تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نيللي كريم: لا أعلم إذا كانت شخصيتي قوية أم لا!

تقول عن نفسها إنها لا تعرف ما إذا كانت شخصية قوية أم لا، لكنها صبورة وقادرة على تحمل الهموم والمشاكل، ولعل هذا سبب تألقها الفني ونجاحاتها الكثيرة، رغم مرورها بتجربة طلاق أخيراً.
النجمة نيللي كريم تتحدث عن حقيقة وجود قصة حب جديدة في حياتها، وترفض الكلام عن تجربة طلاقها، وتصفها بأنها صفحة وقد طُويت، كما تحكي عن الرجل الذي ترتاح عندما تكشف له عن همومها، وأسرار أعمالها الجديدة، ولماذا قالت للجمهور: «مش هانكّد عليكم تاني»... والسبب الحقيقي لابتعاد أبنائها عن الأضواء.


- تنافسين في رمضان المقبل بمسلسل «سقوط حر»، فما الذي جذبك للمشاركة به؟
العمل تتوافر فيه كل العناصر، بداية من السيناريو الجيد للمؤلفة مريم ناعوم، والذي تقدم من خلاله قصة جديدة ومختلفة عما قدمناه معاً في السنوات الماضية، واستطاعت من طريقه أن تقتحم عالماً آخر مليئاً بالأحداث والتفاصيل المشوقة. والمسلسل قريب من مجتمعنا الشرقي، ويناقش قضايا ومشاكل تلامس إلى حد كبير المشاهد المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام، وهذه النوعية من الدراما تجذبني، لأنها تغوص في أعماق المجتمع الذي نعيشه، وتسرد وقائع ليست بعيدة عنا، إلى جانب حرصي على التعاون مع المخرج شوقي الماجري، وهذه التجربة الثانية لنا بعد مسلسل «هدوء نسبي»، وكذلك فكرة تقديم العمل مع شركة إنتاج مثل «العدل غروب»، التي تحرص على توفير كل الإمكانيات وتذليل كل العقبات من أجل إخراج العمل بأفضل شكل ممكن.

- يبدو أنك تحرصين على التعرف إلى فريق العمل في أي مسلسل جديد قبل الموافقة عليه؟
هذا أمر طبيعي، خصوصاً أن ذلك يجعلني أشعر بالاطمئنان والراحة النفسية، ويؤهلني لتسليط كل تركيزي على الدور الذي أجسده وعدم الانشغال بأي شيء آخر. فنجاح العمل الفني لا يُصنع من عنصر واحد فقط، بل يجب أن تتوافر فيه كل العناصر كي يصبح عملاً فنياً متكاملاً يستحق أن يقدم للجمهور، إلى جانب القيادة الممتازة التي تمتلك رؤية شاملة للعمل ككل، وربما من الصعب أن تتوافر هذه الشروط كل عام، لكنني سعيدة بأنني وفّقت بذلك في الأعوام الأخيرة، وأتمنى الاستمرار على هذا المنوال حتى أظل محافظة على ثقة الجمهور بي.

- حدثينا عن دورك في المسلسل.
لا أستطيع الخوض في تفاصيل الدور، لأنه سيكون مفاجأة للجمهور، لكنني أجسد شخصية امرأة تتورط في مشكلة كبيرة في بداية الأحداث، وتدخل على أثرها مستشفىً للأمراض النفسية، وهي شخصية مركبة تحتاج إلى مجهود من نوع خاص كي تخرج بالشكل الذي يقنع الجمهور.

- وما هي الرسالة التي يحملها المسلسل؟
هي دراما إنسانية تتحدث عن النفس البشرية بكل ما تحمله من أحاسيس ومشاعر، تتبدل مع تبدل الشخوص، كما نعرض المشاكل النفسية، ونوضح أن كل إنسان يعاني مشكلة نفسية، وليس كما يعتقد البعض من أن الناس الذين يعيشون داخل المصحات النفسية هم فقط المرضى النفسيون، فالحقيقة أن هناك الكثيرين داخل هذه المصحات أعقل ممن يعيشون خارجها.

- وما الذي يرمز إليه اسم المسلسل «سقوط حر»؟
يرمز إلى سقوط النفس البشرية بشكل حر، وله علاقة أكثر بالروحانيات، واسم العمل سيتم فهمه بشكل أكبر من خلال الأحداث، لأنه يفسر الفكرة التى يدور حولها العمل.

- وماذا كنتِ تقصدين بعبارتك التي نشرتها عبر حسابك الشخصي على «فايسبوك»: «مش هانكّد عليكم تاني... اللي جاي أكشن»؟
كنت أقصد أعمالي الفنية الجديدة، وليس الأعمال التي أحضّرها حالياً... رغم أنني لم أشعر بأنني أقدم أعمال «نكد»، بل دراما اجتماعية إنسانية تستعرض ظروفاً لشخصيات يعيشون في مجتمعنا، لكن ربما لم يُلق عليهم الضوء بهذا الشكل من قبل، كما لا يوجد دراما تسمى «النكد»، وعموماً سأحاول تقديم شيء مختلف في الفترة المقبلة، ولهذا كتبت لجمهوري ذلك.

- وما الصعوبات التي واجهتها أثناء التحضير للدور؟
كونت ملامح الشخصية، سواء الشكلية أو النفسية، من خلال السيناريو، وأضفت إليها بعض التفاصيل من خلال خبراتي الحياتية، ولم أجد صعوبة بالمعنى المتعارف عليه في التحضير لها، وإنما المجهود الأكبر يأتي خلال فترة التصوير، فساعات التصوير تصيبني بالإرهاق الشديد، إلى جانب أن تقمص الشخصية بكل أحاسيسها ومشاعرها قد يجعل حالتي المزاجية مغايرة لطبيعتي، وهذا يمكن أن يرهقني نفسياً إلى جانب الإرهاق الجسدي.

- هل طبيعة الشخصية تتطلب منكِ تغيير شكلك؟
تتطلب مني الظهور بدون ماكياج في أغلب المشاهد، وهذا ما أفعله حتى أظهر أكثر واقعية وأقرب إلى الشخصية، لأن الشكل عامل أساسي في معايشة الجمهور للدور والتفاعل معه وتصديقه، ولذلك أدرس الشكل الذي ستخرج به الشخصية قبل بدء التصوير.

- لكنك بذلك تتخلّين عن جمالك، ألا يقلقك هذا الأمر؟
لا أفكر في هذا على الإطلاق، ففي بداية مشواري الفني كان جمالي يمثل عاملاً أساسياً في تحديد الأدوار التي تعرض عليَّ، وظللت لفترة منحصرة في تقديم نوعية أدوار معينة، منها الفتاة الرقيقة والجميلة، لكن بمجرد أن قدمت فيلم «واحد صفر» مع المخرجة كاملة أبو ذكري تغير كل شيء، واكتشفت أن هناك أدواراً جادة وقوية لم أقدمها من قبل، وحتى نوعية الأدوار التي عرضت عليَّ بعد هذا العمل لم تكن تعتمد على الجمال، بل تركز على التمثيل والأداء. وعموماً، لا أهتم بإظهار جمالي في الأعمال التي أقدمها، والدليل على ذلك أنني جسدت دور الأم التي تقدمت في العمر في مسلسل «ذات»، وحقق نجاحاً كبيراً أثناء عرضه.

- هل تتعمدين تقديم الأدوار المركبة رغم أنها تحتاج إلى مجهود مضاعف في الأداء التمثيلي؟
أصعب الأدوار هي التي تعتمد على الجانب النفسي، لأن معايشة الشخصية لتقديمها بمنتهى الصدق تجعلني أنهار نفسياً، لكنني أميل إلى تلك النوعية من الدراما، لأنها تساعدني على إخراج طاقاتي الفنية وإظهار موهبتي. والحقيقة أن للمخرجة كاملة أبو ذكري فضلاً كبيراً في توجيهي إلى تلك المنطقة، وإعطائي الثقة بأنني قادرة على تقديم تلك الشخصيات بشكل جيد. ورغم صعوبة هذه الأدوار، أشعر باستمتاع كبير في تجسيدها، فمثلاً شخصية مريم في مسلسل «تحت السيطرة» أرهقتني كثيراً، لكنها أضافت الكثير إلى مشواري الفني ونالت إعجاب الجمهور، وهذا يكفيني ويشعرني بالسعادة والفرح.

- أصبحت الممثلة «الرقم واحد» في رمضان في الأعوام الثلاثة الأخيرة، كيف ترين ذلك؟
أفضّل عدم تقييم نفسي، وأترك المسألة للجمهور، لكنني مع كل نجاح جديد أشعر بالمسؤولية أكثر من فرحتي بالنجاح، مما يجعلني أفكر كثيراً في الجديد الذي سأقدمه، وأتأنّى في اختياراتي، فثقة الجمهور شيء ثمين، ويجب الحفاظ عليها، ولذلك أرى أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي، وأتمنى أن أكون على قدرها، فأقدم أعمالاً جيدة تفيد الجمهور وتعجبهم، وهذا كل ما يشغلني حالياً.

- عدم اعترافك بأنكِ نجمة رمضان الأولى في الأعوام الثلاثة الأخيرة، هل هو تواضع منك؟
لا أدّعي التواضع، لكن لكل شريحة من الجمهور نجمها المفضل وتعتبره «الرقم واحد» بالنسبة إليها. وحتى أنا على المستوى الشخصي لديَّ نجومي المفضلون، فأحرص على متابعة مسلسلات الزعيم عادل إمام والساحر محمود عبدالعزيز والدكتور يحيى الفخراني والرائعة يسرا، فجميعنا نمثل «الرقم واحد»، وما أتمناه أن نُجمع على أن الدراما المصرية هي «الرقم واحد» بكل صنّاعها.

- لكنك بالتأكيد فخورة بذلك؟
أفتخر دائماً بمسلسلات «ذات» و «سجن النسا» و«تحت السيطرة»، ليس لأن الجمهور أشاد بأدائي من خلالها فقط، وإنما الاعتزاز الأكبر يأتي عندما تتم الإشادة بالعمل ككل، فتلك الأعمال جعلتني أحصد العديد من الجوائز والتكريمات، وسعادتي بها كانت كبيرة، لكن الفرحة لا تكتمل إلا عندما أجد أن هذا 

العمل يحصد كل الجوائز في مجال التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج والموسيقى والتصوير والإضاءة والديكور... فأن أعمل في مسلسل ناجح ومتكامل العناصر، يضيف إليّ أيضاً.

- تعودين مرة أخرى إلى العمل مع المخرجة كاملة أبو ذكري في فيلم «يوم للستات»، حدثينا عن تلك التجربة؟
هذا الفيلم من الأعمال المهمة بالنسبة إلي، وأعتبره خطوة إلى الأمام في مشواري الفني، لأنني أقدم من خلاله شخصية مختلفة عما قدمته من قبل، بحيث يناقش العمل قضايا اجتماعية هامة من صميم المجتمع المصري، وهو لا يزال في مرحلة المونتاج، ومن المفترض عرضه في موسم الصيف المقبل، كما أنني سعيدة بالتعاون مع باقي أبطال العمل وفي مقدمهم الفنانة إلهام شاهين وهالة صدقي وإياد نصار ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي وأحمد الفيشاوي وأحمد داوود وناهد السباعي، فجميعهم لهم خبرتهم في التمثيل ولديهم جماهيريتهم الواسعة على مستوى الوطن العربي، وفخر لأي فنان مشاركتهم في أي عمل فني.

- وما سبب تأخر عرضه لأكثر من ثلاثة أعوام؟
لأن تصويره توقف أكثر من مرة، إحداها بسبب انشغالنا بتصوير مسلسل «سجن النسا»، الذي توقف مرة ثانية بعد وفاة والدة المخرجة كاملة أبو ذكري، ثم توقف مرات عدة بسبب التصوير الخارجي، فالعوامل المناخية لم تكن مناسبة في ذلك الوقت، لكن كل هذا لم يؤثر في العمل إذ كنا جميعاً نحرص على خروجه بأفضل صورة ممكنة.

- ماذا عن دورك في الفيلم؟
أجسّد شخصية امرأة تمتلك محل عطور للسيدات، وتتورط في العديد من المشاكل في هذا العمل الذي تدور أحداثه حول ثلاث سيدات وثلاثة رجال، يعيشون في إحدى الحارات المصرية.

- حدّثينا عن فيلمك الجديد «اشتباك».
أكثر ما جذبني في العمل أنه فكرة جديدة لم تقدم من قبل في السينما المصرية، وهو ينتمي إلى نوعية أفلام اليوم الواحد، أي تدور أحداثه في اليوم نفسه، وهو من تأليف محمد دياب وإخراجه، ويمثل التعاون الثاني بيننا بعد فيلم «678»، ويشاركني بطولته هاني عادل وطارق عبدالعزيز وأحمد مالك، وتظهر نماذج عديدة ومختلفة من الشعب تجتمع في مكان واحد في هذا العمل، الذي يحمل رسالة بأننا نعيش جميعاً في وطن واحد، وعلينا أن نتقبل بعضنا بعضاً، بغض النظر عن اختلاف آرائنا ووجهات نظرنا، خصوصاً أننا نبحث جميعاً عن الأفضل لهذا البلد. وتبدأ أحداث العمل باجتياح الفوضى أرجاء البلاد، فيتم القبض على مجموعة من الشخصيات المختلفة فكرياً وسياسياً، ويوضعون في سيارة للترحيلات، وهي التي تصور فيها غالبية مشاهد الفيلم، وأجسّد شخصية فتاة مصرية يتم إلقاء القبض عليها من طريق الخطأ.

- هل تدور أحداث العمل في يوم ثورة الثلاثين من يونيو؟
الفيلم لا علاقة له بثورة الثلاثين من حزيران/يونيو ولم يتحدث عنها أبداً، وهو ليس مرتبطاً بأي أحداث من هذا القبيل، وكل ما نشر عن تلك المسألة لا أساس له من الصحة.

- تشاركين أيضاً في فيلم «هيبتا المحاضرة الأخيرة».
تقاطعتني: أظهر ضيفة شرف في الفيلم، وهذا العمل من الأفلام التي تناقش القضايا بمنظور مختلف عما اعتدنا عليه في السينما المصرية، ويشارك فيه عدد كبير من النجوم والنجمات، منهم: ماجد الكدواني وياسمين رئيس وكندة علوش وعمرو يوسف ودينا الشربيني وأحمد داوود وأحمد بدير ومحمد فراج، ومن إخراج هادي الباجوري، وهو مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب محمد صادق، وسيناريو وحوار وائل حمدي، ويناقش الفيلم القصص العاطفية التي ترمز إلى مراحل الحب، واسم الفيلم يعني الرقم سبعة باللغة الإغريقية، وهو إشارة إلى مراحل الحب، وقد انجذبت للمشاركة فيه بمجرد قراءتي السيناريو، خصوصاً أنه يناقش السر الذي يعيش من أجله البشر، وهو الحب. 

- هل هناك أعمال فنية تندمين على تقديمها؟
لم أندم على خطوة اتخذتها في حياتي، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، لكنْ هناك أعمال فنية قدمتها من قبل، وأظن أنها لو عرضت عليَّ حالياً لما استطعت تجسيدها بالشكل نفسه. فمثلاً شخصيتي في فيلم «سحر العيون» التي قدمتها عام 2002، من الصعب عليّ أن أجسدها اليوم، لأن خبرتي الحياتية غيرت الكثير في شخصيتي، بينما في السابق كنت أعيش تلك الحالة ببراءتها وتلقائيتها، والتي فقدت جزءاً كبيراً منها مع التقدم في العمر.

- تعودين إلى السينما بقوة هذا العام، هل تتعمدين هذا بعد غيابك عنها بسبب انشغالك بالدراما في الفترة الماضية؟
لم أتعمّد الابتعاد عن السينما ولم أنشغل عنها أبداً، لكنني كنت في انتظار أن يعرض عليَّ عمل جيد ودور يضيف إلى مشواري الفني، فمنذ أن قدمت فيلم «الفيل الأزرق» عرض عليَّ فيلم «يوم للستات»، لكنه استغرق وقتاً طويلاً في التحضير له، كما توقف تصويره أكثر من مرة، وبعدها انشغلت بفيلم «اشتباك» ثم «هيبتا المحاضرة الأخيرة»، كما لا أشارك في أي عمل لمجرد إثبات الوجود فقط، بل أهتم بالمضمون الذي يقدم من خلاله، وهي عوامل من الصعب أن تتوافر في أي عمل فني، لكنني سعيدة بمشاركتي في ثلاثة أفلام مهمة وتحمل رسالة هادفة.

- معنى ذلك أنكِ لن تقدمي أعمالاً كوميدية مرة أخرى؟
على العكس أحب الأعمال الخفيفة والكوميدية وأشتاق إليها كثيراً، لدرجة أنني أتحدث أحياناً مع المؤلفة مريم ناعوم عن الاكتفاء بالأعمال والموضوعات الثرية والصعبة لفترة موقتة، وضرورة التفكير في تقديم عمل درامي كوميدي، لكننا لم نتفق على فكرة من هذا النوع حتى الآن، ومن أقرب أعمالي إلى قلبي والتي لا أزال أتذكر جيداً كواليسها حتى هذه اللحظة، فيلما «غبي منه فيه» مع هاني رمزي، و«أحلام الفتى الطائش» مع رامز جلال.

- هل ما زلت مرتبطة برقص الباليه حتى الآن؟
عشقي للباليه لا ينتهي، لكنني لم أمارسه منذ فترة طويلة ولا أذهب حتى لمشاهدته، ربما لانشغالي معظم الوقت إما بالتحضير لأعمال فنية جديدة أو بتصويرها، ونادراً ما أذهب إلى دار الأوبرا المصرية، خصوصاً أنني عندما أشاهد راقصي الباليه أتذكر كيف تركت هذا المجال وأصبحت لا أستطيع الوقوف على خشبة المسرح لتقديم هذا الفن الراقي، ورغم ذلك ما زلت أمارس بعض التمرينات في أوقات فراغي في منزلي، كنوع من أنواع الهواية.

- هل يمكن أن تكرري تجربة المشاركة كعضو لجنة تحكيم في برنامج لاكتشاف مواهب الرقص الاستعراضي؟
إذا عرض عليَّ برنامج مميز ويقدم فكرة جديدة ومختلفة فسأوافق عليه فوراً، خصوصاً أن تجربتي الأولى في برنامج «يلا نرقص» كانت ممتعة للغاية بالنسبة إلي، واكتشفت من خلالها أن في الوطن العربي العديد من الشباب الذين يمتلكون مواهب مميزة في مجال الرقص الاستعراضي بكل أنواعه، وأتمنى أن يتم استثمار ذلك في إعداد فرق استعراضية تقدم هذا الفن الراقي في جميع دول العالم، كما أحلم بتقديم فيلم استعراضي يظهر من خلاله هؤلاء الشباب لاستغلال موهبتهم وتقديمها إلى الجمهور للاستمتاع بها.

- هل تعشقين النجومية؟
أعشق النجاح لا النجومية، وأحب مهنتي وأستمتع بالتمثيل والجلوس في موقع التصوير، كما أسعى دائماً إلى بذل أقصى مجهود في عملي، لكنني لا أعيش النجومية في حياتي الخاصة، فأتعامل مثل أي إنسان وأنسى تماماً أنني فنانة مشهورة ولديَّ معجبون، فأذهب إلى أماكن بسيطة وأتنقل بدون تكلّف، وأرتدي 

ملابس عادية جداً ولا أبحث عن الملابس الباهظة الثمن، كما لا أضع الماكياج ولا أحرص على تغيير لون شعري... تلك هي الحياة التي أحبها وأميل إليها أكثر من حياة النجومية.

- دافعت عن الفنان الشاب أحمد مالك في أزمته الأخيرة بعدما نُشر له فيديو مسيء إلى الشرطة المصرية، ألا تخافين أن يؤثر ذلك في جماهيريتك؟
لم أدافع عنه لأنه هو بنفسه اعترف بأنه أخطأ واعتذر للشرطة المصرية وللجمهور عما بدر منه، لكنني كنت أطلب ممن يهاجمونه أن يحكّموا صوت العقل، فجميعنا نصيب في بعض الأمور ونخطئ في أمور أخرى، ولا يحق لأحد أن يشن عليه حرباً بعدما أبدى أسفه وندمه على ما فعله، وكل ما قلته إننا جميعاً نخطئ، وحتى أقرب الناس إلينا يخطئون، وعندما يعترفون بخطئهم نسامحهم، ومالك فنان موهوب ولديه إحساس عالٍ، وأتوقع له مستقبلاً باهراً في مجال التمثيل، وقد تعاونت معه في فيلمي الأخير «اشتباك»، وأتمنى أن يتكرر التعاون بيننا، وعلينا ألا نحاكمه، خصوصاً أنه شاب، والشاب لا يحسب أحياناً خطواته جيداً.

- من الشخص الذي تلجئين اليه في أي موقف قد تتعرضين له في حياتك الشخصية؟
أخي هو الشخص الذي أرتاح إليه في الحديث عن أي أمر يخص حياتي الشخصية، وهو طبيب نفسي مقيم في أميركا، لكننا على تواصل دائم عبر الهاتف، وأحياناً أشعر ببعض الإرهاق من ضغط التصوير، فألجأ اليه وأتحدث معه في العديد من الأمور الحياتية، لكي أشعر بالراحة من جديد.

- هل يمكن أن نعتبر أن شقيقك هو طبيبك النفسي؟
بحكم القرابة من الصعب أن يكون أخي طبيبي النفسي، لكنه يقوم بهذا الدور بطبيعة مهنته، كما آخذ بعض الاستشارات النفسية من الدكتور نبيل القط، وأمر مهم أن يكون لكل إنسان طبيبه النفسي الذي يتحدث معه ويستشيره في أوقات معينة، ولكن للأسف هذا الأمر ليس منتشراً في مجتمعاتنا العربية، بينما يعتبر سلوكاً طبيعياً في الدول الأوروبية.

- تعشقين سماع الموسيقى، فهل لديك هوايات أخرى؟
في أوقات فراغي أسافر إلى أي منطقة تطل على البحر، فأعشق الجلوس قُبالته لأنه يشعرني بالراحة النفسية والاستجمام، ويجعلني أنسى أي إرهاق أو تعب، كما يمثل لي البحر رمزاً للحرية، وهذه من أكثر الهوايات التي أحرص على ممارستها كل عام تقريباً.

- لماذا تحرصين على عدم الظهور مع أبنائك أو نشر صور تجمعك بهم، خصوصاً بعدما أصبحوا كباراً؟
لم أمنعهم من ذلك أبداً، لكنني أحترم رغبتهم في الابتعاد عن الأضواء، فطبيعتهم الخجولة تجعلهم يحاولون عدم الظهور معي، ويرون أنهم بذلك يتعاملون مع من حولهم بحرية أكثر. وبناءً على ذلك أحرص على عدم نشر صورنا معاً على حسابي الشخصي في «فايسبوك» أو «إنستغرام»، وهناك صورة تجمعني بولديّ كريم ويوسف انتشرت أخيراً، وظن البعض أنني وضعتها على حساباتي الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ما حدث أن شخصاً مجهولاً أخذ الصورة من حساب ابني كريم على «إنستغرام» وقام بنشرها، وهو أمر مزعج للغاية، لأنني أحترم خصوصية الآخرين، وعليهم في المقابل أن يحترموا خصوصيتي.

- لكن البعض يبرر ذلك بأنكِ لا ترغبين في الكشف عن عمرك الحقيقي؟
لا أفكر بهذا الشكل على الإطلاق، فدائماً ما أعلن عن عمر أولادي، ولم أخفِ أن كريم ويوسف قد أصبحا شابين ناضجين، وهذا معروف حتى في الوسط الفني، فهما يرافقانني إلى موقع التصوير، وأنا متصالحة مع نفسي ولا أتضايق من ذكر عمري الحقيقي، لأن التقدم في العمر أمر طبيعي، كما أنني كنت أمّاً لكريم ويوسف عندما دخلت التمثيل، وبعدها رزقني الله بسيليا وكندة، وأولادي أغلى شيء في حياتي ولا يمكن أن أحجبهم عن عيون الجمهور.

- البعض يراكِ شخصية قوية لأنك قادرة على تحدي مشاكلك الشخصية والاستمرار بالنجاح نفسه في حياتك المهنية، ما تعليقك؟
بصراحة، لا أعلم إن كنت شخصية قوية أم لا، لكنني صبورة بطبيعتي، وقادرة على تحمل الهموم والمشاكل، لكن عندما «يفيض بي الكيل» لا أستطيع الاستمرار ولو للحظة في الوضع الذي أعيش فيه، كما لا أتخذ القرار في وقتها أو أفكر في حل مشكلتي في وقت قريب، بل أنتظر وأصبر طويلاً حتى أحسم المسألة... لكن عندما أتخذ قراراً، لا يمكن أن أتراجع عنه أبداً.

- تردد أنك تعيشين حالياً قصة حب، فما حقيقة ذلك؟
هذا الكلام غير صحيح ولا أساس له من الصحة، فأنا لا أخفي شيئاً عن جمهوري، ولو حدث ذلك فسأعلنه على الفور، والحب شيء جميل فلماذا أخفيه إذاً!

- هل يمكن أن تكرري تجربة الزواج مرة أخرى؟
حالياً لا أفكر إلا في مسلسلي الجديد، ولكن لا أحد يعلم الغيب، وربما يحدث ذلك إذا وجدت الرجل المناسب، لكن أؤكد حالياً أنني لا أعيش قصة حب.

- هل تضايقك التصريحات التي تخرج من طليقك بعد انفصالكما؟
لا يشغلني هذا الأمر أبداً، ولا يهمني القيل والقال في أمور تم حسمها، فهذا آخر شيء يمكن أن ألتفت إليه، وكل إنسان حر في تصرفاته وآرائه، لكن عن نفسي لا أريد التحدث في هذا الأمر أو حتى التطرق إليه، لأنه بالنسبة إلي صفحة وقد طُويت، وكل ما يهمني هو التركيز في أعمالي الفنية الجديدة، وما يشغلني على المستوى الشخصي، أولادي وأمي وأخي، فهؤلاء أغلى ما في حياتي.

- هل التحدث في هذا الأمر يزعجك؟
ليس كذلك، وإنما لا أفضل الحديث عن حياتي الخاصة في وسائل الإعلام، ونشر تفاصيلها، فنحن جميعاً نتعرض لمشاكل في حياتنا اليومية، لكنها في النهاية تتعلق بنا وحدنا، ولا تخص أحداً سوانا، وأتمنى أن يحترم الجميع رغبتي هذه.

- بماذا تقيّمين تلك التجربة؟
أي تجربة عشتها في حياتي استفدت منها، سواء كانت جيدة أو سيئة، وهذه هي طبيعة الحياة من وجهة نظري، أن نعيش من أجل خوض التجارب والتعلم منها. وفي كل الأحوال يكفيني أنني ما زلت على قيد الحياة وأتعلم من خبراتي وتجاربي وأستفيد منها.

- في رأيك، متى تنتهي علاقة الحب بين الزوجين؟
الاختلاف في الطباع بين الزوجين يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية، فيجب أن يكون هناك تفاهم متبادل بينهما، وثقة وصدق في كل شيء... لو لم يتوافر ذلك فبالتأكيد ستنتهي الزيجة بالفشل.

- وماذا كنتِ تقصدين بعبارة «أصبحت حرة» التي أطلقتها بعد انفصالك؟
طلبوا مني في أحد البرامج التعليق على انفصالي، وكنت لا أرغب الخوض في تفاصيل تلك المسألة، فقلت تلك العبارة، لكنني لم أكن أقصد منها ما فهمه البعض من أنني كنت مقيدة طوال الفترة الماضية، فقد اعتدت أن أعيش حياتي بحرية، ولا يمكن أي شيء أن يقيدني.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078