الفن والتاريخ وجهان تكشفهما مدن حول العالم
ترغبين في رحلة لا تفعلين فيها شيئًا سوى التجوال بين تفاصيل المدينة الطبيعية والثقافية... كما الإنسان كذلك مدنه تبحث عما يعيدها إلى ساحة العالم وتاريخه، فتنشغل بتحويل أفكارها الافتراضية إلى واقع يحاكيها ويحاكي كل من يزورها. مدن تكشف وجوهها الثقافية والتاريخية والطبيعية اخترناها لك.
كوتور مونتينيغرو واجتماع الأبيض المتوسط والأدرياتيكي
في مونتينيغرو، أو الجبل الأسود، وعند زقاق بحري، تمتد كوتور مدينة صغيرة تتأمل في البحر الأبيض المتوسط يظللها جبل أخضر يجتاح بصرك أينما جلت فيه، لتظني أنه يلاحقك أو يتجسس على اندهاشك لجمال المدينة، فتجدينه منبثقًا بصمت في الصور التي تلتقطينها.
تأخذك كوتور في رحلة إلى الماضي، إلى الوقت الذي كانت فيه المدن تختبئ خلف أسوارها حيث متاهة من الشوارع الضيّقة المرصوفة بالحجارة احتشدت فيها الكنائس التي تكاد تكون عند كل مفترق طريق. إنها جوهرة الجبل الأسود، التي خرجت من أحشائه، تنادي بصمت جميل عشاق المناظر الطبيعية الاسكندينافية ومحبي الحجارة القديمة.
فعندما تأتين من الشمال الشرقي حيث تقع كرواتيا، سوف تؤخذين بسحر ينمو أثناء عبورك طريقًا تخترقين من خلاله تجاويف أزقة بحرية تحيط بها الجبال الشاهقة والمزخرفة بأطلال ماضٍ ثري متعدّد الأنماط. أما إذا أتيت من الاتجاه المعاكس لشمال كوتور الجميلة فتجدين نفسك تتدحرجين نحو خليج يتسّع تدريجًا ليفتح أخيرًا على البحر الأدرياتيكي، لتنطلقي نحو النسائم المنعشة التي تدغدغ الموج بسخاء، فتمزج بين أخضر الجبال وزرقة السماء ودكنة عمق المياه وبياض ثنيات الموج... كل هذه الألوان تتحول زبدًا يستريح عند خليج كوتور.
هنا قمة الاسترخاء المترف.يمكن القول إن زيارة هذه المدينة الخلابة، تجعلك السبّاقة في اكتشافها، فهي لم تتعرّض إلى صخب السياح، ولا تزال تحافظ على نقاوة طبيعتها وود سكانها المغلّفين بسحر تاريخي مهيب. لا أحد يعرف إلى متى، ستبقى على هذه الحال، ولكن لا تنتظري طويلاً!
مانشستر في بريطانيا حيث الثقافة نمط حياة...
مانشستر، بمجرد أن نقول هذا الاسم يخطر في بالنا فريق كرة القدم مانشستر يونايتد. وإذا كانت الكرة تتراقص بين لاعبيها وتهزّ شباك الخصم بركلة فنية، فإن المدينة التي تحضنها قد تخلت عن صفتها ورشة العالم الصناعية الأولى، لتأخذ دورها في عالم الثقافة والفنون في القرن الحادي والعشرين، فكان تشييد مبنىFactory مساحة فنية متعدّدة الأغراض، فيها 2200 مقعد لتستضيف مهرجان مانشستر الدولي.
أعيد فتح معرض الفنون ويزوورث Withworth، واحد من المتاحف الفنية الأكثر أهمية في بريطانيا، عام 2015. بعد فترة وجيزة تم افتتاح هوم Home، مركز يستقبل أشكالاً متعددة من الفن، محقّقًا بذلك طموح أصحاب الأعمال المسرحية، والإنتاج السينمائي. فيما تستقبل المكتبة المركزية ثاني أكبر مكتبة في بريطانيا، هواة المطالعة منذ عام 2014 في بناء ارتدى رونق البانثيون.
جورج تاون في ماليزيا مشهد فني مدهش
في جزيرة يبنانغ تسكن الحداثة والفن المعاصر وهما في صدد تشكيل مكان يعرض تناقضًا واضحًا للشوارع القديمة التي هي ضمن قائمةالتراث العالمي من قبل اليونسكو. إذ حرّرت مبادرات مثل مهرجان التبادل الحضري Urban Xchange وCrossing Over الطاقات الخلاقة للفن الحضري، وتحوّلت محطة مهجورة للحافلات إلى مركز الفنون – يستضيف مركز الفن مستودع هين باص الفنون البصرية والسينما والموسيقى والرقص. ولا يقتصر ازدهار الساحة الفنية على المعارض والمهرجانات، بل تشمل أيضًا جيلاً جديدًا من أماكن الإقامة العصرية، مثل دار ضيافة Sinkeh، تعني «الوافد الجديد»، وهذا النزل يعكس في تفاصيله اسمًا يجمع مساحة فنية، مكرّسة لفنون الأداء، وغرفًا مع ديكور بسيط في الطبقة العلوية. التخطيط لرحلتك يجب أن يتزامن مع أحد المهرجانات الفنية والموسيقية الكثيرة في المدينة، وسوف تكتشفين واحدًا من أكثر المشاهد المبتكرة والمنتقاة في آسيا.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024