الأطفال ضحية غياب العلاقة الحميمة بين الزوجين!
يرتكز الزواج على أسس عدة، منها ما هو مرتبط بالمشاعر العاطفية الصرف، ومنها ما له صلة بالعلاقة الجسدية الحميمة بين الزوجين. ولطالما اعتبر غياب الإشباع العاطفيّ مشكلة كبيرة تهدد الزواج بشكل فعلي، بحيث يمكن أن يفضي غياب العلاقة الحميمة إلى الطلاق، أو إلى عيش الزوجين حياة قاتمة تحت سقفٍ واحد. وفي كلا الحالتين، يكون الزواج قد فشل وأصبح في خانة جحيم الحب.
انعدام العلاقة الجسدية الحميمة بين الزوجين يعني قتلاً للمشاعر، وخصوصاً عند المرأة، وربما أيضاً البحث عن علاقة جديدة لإعادة اللهفة إلى شعلة الحب مجدّداً. هكذا، تسود البرودة والفتور بين الزوجين، إذا استمرا في العيش تحت سقف واحد إكراماً للأولاد أو لاعتباردات أخرى، قد تكون مادية في معظم الأحوال.
في ما يأتي أبرز النتائج السلبية التي يمكن أن يسببها انعدام العلاقة الحميمة بين الزوجين:
* الندم
عند فشل الزواج بسبب خلل في العلاقة الجسدية بين الزوجين، ثمة احتمال كبير أن يعبّر كل واحد من الزوجين عن ندمه على الزواج، ويتمنى لو أنه لم يقدم على خيار الزواج أساساً. وفي معظم الحالات، يترافق هذا الندم مع إحساس بالكراهية والامتعاض من الشريك الآخر، واللجوء إلى الأهل والأصدقاء للتعبير عن السخط من الشريك والاستهزاء به وإلقاء اللوم عليه، وإن بشكل عشوائي أحياناً. وفي معظم الأحوال، ينشأ نوع من العداء والبغض والنفور بين أهل الزوج وأهل الزوجة بسبب المشاكل القائمة بين الثنائي، ويبادر كل طرف إلى إلقاء اللوم على الآخر وتحميله مسؤولية فشل الزواج.
* الكراهية
لن يغفر أي من الزوجين تأثيرات النقص العاطفي الذي يعاني منه بسبب تخلف الشريك الآخر عن إتمام العلاقة الزوجية الحميمة. وقد يبادر الشخص "المظلوم عاطفياً" إلى إظهار الكراهية العلنية تجاه الشريك، والتصرف معه كما لو أنه عدو يعيش معه تحت سقف واحد. فحين يخفق أحد الزوجين في إشباع الرغبات الجسدية والعاطفية للشريك، سيعتبره هذا الأخير غير جدير به وبتضحياته، مما يولد الامتعاض والاستياء... وحتى الكره. وتتمثل نتائج الكراهية عموماً في البحث عن تجارب جديدة خارج نطاق المؤسّسة الزوجيّة، فيما يبقى الزواج مجرد صورة شكلية.
* الأطفال هم دائماً الضحية
صحّ المثل القائل إن الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون... فالأطفال هم دوماً الضحية الأساسية لمعظم المشاكل التي يواجهها أهلههم، ويكونون في أغلب الأحيان شهوداً على الشجارات والتعنيفات (الجسدية والمعنوية) الحاصلة بين الزوجين اللذين يعيشان تحت سقف واحد مع أولادهما. والمؤسف أن العدائية، والنفور، والقسوة، والمشاعر السلبية الموجودة بين الزوجين تنتقل إلى الأولاد، عن غير قصد ربّما، مما يؤدي إلى تسمم الجو العائلي وتجرده من العاطفة والأحاسيس الجميلة. هكذا، يترعرع الأطفال على منطق الأنانية والفردية، والنفور من الآخر، والقسوة وعدم الاكتراث للمشاعر. والمؤسف أكثر أن هؤلاء الأطفال سيفشلون حتماً في زيجاتهم مستقبلاً لأنهم تربوا على السلبية والنفور والقسوة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024