عابد فهد: أعيش مع زوجتي قصة حب ولست قلقاً على تأمين مستقبل ولدينا
عندما سألناه عن زوجته الإعلامية زينة يازجي، قال: «أعيش معها قصة حب كبيرة»... وعندما سألناه عن ابنيه قال: «لا أخشى تأمين مستقبلهما».
النجم السوري عابد فهد، الذي يعود مجدداً الى الدراما المصرية من خلال مسلسل «نوايا بريئة»، يتحدث عن هذا العمل، والمكالمة التي تلقّاها أخيراً وقرر على أثرها اقتحام عالم السينما المصرية، كما يرد على اتهامه بالتنازل عن الجنسية السورية، ويكشف رأيه في عادل إمام وليلى علوي وسيرين عبدالنور، ورأيه في زوجته كإعلامية، وموقفه من تأمين مستقبل ولديه.
- ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «نوايا بريئة» الذي تخوض به منافسات موسم رمضان المقبل؟
أعجبت كثيراً بالسيناريو الذي كتبه محمد أمين راضي، والذي يتحدث عن أصحاب النفوذ من الاقتصاديين الذين يهتمون بمصالحهم الشخصية، على حساب المصلحة العامة، بحيث إن لهم تجارتهم المشروعة وغير المشروعة، ويمتلكون محطاتهم التلفزيونية... والمسلسل يكشف كيف يسيطر أصحاب المال على وطننا العربي ويؤثرون فيه سلباً، في وقت نرى كيف تتم مراقبة أصحاب رؤوس الأموال في أي مشروع يُنفذ، لمعرفة من هم المستفيدون منه. وللأسف، الإنسان العربي لا يحق له العيش بكرامة، وهذا الضياع يحتاج الى قواعد تدين كل من أساء الى وطننا العربي.
- ما الفارق بين عملك في مصر ومسلسلاتك التي قدمتها أخيراً في لبنان وسورية؟
لا توجد دراما أو عمل فني تلفزيوني أو سينمائي من دون تراكم خبرات، والتي هي حصيلة التجارب، وذلك ما يفعله طالب الفنون بالضبط، مثلاً فهو إن لم يقف أمام الكاميرا فلن يمتلك أي خبرة، والشركات التي أنتجت مسلسلاتي الثلاثة الأخيرة، كانت لها مصلحة وراء العمل في مصر. وأؤكد أن من لم يعمل في الدراما المصرية، فثمة شيء ينقصه، لأن مصر ذات تاريخ فني عريق.
- أشعر بأن شهيتك مفتوحة على العمل في مصر الآن!
شهيتي مفتوحة دائماً، ولم يكن قراراً ذاتياً أن أبتعد عن مصر، فقد عرضت عليَّ أعمال مصرية في الفترة الماضية، لكنني كنت ملتزماً بأعمال أخرى في لبنان. وأعتقد أن خطوة إثبات وجودي في مصر قد تأخرت نوعاً ما، إذ يجب أن تكون منذ خمس سنوات، كما كانت لي تجربة واحدة في مصر مع الفنانة ليلى علوي في مسلسل «كابتن عفت» وأحبها كثيراً.
- وما سبب ابتعادك بعد «كابتن عفت» عن مصر؟
قدمت بعدها مسلسل «هدوء نسبي» مع الفنانة نيللي كريم، وهو يتحدث عن الصحافيين الذين يحتجزون في بغداد، ثم قدمت «الولادة من الخاصرة» وحقق نجاحاً كبيراً، وأقولها للمرة الثانية: لم أتخذ قراراً نهائياً بالابتعاد عن العمل في مصر طوال السنوات الماضية، وإنما ابتعدت فقط لانشغالي بأعمال فنية خارجها.
- ما حقيقة مشاركتك في مسلسل «السلطان والشاه»؟
لم يسمح لي الوقت بالمشاركة فيه، فقررت الاعتذار عنه، رغم أن الحوار مكتوب بلغة شعرية مميزة. وما أؤكده أن هذا العمل لا يشبه أبداً مسلسل «حريم السلطان» التركي، إذ يتحدث عن مرحلة تاريخية من حياة سليم الابن وليس الأب، وانشقاقه عن والده وتمرده على شقيقه وصراعه مع إسماعيل الصقلي.
- تشارك في مسلسل «مدرسة الحب»، كيف ترى تجربتك فيه؟
هو عمل فني اجتماعي يجمع فنانين مصريين وعرباً، وأشارك في ثلاثية منه مع الفنانة أمل عرفة، ويتناول مجموعة من قصص الحب، والمقدمة بصوت الفنان الكبير كاظم الساهر، وقد حققت نجاحاً كبيراً بمجرد طرحها.
- تشارك في خماسية «أهل الغرام»، فماذا عنه؟
سعيد جداً بهذه التجربة، وهي من إخراج الليث حجو، وهو عمل فني لمس مشاعر كل من شارك فيه، ويتحدث عن رجل يدخل السجن ثم يخرج منه بعد عشرين عاماً ليبحث عن حبه الأول زوجته «شام»، وهي رمز للمدينة التي تبحث عن شخص ينقذها من أعمال الغدر والقتل التي تتعرض لها يومياً.
- أعلم أنك ستقوم وللمرة الأولى ببطولة فيلم سينمائي مصري، كيف جاءت مشاركتك فيه؟
اتصل بي المنتج حسين القلا وقال لي إنه يجلس مع المؤلف وليد يوسف والمخرج محمد مصطفى، وأنهم قرروا إسناد بطولة فيلم «في يوم من الأيام» لي، فأجبته ممازحاً: «أنتم أخذتم القرار الصائب»، وبالفعل أرسلوا لي بعد يومين السيناريو، وقمنا بتعديل أمور بسيطة، ثم عقدنا اجتماعات معاً واتفقنا على تنفيذه، وتشاركني في بطولته الفنانة الشابة هبة مجدي، وأجسد فيه شخصية «جابر»، وهو سائق أتوبيس يذهب الى المنصورة ليعمل، ثم يعود الى القاهرة ويعيش قصة حب تنتهي بالفشل نتيجة الفقر، ثم تتطور الأحداث بعد أن يجد فتاة تحاول والدتها تزويجها بإنسان آخر غير الذي تحبه وتبعدها عن حبيبها، فيرى فيها الفتاة التي أحبها سابقاً، ويسعى جاهداً أن يساعدها لتتزوج بحبيبها لئلا تشعر بالألم الذي عاناه بسبب فقدانه حبيبته... فهو تجربة إنسانية حقيقية تتحدث عن حق الإنسان البسيط في العيش الكريم مهما تفاوتت المستويات الاجتماعية.
- هل أنت متفائل بهذه التجربة السينمائية في مشوارك الفني؟
أعتقد أنه سيحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، كما قال لي المنتج حسين القلا، وحينما سألته عن السبب أجابني: «الجمهور أصبح الآن مثقفاً وواعياً، ويريد أن يشاهد عملاً فنياً محترماً وراقياً، ويتعلم منه، وليس فقط لمجرد التسلية وتمضية ساعة ونصف ساعة من وقته».
- صرحت أخيراً بأنك لن تقدم سينما «هشك بشك»، ما الذي كنت تقصده بذلك؟
بابتسامة، كنت أقصد أنني لا أستطيع تقديم نوعية الأفلام غير الهادفة والتي لا تحمل مضموناً، وبالتالي لا أجد نفسي فيها كممثل.
- هل أعجبتك أفلام معينة في الفترة السابقة؟
أعجبت كثيراً بفيلم «ولاد رزق» الأخير لأحمد عز وعمرو يوسف وطارق العريان، وأرى أنه عالمي بإخراجه وأداء ممثليه، كما أنه لا يقل مستوى عن الأفلام العالمية مع فارق الظروف والإمكانات المادية والإنتاج، فثمة فارق كبير بين الإنتاجين الأميركي والعربي، وأجور الممثلين العالميين. أما الأفلام السطحية فغابت عن الساحة الفنية منذ فترة طويلة.
- وكيف ترى حال الدراما المصرية؟
أرى أن مشاركة المخرجين السينمائيين في الدراما المصرية قد أضافت اليها الكثير. فمثلاً المخرج محمد مصطفى قدم تجربة مميزة في مسلسل «أريد رجلاً»، وتامر محسن قدم أيضاً تجربة رائعة في مسلسل «تحت السيطرة»، ويجب أن يكون لنا مرجع لجيل الكبار بحيث لا يمكن تغييبهم ونسيانهم، مثل العملاقين عادل أدهم ومحمود المليجي اللذين أرى أنهما لا يقلان شيئاً عن الفنانين العالميين.
- كيف هي علاقتك بنجوم بلدك سورية؟
هم شركائي في الحقل الفني، ولا أنظر إليهم بأنهم منافسون على الإطلاق، فالساحة الفنية تتسع للجميع، والمجتهد نقول له «برافو»، وجميعهم ممثلون رائعون ويملكون هوية خاصة بهم، وقد أعجبت كثيراً بباسل خياط في مسلسل «طريقي» الذي عُرض في رمضان الماضي، وكذلك تيم حسن وغيرهما.
- من أقربهم الى قلبك؟
جميعهم أصدقائي، وأكثرهم قرباً لي جهاد سعد، وهو يقيم في القاهرة حالياً لتصوير مسلسل «شطرنج»، ونحن على تواصل دائم.
- الجمهور شعر بوجود كيمياء بينك وبين الفنانة سيرين عبدالنور، فهل حدثت كيمياء بينك وبين فنان مصري؟
الكيمياء تأتي من خلال إحساسك بأن شريكك في العمل يتمنى لك النجاح مثله، ويحدث بينك وبينه انسجام، وذلك ينبع من محبتك لهذا الفنان، وقد حدثت بالفعل بيني وبين الفنانة ليلى علوي كيمياء حقيقية في مسلسل «كابتن عفت»، وأحببتها كثيراً، وكذلك سيرين عبدالنور.
- كيف ترى الزعيم عادل إمام فنياً بعد مشوار تجاوز الأربعين عاماً؟
أقول بصدق شديد إن عادل إمام يحق له ما لا يحق للآخرين، ومن حقه أن يقول ويتمنى ويقدم ما يريد، فهو «عرّاب الفن المصري».
- كيف تسير العلاقة بينك وبين زوجتك الإعلامية زينة يازجي؟
أعيش معها قصة حب كبيرة، وفي الحقيقة الحب هو الذي يحلّي طعم الحياة، فيكفي أن نعيش مرارة الحب ويومياته والبحث عنه والتمسك به والقلق والسهر والاتصالات والأغنيات والفرح والحزن... كلها أمور عشتها مع زينة لمدة عامين قبل زواجنا، وفيها تفاصيل ومغامرات بمنتهى الإخلاص، وقد اتخذت قراراً بأنني لن أتنازل عن هذا الحب حتى آخر لحظة في عمري.
- كيف ترى الحب الآن من وجهة نظرك؟
الحب أنواع، وكل شخص فينا يحب بمثل تربيته، لكن يكفي أن تحب إنسانة من كل قلبك. والحياة من دون حب لا طعم لها ولا معنى، وبدون الحب ستتحول الى إنسان- حجر تلهث وراء المال ومصالحك الشخصية. والحب الحقيقي هو الذي يعمّر البيت ويربي الأولاد بطريقة مميزة ويؤسس وطناً حقيقياً.
- هل استقرارك في حياتك الخاصة أثر إيجاباً في عملك الفني؟
«بصراحة» على اسم برنامجها، أحدث هدوءاً كبيراً في حياتي، واستطاع أن يحمي البيت وجعلني أركز في عملي الفني فقط. كما أنني لست قلقاً على تأمين مستقبل ولديَّ، فتوجد ثقة واحترام متبادل بيننا. وتشاركني زوجتي في كل تفاصيل عملي وحياتي، لدرجة أنها تقول لي أحياناً: «لا تقدم هذا الدور»، فهي درست الأدب الإنكليزي، بالإضافة الى تخصصها في الصحافة والإعلام، ولها رؤيتها الخاصة في هذه المجالات، وآخذ رأيها في كل شيء. وعندما قدمت مسلسل «الحجاج بن يوسف» بعد زواجنا، حقق نجاحاً كبيراً، وقدمت من ثم مسلسل «الظاهر بيبرس»، وكان مشروعاً ناجحاً، وأعتقد أن كل الأعمال الفنية التي قدمتها بعد ارتباطي بها كانت مختلفة تماماً. وفي الحقيقة كل ما قدمته قبل زواجي بزينة كان مجرد مغامرات فقط.
- بعدما رزقتما بولديكما، هل تغيرت نظرتكما الى الحياة؟
أصبحنا أكثر حرصاً ومسؤولية في ما نقدم حتى يفتخرا بنا في المستقبل.
- كيف ترى زينة يازجي إعلامياً؟
بصراحة حينما أحضر حلقاتها مع ضيوفها وأشارك في برامج أخرى تستضيف الضيوف أنفسهم، أشعر بأنها قادرة على أن تخرج منهم أموراً كثيرة من دون أن يتمكنوا من التهرب من الإجابة. وفي رأيي، هناك إجماع على تميز برنامجها رغم أن شهادتي بها مجروحة. وقد استطاعت جذب أسماء كبيرة مثل وزير خارجية أو رئيس جمهورية أو مسؤول في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أو قائد ميداني... كلهم ضيوف مهمون في الشارع العربي والعالمي، وأصحاب قرار مثل توني بلير وجيمس بيكر.
- هل تجاوزت العلاقة بينكما مرحلة الغيرة؟
أصبحت نادرة جداً بيننا، وتخطينا كل هذه الأمور.
- هل تملك ابنتك ليونا ميولاً فنية؟
هي تشبه أمها بوعيها وذكائها، وهي قارئة جيدة ومكتبتها غنية، فتملك 120 كتاباً قرأتها باللغة الإنكليزية، رغم أن عمرها 13 عاماً، وتدرس في مدرسة بريطانية، وشقيقها «تيم» أعتبره صديقي الذي أشاركه يومياته، وعندما أكون في دبي أرافقه الى مدرسته، وعمره سبع سنوات، وزوجتي تتابعهما جيداً، وهو يلعب كرة القدم في نادي البرشا في دبي، ويحب الموسيقى كثيراً.
- هل صحيح أن ليونا تكتب سيناريوات؟
بالفعل لديها خواطر جميلة، وتقوم بتأليف رواية الآن، وكتبت قصتين باللغة الإنكليزية، إحداهما بعنوان «كيف ترى المستقبل لنفسك»، والأخرى تتعلق بالدراما.
- تواجدت مع عائلتك في حفل الموسيقار ياني في الشارقة، ما هي الموسيقى التي تحبها؟
أحب موسيقى البلوز والجاز، والموسيقى تعيدني إلى الذكريات القديمة في حياتي.
- على ذكر الموسيقى، ما رأيك في الجدل الذي أُثير أخيراً حول أغنية «القاهرة» لعمرو دياب ومحمد منير؟
يكفي أن يجتمع نجمان كبيران بحجمهما في عمل فني واحد، فذلك ما نحتاج اليه اليوم، أي أن نقف معاً في الأغنية والدراما والإخراج، وأرى أنها مشروع فني ناجح.
- كيف تقضي أوقاتك مع زوجتك وابنيك؟
نسافر معاً في كل عطلة صيفية، وسيأتون الى مصر في الأيام المقبلة، وقالت لي زينة إنها ستُحضر الولدين ليتعرفا على الأهرامات. كما ذهبنا سابقاً الى غرناطة وقرطبة وقصر الحمرا... نحب زيارة الأماكن التاريخية، لأن ذلك سيسهل عليهما اكتشاف الحياة بصدق.
- كيف استقبلك الناس في مصر؟
الشعب المصري يحب الفرح، ويحاول أن ينسى همومه، ويستقبلني دائماً بالحب والاحترام.
- كيف ترى الوضع في سورية؟
أرى أن الغرب قد اختار بلدي ليكون مسرحاً للجريمة الكبرى التي تتم فيها تسوية كل الصراعات.
- ما هي أمنيتك؟
أتمنى أن يكون هناك وعي بكل المؤامرات التي تحاك لوطننا العربي وتخطط لهزيمته، كشعب أولاً وقيادات ثانياً لإبعاد شبح هذا الخطر... وأرجوكم ألا تسمحوا بذلك أبداً.
- حاول البعض تشويه صورتك باتهامك بالتخلي عن جنسيتك السورية ونيل الجنسية اللبنانية بدلاً منها، ما ردك؟
هؤلاء أشخاص غير واعين ولا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وأؤكد أن أي شخص في هذا العالم قد يحمل جواز سفر آخر، وجواز السفر اللبناني حق لي، فوالدي يملك هوية لبنانية، ولبنان وسورية وطن واحد، ولا يفصلهما سوى مئة كيلومتر فقط.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024