الحوادث المنزلية... كيف يمكن الوقاية منها؟
رغم ما يوفّره المنزل من شعور بالراحة والأمان، يذهب الكثير من الأطفال ضحية الحوادث المنزلية التي يمكن تفاديها والمحافظة على أرواح الأطفال وتجنيبهم خطر الموت أو الإعاقة. فما هي هذه الحوادث؟
إصابات الرأس
تعتبر إصابات الرأس أكثر الحوادث شيوعًا سواء تلك التي تحدث في المنزل أو في الطريق أثناء قيادة السيارة. ويبدو سقوط الطفل الرضيع من الأمكنة المرتفعة، كطاولة تغيير الحفاض مثلاً، من الحوادث التقليدية التي يتعرض لها كثير من الرضّع.
الإجراءات الوقائية
يشدد الإختصاصيون على ضرورة أن تبقى الأم إلى جانب طفلها أثناء تغيير الحفاض، وإذا اضطرت لاستعمال شيء نسيت إحضاره، عليها حمله بين ذراعيها.
وحين يبدأ الطفل بالدبدبة أو بالمشي عليها أن تبقيه تحت ناظريها وألا تتركه وحده إطلاقاً، ففي هذه السن يتحرّك الطفل من دون أن يفكّر بالخطر الذي قد يواجهه خصوصًا إذا كان جالسًا في مكان مرتفع كالسرير أو الكنبة أو عند أعلى السلم. وحين يبدأ الطفل ركوب الدراجة أو لوح التزلج يجب أن تفرض عليه والدته اعتمار الخوذة الحامية للرأس.
وقوع الحادث
رغم أن معظم إصابات الرأس لا تكون خطيرة، تبدو بعض النتائج المترتبة عنها مقلقة. فالصدمة القوية التي تُفقد الطفل وعيه ولو للحظات يرافقها عدم تذكّر للحادثة بعد استعادة وعيه أو تقيؤ أو نزف في أنفه أو أذنه أو فمه أو جرح عميق.
أوإذا شعر الطفل بالنعاس أو بعدم القدرة على المشي أو اتساع بؤبؤ العين أو إذا لم يعد قادرًا على الكلام أو شعر بالغثيان أو بألم في الرأس، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب الذي يجري فحوصًا ويخضع الطفل لصور شعاعية للرأس إذا اشتبه بأمر ما.
وإذا كانت الجروح طفيفة فإن الطبيب لن يُبقي الطفل في المستشفى ويعطي الأم تعليمات لتراقب طفلها في المنزل على أن تتصل به عندما تلاحظ أي أمر غير اعتيادي، كاستمرار التقيؤ أو ازدياد آلام الرأس. وهناك إشارات تتعلّق باضطراب الجهاز العصبي أو دخول في غيبوبة قصيرة المدة. تظهر هذه الأعراض بعد الحادثة بأسابيع، وتشير إلى وجود ورم دموي داخل الدماغ تتطلب إزالته عملية جراحية.
السقوط
تعتبر المساحة الفارغة في الغرفة التي يجلس فيها الطفل أمرًا ضروريًا لتجنيبه الحوادث. وللوقاية الفعالة يجب عدم السماح للطفل بتسلق السلم المتحرّك أو الكرسي، وعدم السماح له بالقفز من الأمكنة المرتفعة كالخزانة، فبعض الأطفال يقلّدون أثناء اللعب سوبرمان ويقفزون من أعلى الخزانة. ويمكن الأهل اتباع الإرشادات الوقائية الآتية:
- عدم وضع الأثاث في أمكنة تربك حركة الطفل.
- تثبيت السجاد السهل الانزلاق تحت أقدام السرير أو الكنبة.
- وضع الألعاب والأغراض التي يستعملها الطفل في أمكنة سهل الوصول إليها كي لا يضطر لتسلق كرسي كي يصل إليها.
- إنارة الغرفة في شكل تام بحيث لا يكون فيها ركن مظلم.
- توزيع الأسلاك الكهربائية في زوايا الغرفة كي لا يتعثر بها الطفل أثناء تحرّكه.
وقوع الحادث
في حال سقوط الطفل على ظهره بقوّة لا يجوز إطلاقًا تحريكه، فقد تكون السقطة سببت أذىً للنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى احتمال الإصابة بشلل إذا قامت الأم بتحريك الطفل حركة غير صحيحة. أما في حال عدم قدرة الطفل على التنفّس فيمكن تمديده فقط وعدم محاولة القيام بتنشيط تنفسه كالتنفس الصناعي أو التدليك لأن ذلك قد يؤدي إلى جرح النخاع.
لذا من الضروري انتظار فريق الإسعافات الأوّلية والاكتفاء بمراقبة الطفل. أما إذا لم يفقد الطفل وعيه لكنه أبقى يده مطوية أو أظهر عدم قدرته على القيام بحركة فلا يجوز تحريكه فهذا مؤشر لوجود كسر.
الحرائق
في كثير من الأحيان تكون الحرائق سببًا رئيسيًا للوفيات خصوصًا الأطفال دون سن الخامسة.
إجراءات وقائية
ينصح الاختصاصيون الأم والأهل بالإرشادات الآتية لتفادي حوادث الحريق:
- عدم وضع يد المقلاة، أثناء الطهو، في الاتجاه المقابل لوجه الطفل بل يجب وضعها دائما في اتجاه الحائط، وعدم السماح للطفل باستعمال الفرن إطلاقًا.
- صيانة الأسلاك الكهربائية والآلات الكهربائية الثابتة كأنابيب التدفئة في المنزل في شكل دوري.
- عدم الاحتفاظ بالمواد القابلة للاشتعال في مواضع يصل إليها الطفل.
- منع التدخين في المنزل وخصوصاً غرف النوم.
وقوع الحادث
بعد إبلاغ رجال الإطفاء عن حادث الحريق يجب الخروج من مكان الحريق في أسرع وقت ممكن.
أما إذا تعذّر الخروج من المكان فيجب الدخول إلى غرفة لم يصل إليها الحريق وغلق الباب لمنع تسرب الدخان، وينصح بالتمدد على الأرض وتغطية الأنف والفم بفوطة رطبة، ويحذّر من لمس الأسلاك أو الآلات الكهربائية أو استعمال المصعد.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024