تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

ثمة ما يسهّل حياة المريض المصاب بقصور في عضلة القلب!

د. صبحي الدادا

د. صبحي الدادا

ثمة شخص من 5 أشخاص سيصاب بقصور في عضلة القلب في حياته، أما الأسباب فمتنوعة، لكن في كل الحالات هو مرض يُضعف جسم المريض ويهدد حياته فيما لا يعود قلبه قادراً على ضخ كميات كافية من الدم.
ولا يشكل هذا المرض عبئاً على المريض وحده، بل على عائلته وعلى المجتمع ككل، نظراً الى تداعياته الكثيرة وما يتطلبه من دخول متكرر إلى المستشفى.
كأي مرض آخر، يساعد الكشف المبكر على ضبط الحالة واستقرارها والحد من دخول المريض المتكرر إلى المستشفى من خلال تغييرات في نمط الحياة والعلاجات المناسبة التي هي في تطور دائم لتسهيل حياة المصاب بالمرض والحد من الوفيات.
رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب  وجرّاحيه، د.صبحي الدادا، تحدث عن كل التفاصيل المرتبطة بالقصور في عضلة القلب والمصاعب التي يواجهها المريض وكيفية تسهيل الأمور عليه.

 كيف يمكن التعريف بمرض القصور في عضلة القلب؟
قصور القلب مرض ناتج من عدم قدرة القلب على ضخ كميات كافية من الدم الى الجسم نتيجة ضعف العضلة أو تيبّسها مع الوقت. هو يضعف الجسم ويهدد حياة المريض.

 ما الأسباب التي قد تؤدي إلى قصور في عضلة القلب؟
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى قصور في عضلة القلب. وتعد معرفة الأسباب أساسية في ضبط الحالة ومعالجتها. علماً ان هذا المرض ينتج عامةً من إصابة في عضلة القلب. قد يحصل ذلك على أثر التعرض لأزمة قلبية أو لأمراض أخرى او بسبب أضرار معينة تتفاقم تدريجاً، وأبرزها:

 مرض في عضلة القلب لسبب خلقي

  • الإصابة بمرض السكري
  • ارتفاع ضغط الدم
  • مرض الشريان التاجي
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول
  • نشاف في الشرايين نتيجة ذبحات متكررة يؤدي مع الوقت إلى قصور في عضلة القلب
  • مرض في الصمامات يؤدي إلى تضيّق او قصور في حال عدم معالجتها
  • الإصابة ببعض أمراض كهرباء القلب.
  • مع الإشارة إلى أنه في معظم الحالات لا يوجد سبب واحد لقصور القلب.

               

ما الأعراض التي يمكن أن يتنبه لها المريض فيفكر بإصابته بقصور في عضلة القلب؟
ثمة أعراض من الضروري أن يتنبه لها المريض ولا يمكن أن ألا يلاحظها، وأهم هذه الأعراض ضيق التنفس عند القيام بجهد أو عند طلب الراحة ليلاً نتيجة تراكم السوائل في الرئة والتعب والتورم في الساقين والمعدة وأسفل الظهر والأطراف عامةً نتيجة انحباس السوائل بسبب خلل في وظائف الكلى وزيادة الوزن والإرهاق حتى عند بذل جهد بسيط والسعال والصفير عند التنفس والغثيان... هذه العلامات كلّها تدعو المريض إلى استشارة الطبيب حكماً.

 ما مدى سرعة تطور المرض؟
تسوء حالة قصور القلب تدريجاً مع الوقت، فتعرف عندها بقصور القلب المزمن. كما يمكن أن يتعرض المريض إلى نوبات حادة عندما تتفاقم أعراض المرض بسرعة، ويعرف بقصور القلب الحاد، مما يجبر المريض على الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج، وقد يصل الأمر إلى الوفاة.
أما في حالة هبوط القلب الانقباضي فتسجل نسبة 45 في المئة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب ونسبة 36 في المئة من حالات الوفيات فجأة.

 ما مدى انتشار المرض؟
ثمة شخص مصاب من 5، أي نسبة 20 في المئة من الأشخاص سيصابون بقصور في عضلة القلب في حياتهم.

هل هناك ما يزيد من خطر الإصابة به؟
يزيد خطر الإصابة بقصور في عضلة القلب مع التقدم في السن. مع الإشارة إلى أنه أكثر انتشاراً بين الرجال منه بين النساء.

هل يمكن اكتشاف المرض أثناء الخضوع لفحص روتيني؟
لا يكشف الفحص الروتيني الإصابة بقصور في عضلة القلب، إلا أن المريض يلاحظ الأعراض التي تصيبه فتدعوه إلى إجراء المزيد من الفحوص الأكثر دقة لكشف المرض.

في كل حالة مرضية، يساعد كشف المرض في مرحلة مبكرة، هل هذا ينطبق أيضاً على القصور في عضلة القلب؟
كأي مرض آخر، من المؤكد أن من الافضل كشفه في مرحلة مبكرة للعمل على ضبط الوضع واستقراره من خلال تغييرات في نمط الحياة واعتماد العلاج المناسب، خصوصاً مع وجود علاج حديث أكثر تطوراً.
بهذه الطريقة يمكن الحد من دخول المريض إلى المستشفى لاعتباره مسألة شائعة في هذا المرض. إذ يعتبر القصور في عضلة القلب السبب الاول لإقامة المرضى ممن تجاوزوا الـ 65 عاماً في المستشفى لتلقي العلاج. يساعد الكشف المبكر على الحد من التكلفة الاستشفائية ويحسن نوعية حياة المريض.

هل يعتبر عدد سنوات العيش محدوداً في كل الحالات في ما يتعلّق بالقصور في عضلة القلب؟
يساعد كشف المرض في مرحلة مبكرة ومعالجته بالشكل المناسب على ضبط الحالة وتحسين نوعية حياة المريض وإطالة عمره. ويختلف الأمر باختلاف السبب الذي أدى إلى الإصابة بالمرض. فيمكن أن يعيش المريض حياة مستقرة، ويمكن ألا يعيش لأكثر من 5 سنوات بعد التشخيص.
لكن لا بد من التوضيح، أن في حال الكشف المتأخر قد لا يعيش المريض طويلاً، وثمة حالات تستوجب زرع جهاز خاص بانتظار زرع قلب حتى يتمكن المريض من العيش.

هل ممارسة الرياضة، في حال الإصابة بقصور في عضلة القلب، مفيدة أم مؤذية؟
في حال الإصابة بقصور في عضلة القلب تختلف الحاجة إلى الرياضة وفق مرحلة المرض. ففي مراحل معينة، يمكن أن يمارس المريض رياضة خفيفة فتكون مفيدة له، لكن في مراحل متقدمة يجب ألا يمارس الرياضة.
مع الإشارة إلى أن في أوروبا تتوافر مراكز تأهيل لهذا النوع من الحالات تعتمد فيها بروتوكولات معينة ويتم العمل على المريض وتأهيله بشكل تدريجي حتى يتمكن من العودة إلى المجتمع بشكل طبيعي ويمارس نشاطاته المعتادة.

هل من علاج نهائي للقصور في عضلة القلب؟
لا يوجد علاج نهائي حالياً للقصور في عضلة القلب، إلا أن العلاجات الحالية تخفف الأعراض المسببة لضعف الجسم، مما يحسن نوعية حياة المريض ويخفف من دخوله إلى المستشفى. يساعد هذا أيضاً على تحسين نفسية المريض الذي يعيش عامةً حالة اكتئاب.
لذلك تبرز الحاجة أكثر فأكثر إلى علاجات جديدة فاعلة تساعد على تحسين نوعية حياة المريض وخفض تكاليف العلاج والاستشفاء وتحد بالتالي من نسبة الوفيات.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080