نجمات حاربن سرطان الثدي
يبدو خبر المرض عند تشخيصه أشبه بكارثة تقلب حياتنا رأساً على عقب. وبالنسبة إلى المرأة تحديداً، ليس سهلاً أن تعرف بإصابتها بسرطان الثدي الذي يهدد أنوثتها وحياتها وعالمها ككل... كل خبر من هذا النوع يبدو تلقيه مريعاً، لكن تبقى شجاعة المرأة وعزمها وإرادتها من الركائز الأساسية لتستغل المرض بما يسمح لها بتحويل حياتها إلى اتجاه آخر لم يكن بالحسبان.
يمكنك أن تنظري إلى مرضك كنعمة من عند الله، كهدية وتجربة استفدت منها لتغيّري مسار الأمور ولتأخذ حياتك منحى آخر... هي تجربة لا يمكن ألا تستفيدي منها لأن حياتك من بعدها لن تكون أبداً كما كانت قبلها.
من النجمات من صارعن المرض وتغلبن عليه بفضل إرادة من حديد لم تؤثر فيها كل المواجهات والصعاب التي ترافق المرض.
تحوّلت حياة كل من النجمات على اثر تجربتها مع المرض، فشكّل انطلاقة جديدة لهنّ، وبفضله كانت لهن نظرة جديدة إلى الأمور وإلى الحياة ككل.
لكل من النجمات تجربة خاصة مع المرض انطلقت منها لتساعد أخريات في صراعهن معه ليهزمنه ولينطلقن منه بأفضل شكل ممكن فيشكل تجربة إيجابية في حياتهن. كل منهن اختارت مساراً، إلا ان الهدف كان واحداً وهو مساعدة أخريات في المعركة مع المرض وتوعية كثيرات ممن يواجهن الخطر نفسه لتكون المعركة، إذا حصلت، أكثر سهولة وأماناً.
أوليفيا نيوتن جون
تم تشخيص سرطان الثدي لدى المغنية الأسترالية أوليفيا نيوتن جون(64 عاماً) عام 1992 فيما كانت تنوي الانطلاق في جولة غنائية في الولايات المتحدة.
تبلغت بنتائج الخزعة وعلمت بإصابتها بالمرض في اليوم الذي توفي فيه والدها. عندها سارعت إلى إلغاء نشاطاتها الفنية والجولة التي كانت تنوي القيام بها.
ثم خضعت مباشرةً لعملية استئصال جزئي للثدي، إلى جانب العلاج الكيميائي لمدة 8 أشهر، ونجحت في التغلب بكل شجاعة على مرضها.
انطلقت من تجربتها هذه بإيجابية في حملة لتحمي نفسها أولاً ولتكون مثالاً احتذت به آلاف السيدات ممن أصابهن المرض.
قررت أوليفيا الاستفادة من تجربتها شخصياً والتحدث عن مرضها لتساعد أخريات يعشن تجربة مماثلة حتى يعرفن أن الشفاء ممكن وأن تخطي هذه التجربة ممكن، إلى جانب أهمية الكشف المبكر في محاربة المرض.
بعد شفائها عملت جاهدةً على دعم حملات التوعية والجمعيات التي تعنى بسرطان الثدي وتكررت إطلالاتها في المناسبات والحفلات التي يعود ريعها لدعم مريضات سرطان الثدي.
وفي عام 2005، شكل ألبومها stronger than beforeرسالة من ضمن حملاتها الهادفة إلى التوعية. كما أنشأت مركز Olivia Newton-John cancer and wellness center في مسقط رأسها ملبورن في استراليا. ومن الخطوات البارزة التي قامت بها في مجال التوعية من سرطان الثدي إطلاق مجموعة أدوات الفحص الذاتي للثدي باسم Olivia breast self- exam kit.
من أقوال أوليفيا بعد شفائها من المرض: «أشعر بأني محظوظة جداً وأحمد الله لأني مررت بهذه التجربة وشفيت. أراها بمثابة هدية من الله، فلا أعتقد أني كنت لأنضج لولا هذه التجربة.
أعتقد أني شفيت لأسباب عدة منها مهارة أطبائي. لكن التعامل مع الأمر بإيجابية مسألة ضرورية ايضاً بهدف التغلّب على المرض، إلى جانب التغذية السليمة ووسائل أخرى لجأت إليها كالتأمل والصلاة واليوغا. كما تحدثت مع مريضات أخريات يخضعن للعلاج مما ساعدني على فهم ما ينتظرني.
وكان مهماً جداً دعم عائلتي وأصدقائي وأوقات الضحك الكثيرة التي أمضيتها والتي شكلت العلاج الأمثل لي. أدركت بعد شفائي أني محظوظة كوني على قيد الحياة وأؤكد كل يوم أن الحياة هدية ونعمة يجب أن نعيشها في وقتها.
مرضي نفسه كان هدية لي. قد يبدو الأمر غريباً للآخرين لكني ما كنت لأنضج من نواحٍ مختلفة لولا مروري بهذه التجربة. كنت أخشى الموت وكل ما فيه وما يرتبط به. وكنت أخشى الشيخوخة... كنت أخشى أموراً كثيرة».
كايلي مينوغ
تم تشخيص سرطان الثدي لدى المغنية الأسترالية كايلي مينوغ وهي في سن 36 سنة وذلك عام 2005 أثناء قيامها بجولة فنية اضطرت لإلغائها. خضعت عندها لجراحة وللعلاجين الكيميائي وبالأشعة لمدة 8 أشهر.
وفي العام 2006 قامت بجولة فنية لتعبر فيها عن عودتها إلى الحياة وتغلبها على المرض.
في إطلالات عدة، دعت كايلي إلى تجنب الثقة العمياء بالأطباء بناء على تجربتها الخاصة، فقد حصل خطأ طبي في تشخيص مرضها في البداية، إلى أنّها طلبت استشارة طبية ثانية تم فيها تشخيص المرض فعلياً.
وهذا دفعها إلى التشديد باستمرار على أهمية أن تحصل المرأة على رأي طبي ثانٍ لمزيد من التأكد، في حال الشك. فبحسب مينوغ يجب أن تثق المرأة بإحساسها وبجسمها، فرغم تأكيد الأطباء لها أنها لا تعاني شيئاً، كانت تشعر بوجود مشكلة.
كانت كايلي مينوغ مثالاً لكثيرات من مريضات سرطان الثدي لشجاعتها وجرأتها في الاستمرار بالظهور في مختلف المناسبات واستمرارها في الفن رغم المرض والعلاج.
كما شاركت في العديد من حملات التوعية ضد سرطان الثدي، خصوصاً بعد مرور 5 سنوات على شفائها، علماً أن الشفاء من السرطان يعتبر تاماً بعد انقضاء هذا الوقت.
عملت جاهدة على التوعية في هذا المجال وحازت دكتوراه في العلوم الصحية Health Sciences لأعمالها البارزة في مجال التوعية ضد سرطان الثدي.
سوزان سومرز
عندما تم تشخيص سرطان الثدي لدى الممثلة الأميركية، أكد لها الأطباء أن حالتها غير قابلة للشفاء وأن المرض بلغ مراحل متقدمة. عن هذا تقول: «تم تشخيص الموت لدي». إلا أنها رفضت الاستسلام واختارت الطب البديل بعكس ما نصحها به الأطباء.
في البداية، احتاجت إلى بضعة أيام لتعي ما يحصل لها وتتقبل الخبر الذي نقل إليها. لكنها استجمعت قواها وقررت أن تخوض المعركة على طريقتها.
خضعت لعملية لإزالة الورم، إضافة إلى العلاج بالأشعة والأدوية اللازمة. إلا أنها رفضت تناول الهرمونات رغم تأكيد الأطباء أنها قد تموت إن لم تفعل.
كانت مقتنعة بأنها تعرف جسمها وبأن تجنب هذه الهرمونات يساعدها في محاربة المرض بشكل أفضل. إلا أنها وافقت على الخضوع للعلاج بالأشعة لكنها كانت تتقيأ يومياً وتتحمل أوجاعاً كبرى.
وبسبب الأشعة تبدل حجم الثدي وصار صغيراً جداً مقارنةً بالثدي الثاني الطبيعي. في المرحلة التالية حرصت على اتباع نظام غذائي خاص يرتكز على الأطعمة العضوية الغنية بمضادات الأكسدة.
كما لجأت إلى أحد الأطباء لترميم الثدي بالخلايا الجذعية وكانت الأولى في اللجوء إلى هذا النوع من العمليات التي تكللت بالنجاح.
شيريل كرو
تم تشخيص المرض لدى المغنية شيريل كرو وهي في سن 44 سنة، وذلك أثناء قيامها بالتصوير الشعاعي الروتيني للثدي. لحسن حظها، تم اكتشاف المرض في أولى مراحله وتم استئصال الورم من الثدي.
كما خضعت للعلاج بالاشعة لمدة 7 أسابيع. في كل حديث لها، لا تغفل كرو ذكر أهمية دعم عائلتها وأصدقائها في إنقاذ حياتها وتغلبها على المرض. تتميز أحاديثها بالإيجابية في النظرة إلى الأمور وبالتأكيد الدائم على حسن حظها وعلى هذه النعمة التي أعطيت لها لكونها لا تزال على قيد الحياة بعد أن اكتشفت المرض في مرحلة مبكرة.
بالفعل كان من حظها أن طبيبها الخاص طلب لها خزعة بعد أن كان ثمة شك في الصورة الشعاعية، فيما كان الاختصاصي في التصوير الشعاعي قد طلب لها معاودة التصوير بعد 6 أشهر.
وكنت شيريل تحرص من سن 35 سنة على إجراء التصوير الشعاعي للثدي بشكل روتيني، ولعل هذا ما ساهم في إنقاذ حياتها نظراً إلى أهمية الكشف المبكر.
كانت كل عائلتها إلى جانبها في تلك المرحلة بهدف دعمها وكانت والدتها تطهو لها أطعمة خاصة لحالتها والأطباق العضوية.
وكانت شيريل معتادة على ممارسة الرياضة والحفاظ على نشاط دائم، وهذا ما ساهم في إحباطها في فترة المرض والعلاج لشعورها بالتعب والعجز عن القيام بالأنشطة المعتادة.
لكن خلال هذا المرحلة اكتشفت أنه من الضروري أن تستمع إلى جسمها عندما تشعر بالحاجة إلى الراحة واكتشفت الطرق الفضلى للعناية بنفسها.
هذا أيضاً ساهم في شفائها بعد أن تعلّمت كيفية الاستماع إلى جسمها والعناية به وبنفسها لتكون بأفضل حال، فأصبحت العناية بنفسها أولوية لها وأدركت أن الأولوية هي لذاتها لتتمكن من العطاء للآخرين.
كما حرصت كرو على التحدث مع مريضات أخريات ولاحظت كم تتشابه القصص في ذلك. «أشعر بمزيد من القوة بعد هذه التجربة التي مررت بها.
لن تكون حياتي أبداً كما كانت قبل المرض سواء في التفاصيل الصغيرة لجهة نمط حياتي أو في تلك الكبيرة كإدراكي لأهمية اعتنائي بنفسي لأعطي بشكل أفضل».
بعد مرضها عملت كرو على نقل كل رسالة تريد أن توصلها عبر أغانيها وعبر أحاديثها عن المرض وطرق التصدي له.
كما أصبحت الناطقة بأسماء حملات عدة بهدف توعية النساء بعد سن 35 سنة على أهمية التصوير الشعاعي السنوي. كما تمكنت من الحصول على دعم مادي لتمويل الأبحاث التي تبحث عن العلاقة بين الإصابة بسرطان الثدي والعوامل المحيطة.
بريجيت باردو
عندما تمّ تشخيص المرض لدى بريجيت باردو في عام 1983وهي في سن 49، رفضت الخضوع للعلاج، مقتنعة بأنه قدرها ولا بد من تقبله.
إلا أن صديقتها أقنعتها بالفكرة وتقبلت الخضوع للعلاج. تحوّلت إلى النظام الغذائي النباتي في الثمانينات. وقامت بجهود فاعلة في مجالات عدة بعد شفائها وتشكل مثالاً للنساء اللواتي ناضلن في مكافحة المرض.
كريستينا أبلغيت
خضعت كريستينا أبلغيت للفحوص الجينية التي تكشف وجود طفرة جينية في ال BRCA1 وهي في أواخر العشرينات. وكان الفحص إيجابياً .
وكانت قد قررت الخضوع له بعد أن رأت شقيقتها الكبرى (32 سنة) تتعذب وتعاني مع المرض لمدة 8 سنوات.
لذلك قررت الخضوع لهذا الفحص الجيني وتبين أنها تحمل هذا الاستعداد. عندها قررت الخضوع لجراحة استئصال الثديين حتى لا تواجه ما واجهته شقيقتها.
لكن قبل شهر من جراحتها تبين أنها مصابة بسرطان الثدي وهي لا تزال في سن 29 سنة، وأن المرض في أولى مراحله. في ذلك الوقت كانت شقيقتها تصارع المرض وقد بلغت المراحل الأخيرة.
بعد خضوعها لجراحة ناجحة تبين أنها مصابة بنوع عدائي من السرطان وانه لا بد من الخضوع للعلاج الكيميائي. هذا ما حطمها نفسياً في البداية.
لكن قبل بداية علاجها، خسرت شقيقتها معركتها مع سرطان الثدي مما أعطاها المزيد من الشجاعة لتكافح وتقف بجانب أهلها حتى لا يسلبها المرض ما سلبه من شقيقتها. ولأن الإنجاب كان حلمها الاكبر، حرصت على تجميد بويضات ليبقى من الممكن أن تنجب طفلاً بعد شفائها.
خضعت للعلاج وواجهت كل الألم والصعاب. عن هذه المرحلة تقول: «لا أزال أحمل في قلبي ذكريات من هذه المرحلة التي مررت بها والألم الذي عانيته، ليس من العلاج فحسب بل لفقداني شقيقتي أيضاً.
أحياناً أشعر بالذنب لأنه تم تشخيص المرض لدي في هذه المرحلة المبكرة ولأني لا أزال على قيد الحياة فيما هي غادرتنا. لم يسلبني المرض سنوات جميلة في مرحلة شبابي فحسب، بل شقيقتي أيضاً.
لكن بعد أن قابلت الكثيرات من الشابات اللواتي أظهرن شجاعة نادرة في مكافحة المرض، زادت شجاعتي وعزمي في مواجهة المرض ولا يمكن أن أسمح له بأن يهزمني. بعد أن شاهدت كل ما عانته شقيقتي في صراعها مع المرض، عرفت بأن ما حصل معي هو نعمة وهدية من الله لأني علمت أنه كان عندي احتمال بنسبة 86 في المئة لأصاب بسرطان الثدي.
لذلك أشعر بالمزيد من القوة والصلابة يومياً بعد يوم وأعلم أني أريد مساعدة شابات أخريات تم تشخيص المرض لديهن، تماماً كما ساعدتني أخريات في مواجهة المرض.
أرفض السماح للمرض بأن يهزمني وأريد التأكد من أنه يعرف جيداً في أنه لا يمكن أن أخسر المعركة.» في عام 2009، أسست كريتسينا جمعية خيرية هي Right Action For Woman تعنى بالتصوير الشعاعي للثدي.
سينيتا نيكسون
عام 2006، تم تشخيص سرطان الثدي لدى الممثلة سينتيا نيكسون أثناء خضوعها لصورة شعاعية روتينية للثدي. في البداية، اتخذت قرار إبقاء التفاصيل المرتبطة بمرضها سرية وعدم التحدث عنه علناً.
لكن عام 2008، قررت الإعلان عن معركتها مع المرض لأن ذلك سيعود بالفائدة على مريضات أخريات أو غيرها من النساء اللواتي يعتبرن عرضة للإصابة.
أعلنت عن مرضها أثناء مقابلة في برنامج Good Morning America. من ذاك الوقت، أصبحت نيكسون ناشطة في مجال التوعية في سرطان الثدي.
وقد تمكنت من إقناع محطة NBC ببث فقرتها الخاصة بسرطان الثدي على الهواء. وأصبحت سفيرة لجمعية Susan G. Komen for the cure لمكافحة سرطان الثدي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024