أكل الماء أفضل من شربه!
شرب ليترين أو 8 أكواب من الماء يومياً عادة ضرورية، وأصبح الناس يحملون قنينة الماء معهم في كل مكان ليشربوا ويرطبوا أجسامهم، لأن المعلومات حول هذا الموضوع تؤكد أهمية المياه للحفاظ على الرشاقة ونقاء البشرة والجسم.
وذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، أن كلَّ هذه الجهود مضيعة للوقت، فالخبراء يقولون أنه من الأفضل الحصول على كميات الماء المطلوبة يومياً من طريق أكل الماء لا شربه.
ويشير الخبراء الى أن فكرة الإكثار من شرب الماء تعرّضت لكثير من المبالغة، وأن ربع احتياجاتنا من الماء يومياً تأتي من الطعام.
ويوجد الماء في كل الأطعمة التي نتناولها، وحتى شريحة الخبز تحتوي على 33 في المئة ماء، لكن الخضار والفاكهة تتفوق على غيرها من الأطعمة في احتوائها على أكبر قدر من الماء، فالخيار والخس والفجل مثلاً تحتوي على أكثر من 95 في المئة منها على ماء.
وبهذا، فإن التوجه الجديد هو تناول هذه الأطعمة الغنية بالماء بدلاً من عبء حمل زجاجات الماء والقناني.
وذكر أستاذ الطب العيادي في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، ومؤلف كتاب "سر الماء" هاوارد مراد، "إن شرب الماء في الشكل السليم يكمن في الاحتفاظ به داخل الجسم وليس في شربه، ليمر عبر الجسم ويخرج منه دفعة واحدة".
وأضاف أن الإكثار من شرب الماء قد يحرم الجسم من الفيتامينات والمعادن الموجودة فيه، ويذهب بها إن خرجت من الجسم مع الماء بسرعة كبيرة، لكنه لفت: "ليس خطأ شرب الماء شرباً، لكننا إذا لم نحسّن من قدرة الجسم على الاحتفاظ به داخل خلايانا، فسيضيع الماء هدراً في الحمام من دون فائدة".
وحذّر أيضاً من أن شرب 8 كؤوس كبيرة من الماء يعني الاستئذان للذهاب إلى الحمام 8 مرات من دون وصول أي من ذاك الماء إلى الخلايا، وأن أعراضاً مثل انتفاخ العينين والكاحل والمعدة كلها إشارات إلى عدم تمكّن الجسم من الاحتفاظ بالماء لأنه يطفو بين الخلايا، وهو ما يجعلنا نهرم ونشيخ ونشعر بالبدانة والثقل.
وقالت الصحيفة أن الفرق بين الماء المشروب والمأكول، هو أن ذاك الأخير مختلف تماماً، لأنه يدخل الجسم محاطاً بجزيئات الطعام التي تسهّل دخوله إلى خلايانا وامتصاصه فيها وبقاءه هناك لفترة تكفي أداء مهامه الوظيفية.
ووجدت دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة أبيردين الاسكتلندية، أن السكريات الطبيعية والبروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات الموجودة في الفواكة والخضار الغنية بالماء، كلّها تعوض الضياع الناتج من الحركة والمجهود.
وتقول خبيرة التغذية الدكتورة سارة شينكر، إن الأطعمة الغنية بالماء تكون فقيرة بالسعرات الحرارية، كما أنها تشعر الإنسان بالشبع لفترة أطول، وبذلك لا يحرم الإنسان نفسه من الطعام، بل يشرب الماء ممزوجاً بالمواد المغذية.
يذكر أن علماء في "جامعة نيويورك" الأميركية قالوا إن توفير مياه الشرب في المدارس لعب دوراً مؤثراً في خفض متوسط مؤشر كتلة الجسم، الأمر الذي يساهم في خفض خطر الإصابة بالسمنة المفرطة.
وقال باحثون من مركز "لانغون" الطبي، إن الانخفاضات في مؤشر كتلة الجسم صغيرة، لكنها ذات دلالة إحصائية، إذ تظهر إمكانات للحد من السمنة عبر جعل الماء متاحاً.
نقلاً عن الشقيقة الحياة
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024