تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

فيروز كراوية: أم كلثوم تغزلت بالرجل في أغانيها... فلماذا ينتقدني البعض؟

تعترف بأنها سجلت أغاني ألبومها الجديد «قلبك زحام» وهي في حالة إحباط، لكنها حاولت أن تبعث من خلاله لنفسها ولجمهورها رسالة تفاؤل. المطربة فيروز كراوية، التي تصف نفسها بأنها «صاحبة اتجاه غنائي مختلف»، تتكلم على دور زوجها في تشجيعها على التحول من الطب إلى الغناء، وحرصها على أن تتعلم ابنتها الموسيقى، كما تكشف سر إنتاجها لنفسها، وترد على الانتقادات التي تطاولها.


- لماذا غبت كل هذه الفترة الطويلة عن الساحة الغنائية؟
ربما ابتعدت قليلاً على صعيد الألبومات. أما على مستوى الأغاني، فطرحت أكثر من ثماني أغنيات «سينغل»، إضافة إلى عدد من الأغنيات المصورة، كما احتاج ألبوم «قلبك زحام» الذي طرحته أخيراً الى تحضيرات مكثّفة، بحيث استغرقت كل أغانيه وقتاً طويلاً في تنفيذها، إذ قررنا منذ البداية أن نقدم موسيقى مختلفة في الألبوم، وللمرة الأولى نقدم ألبوماً غنائياً كاملاً بموسيقى حية، وليست مسجلة، وكل من يفهم في الموسيقى يدرك جيداً أن هذا الأمر يتطلب وقتاً طويلاً.

- كيف تم التجهيز لهذا الألبوم الجديد؟
 بدأت العمل على الألبوم مع المؤلف الموسيقي كريم حسام، واتفقنا قبل بدء تنفيذ الأغاني على أن نقدم مشروعاً غنائياً جديداً ومختلفاً، يكون اعتماده الرئيسي على الآلات الحية، ونحاول من خلاله إبراز الموسيقى الخاصة بمصر والمنطقة العربية بطريقة مختلفة، حتى تصل إلى المستمع الغربي، ولذلك كنا ندقق جيداً في اختيار الكلمات التي سأغنيها، فالعمل على الألبوم لا بد من أن تكون له رؤية محددة، ويجب ألا نطرح أي أغانٍ، لأن الألبوم عمل مترابط وليس عشوائياً، فربما كانت هناك أغانٍ استمعت اليها أثناء التسجيل وأعجبت بها للغاية، لكن حين شرعت في الاختيار استبعدتها، وللعلم خلال التجهيز لألبوم «قلبك زحام»، سجلت 20 أغنية تم طرح 12 فقط منها، على أن يتم طرح الأغاني المستبعدة كـ «سينغل» خلال الفترة المقبلة.

- لماذا سيطرت «الفرحة» على معظم أغاني ألبومك؟
 في الفترة الأخيرة سيطرت مسحة من الحزن على معظم الألبومات الغنائية، ولذلك قررت أن يحمل ألبومي مقداراً من الحركة والطاقة والحماسة، حتى نُسعد الجمهور الذي يهوى الاستماع إلى الأغاني. لكن هذا الأمر لم يخلُ من التنوع في الألبوم، فحينما تستمع إلى أغانيه كاملة، تجد أن هناك ثلاث أغنيات تحمل طابع الشجن والحزن، مثل «لام الهوى» و«شالك»... لذا حاولت قدر المستطاع أن أجعل ألبومي متنوعاً.

- ما الرسالة التي أحببت أن توجهيها الى جمهورك من خلال أغاني الألبوم؟
 منذ سنوات ونحن نعيش في حال من الإحباط، كما نشعر بأن معنويات الناس جميعاً ضعيفة، سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي. ولا أنكر أنني فرد من أفراد هذا المجتمع ومررت بما يمر به الناس جميعاً، ولذلك كان هدفي الوحيد من الألبوم أن أبعث رسالة تفاؤل بالحياة.
ورغم أنني سجلت أغاني ألبومي بينما كنت في حالة نفسية سيئة، ونفذتها في جو ملؤه الكآبة والإحباط، لكنني حاولت قدر المستطاع أن تخرج أعمالي سعيدة ومبهجة، وتعطي أملاً في الحياة لكي نعيشها بشكل مختلف.

- لماذا تعتمدين في أغنيات ألبومك على شعراء ليست لديهم تجارب غنائية شهيرة؟
 أحبذ هذه الطريقة في اختيار الأعمال منذ أن بدأت مشواري الغنائي، لأنني صاحبة اتجاه مختلف، وأستطيع القول إنه نجح وحقق صدى طيباً لدى الجمهور.
لكن حين تطّلع على تاريخ الشعراء الذين تعاملت معهم في الألبوم، ستجد أن لكل شاعر بينهم أعمالاً شعرية ضخمة ومعروفة، ربما هي ليست غنائية وإنما في صورة دواوين شعرية، مثل عمر طاهر ومحمد خير ومؤمن المحـمدي ومحمود رضوان وأحمد العايدي... فهم مشهورون كثيراً في المجال الشعري.
كما أنني تعاملت للمرة الأولى في الألبوم ومن طريق الصدفة مع الشاعرين أحمد النجار وخلف جابر، وهما قد فازا منذ أيام قليلة بالمركزين الأول والثاني في مسابقة أحمد فؤاد نجم للشعر.
لذا أرى أنني أسير في الطريق الصحيح وأختار الأفضل. ومثلما كان هناك فنانون كبار ساندوني في بدايتي الفنية، عليَّ أن أفعل الأمر نفسه حين تأتيني موهبة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، سواء أكانت شعرية أم موسيقية، ومن دون أي تردد، لأن ذلك يجدد دمي كفنانة.

- هل من شاعر معروف تودين العمل معه؟
أعتقد أنني لو تعاملت مع شاعر كبير وقامة فنية بحجم أيمن بهجت قمر، فسنقدم أعمالاً جيدة ومختلفة، لأنه شاعر جيد وناجح ويقدم كلمة جميلة.

- لماذا اخترت أغنية «قلبك زحام» عنواناً للألبوم؟
لأنني وجدتها قريبة من شخصيتي، أي تعبّر عن مشاعري، إضافة إلى أن الألبوم حين تستمع إلى أغنياته، ستتفاجأ بزحمة ألوان موسيقية متنوعة، بين المصرية والمغربية والجزائرية والإفريقية، أي ستشعر وكأنك في مهرجان موسيقي ضخم.

- أغنيتك «فريسكا» تعرضت للانتقادات بسبب جرأة كلماتها التي تحث المرأة على الحب، فما ردك؟
لو عدنا إلى حقبة الستينيات من القرن الماضي، واستمعنا جيداً إلى أغنيات نجاة الصغيرة ووردة الجزائرية وصباح وأم كلثوم وشادية، سنجد كل تلك التعبيرات في كلمات أعمالهن الغنائية، حيث كل منهن كانت تتغزل بحبيبها وتدلـله بكل الطرق.
وأتذكر «كوبليه» في أغنية أم كلثوم «الحب كله» يقول: «من الربيع اللي في شفايفك لليالي اللي في عينك، من اللهيب اللي في خدودك للحنان اللي في إيديك، رحلة تاهت روحي فيها وتهت فيها»... هذه الكلمات كانت تُقدم في الماضي، فلماذا نتراجع عنها اليوم؟ لذا أريد أن نتطور ونقدم تعابير حديثة، فجمال الفن يظهر جلياً حينما يكون مرآة للمشاعر والأحاسيس.

- ما الأغاني التي أرهقتك خلال تسجيلها في الألبوم... وتلك التي لم تستغرق وقتاً طويلاً في العمل عليها؟
لكل أغنية حالتها ورحلتها في التسجيل، فأحياناً تكون لدينا الموسيقى الخاصة بالأغاني ونعمل فقط على كتابة الكلمات عليها، أو العكس. وفي هذا الألبوم، تعمدت أن أنتقي الكلمات بشكل جيد، فمثلاً عندما اشتريت أحد دواوين الشاعر أحمد النجار ولم أكن أعرفه في ذلك الحين، وأعجبت بإحدى القصائد التي كتبها، اتصلت به على الفور وطلبت منه أن نتعاون معاً، وهو بدوره رحب بشدة، وكانت أغنية «خالي عنك اليوم» وهي من أكثر الأغاني التي أرهقتنا في التسجيل، لأنها تنتمي في الأساس الى الفلكلور.
 فاجتمعنا مع المؤلف الموسيقي كريم حسام، وظللنا أياماً نعمل عليها، والأمر نفسه ينطبق على أغنية «أنا عايشاه»، التي سجلتها منذ ثلاث سنوات ولم أكن متحمسة للحنها، ولذلك أجّلت طرحها أكثر من مرة إلى أن قدمناها بشكل مختلف. أما الأغنية التي لم أشعر بالإرهاق أثناء التحضير لها، فهي أغنية «قلبك زحام»، كما أنها لم تستغرق وقتاً طويلاً في التسجيل.

- هل هناك أغنيات مصورة من الألبوم؟
انتهيت أخيراً من تصوير أغنية بطريقة الفيديو كليب مع المخرجة فاتن البنداري، وهو أول كليب لها لكونها متخصصة في الأفلام القصيرة والتسجيلية، والأغنية تم تصويرها في شوارع القاهرة.

- هل تتعمدين في طريقة عملك أن تكوني مختلفة عن مطربات جيلك؟
أحب أن أعبّر عن مشاعري وأحاسيسي بطريقتي الخاصة، ولا أفكر في الاختلافات ولا بالتشابهات، كما لا أحصر نفسي مثلاً في الاستماع إلى لون وشكل موسيقي واحد، بل أستمع الى المحلي والغربي والقديم... وكل ما يهمني في النهاية أن يعرف الجمهور أنني أقدم لهم شخصيتي وحالتي وأفكاري، وسعيدة جداً بأن جمهوري راضٍ تماماً عما أقدمه.

- لماذا تنتجين أعمالك بنفسك ولا تتعاقدين مع شركة إنتاج؟
هذه أصبحت من سمات عصرنا الحالي. وإذا نظرنا إلى الألبومات التي طرحت خلال الفترة الماضية، لوجدنا أن ألبومي سميرة سعيد «عايزة أعيش» وأنغام «أحلام بريئة» من إنتاجهما الشخصي.
فشركات الإنتاج التي كانت تستفيد من الموسيقى، أصبحت اليوم تنأى بنفسها عن الإنتاج، وتحولت إلى شركات احتكار فلا تنتج، لكن تستغل تعب الفنان فقط. لذا بات من الأفضل أن ينتج الفنان لنفسه ويترك للشركات فقط مهمة توزيع أعماله، لأنك بذلك ستقدم على الأقل عملاً فنياً ستحترمه وسيخرج الى النور بشكل جيد، كما أشكر كل مطرب كبير غامر بفكرة الإنتاج ونجح فيها، لأنه ساعد بذلك على فتح سوق جديدة ومختلفة.

- ألم تقلقي من طرح ألبومك الغنائي بالتزامن مع صدور ألبومي سميرة سعيد وأنغام؟
دائماً ما يردد أصحاب محلات بيع الأسطوانات الغنائية وشركات التوزيع، أن أفضل موعد لطرح ألبوم غنائي هو عندما يتزامن مع إصدار مجموعة كبيرة من الألبومات، بحيث يُحدث هذا الأمر انتعاشة في السوق ويتيح للجمهور الاستماع إلى كل الألبومات المطروحة. أما بالنسبة الى المنافسة، فأحب سميرة سعيد وأنغام، لكن لكل مطربة بيننا حالتها وشكلها الغنائي المختلف عن الأخرى.

- من الفنان الذي تتمنين تقديم دويتو معه؟
لو أردت تقديم دويتو غنائي، أفضِّل أن يكون مع المطرب المغربي عبدالفتاح الجريني، حيث أرى أنه فنان «مطرقع»، ويقدم موسيقى مبتكرة وجيدة، ولديه أفكار متجددة دائماً في أغنياته التي يقدمها.

- من الأصوات التي تحبين الاستماع إليها؟
أحب عقل الفن وليس صوته فقط، لأن الفنان عبارة عن مشروع، فلو تحدثت عن السيدات، أرى أن سميرة سعيد فنانة عظيمة، وهي أفضل مطربة حالياً في الوطن العربي. أما في الماضي فهناك بالطبع أم كلثوم وصباح وفايزة أحمد. وعلى مستوى الرجال، أحب مدحت صالح وعلي الحجار ومحمد محيي وعمرو دياب.

- في حوار سابق لنا مع الموسيقي الفنان مارسيل خليفة قال: «من أجل أن تكون عالمياً، عليك أن تعمل على موسيقاك»، فهل توافقينه الرأي؟
بكل تأكيد، فنحن كعرب مهما قدمنا في أعمالنا من موسيقى الجاز والروك فلن نصل إلى ما قدمه الغرب، لأنهم سبقونا بقرون في ذلك، فأنا مثلاً أحترم وأحب تجربة الجزائريين الشاب خالد والشاب مامي ورشيد طه حينما استطاعوا أن يجعلوا من موسيقاهم «الراي» موسيقى عالمية، وأرى أنهم فنانون حقيقيون، لأنهم فعلوا المستحيل ولم يتجهوا إلى الاستنساخ.

- لماذا لا تتحدثين عن حياتك الخاصة؟
لأنها أمور لا تهم جمهوري، فهم يهتمون فقط بمشروعاتي الغنائية وحفلاتي. أما الحياة الشخصية فهي ملك لي وحدي.

- ومن ترينه الأكثر نجاحاً في الغناء مع الأجانب؟
أرى أن المطرب حكيم من أكثر المطربين تقديماً لدويتوات مع أجانب، فمثلاً قدم من قبل مع الأميركي جيمس براون أغنية «ليلة»، وقدم مع المطربة البورتوريكية أولغا تانون أغنية «آه يا قلبي».

- وماذا عن زوجك؟
أنا متزوجة منذ حوالى سبع سنوات ولديَّ ابنة، وأعيش حياة سعيدة معهما، وزوجي وقف الى جانبي ودعمني وشجعني حين قررت ترك مجال الطب والتوجه إلى الغناء الذي أحبه، فأنا مديونة له بالكثير، خصوصاً أنه يحترمني ويحترم عملي.

- هل ستعلّمين ابنتك الموسيقى والغناء؟
ابنتي تتعلم اليوم الموسيقى والباليه، وأرى أن أفضل ما ننشئ عليه الأطفال هو الفن والرياضة، فهما عنصران أساسيان في نجاح أي إنسان.

 

دويتو مع أميركية

- هل ستسعين يوماً إلى تقديم أغنية «عالمية»؟
انتهيت أخيراً من تسجيل دويتو غنائي بعنوان «تايم» مع المطربة الأميركية «كي جي دانر»، وهي مطربة جاز تعرفت إليها خلال مهرجان الجاز، واستضفتها وقدمنا معاً حفلين في يوم موسيقي، وهنا أترك الأمر للجمهور ليحكم على التجربة.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078