تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

في قلب مدينة جميرا 'فلل' ملكية تعكس الرفاهية العربية الأصيلة

على مسافة نصف ساعة من مطار دبي الدولي تقع مدينة جميرا، نموذج الرفاهية العربية في مجمع صمّم ليعكس هندسة دبي القديمة ويجسد الحضارة العربية الأصيلة بطابع عصري.
تجمع مدينة جميرا التي أنشئت خلال 3 سنوات ما بين طابع الهدوء والسكينة بما يتيح للزائر الاسترخاء في الاجواء الهادئة خصوصاً على شاطئ البحر، وبين أجواء الترفيه المترف التي لا تترك للزائر أي لحظة من الفراغ أو الحيرة في ما يمكن فعله.
هي بالفعل واحة توفر لزوارها أجواء رائعة ومناظر خلابة ووسائل ترفيهية مميزة. لك الاختيار بين «ميناء السلام» و»القصر» ودار المصيف حيث تتوافر أيضاً الفلل الملكية السبع التي تتمتع بخصوصية عالية وتصميم فريد.
إضافةً إلى الفلل ال29 التي هي أشبه بمنازل صيفية منفصلة عن بعضها البعض تتميز بالخصوصية والخدمة الرفيعة في موقع مميز على شاطئ البحر.
انطلاق الرحلة مع طيران الإمارات في درجة الأعمال، بما فيها من ترف ومن خدمة مميزة لا يمكن إلا أن يستمر في إطار الرفاهية نفسه، مع كل المميزات التي لا تبخل بها مدينة جميرا.


لم يستغرق مشواري إلى جميرا اكثر من 25 دقيقة انطلاقاً من المطار، ومفاجأتي الأولى الكبرى كانت مع وصولي إلى فندق «القصر» الذي يبدو للواصل إليه قصراً بكل ما للكلمة من معنى، بالفخامة التي فيه والضخامة التي تذكر بالقصور العربية القديمة.
وتبدو حرارة الاستقبال التي تعكس كرم الضيافة العربية، من العناصر التي تمدّك بمزيد من الارتياح إلى وجودك في هذا المكان الرائع

من «القصر» كانت وجهتي التالية إلى الفيللا الملكية التي انتظرت رؤيتها بفارغ الصبر وانتقلت إليها بواسطة «العابرة» أو الزورق الذي هو وسيلة النقل الأساسية في مدينة جميرا في الممرات المائية التي تصل مرافق المنتجع بعضها ببعض.
أما الوسيلة الثانية فهي السيارة الكهربائية أو «الباغي» التي تسمح لزائري جميرا بالتنقل فيها من مكان إلى آخر.
ما أن وصلت العابرة التي تقلّني إلى الفيللا، ولدى رؤية المناظر الخلابة التي أمامي في المدينة، اكتشفت أن المفاجآت تأتيك الواحدة تلو الخرى، فعنصر المفاجأة والذهول يبقى موجوداً في كل لحظة وكأنها من الميزات الاساسية في المكان.
استغرق مشواري في العابرة بضع دقائق لكني تمنيت ألا ينتهي وأنا أمرّ في تلك الممرات المائية بين الأشجار والتصاميم الهندسية الرائعة التي تحمل الطابع العربي الاصيل حيث تألقت العمارة العربية بكل فنونها وإبداعاتها.
وجدت نفسي في حضن هذا الموقع الخلاب بمناظره الجميلة وأجوائه الهادئة التي تدعوك إلى الاسترخاء، في تلك الواحة التي تختزل كل الرفاهية بكل ما فيها من معنى فتوفر لزوارها الأجواء الهادئة والسكينة والاسترخاء والتسلية في الوقت نفسه، سواء في الليل أو طوال ساعات النهار.


في الفيللا الملكية

وصلت إلى موقع الفلل السبع الملكية التي تتمتع في جميرا بخصوصية عالية، وقد أنجزت للعائلات التي تبحث عن الأجواء الهادئة والاسترخاء التام في إطار فخم ومميز وذلك على مقربة من سوق جميرا ومن حوالي 40 مطعماً فخماً والعديد من الفنادق المتوافرة في محيطها.
علماً أنه تم بناء هذه الفلل تيمناً بالإمارات السبع وصممت خصيصاً لتلبّي متطلبات ضيوفها بخصوصية تامة وكل منها له طابع وديكور مختلفان عن الأخرى.

من اللحظة الأولى التي تصل فيه إلى موقع الفيللا الملكية تشعر بمعايير الرفاهية الاستثنائية التي فيها. فإضافةً إلى حرارة الاستقبال التي وجدتها مع وصولي في منطقة الاستقبال المخصصة للفلل الملكية، والتي تعكس حسن الضيافة العربية. رافقني المسؤول الخاص عن الفبللا الذي يبقى في الخدمة طوال 24 ساعة.

وأمام الفلل مباشرةً محطة خاصة لوقوف «العابرة» التي يستقلها نزلاء الفلل الملكية لتسهيل تنقلاتهم الداخلية في أرجاء المنتجع أكثر فأكثر.
مع دخولي إلى الفيللا كان وقع المفاجأة كبيراً، فأصابني الذهول من فخامة ما رأيت في الداخل سواء لجهة ضخامة المكان أو لجهة الترف والرقي في الديكور.
ففي الطابق السفلي الصالون الكبير مع مكتب مخصص للأعمال وشاشة كمبيوتر وإلى جانبه غرفة الطعام.
ومن الصالون يمكن الخروج إلى حوض السباحة الخاص الذي صمم بشكل يؤمن فيه للضيوف الكثير من الخصوصية بعيداً عن الأنظار نظراً إلى الجدران الخشبية المحيطة المزينة بالأزهار.

كما تضم الفيللا في الطابق السفلي غرفة إضافية للخادمة ومطبخاً يحتوي أطعمة ومشروبات توضع في خدمة الضيف. وعلمت أنه بإمكان الضيف طلب طاهٍ لتحضير وجبتي الغداء والعشاء في المطبخ الخاص.
اما في الطابق الأعلى للفيللا فغرف النوم مع الحمامات الخاصة لكل غرفة، وكلّها لا تقل فخامة عن بقية أرجاء المنزل.
فكل من الغرف تتميز بمساحة واسعة وديكور عربي، إضافةً إلى حمام واسع يذكر بالحمامات التي كانت في القصور العربية القديمة بطابعه التقليدي مع شباك خشبي فوق المغطس-الجاكوزي الذي نفذ بطريقة الموزاييك.

كذلك في غرفة الأطفال حمام واسع مع مغطس مشابه للذي في الغرفة الكبرى.
ومن الواضح انه لم يتم إهمال أي تفصيل سواء في إنجاز الفلل أو في الخدمات المؤمنة لها، فثمة خدمات خاصة تسهل إقامة الضيوف في الفيللا منها توفير الرعاية للأطفال على أيدي مربين مختصين يمكن حجزهم عند الطلب، ومنها أيضاً ما يؤمن للضيف المزيد من الاسترخاء في ظل هذه الأجواء المميزة حيث يمكن طلب خدمة من «السبا» للتمتع بخصوصية تامة في الفيللا نفسها أو يمكن الاستفادة من خدمات المنتجع الصحي «تاليس سبا» خارج الفيللا في موقعه المميز وتصاميمه العصرية بعيداً عن الضجة وفي حضن الحدائق التي زينت بالخيزران وأشجار النخيل التي تجعل المكان أشبه بالجزر الاستوائية فيؤمن لرواده جواً مفعماً بالراحة والاسترخاء.
ويمكن الوصول إلى «تاليس سبا» بعبور الممرات المائية بواسطة «العابرة» للاستفادة من أي من البرامج العلاجية المتوافرة فيه بما يلائم رغبات الضيوف من التدليك السويدي والتايلاندي والبالي وصولاً إلى الشياتسو والتدليك بالأحجار الساخنة والعلاجات الطبية المحلية المتنوعة.


اختيارك من الفلل الملكية

4 فلل ملكية بثلاث غرف(370 إلى 531 متراً مربعاً)
-فيلّتان ملكيتان بغرفتين (275 متراً مربعاً)
-فيللا ملكية واحدة بطراز ملكي(644 متراً مربعاً)

تسهيلات في المحيط الأمثل
ما كان علي إلا أن أطلب حجزاً في أحد المطاعم لأتناول وجبة العشاء. بدت الأمور بغاية البساطة عندما سئلت عن المطبخ المفضل فاخترت الإيطالي وبعد دقائق قليلة تم الاتصال بي لتأكيد الحجز في مطعم سيغريتو الإيطالي الفخم المقابل للفيللا رقم 1 التي مكثت فيها.
وبعد تناول العشاء، يبدو من السهل تمضية بعض الوقت في سوق جميرا الملاصق للفلل الملكية ولمطعم سيغريتو.
حرصت على المشي من أول السوق إلى آخره وتأملت في تصميمه الذي يعكس تراث الاسواق العربية الاصيلة بالمحلات التجارية الصغيرة والبوتيكات ذات الواجهات المفتوحة وصالات العرض الأنيقة التي بلغ عددها 75 محلاً، إضافةً إلى المطاعم العديدة والمتنوعة التي تلبّي مختلف الأذواق.


متعة لا تنتهي

في اليوم التالي، كنت قد اتخذت قراري بالاستفادة إلى أقصى حد من إقامتي التي بدت لي أشبه بالحلم، خصوصاً أن الطقس بدا رائعاً في هذا الوقت من السنة.
توجهت بالـ«عابرة» لاكتشف في مشواري أن روعة المكان في النهار لا تقل عنها في الليل في ظل هذه الأجواء الطبيعية. كنت أتحرق شوقاً لتكرار زيارتي إلى القصر حيث كنت أنوي تناول طعام الفطور.
علماً أنه ثمة اختيارات عدة متاحة للضيوف في الفلل الملكية لتناول الفطور كفندق القصر لمن يبحث عن الفخامة العربية الأصيلة والرقي وخيمة البحر لمن يبحث عن المنظر البحري الخلاب على مقربة من حوض السباحة، وغيرهما من الاختيارات المتعددة المتاحة.

واللافت في مدينة جميرا عامةً وفي الفلل الملكية خاصةً تلك الدقة في التنظيم والتنسيق بين مختلف أقسام المنتجع وكأن كل موظف فيه على علم بوجودك ليبذل قصارى جهده لتقديم أفضل خدمة بما يشجعك على تكرار التجربة، وهذا على الرغم من أعداد السياح الهائلة الموجودة في جميرا.
وفي زيارتي الثانية لـ “القصر” تمكنت من القيام بجولة أوسع فيه لمشاهدة التصميم الداخلي الفخم بكل تفاصيله الراقية وأجوائه المفعمة بالرفاهية. ولفتتني في المطعم المخصص للفطور تلك الأعمدة التي صممت بشكل أشجار النخيل بأوراق معدنية توحي بكثير من الفخامة من وحي التصميم المتكامل في الفندق في مختلف أجزائه.

ولأن المشاهدات في مدينة جميرا لا تنتهي كان لا بد لي من اختيار جولة في السيارة الكهربائية الباغي لتجربة مختلفة، فأوصلتني قرب فندق بيتش هوتيل المحاذي لمدينة جميرا، إلى حديقة الألعاب المائية «وايلد وادي» على طريق شاطئ جميرا المتاح الدخول إليه لضيوف الفلل الملكية، ذاك المكان الترفيهي حيث تتوافر الألعاب المائية في تصميم “سندبادي” يأخذك إلى عالم آخر ويجعلك تعود طفلاً مهما تقدمت بك السن حيث يمكن للضيوف في مدينة جميرا الاستفادة من خدماته أيضاً.

تشعر في زيارتك لمدينة جميرا، لكثرة وسائل التسلية المتاحة للكبار والصغار، بالرغبة في أن يطول الوقت أكثر فأكثر فلا تنتهي فترة الإقامة فيها.

فبين وسائل التسلية المتاحة في النهار على شاطئ البحر، وفي حوض السباحة وفي وايلد وادي ولحظات العلاج والاسترخاء في سبا أو مجرد التنزه في أرجاء المكان أو مجرد الجلوس في أجواء الرفاهية المتوافرة في الفلل ومحيطها، وبين وسائل التسلية المتاحة ليلاً في المطاعم والمقاهي التي أقيمت في مواقع مثلى على مقربة من الماء في حضن الطبيعة والتي تعج بالناس والسوق الذي يتيح فرصة ممارسة هواية التسوق للراغبين، تشعر دائماً بضيق الوقت وبالرغبة في إطالة إقامتك أكثر.

ومع انتهاء الإقامة المفعمة بالرفاهية في مدينة جميرا وتحديداً في الفيللا الملكية فيها، لا يمكن إلا أن تكتمل التجربة بالرحلة المثلى للعودة مع طيران الإمارات الذي يكمّل تلك الأجواء الرائعة التي عشتها في إقامة بدت أشبه بالحلم.


تفاصيل بسيطة أحببتها في الفيللا الملكية

 

  • اختيرت الاكسسوارات بعناية قصوى لتلائم طراز الفيللا العربي بامتياز. ومن أجمل الاكسسوارات التي زينت الفيللا الصندوق الخشبي الشهير في القصور العربية القديمة والنرجيلة الفضية المزخرفة وإناء الأزهار الخشبي الذي يذكّر بالعصور القديمة.
  • زاويتي المفضلة في الفيللا هي غرفة جلوس من الطراز العربي صُمّمت بشكل ما يعرف «بالديوان العربي»، وفي الوسط طاولة وضعت عليها طاولة نرد للتسلية.
  • يومياً كانت تبدل مجموعة الحلويات العربية والأجنبية والتمور التي كانت تنتظرني في الصالون وعلى طاولة الطعام فتوضع أخرى طازجة تتميز بتنوعها وتصعب فعلاً مقاومة الرغبة في تذوق كل منها.
  • كأن جمال المكان والمناظر الخلابة التي أمامنا كانت تنعكس إيجاباً على نفسية زائري مدينة الجميرا، فترى الضحكة لا تفارق أحداً والسعادة تبدو واضحة على وجوه الكل. ولاحظت أن معظم المارة يلقون التحية والسلام لمن يمر قربهم سواء كان أجنبياً أو عربياً.
  • يتميز العاملون في مدينة جميرا بشكل عام وفي الفلل الملكية بشكل خاص بحسن اللباقة والتهذيب وقد لفتني ذلك بشكل خاص. كذلك لا تفارق الابتسامة ثغورهم ويبدون أنهم يقومون بأعمالهم من قلوبهم بكل فرح وسعادة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079