تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

99 فناناً تشكيلياً يجيبون عن سؤال: ماذا حدث للشخصية المصرية؟

بمشاركة 99 فناناً ينتمون إلى جيل التسعينيات، انطلقت الدورة الـ57 لأقدم صالون للفن التشكيلي في مصر، وهو صالون القاهرة الذي تقيمه جمعية محبي الفنون الجميلة منذ عام 1922، إلا أنه تعرض لتوقفات كثيرة، إذ ظل متوقفاً منذ العام 1989 إلى 2013. وقد أقيمت الدورة الأخيرة بالتعاون بين جمعية محبي الفنون الجميلة وقطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة المصرية.
اختار الصالون هذا العام موضوعاً رئيسياً، وهو عن دور الشخصية المصرية في ظل التغيرات الحادة التي يشهدها العالم، وتنعكس عليه.
ويوضح هذه الفكرة الفنان الدكتور عادل ثروت، حيث يرى أن من أهم التحولات التي حدثت في القرن العشرين هو خلق ما يعرف بالمتلقي السلبي، الذي يجلس أمام الشاشة ليستهلك الحدث، سواء كان كارثياً أو عابراً، ليتحول الكارثي إلى صورة عابرة تمر أمام المشاهد وتأخذ دورها في البث الإعلامي، مثل العديد من الصور الأخرى، سواء كانت دعائية أو استهلاكية، وأدى ذلك إلى نوع من نفي الذاكرة التاريخية، لتتحول اللحظات التي يعيشها الإنسان إلى ماضٍ سريع لسلسلة متتابعة من الحواضر السرمدية اللانهائية، ولم تكن مصر ولا حتى الشخصية المصرية بعيدة من هذه التحولات أو المتغيرات، وكان السؤال الأهم: أي صورة للإنسان يريدها النظام العالمي لمجتمعاتنا؟ هل هو الإنسان المبدع الخلاق؟ أم الإنسان ذو البعد الواحد بطابعه الاستهلاكي؟ أم الإنسان المشوه المغترب الذي يذوب وينزوي في ومضات السوق وفي متاهات الاستهلاك؟ وهنا يأتي دور الإنسان المصري ليثبت أنه يمتلك الوعي لإدراك اللحظة التاريخية بفطرته ليحمي وطنه وأرضه وتاريخه.
وقد عبر العديد من الفنانين عن الرؤية التي أشار إليها الدكتور عادل ثروت، بأشكال فنية مختلفة، فجاء عمل الفنان أحمد صابر عبارة عن سمكة، وعن فكرته هذه يقول: «السمكة ترمز الى الخير والنماء في الفنون الشعبية المصرية، كما ترمز الى الخلاص في المفهوم المسيحي، وترمز أيضاً الى العماد (المعمودية)، لأن السمك لا يعيش إلا في الماء، ولأن السمكة تضع الكثير من البيوض، فهي ترمز الى الرخاء والخير، وهي في لوحتي تظهر بشكل آلي لتدل على عالم ميتافيزيقي ساد فيه الخير الاصطناعي أو النفعي وليس الخير الذي يسكن الإنسانية، فأصبحت كل الأشياء في عالمنا لقاء مقابل وثمن».
أما الفنان أحمد عبدالفتاح، فاختار أن يرسم أحد المجذوبين الذي نجده في كثير من الأماكن حولنا، يجول في الشوارع بزيه المميز ولحيته الطويلة، تاركاً وراءه كل شيء ليعيش في عالم خاص به هو وحده.
وإذا كان عدد من الفنانين المشاركين في الصالون قد عبّروا عن فكرته من طريق التصوير، فإن الفنانة الدكتورة ريم حسن اختارت التجريب للتعبير عن رؤيتها للإنسان وللتطورات المختلفة التي يعيشها، فتقول: «عندما يصبح الإنسان غير قادر على الطبيعة والإذعان لها، بل إنه غير قادر على إدراكها تماماً، فلا توجد ثوابت أو كليات مطلقة معرفية، ومن ثم يقع الإنسان في قبضة التجريد المطلق لجميع الثوابت، حيث يجد الملاذ لكل المتغيرات الكثيرة المعادية للعقل، حتى يستطيع أن يصل إلى تعريف للحقيقة، ويتجاوز الذات والموضوع معاً، ليحقق النتائج التي يمكن من خلالها أن يطور شكل العالم من حوله، ويغير من النظريات السائدة ولو من خلال عمل إبداعي».

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080