كريكور جابوتيان أتمنى أن تترك تصاميمي بصمتها في أحد كتب الموضة
مصمّم لبناني من جذور أرمنية استطاع لفت الأنظار بسحر أزيائه وأناقتها، رغم صغر سنه وخبرته المتواضعة في عالم التصميم. بدأ مشواره في بيت لبناني صغير إلى أن وصل اليوم إلى العالمية. لقاء جمعنا معه لنتعرف إلى المزيد عنه.
-حدّثنا أولاً عن سبب توجهك إلى عالم الموضة والخياطة الراقية؟
منذ طفولتي، واهتماماتي تختلف عن باقي رفاقي، إذ كنت منطوياً على نفسي، وكل ما يشغلني هو الرسم والعبث بالألوان ومختلف الأقمشة، مما لفت انتباه أمي إلى موهبتي فساعدتني على تنميتها، ولولا دعمها الكبير لي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.
-كيف بدأت مشوارك في دار أيلي صعب؟
كانت تجربة رائعة، تعلمت منها الكثير، ومن أهم ما اكتسبته من هذه الدار كيفية التطريز الـ Embroidery الذي لم أكن أحبه، ربما للفكرة الخاطئة التي كوّنتها عنه، إلى أن ادركت الحرفية العالية والذوق الرفيع اللذين يدخلان في صنع قطع فريدة كأنها مجوهرات... وعندما شعرت بضرورة القيام بخطوة جديدة في حياتي غادرت دار ايلي صعب.
-بدأت التصميم في سن مبكرة وقرّرت فتح مشغل للخياطة في عمر الـ 23، ما يدل على ثقتك الكبيرة في نفسك...
استغرقت 4 أشهر من التفكير، بعدما أدركت أنه لا يمكنني الإبداع بينما أعمل لدى أحد المصممين، وكان تأسيس مشروع خاص بي بعيداً كل البعد عن تفكيري، إذ شعرت بحاجتي إلى المزيد من الخبرة... إلى أن تلقيت اتصالاً من ربيع كيروز عرض عليّ فيه أن أتولى مسؤولية قسم من Starch وهي مؤسسة تساهم في إطلاق مواهب في عالم التصميم من خلال عرض تصاميمهم. جاء العرض في الوقت المناسب، وعرفت كيف أستفيد من الفرصة إلى جانب الموهبة والحظ، فأنا أؤمن بأنني ولدت محظوظاً... ورغم ذلك، عملت بجهد كبير وتمكنت من فتح مشغل هو عبارة عن بيت لبناني صغير، أسست بعدها مشغلاً مؤلفاً من طابقين، وأنا سعيد جداً بنمو شركتي ونجاحها.
-تصاميمك ملكية ومترفة التفاصيل، من أين تستلهم مجموعاتك؟
أنا بطبعي شخص درامي، وأرى أن شخصية المصمم تنعكس على تصاميمه، لذا يطغى هذا الطابع على تصاميمي التي أستلهمها من جسم المرأة.
-لو عاد بك الزمن إلى الوراء، أي عقد أو حقبة تختار؟
أختار الحقبة الفيكتورية المفعمة بالكلاسيكية وأضفي عليها نفحة عصرية، لأن الموضة بالنسبة إليّ معاد تدويرها، فكل التصاميم باتت مكرّرة، ولن أدّعي أنني «اخترعت البارود!». وهذا العصر الملكي هو عنوان مجموعتي لموسم ربيع وصيف 2016.
-أي عرض أزياء تابعته مذ تفتّح وعيّك المهني وأبهرك بشدّة؟
أتذكر جيداً مجموعة Balenciaga للمصمم Nicolas Ghesquière. لقد أُغرمت بهذه المجموعة التي صممها عام 2006 فهي من أجمل المجموعات. وفي صغري كنت أحب John Galliano وكانت تصاميمه تشبه الحلم وقصص الخيال... هو عبقري ويمكنك أن تستوحي من كل قطعة في مجموعته.
-هل تغريك الأسماء الكبيرة في عالم المشاهير؟ وهل من شخصيات محدّدة تحب أن ترتدي من أزيائك؟
بالتأكيد، فهذا الأمر يساهم في ذيوع شهرة المصمم حول العالم. قد أختار كايت بلانشيت فهي امرأة راقية جداً وأشعر بأن تصاميمي تلائم أسلوب أناقتها.
-كيف ترى نفسك بعد عشر سنوات؟
أنا إنسان طموح جداً وحالم في الوقت ذاته، ولكنني أروّض نفسي لأكون واقعياً. لا أقيّد نفسي في حدود، فطموحاتي كبيرة وأحلامي كثيرة. وبعد مضي السنين، أسعى أن يبقى عملي مرجعاً للحقبة التي عاصرتها، لأنني أؤمن بضرورة التغيير حتى لو كان بسيطاً... فمن الجميل أن نترك بصمتنا في مكان ما. وأتمنى أن تترك تصاميمي بصمتها في أحد كتب الموضة.
-بمَ شعرت لدى رؤية صورة للملكة رانيا العبدالله وهي ترتدي أحد تصاميمك مع توقيعها؟
شرف كبير لي أن ترتدي الملكة رانيا من أزيائي، وتربطني علاقة طيبة بها... ورغم خبرتي المتواضعة في عالم التصميم (٧ سنوات)، وصغر سني مقارنة بباقي المصممين، فقد استطعت لفت نظرها، وهذا فخر لي... أن أصبح حلمي حقيقة. هي أنيقة ومتواضعة جداً... إنها «ملكة» بكل معنى الكلمة.
-ما هي طموحاتك المستقبلية؟ وهل من شيء حصري؟
أطمح إلى توسيع مشغلي والاهتمام أكثر بتصاميم الأزياء الجاهزة وأن تنطلق شهرتي وتغزو تصاميمي أبرز المتاجر في العالم. عندها أكون قد حققت إنجازاً كبيراً يتطلب الكثير من الدراسة والعمل الدؤوب لأنه عمل مختلف كلياً عن الخياطة الراقية. بينما التفكير بأن داراً مثلJean Paul Gaultier قد توقفت لتركز على «الـكوتور» يدفعني إلى إعادة حساباتي ثانية. لأنني أؤمن بأنني إذا أردت تحقيق شيء فيجب أن يكون على أكمل وجه أو الابتعاد عنه.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024