هوس الجمع: عملات وطوابع بريدية وخيول وصبّار وكُرات زجاجية مقتنيات تشكل كنوزاً لمالكيها
نوال الريس، الشهيرة بـ «سيدة الصبار المصرية»، تمتلك أكبر مزرعة صبار في العالم العربي، ومحمد عبدالعزيز الشاب الذي لم يتجاوز الـ 18 عاماً، عاشق جمع العملات الفضية والورقية من كل مكان، يحلم بأن يكون لديه متحف كامل للعملة القديمة، ويرفع شعار «هوايتي ليست للبيع». أحمد حمامة الشاب العشريني، الذي ورث هواية جمع الطوابع عن أسرته ليجمع كل ما يخص الطوابع القديمة النادرة، ولتصبح اهتمامه الأول بالبحث عن كل جديد فيها، يعتبر هوايته فناً وإبداعاً. ووجدان البربري الفارسة العربية الشهيرة، التي استطاعت الحصول على لقب «سيدة الحصان العربي» لأنها تعشق اقتناء الخيول العربية وتربيتها منذ أن كانت طفلة صغيرة، ثم فارسة في المعارض الدولية والمحلية للحصان العربي، ليستقر بها الأمر بعد حصد العشرات من الجوائز، فتنشئ أكبر مزرعة خيول عربية في مصر... «لها» تستعرض حكايات هذه الهوايات من مصر، يليها بعد ذلك، قصص عدد من هواة الجمع من لبنان.
نوال الريس: في مزرعتي 12 ألف نوع صبار
تقول نوال الريس: «أعشق جمع أنواع الصبار النادرة إلى حد الجنون، فقد بدأت أمارس هوايتي هذه منذ أن تزوجت، فزوجي يعشق أيضاً هواية جمع الصبار، وكنا نطّلع دائماً على الأنواع النادرة، من خلال شرائها أو زيارة المزارع المختلفة أو السفر إلى الخارج لابتياعها. لكن ملامح هذه الهواية ظهرت في البداية في حديقة الفيلا التي نعيش فيها في محافظة المنوفية، وزرعنا العشرات من أنواع الصبار فيها، فتلك الهواية تشغلني وزوجي مثل تربية الأبناء تماماً، إذ تستغرق وقتاً ثميناً وتتطلب اهتماماً كبيراً. ورغم أنها مكلفة، فقد كنا ننفق عليها كثيراً ونشعر في المقابل بسعادة غامرة. وبسبب عشقي لهذه الهواية، تواصلت مع هواة خارج مصر، في أميركا وألمانيا وهولندا، كنت أطلع منهم على كل جديد في عالم الصبار، حتى جاءت الفرصة وقررت أن أعيش من أجل هوايتي، خاصة بعد تقدم أبنائي في الدراسة واستقرارهم في حياتهم العملية، فأنشأت مزرعة صبار قريبة من منزلي، وقمت برعايتها أنا وزوجي، واشترينا أرضاً زراعية تبلغ مساحتها حوالى ثلاثة فدادين، وزرعنا فيها 12 ألف نوع من الصبار النادر في أنحاء العالم، وأطلقنا عليها «مزرعة الصبار العالمية»، بعدما تم تصنيفها بأنها تحوي نصف صبار العالم. وما ساندني في البداية، أنني اكتسبت خبرة طويلة في زراعة بذور الصبار، وحرصت على زراعتها بيدي لأنتج أنواعاً نادرة مرتفعة الثمن من دون عناء، لأن تلك الأنواع من الصعب وصولها إلينا من طريق الشراء».
وتشير نوال إلى أن في مزرعتها العديد من أشكال الصبار الموجودة في العالم، «وقد فوجئت ذات يوم بصبارة على شكل مخ الإنسان! بالإضافة إلى الأشكال الطبيعية المختلفة الأكثر جمالاً والتي ينجذب لها الكثيرون». ومن أنواع الصبار الموجودة في مزرعتها، بالإضافة إلى صبار «الألوفيرا «الوبيفيا»، التي تشبه مخ الإنسان، «الأكنوبسيس» ذات الألوان البهيجة والتي تهدئ الأعصاب، و«شفة الجمل» و«الماملريا».
وتضيف الريس: «رغم أنني لا أبيع أياً من تلك الأنواع النادرة التي أقتنيها، فإنني أعرف أسعارها، ولديّ أنواع يصل سعر الواحدة منها إلى 50 ألف جنيه، علماً أن معظم الأنواع التي أمتلكها تبدأ أسعارها من 3 آلاف جنيه. وقد تحولت مزرعتي إلى متحف مفتوح أمام العشرات من الزوار، هواةً وباحثين، الذين يقطع بعضهم مئات الكيلومترات بقصد زيارتها والتعرّف عليها». وتشير نوال إلى أن مزرعتها باتت «نموذجاً في التنسيق والترتيب، وقد قسّمتُها بشكل هندسي رائع، وبتّ أجلس فيها أنا وزوجي معظم الوقت».
وتلفت محدّثتنا إلى ذيوع صيت المزرعة فتقول: «نشارك في العشرات من المعارض، ويتواصل معنا المئات من مختلف الجنسيات والأعمار».
وجدان البربري: أمتلك أقدم مزرعة خيول عربية في مصر
وتقول وجدان البربري، الشهيرة بـ «سيدة الحصان» في مصر: «مزرعتي، التي أعدّها لتكون مملكة للحصان العربي النادر، عمرها أكثر من مئة عام. إنها هواية ورثتها من الأب، وهي تعد من أقدم مزارع الحصان العربي، لما فيها من الأنواع ذات الأصول العربية النادرة والتي تعود إلى شبه الجزيرة العربية، وهي ذات أنساب قديمة للحصان في المنطقة، وعددها يصل إلى 100 حصان عربي أصيل. أقضي معظم أوقاتي بجوار أحصنتي، وقد لا يصدّق البعض إذا قلت إنني أفضّلها على أبنائي، فكنت أجلس خلال طفولتي بجوار والدي، الذي كان يعشق هذه الهواية ويحكي لي عنها بشغف لا حدود له، حتى عشقتها من خلاله وصرت فارسة شهيرة في فترة شبابي، محققة العديد من البطولات الخاصة بالحصان العربي، محلياً ودولياً». وتضيف الفارسة: «منذ أن بدأت أهتم بالخيول، لم تغفل عيناي عن رؤيتها يوماً واحداً. فمنذ الصباح الباكر، أستيقظ لأذهب وأطمئن عليها بنفسي، وأحرص على الإشراف الطبي ومتابعتها صحياً. وقد اكتسبت من الحصان العربي العديد من الصفات، منها الشجاعة والقوة والعزّة والشموخ والحب. فرغم أن الأحصنة لا تتحدث فهي تعرفني جيداً وتلعب معي، لأنني أعيش معها في مزرعة كبيرة جداً، ولا يوجد فيها سواي، والفيلا الخاصة بي تعمّدتُ أن تكون بجوار الإسطبل كي أطمئن عليها. وهناك فريق عمل متكامل من المتخصصين يقومون بالإشراف عليها، بالإضافة إلى أنني أرفض أي مساومة، بل أي كلام حول بيع أي نوع أمتلكه، فهي هواية حتى النخاع».
وتشير وجدان إلى أن الأحصنة العربية الأصيلة لها ملامح جميلة تدعو لعشقها، فهي تتميز بالعيون السوداء، والظهر الطويل الممشوق، والأذن الصغيرة، والذيل الطويل والرأس الصغير... فضلاً عن تناسق شكلها». وعن كيفية عنايتها بأحصنتها تقول: «أحرص على تزيين الخيول بالإكسسوارات القيمة، خاصة في المهرجانات والمسابقات التي أشارك فيها». وتخبرنا وجدان أن الحصان العربي الأصيل له نسب عريق من الأب والأم يعود عهده إلى عصر الرسول (صلّى الله عليه وسلّم)، وأن في مصر العشرات من هواة تربية هذا النوع من الجياد. و «عندما نجلس في المهرجانات الكبيرة، يتباهى كل منا بما يمتلكه من أنساب نادرة لا توجد لدى غيره، لكنني أكتفي أثناء الجلوس في تلك المهرجانات بالصمت فقط، فالخيول التي أمتلكها هي من يتحدث عني ولست أنا».
وتكمل وجدان: «الهواة قليلون لأن الهواية مكلفة، فالحصان الواحد يبدأ سعره من 350 ألف جنيه، لذلك لا يقترب من الهواية إلا الأثرياء من المهتمّين. أشارك سنوياً بشكل ثابت منذ عشرات السنين في أربعة مهرجانات في مصر برفقة كبار الهواة في العالم العربي، ونافست بالخيول التي أمتلكها ووصلت إلى العالمية. ونتيجة هذه الشهرة، تحولت المزرعة إلى متحف للهواة والعاشقين، يحضرون ليطّلعوا على ملامح الهواية من خلال القصص والروايات التي أرويها لهم عن الحصان العربي الأصيل، وتتنوع الفئات التي تحضر إلى مزرعتي ما بين فنانين ورياضيين ومسؤولين. ومن أغرب ملامح هوايتي أنني أتحدث مع الخيول وكأنها أطفالي الصغار، فهي تفهم ما أقوله وأنا أيضاً أعلم لغتها جيداً، وفضّلت العيش معها في مكان واحد بعيداً من ضوضاء المدينة».
محمد عبدالعزيز: العملة تجمع حضارات على ورق ومعدن
أما هاوي جمع العملات محمد عبدالعزيز فيقول: «رغم أن عمري لم يتجاوز الـ 18 عاماً، إلا أنني أعشق جمع العملات، فهي تختصر تاريخ وحضارات دول كاملة على ورق ومعدن. الهواية جذبتني منذ كنت طفلاً في السابعة من العمر، أجلس بجوار جدّي ليروي لي قصة كل قطعة معدنية من العملة، وكل ورقة عليها رسمة تاريخية تعبّر عن بلد معين وعن حضارته». كنت أستمع بشغف إلى حديث جدّي، إلى أن أصبحت هاوياً أقصد المزادات في القاهرة وخارجها، برفقة جدّي. وكنت أدخر مصروفي اليومي وأوفره لكي أشتري ما أستطيع من العملات». وعن أنواع العملات التي يحتفظ بها، يروي محمد: «لديّ عملات من بلاد عديدة، وخصوصاً مصر»، ويوضح: «افتتاح قناة السويس، وحرب أكتوبر، وعيد العمال وعيد الفلاح، ولكل مناسبة شكل خاص بها، وأمتلك عملة عمرها 50 عاماً». ويضيف محمد: «معظم العملات التي أمتلكها لا قيمة مادية لها إلا عند الهواة والآثاريين فقط، وما زلت حتى الآن أجمّع ما أدّخر لشراء العديد من العملات، أضعها في ألبومات أحتفظ بها منذ طفولتي. كما أمتلك كماً كبيراً من العملات الأجنبية والعربية، حيث أحتفظ بقطعة أو اثنتين على الأقل من كل دولة». الهواية ليست مكلفة، يقول الهاوي الشاب، وعشاقها كثيرون، وعن وسائل التواصل والبيع والشراء يقول: «من خلال صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث أشتري وأبيع وأتبادل، إذ يقصدني أحدهم أو أذهب إليه». ويحلم محمد بإنشاء متحف صغير للعملة في مصر «يحمل اسمي، ومتابعة ما فعله الهواة من قبلي»، وها قد تعلّمت كيفية الحفاظ على العملة الورقية من عوامل الجو «بوضع بعض المواد حتى لا تختفي ملامحها، وأضعها في قطع بلاستيكية خاصة بالعملة حتى تحتفظ برونقها طول العمر».
أحمد حمامة: اقتناء الطوابع إدمان
يقول أحمد حمامة: «اقتناء الطوابع حالة من الإدمان، فهي كل حياتي، وجزء رئيسي من ملامح يومي، فمنذ أن كنت طفلاً عمره 10 أعوام فقط وأنا أجمعها. أما البداية فكانت بتأثير من قراءاتي الكثيرة عن الطوابع وقصص الهواة التي جذبتني، فرحت أجمع صوراً لشخصيات مهمة وملوك وأمراء عليها تواريخ. إلا أن اختلاطي بالهواة جعلني أنغمس أكثر في الهواية، فجمع الطوابع فن، والهواة قليلون، وهم إجمالاً من أصحاب الذوق الرفيع، لأنها عموماً لا تدرّ مالاً، ومعظم المقبلين عليها من رجال الأعمال والأطباء والأثرياء». وعن مجموعاته الخاصة، يقول: «أحتفظ بطوابع زفاف الملك فاروق والملكة فريدة، ويصل ثمنها إلى ألفي جنيه حالياً، كما أمتلك أيضاً طوابع زفاف الملكة ناريمان وعدد من أفراد الأسرة المالكة في مصر في الفترة الماضية، فهي تحتوي على ملامح رائعة من الأزياء ومتعلّقات الملوك وتاريخ مصر في وقت واحد، بالإضافة إلى ما تحمله لنا الطوابع من عادات الحضارات وتقاليدها».
ويؤكد أحمد أنه يمتلك ما يقرب من 800 طابع قديم، علماً أن أهمية الطوابع تزداد مع مرور الزمن، وتتحول من طوابع عادية إلى طوابع نادرة، ويقول: «طوابع الزعماء هي الأقرب إلى قلبي، ومنهم أحمد عرابي ومصطفى كامل وسعد زغلول ومحمد نجيب وجمال عبدالناصر. كما أن طوابع السبعينيات تفوق سعراً وجودة طوابع الستينيات، ورغم عدم تقدم الطباعة في ذلك العصر، إلا أن التجويد كان السمة السائدة في المجتمع، وتتعلق الهواية بالفن لأنها تحتاج الى حالة من التأمل وقراءة تاريخية جيدة».
ويختتم أحمد حمامة حديثه بالقول إنه مدين بهوايته للفن، مؤكداً أنه أحد أقارب الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة، وأن والده كان يتواصل معها، بحكم كونه ابن عمّها، وكانت دائماً ترحب بهم، ولذلك ليس غريباً أن يكون لها أحفاد من هواة الفن بطريقة ما، وهي جمع الطوابع.
الدكتور إيهاب كامل: التعلّق النفسي بالهواية يصعب التخلص منه
يؤكد الدكتور إيهاب كامل، أستاذ علم النفس، أن البعض لديه هوس اقتناء مجموعات محددة من المقتنيات والاحتفاظ بها، ويولونها العناية والاهتمام الكبيرين. والعمر يزيدها قيمة بالنسبة اليهم، وأحياناً تتحوّل هذه الهواية إلى ما يسمى بمرض الاكتناز، حيث تصبح مجموعته المحظية بمثابة الكنز له. ويكمل: «معظم من يكون لديهم شغف بهذه النوعية من الهوايات يتأثرون منذ الطفولة برؤية أشخاص في أسرهم لديهم الهوايات نفسها، وهذا التعلق النفسي بمجموعة معينة من المقتنيات من الصعب التخلص منه، إذ يظل صاحب الهواية في بحث دائم عن الجديد في مجموعته التي يقتنيها في كل مكان، حتى وإن كانت تكلفه كل ما في حوزته».
ويضيف الدكتور إيهاب كامل أن جمع المقتنيات لدى البعض يشعرهم بالأمان والاستقرار معها، ويمتد الأمر إلى جمعها على مدار حياته، لاعتقاده بأن لها فائدة في المستقبل، ويبحث عن توريثها كأغلى المقتنيات. أما أعراض الهواية (أو التعلّق بها) فتبدأ بالظهور في سن المراهقة أو ما بعد الثلاثين إجمالاً، وتنتشر بين الذكور أكثر من الإناث.
هواية جمع الطوابع الأكثر شيوعاً في لبنان
تختلف أذواق الناس في لبنان وتتنوع بتنوع هواياتهم، فربما يتلقون هدية بالصدفة تقودهم إلى هواية ينفقون عليها الكثير من الأموال ليجمعوا منها ما تيسر ويحتفظوا بأكبر كمية يجدونها من خلال البحث عنها في لبنان والخارج... تعتبر هواية جمع الطوابع البريدية من أكثر الهوايات شيوعاً، إلا أن الكرات الزجاجية هواية مميزة ويمكن التعرف إلى آثار البلاد من خلالها، ولكن ندرة الساعات الرملية تجعل جامعها يقع رهينة المناسبات التي تُباع فيها، أما جمع العملات فقد تتحول من هواية الى احتراف.
ميشال قصابلي: أملك 200 ألف طابع بريدي... وهذه هواية تشبع فضولي
يجمع ميشال (59 عاماً) طوابع منذ نحو 52 عاماً، أي منذ أن كان في السابعة من عمره، وذلك عندما تلقى هدية كانت عبارة عن مجموعة طوابع مع ألبوم خاص بها، ويقول: «تعلقت بالطوابع وبت أعمل على تجميع أكبر عدد منها. وبدأت أكتشف أنني أهوى الطوابع التاريخية، والشخصيات، والأحداث... وبطبعي الفضولي، كانت هذه الهواية تُشعرني بالاكتفاء والرضا من خلال اكتشاف الأحداث والشخصيات والمناسبات، فضلاً عن أنها هواية مسلية وتملأ وقت فراغنا. من خلال هذه الهواية تعرفت على أحداث وشخصيات مرت عبر التاريخ وتركت بصمة في مكان ما، إلى جانب حقبات تاريخية لم نسمع عنها. وهذه الأحداث والشخصيات تحافظ على وجودها من خلال الطوابع التي تصدر لتوثّقها. مثلاً صدرت طوابع وثقت مرحلة الاستقلال وحقبات زمنية معينة. كما أنني تعرفت على شخصيات وإلامَ ترمز وربما لم تكن تعنيني أو سمعت بها من خلال نشرات الأخبار. تطورت هوايتي وباتت شبه احترافية، وبت أجمع كل ما أستطيع شراءه وفقاً لإمكاناتي المادية. فمن وضعه المادي متواضع يتخصص بتجميع نوع معين من الطوابع منها الورود والأزهار أو الحيوانات وثمة من يجمع شخصيات وهناك من يجمع كل الأنواع، كل بحسب إمكاناته». ويشير ميشال إلى أن هذه الطوابع تُستخدم للبريد إذ أُطلق عليها اسم الطوابع البريدية، علماً أن استخدام الطوابع تراجع، لأن الرسائل باتت إلكترونية، لكنها لا تزال توضع على الطرود البريدية والمراسلات. وتستخدم حالياً أكثر كهواية. إلا أن جمعها تراجع أيضاً لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، إذ إن غالبية الأهالي لا يبالون بجمع الطوابع، وبالتالي لا يستطيعون نقل هذه الهواية الى أولادهم، خصوصاً أنها من الهوايات الأرستقراطية لأنها مكلفة وبحاجة إلى وقت. ويلفت ميشال إلى أنه يشتري هذه الطوابع من Liban post أو من أشخاص يملكون طوابع أو حتى من الدول التي يزورها ويحتفظ بها كتذكار. ويقول ميشال: «لست متخصصاً بنوع واحد من الطوابع، ولكنني أركز أكثر على بلدان معينة وأجمع منها قدر استطاعتي، مثلاً درست في الاتحاد السوفياتي وجمعت الكثير عن هذا البلد، والآن أجمع الطوابع الروسية، وبالتأكيد الطوابع اللبنانية، وأملك مجموعة كبيرة من الطوابع السورية والسعودية. وفي جعبتي نحو 200 ألف طابع جمعتها منذ أكثر من خمسين عاماً، والآن هي بمثابة ثروة لي. تتراوح أسعار الطوابع من دولار إلى أكثر من 100 دولار. كما أن كمية إصدار الطوابع هي التي تتحكم بالسعر لا تاريخ إصدارها. ثمة طوابع فيها أخطاء وهي الطوابع الأغلى ثمناً، وتعتبر نوعاً من التحف لأن وجودها نادر في السوق. وأحتفظ بطوابعي في ألبومات مخصصة، وهي تحتاج الى الأجواء الملائمة للحفاظ على جودتها». ويختتم ميشال حديثه بالتأكيد: «الجميل في جمع الطوابع هو متابعتنا للأحداث اليومية».
فرح جهمي: أحتفظ بكرات زجاجية تمثل تحفاً ورموزاً تراثية
تشير فرح إلى أنها تقوم بتجميع الكرات الزجاجية، وهي بمثابة تحف بالنسبة إليها. وتقول: «في العام 2009 كانت رحلتي الأولى إلى مصر وقد لفتني تمثال نفرتيتي داخل الكرة الزجاجية، اشتريتها وراقت لي فكرة تجميع هذه التحف لأحتفظ بها وأجمعها من كل بلد أزوره». وتتابع: «بات هاجسي كيف سيكون شكل الخزانة التي سأوضب فيها تحفي، أي كراتي الزجاجية، وصارت كل كرة تحمل لي ذكرى من البلد الذي سافرت إليه أو القرية التي زرتها في لبنان. حتى أنني أطلب من أصدقائي المسافرين إلى بلدان من الصعب أن أزورها، أن يحضروا لي كرة زجاجية تمثل تراث البلد الذي يزورونه». وتلفت فرح إلى أنها جمعت لغاية الآن أكثر من عشرات التحف بأشكال وأحجام مختلفة، وكل واحدة منها تحتوي على رمز يمثل دولة أو آثاراً أو حتى مناسبات وأعياداً». إلى جانب الكرات الزجاجية، تضيف: «أجمع الأكواب وفناجين القهوة من مختلف دول العالم، بأشكال وألوان مختلفة». وتعتبر أن أجمل الهدايا التي من الممكن أن تتلقاها هي الكرات الزجاجية والأكواب، كما تحب أن تهديها الى أصدقائها المقربين، لأنها تحب أن تتلقى هدية مماثلة.
مايا جهمي: ساعاتي الرملية تساعدني في علاج مرضى التوحد
تقول مايا إنها تجمع ساعات رملية منذ نحو ثلاث سنوات، لأنها دقيقة جداً بمواعيدها والوقت بالنسبة إليها، كما تُلْفت نظرها الساعات الرملية بأشكالها وألوانها. وتشير مايا إلى أن النظر إلى الرمل وهو ينساب من قارورة إلى أخرى يعلمها الصبر والتريث قبل اتخاذ أي قرار. وتتابع: «عندما أذهب إلى المحلات التجارية، أبحث عن الساعات الرملية وأقوم بشرائها مباشرةً عندما أجد ألواناً جديدة من هذه الساعات وأشكالاً تختلف عن تلك التي أملكها». وتضيف: «أملك ساعات مختلفة الأشكال والألوان والنوعيات، فمنها الساعات الرملية وتلك المائية أو التي تحتوي على الجل، وذلك وفقاً لما أجده في السوق أو موضة الساعات الرائجة. وتلفت إلى أن هذه الساعات تساعدها في مهنتها أيضاً، فهي معلمة تُدرس طلاباً يعانون مرض التوحد، كما أنها تصطحب هذه الساعات معها إلى الصف، لتساعدهم على الهدوء من خلال التركيز فيها. وتتابع: «لا أملك الكثير من الساعات الرملية، لأنني لا أجدها على الدوام في المحلات التجارية والأنتيك، لأنها نادرة وقلة هم من يبيعونها أو يبتاعونها، ولكنني أجدها في بعض المناسبات والأعياد».
حسين معاز: تجميع العملات...
من هواية إلى احتراف
حسين معاز (35 عاماً) مهندس داخلي يجمع العملات النادرة منذ أن كان عمره تسع سنوات. ويلفت إلى أنه لاحظ بالصدفة مع عمّه عملة مختلفة عن العملة اللبنانية، فطلب منه الحصول عليها وكانت عملة أردنية، فلبى عمّه الطلب. ويقول: «عندما رأيت العملة لفتني مسجد قبة الصخرة المطبوع عليها. ففي البداية، ظهرت لدي هذه الهواية من باب الفضول، وبشكل متواضع وخجول. ثم دفعني فضولي للبحث عن عملات جديدة، وتصاميم مختلفة ورموز وشخصيات طُبعت على أوراقها». ويتابع: «بت أتوغل عميقاً في تاريخ العملات والمناسبات التي صدرت فيها، وحتى مواصفات الأمان، فتحولت إلى علم متكامل، وفي السنوات العشر الأخيرة اكتسبت خبرة كبيرة وصرت محترفاً في اختيار العملات وشرائها، من خلال الكتب والأسفار والأبحاث. مثلاً: تُصنف العملات على أساس تصنيف الدول، فهناك الدول المعترف بها من الأمم المتحدة وتلك غير المعترف بها، ولكل منها عملتها الخاصة، إلى جانب العملات المحلية التي تخص بعض الأقاليم، وتأتي هذه العملات في إطار التحدي وإثبات الوجود. بالإضافة إلى عملات بعض الدول التي لم تعد موجودة، كالاتحاد السوفياتي السابق، وأرمينيا السوفياتية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. ودول كانت محتلة وفرض الاحتلال عملات على هذه الدول، وبعد استقلالها أصدرت عملات مختلفة... وتعبر هذه العملات عن حقبات تاريخية بائدة. من ناحية الدول غير المعترف بها، تطل كوسوفو مثالاً. أما فلسطين فهي حالة استثنائية، إذ يتعامل الشعب الفلسطيني بالشيكل الاسرائيلي والدينار الأردني، وخلال الانتداب كانت العملة الرسمية هي عملة الانتداب البريطاني. إلا أن السلطة الفلسطينية حاولت أن تصدر عملة منذ فترة، وكانت بمثابة نموذج، أي للاقتناء فقط، وكانت في إطار التحدي للاحتلال الاسرائيلي». ويلفت حسين إلى وجود جمعية لهواة جمع العملات في لبنان، وقد انتسب إليها عدد كبير من الهواة. ويشير إلى أنهم ينظمون باستمرار معارض لبيع العملات وتبادلها وشرائها. وبالنسبة إلى أسعار شراء العملات، فالأمر يتعلق بتاريخ إصدار العملة ومدى ندرتها ونظافتها، أي إذا كان ورقها جديداً أو بحسب الاتفاق المبرم بين الطرفين، وفق معاز. ويتابع: «نعتمد أحياناً على التسعيرة العالمية من خلال «كاتالوغ» عالمي يحدد سعر العملة، إلا أننا نعتمد أكثر على سعر السوق وحالة العرض والطلب على العملة». ويقول: «بدوري أركز أكثر على العملات التذكارية لأنها تحمل قصصاً وتؤرخ لمناسبات وأحداث، وبالتالي تخلّد هذا الحدث أو الرمز أو الشخصية الموجودة على العملة. أبحث عن العملات الغريبة، وأحتفظ بها في ألبومات خاصة لئلا تفقد قيمتها وجودتها، وفي حال تغير لونها إلى الأصفر لا تمتد هذه العدوى إلى الأوراق الأخرى. كما أنني أملك حالياً نحو 5400 قطعة نقدية ورقية من مختلف العملات العالمية».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024