؤسسة الدينية، مثل هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية. وحماية إنسانية المرأة مسؤولية الجميع، سواء كانوا رجالاً أو نساء، لأن المرأة في النهاية هي أمي وأختي وزوجتي وابنتي، وبالتالي لا يمكن العيش بدونها أو فصلها عن دورها في المجتمع، خاصة إذا علمنا أن هناك كثيراً من الأسر المسؤول الأول عنها امرأة.
ودعا الدكتور الهلالي جميع المسلمين رجالاً ونساء، إلى استفتاء قلوبهم في الفتاوى والاجتهادات التي يصدرها البشر، وكل إنسان سيحاسبه الله على قدر فهمه – وليس فهم غيره – للدين، ولهذا فإن الإنسان العادي ليس مجرد متلقٍ فقط، بل يجب عليه إعمال عقله في ما يسمعه من فتاوى وآراء فقهية، سواء كانت قديمة أو جديدة.
✻ خطوات إيجابية
تحدثت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، فأكدت أن المرأة هي صمام الأمان للدولة، لأنها مربية الأجيال، فضلاً عن أنها تشكل كتلة تصويتية خطرة، ولا شك في أنه يجب تكرار نجاح تجربة المرأة في خوض انتخابات مجلس النواب وحصولها على 89 مقعداً، في انتخابات المجالس المحلية المقبلة، وأن تصل نسبة مشاركة النساء إلى أكثر من 30 في المئة، وأوضحت أن من أهم أولويات المجلس القومي للمرأة خلال الفترة المقبلة تغيير الصورة النمطية للمرأة المصرية.
✻ الثقافة السلبية
أما دينا حسين، مقررة لجنة الشباب في المجلس القومي للمرأة، فعرضت بعض التحديات التي تواجه المرأة في المجتمع، وأهمها الموروثات الثقافية السلبية والعنف والتحرش الذي يعود إلى غياب تفعيل القانون، والانحدار الأخلاقي، فضلاً عن الصورة النمطية السلبية التي يقدمها الإعلام عن المرأة، كما لا بد من مراجعة دور وزارة التربية والتعليم في المناهج الدراسية لتصحيح صورة المرأة فيها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024