مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2016 في زيارة إلى محترفات شانيل Chanel
دخلنا إلى محترفات شانيل قبل ساعات من عرض مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2016 التي كُتب الكثير عنها. حملتنا الزيارة إلى مبنى باريسي قديم مجدّد بلمسات معاصرة أنيقة، لمسات شانيلية يسيطر عليها الأبيض والأسود. صعدنا إلى حيث كانت التصاميم لا تزال أسراراً قبل ساعات قليلة من كشفها. زرنا محترفين، في الطبقة العليا حيث يسود النور الطبيعي، وتُفتح النوافذ على سماء باريسية ساحرة.
الكلّ منهمك بالعمل. ما اكتشفناه مفاجئ فعلاً. لقد أنجز التطريز بقطع صغيرة من خشب، أشكال لامعة جميلة، وأخرى نعرفها جيداً، كبُراية القلم (أي ما يتساقط من القلم عندما نبريه)، لكننا لم نتخيّلها يوماً تزيّن فستاناً فخماً. فوق كل طاولة عمل أو إلى جانبها علّقت ورقة تعرض رسم المصمّم كارل لاغرفيلد. بدت الأكمام منتفخة من دون حدود واضحة، والألوان هادئة جميلة. الكلّ يعمل بهدوء، لا يظهر القلق على الوجوه برغم أننا دخلنا مرحلة الساعات الأخيرة. هدوء قد تقطعه نغمات موسيقية، وهمسات خافتة تؤكد على الرغبة الجماعية في التركيز وعلى ثقة بأن ما تقدّمه أنامل سيدات المحترف سيحصد الدهشات. نتأمل كنوزاً براقة على الطاولات العريضة البيضاء: تول وحرير وشيفون وتويد وريش وجلد وخشب... نحاول أن نفهم فكرة المجموعة قبل أن تنكشف في صباح اليوم التالي مع بداية العرض في الغران باليه. تنتظرنا مفاجأة جديدة هي ديكور العرض. تستقبلنا سماء زرقاء داخل الغران باليه، وعشب أخضر وبيت من خشب بواجهات كثيرة. ماء وخضرة ووجوه جميلة وأجسام بدت كلّها خفيفة رقيقة كنسمات ناعمة في يوم ربيعي. الآن بدأنا نفهم فكرة التطريز بالخشب، نربطها بالديكور المختار، بالألوان المسيطرة على العرض وبالأحذية المصنوعة من فلّين. هي تحية احترام للطبيعة ولأهمية تقدير البيئة. هذا ما سعى إليه لاغرفيلد. وقد نقلت رسالته التطريزات المنجزة بحرفية عالية والمتألفة من شظايا ورقاقات خشبية والنحلات المطرزة على التول أو المركبة على شكل مجوهرات.
اللون البيج، لون الشفافية والأناقة، تربّع على عرش الألوان في العرض محتفظاً بمكانته في الدار لاسيما أنه لون غابريال شانيل التي «كانت ملكة البيج»، على حدّ قول لاغرفيلد نفسه. كما برزت ألوان غير بعيدة عن البيج كالأبيض المغبّر والعاجي والرملي والأبيض الرمادي والرمادي المصفرّ والرمادي الفاتح والموكا.
اختالت العارضات وسط الحديقة الخضراء بعدما نُفذت لهن تسريحات الشعر المربوط على شكل جديلة، وبعدما انتعلن أحذية ثنائية اللون بأرضية من فلين. وحول الخصور، وضعت حقيبة للهواتف الذكية، تتناغم مع الطلة الإجمالية. تلاعب لاغرفيلد بالأحجام المعكوسة، وركّز على سترات التويد القصيرة ذات الأكمام البيضوية والتنانير الطويلة الضيقة أو السترات الضيقة المترافقة مع تنانير ممتلئة أو سراويل واسعة.
وفي كل الطلات، برزت دقة الأقمشة في البلوزات والتنانير والفساتين الأثيرية. لقد جرى تحويل الشيفون إلى ثنيات مسطحة أو أسطوانية أو ممتلئة فيما جرى تحويل الأورغنزا إلى ثنيات عادية.
ولتصاميم السهرات، قُدمت السراويل ذات الذيول مع معاطف مزينة بحجارة الراين أو بوليرو عريض القصة أو سترات مطرزة. أما فساتين الساتين، فكشفت عن طلة فضفاضة. واكتملت التحية إلى الطبيعة بفستان بكمين مطرزين بالنحل المصنوع من الريش، وآخر مطرّز بالأزهار الصغيرة مع فستان تحتي مطرز بعصافير من خشب.
أما العروس، ملكة هذه الطبيعة التي أعيد اكتشافها، فظهرت في فستان مخرّم مطرّز بالشيفون والجلد والرقاقات الخشبية والخرز وحجارة الراين مع سترة ذات قلنسوة وذيل.
الآن فهمنا قصة الطلّة 33. فلنعد إلى المحترف، إلى الطلّة التي اخترنا متابعة ولادتها. ها قد رأيناها في الغران باليه. البارحة كانت بين يدي خياطات بارعات في المحترف. ثم رأيناها معلّقة على جسم من خشب وقماش. تأملنا عن قرب «توب» من الشيفون البيج المثنى، مزيناً بجزء مزركش وضفائر مطرزة من مربعات جلدية، وأشرطة خشبية، وأنابيب وحجارة راين بلورية. وكدنا نلمس تنورة طويلة من الشيفون البيج المثنى، مزينة بضفائر مطرزة من أشرطة خشبية وخرز وكريستال.
قال كارل لاغرفيلد: «قبل شهر ونصف تقريباً من تقديم المجموعة، أعطيت الرسوم الأولية إلى المحترفات. مسؤولة الخياطات التي أعمل معها تعرف تماماً كيف تترجم رسومي». لقد لمسنا هذه «الدينامية الإبداعية» التي تحدّث عنها بين الاستوديو والحرفيين في محترفات CHANEL. و«مع تطور تنفيذ التصاميم بشكل تدريجي، تتخذ التطريزات والتفاصيل واللمسات النهائية بعداً جديداً»، يقول كارل لاغرفيلد.
مراحل رحلة الطلة 33
• محترفات شانيل CHANEL
يتم نقل الرسم أولاً إلى قماش شفاف (توال)، ليجري بعدها قص الرسم من القماش الذي اختاره كارل لاغرفيلد، وهو في هذه الحالة الشيفون البيج.
• محترفات لونيون LOGNON
يثنّى الشيفون البيج في محترفات لونيون. يتم إعداد ثنيات عمودية صغيرة للقسم العلوي، وثنيات أفقية عريضة للتنورة. يستلزم إعداد هذه الثنيات نحو 220 ساعة من العمل في محترفات لونيون.
• استوديو شانيل CHANEL
يزيّن التصميم بقرط على شكل نحلة ومشبكين على شكل نحلتين، صنعتها دار ديسرو (House of Desrues)، إضافة إلى حذاء ثنائي اللون، من الساتين الأبيض والأسود، مع أرضية من الفلين، من صناعة دار ماسارو (House of Massaro). تحتاج هذه الطلة إلى موافقة كارل لاغرفيلد أثناء التجربة الأخيرة في الاستوديو قبل يوم واحد من العرض أي يوم زيارتنا المحترف.
• محترفات مونتيكس MONTEX
باستعمال عيّنة تطريز صادق عليها الاستوديو، يعدّ التصميم أولاً على ورق رسم وفق النمط الذي أعطته محترفات شانيل. تخاط التطريزات بالإبرة. تنفذ تطريزات «التوب» من مربعات جلدية بيج، وأشرطة سنديان وماهوغاني مقطوعة باللايزر، وأنابيب صغيرة جداً وحجارة راين بلورية. أما ضفائر التوب والتنورة فتنفذ، باستعمال إبرة، من أشرطة خشب الكرز المقطوعة باللايزر، والخيطان، والأنابيب وخرز الكريستال. يستلزم إعداد التطريزات والضفائر للتوب والتنورة قرابة 176 ساعة من العمل في محترفات مونتيكس، و1800 قطعة خشبية وجلدية، و11400 حجارة راين وخرز كريستال، و5400 أنبوب.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
أخبار الموضة
نوف الراشد.. براعة الجمع بين الأصالة الثقافية والطابع العصري
أخبار الموضة
معرض "Christian Dior: مصمّم الأحلام" في المتحف الوطني السعودي بالرياض
أخبار الموضة