نجوم «أونلاين»: خالد الصاوي ناشط سياسي وزينة الأعلى صوتاً...
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة من أهم وسائل التواصل اليومية بين الفنانين ومتابعيهم، الذين يحرصون على معرفة أحدث أخبار نجومهم المفضلين وصورهم وآرائهم، وشهدت حسابات النجوم تحقيق أرقام قياسية في أعداد المتابعين، وأصبح النجوم يتنافسون أحياناً على حصد أعلى عدد من المتابعين، لأنهم يرون أن هذا العدد يمكن أن يكون مؤشراً ومقياساً لنجوميتهم... فمن هم أبرز النجوم الذين يتفاعلون «أونلاين» مع جمهورهم؟ وكيف يستفيدون من هذا التواصل فنياً وإنسانياً؟
جدل
الفنان خالد الصاوي يعد من أكثر النجوم استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلالها يتابع جمهوره رؤيته للأحداث السياسية والاجتماعية في مصر، كما يفضل خالد أن يكون مشاركاً في هذه المواقع أكثر من وسائل الإعلام، خاصة أنه غير راضٍ عن الأداء الإعلامي لبعض الصحف والفضائيات، ويرى أن تصريحاته وأخباره لا يمكن تحريفها في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصه به.
ولأن خالد ينتمي إلى مدرسة الشفافية والصراحة في حديثه، فإنه في أحيان كثيرة يُسبب جدلاً، وتتباين ردود الفعل حول الكلام المنسوب إليه على مواقع التواصل الاجتماعي.
تلقائية
أما الفنانة ميس حمدان فتخالف خالد الصاوي في استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي، وتهتم أكثر بنشر أخبارها الفنية على «فايسبوك» وصورها على «إنستغرام»، ولا تميل إطلاقاً إلى الحديث في الشأن السياسي أو تتناول موضوعات خارج نطاق الفن. وتقول ميس عن سياستها الخاصة: «أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن توظف في توطيد العلاقة بين الفنان وجمهوره، لأن الناس يحبون متابعة النجوم وتفاصيل حياتهم وأخبارهم الفنية، وأنا أظهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على طبيعتي، فمثلاً عندما نشرت أخيراً صورة تجمعني بالهضبة عمرو دياب، ظهرت بشخصيتي الحقيقية، لأنني معجبة بعمرو وأعتبر نفسي من جمهوره ومتحمسة لمشواره، وإعجابي به كان ظاهراً في تعليقي على الصورة، ومن يتابعني على مواقع التواصل الاجتماعي، يدرك جيداً كم أنا طبيعية، وأتصرف بتلقائية، كما أشعر بسعادة لتواصلي مع جمهوري ورصد ردود أفعاله على ما أقدمه من أعمال تمثيلية وغنائية». وتؤكد ميس أن البعض يتصور أن هدفها الأساسي من تواصلها مع الناس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، هو مضاعفة نجوميتها، لكنها في الحقيقة تود فقط الاقتراب من جمهورها، والتعبير لهم عن مدى امتنانها لكل ما يقدمونه من أجل دعم مشوارها الفني.
متعة
الفنانة مي عز الدين تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً «إنستغرام» لعرض أحدث صورها، وجديدها في الأزياء، ومن فترة إلى أخرى تتحدث بعض وسائل الإعلام عما تنشره مي، فنجد أغلب الكلام عن «شورت» أو «تاتو» أو «فستان» مي، التي تقول للمقربين منها إن التواصل مع جمهورها يعد أمراً ممتعاً، خاصة أنها مقلّة في ظهورها الإعلامي، ولا تتحدث كثيراً إذا لم يكن هناك عمل فني جديد لها.
رغبة الجمهور
أصبح الفنان أحمد السقا أكثر نشاطاً في استخدام موقعي «فايسبوك» و «إنستغرام» في الفترة الأخيرة، وهو متابع جيد للأحداث اليومية، ويتواصل كثيراً مع جمهوره من خلال صوره الجديدة، ويصل تفاعل السقا مع جمهوره إلى درجة الاستجابة لآرائهم... بحيث اضطر أخيراً إلى حذف فيديو له من «إنستغرام»، ظهر فيه وهو داخل صالة الألعاب الرياضية، ويبدو أنه لم ينل إعجاب جمهوره فطالبوه بحذفه، واستجاب السقا طلبهم، ليعلن بعدها بساعات أنه يحترم رغبات جماهيره، مؤكداً: «احتراماً لآراء الفانز على إنستغرام قمت بحذف الفيديو... شكراً يا سبب سعادتي».
أزمة
الفنانة نشوى مصطفى تحب التواصل مع الناس من خلال صفحتها على موقع «فايسبوك»، لكنها عانت أخيراً بسبب الهجوم الذي تعرضت له من بعض ناشطي موقع التواصل الاجتماعي، بعد نشرها صورة لشباب يبيعون البطاطا في إحدى مناطق القاهرة، مطالبةً الشباب الجامعي بالعمل في أي مجال، فانهالت التعليقات التي انتقد أصحابها تعالي نشوى، إذ تطالب الآخرين بالعمل في وظائف ومهن لا تناسب تعليمهم ومؤهلاتهم الدراسية، وتستخف بالمجهود الذي بذلوه من أجل أن يعيشوا حياة كريمة.
نشوى ردت على منتقديها من خلال صفحتها على «فايسبوك»، وحكت عن تجربتها قبل أن تصل إلى النجومية، وأكدت أنها من الطبقة الكادحة ولا تعيش في برج عاجي.
وتوضح نشوى أنها تستغل مواقع التواصل الاجتماعي في دعم الأفكار الاجتماعية الهادفة، كما أنها لا تعارض النقد، أو تباين الأفكار حول الموضوعات المختلفة، بل ترفض سياسة التخوين التي يتبعها بعض مستخدمي هذه المواقع، والذين يصرون على قتل التواصل بين الناس، وفرض حالة من الجفاء بينهم، وزرع الفتن والتشكيك في وطنية كل إنسان مختلف في توجهه السياسي.
تضامن
لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي بعيدة عن الأزمات التي تحدث بين الفنانين، وكانت قضية إثبات نسب طفلي الفنانة زينة التوأم إلى والدهما الفنان أحمد عز، هي الأكثر إثارة، بعدما استخدم فيها كل من الطرفين مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن موقفه، وتبارى جمهور زينة وعز في التعبير عن تضامنه مع موقف كل منهما.
وكانت زينة الأعلى صوتاً والأكثر تفاعلاً عبر تلك المواقع، وكثيراً ما نشرت آراء وصوراً تهاجم بها إنكار عز للطفلين، وكسبت الكثير من تعاطف متابعيها على «فايسبوك» و«إنستغرام».
عشوائية
ترفض الفنانة مها أحمد الزج بخصوصيات الفنان في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن تفاصيل حياة أسرة الفنان أو الفنانة لا يمكن أن تكون مباحة للجميع. مها تقول إن مواقع التواصل الاجتماعي فقدت ميزتها التي قامت أصلاً من أجلها، ففكرة التواصل والتضامن والمحبة تحوّلت إلى النقيض تماماً، وأصبحت عشوائية وعدوانية، وظن البعض أن مواقع التواصل الاجتماعي تتيح لهم إلصاق التهم ببعض الفنانين، على أساس أن لا مجال لمحاسبتهم، ولن يستطيع أحد منعهم من «سب وقذف» النجوم بدون أي مبرر. وتطالب مها نجوم الفن بالتوقف عن إقحام قضاياهم وحياتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تكون وظيفة هذه المواقع الترويج فقط لأعمالهم الفنية، بعيداً عن مشاكلهم الخاصة. وتضيف: «أكثر ما يضحكني في مواقع التواصل الاجتماعي أنني أشاهد عشرات الصفحات المنسوبة إليّ، وأتابع تعليقات كوميدية بين منتحلي شخصيتي والجمهور، حتى أنه في إحدى المرات، قالت مها أحمد «المزيفة» إنها تنتظر «حدثاً سعيداً»، ومرت شهور وسنوات ولا يزال «سعيد» في الطريق وكأنه لا يعرف العنوان، وربما يكون قد تعرض لـ «حادث» ولم يستطع الوصول.
عقلاني
أما الفنان نبيل الحلفاوي، فرغم أنه مقل كثيراً في أعماله الفنية خلال الفترة الأخيرة، لكنه يتفاعل بقوة على موقع «تويتر»، ويتواصل مع الناس في مختلف القضايا المصيرية المؤثرة في حياة المصريين. وأهم ما يميز شخصية الحلفاوي على «تويتر»، أنه نادراً ما يتوتر وينساق خلف المتعصبين ممن يعترضون على كلامه، ولذلك فإن الكثيرين يصفون الحلفاوي بالفنان العقلاني الذي يمتلك وجهة نظر تستحق الاحترام.
انتقادات
تتعرض الفنانة غادة عبدالرازق أحياناً لانتقادات بسبب بعض الصور التي تنشرها على موقع «إنستغرام»، وهي لا تتوقف عند هذه الانتقادات وتقول: «الكثير من الناس يتبعون سياسة الهجوم لمجرد إثبات الوجود. وعندما قررت التواصل على «السوشال ميديا»، كنت أعرف جيداً أن هناك بعض الآراء والتعليقات التي قد تغضبني، لكنني لست مستاءة من تصرفات البعض ممن يقحمون أنفسهم في حياة الآخرين، والمفروض أن جمهوري المحب لشخصي وفني، هو الوحيد الذي يحق له التعليق على نشاطي في مواقع التواصل الاجتماعي». وتؤكد غادة أنها تتفهم موقف بعض النجوم الذين يقاطعون مواقع التواصل الاجتماعي، لأن هناك من يرفض أن يجعل نفسه في موقف المتهم، من دون أن يكون هناك أي مبرر، وبعض الفنانين المقربين منها يحدّثونها أحياناً عن جدوى تفاعلها الملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تؤكد لهم أنها تتواجد لتتواصل مع محبيها وليس من أجل النزاع مع منتقديها، وصمتها أحياناً على بعض التعليقات، ليس غروراً منها، وإنما هو الطريقة الفضلى للرد على بعض المتربصين بها.
لا لمواقع التواصل
فريق آخر من الفنانين لا ينشغل بمواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر عليها، فالفنان حسين فهمي لم يهتم كثيراً بإثبات وجوده في «السوشال ميديا»، حتى أن بعض الحسابات المتشابهة والمتكررة التي تحمل صورته واسمه كلها غير رسمية، ولم ينشر عليها ما يدل على أنه صاحب الحساب الفعلي.
ويبدو أن جيل الفنان حسين فهمي يمتلك الفكر نفسه تقريباً، فالفنان محمود ياسين ليس من هواة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يحرص أبداً على التواجد عليها.
الفنانة صابرين كان لها موقف واضح بالنسبة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فهي لا تتواجد فيها ولا تتابع ما ينشر عليها، وتؤكد أنها تعيش ارتياحاً نفسياً بسبب هذه السياسة التي تتبعها، لأنها ترى أن سلبيات «السوشال ميديا» تفوق إيجابياتها، وهذه المواقع ترفع شعار «أهلاً بالأزمات». وتشير صابرين إلى أن أكثر ما يستفزها في مواقع التواصل الاجتماعي أن بعض الفنانين خاصة الصاعدين منهم يستخدمونها في الترويج لأعمالهم بشكل مبالغ فيه، فهناك من لم يقدم سوى بضعة أعمال ويتحدث عن مشواره وكأنه أبدع وأنجز وترك بصمة. صابرين ترى أن نجاح الفنان لا يقاس بعدد متابعيه على «فايسبوك»، لكن بقيمة ما يقدمه وتأثيره في وجدان الناس، لأن الفن الحقيقي هو الذي يعيش... وفنانو الزمن الجميل، مثل نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وأم كلثوم وليلى مراد وأنور وجدي وعشرات المبدعين نجحوا بموهبتهم وإخلاصهم وتفانيهم في العمل، وليس بسبب من روّج لأعمالهم.
أيضاً الفنانة داليا مصطفى مقلّة في استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تشعر أحياناً بالضيق والاستياء من الممارسات الخاطئة غير الأخلاقية، في تعبير البعض عن رؤيتهم لقضايا أو موضوعات معينة، بل يتطور الأمر أحياناً ليحدث تراشق بالألفاظ بين بعض المختلفين في الآراء. تقول داليا: «أدخل يومياً على موقع «فايسبوك»، لكن ليس من أجل التواصل، وإنما لأعرف ما يدور في مصر والعالم، وما الحدث الذي يفرض نفسه على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعد أشبه بمسلسل منفصل متصل... كل يوم له عنوان وموضوع رئيسي، ويشهد حالة من الشد والجذب».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024