هند صبري: فنانات مصريات سعين للتخلّص مني بشائعة 'فتاة القبلات'!
تتذكر الفنانة التونسية هند صبري الحملة الشعواء التي تعرضت لها في أول ظهور حقيقي لها في السينما المصرية ولكن بمشاعر مختلفة تماماً الآن، بعدما أصبحت واحدة من أهم نجمات هوليوود الشرق، بل إن أداءها المتميز تجاوز الفن السابع إلى شاشات التلفزيون، لتقدم عدداً من أهم أدوار الدراما المصرية في السنوات الأخيرة. «لها» التقت الفنانة التونسية التي رزقت أخيراً طفلتها الثانية، في حديث لم يخلُ من البوح والتطرق إلى الكثير من قضايا الساعة، سواء في السياسة أو الفن أو حتى حياتها الاجتماعية، وأسلوبها في تربية طفلتيها، وحضورها الدائم على منصات المهرجانات السينمائية سواء مكرَّمة أو ضمن لجان التحكيم، وغير ذلك.
تنسيق الطلة: رنا صعب-أزياء: Bloomingdales
- المتتبع لأعمال الفنانة هند صبري في السنوات الأخيرة سيطلق عليها لقب «صائدة الجوائز». يبدو أن هناك مقاييس صارمة تحكم اختياراتك.
لا يوجد بالنسبة إلي شروط بعينها أحرص على توافرها في ما يقدم لي من سيناريوهات، ومن هنا يأتي التنوع، لكن ربما أصبح لدي نوع من الوعي أكثر من أي مرحلة مضت في ما يتعلق بهذا الاختيار، فيما لا تعني ندرة النص الجيد أن يكون هناك تنازل مني في قبول دور ما لمجرد الوجود.
- ألا تخوضين مجازفات وتراهنين على ادوار تحتمل النجاح أو الفشل؟
في السينما لا مجازفات، فمنذ البداية يعرف الممثل ما إذا كان أمام فيلم تجاري، أم فيلم يضاف إلى رصيده ويؤثر في مشواره الفني، لكن المجازفة تبقى في الدراما التلفزيونية، فلا يوجد ممثل يعلم تماماً أي عمل من الممكن أن يلقى قبولاً أكثر لدى الجمهور، لأن الأمر مرتبط بعوامل كثيرة لا تقتصر على الجودة الفنية، منها التسويق وعرضه في قنوات بعينها، وتوقيت عرضه، وغير ذلك من الأمور المهمة بالنسبة إلى الممثل. لكن هذا لا ينفي أن السينما في معظم البلدان العربية، بما في ذلك مصر متقلبة، فهي ليست في حالة رواج دائم أو كساد مستمر.
- يرى نقاد انك حققت نقلة نوعية في أعمالك التلفزيونية بمسلسل «عايزه أتجوز»، ما مدى صحة شائعات حول وجود جزء ثان من المسلسل؟
لن أبالغ إذا أكدت أن دوري في هذا العمل، بالإضافة إلى شخصية «أسماء» في الفيلم الذي يحمل هذا الاسم أشبعني تماماً وجعلني لا أتطلع إلى مزيد من الأدوار المركبة، فمسلسل «عايزه أتجوز» في الأساس مكتوب بحرفية عالية من الرائعة غادة عبد العال، وبصيغة جعلته قريباً من الناس، لأن حواديته تشبه يومياتهم، لكنني لا أعتقد أن ثمة جزءاً ثانياً للعمل.
- على ذكر الأعمال التلفزيونية، ما هي أكثر الأعمال التي لفتت انتباهك هذا العام؟
أعتقد أن أعمالاً مثل «حكاية بنت اسمها ذات» و«الداعية» و«نيران صديقة» كانت الأكثر تميزاً، وخصوصاً في قدرتها على طرح قضايا ورؤى بشكل مبتكر، فيما كان «الرجل العناب» محاولة جيدة لتقديم دراما كوميدية بعيداً عن النمطية والتكرار، على الأقل وفق آراء كثير من النقاد.
- بعد فيلم «أسماء» الذي حصل على أكثر من 20 جائزة دولية، هل وصلت إلى درجة التشبع من الجوائز؟
لن أكون مدعية للمثالية إذا قلت إن الفنان يبقى في حالة تطلع دائم لمفاجأة الجمهور والنقاد معاً، لكنه لا يمكن أن يختار أعمالاً بعينها وعينه على الجوائز، لأن هذه النوعية من الأعمال التي تنال دون غيرها نصيب الأسد في المهرجانات السينمائية يبقى سرها في تركيبة متكاملة، تجمع النص الجيد مع المخرج العبقري، والممثلين المناسبين والفنيين القادرين على الانسجام مع كل ذلك، وفوق كل ذلك التوفيق.
- يرصد النقاد صعوبة كبيرة في معايشة دور فتاة بسيطة مصابة بالإيدز تتمسك بالأمل رغم كل العوائق الاجتماعية والمعيشية المحيطة بها، ما كانت أجواء استعداداتك لتصوير هذا الدور المركب؟
مخرج الفيلم عمرو سلامة تربطني به معرفة وصداقة جيدة، وكان من المفترض أن يجمعنا فيلم «زي النهار ده»، ولكن لم تتح لي الفرصة، وحينما أرسل لي قصة الفيلم، لم أكن أعرف الكثير من المعلومات عن مرض «الإيدز»، ومن المفترض أنني سأجسد دور فتاة مصابة به، وتقاوم إلى جانب مشكلاته العضوية التهم الأخلاقية والهجر المجتمعي. وظلت لدي مشكلة إلى أن تقابلت مع مسؤولة مكافحة الإيدز في الأمم المتحدة التي شجعتني كثيراً على قبول الدور، وأمدتني بالكثير من التفاصيل عنه، لاسيما أن شخصية «أسماء» في الأساس هي شخصية حقيقية ومؤثرة.
- أنت واحدة من أكثر الفنانات صعوداً إلى منصة لجان تحكيم المهرجانات السينمائية، متى كانت المرة الأولى؟
كان ذلك في العام 2005 في مهرجان مراكش السينمائي الدولي، وحينها كنت أصغر عضو لجنة تحكيم في مهرجان دولي يقام في المنطقة. أما الآن فأصبحت المشاركة في تلك اللجان بمثابة عادة حسب صناعة المهرجانات العربية التي تميل إلى اعتماد شخصيات بعينها لتلك المهمة، وزالت تماماً رهبة بداية المشاركة، لا سيما بعد أن ترأست للمرة الأولى لجنة تحكيم، وهو ما حدث في الدورة الماضية لمهرجان «ترايبيكا» السينمائي الدولي في الدوحة، وهي من دون شك مسؤولية وشرف.
- صعدت إلى منصة التكريم مراراً سواء مكرَّمة عن مشاركتك في أحد الأفلام أو محكَّمة ضمن أعضاء لجنة التحكيم، أيهما الأكثر روعة للفنان؟
من دون تردد، روعة التكريم على عمل شاركت في إبداعه، أو حتى الوجود ضمن أسرة عمل مشارك يترقب آراء السينمائيين والنقاد والجمهور، ويعيش أجواء المهرجان والسجادة الحمراء وكواليسه، بخلاف عضو لجنة التحكيم الذي يبقى عليه الكثير من المحاذير، ومن ضمنها ليس فقط الابتعاد عن التصريحات الإعلامية، بل أيضاً تجنب صدور أي إيماءة تؤشرلإعجاب بفيلم ما قبل إصدار النتيجة الرسمية.
- وما هو الإحساس الصعب الذي تواجهينه حين تكونين عضواً في لجنة تحكيم؟
أن تعجب كثيراً بأحد الأفلام إلى درجة أنك تتمنى لو كنت أنت من تقوم بهذا الدور لروعته، قبل أن تعود وتذكّر نفسك بمقعد لجنة التحكيم الذي هو بكل تأكيد أمانة ومسؤولية تجاه صناعة السينما.
- وإلى أي مدى أثرت دراستك للقانون في شخصيتك الفنية؟
دراستي للقانون لم تؤثر في شخصيتي الفنية فقط، بل أثرت في تكوين هند صبري بالمجمل، فالقانون الذي اجتزت فيه رسالة الماجستير فلسفة حياة تساعدك على فهم الناس وطبائع الأشياء من حولك، وتضفي على سلوكك وتصرفاتك مزيداً من المنطق.
- يقولون إن الوسط الفني المصري لا يقبل الفنانات القادمات من دول عربية بسهولة، إلى أي مدى أثر ذلك في بداية مشوارك الفني؟
كنت ضمن مجموعة من الممثلات اللواتي واجهن حروباً علنية وخفية لمجرد أننا فكرنا في تحقيق أحلامنا في هوليوود الشرق، وكانت هناك تكتلات ليست في الوسط الفني فقط بل في الإعلام والصحافة والنقد تقاوم ذلك، مما جعل مسيرة الكثيرات تتعثر. وحين أجدت في أحد الأفلام التي عرفني الجمهور من خلالها، قال بعضهم إن أدواري مختزلة فقط في مشاهد من القبلات الساخنة، ولقبوني وقتها بـ«فتاة القبلات». لكن من بين جيل كامل ظل يؤسس لنفسه على مدار سنوات توصف بأنها سنوات عزلة وإقصاء، كنّا أنا والفنانة اللبنانية نور من مهّد الطريق لحضور الممثلات العربيات في السينما المصرية سواء لجيلي، أو للأجيال اللاحقة، ولولا تلك المرحلة لما قبلت تلك السينما هذا العدد الكبير الذي نراه من مختلف أنحاء الوطن العربي، وخصوصاً من سورية.
- إلى أي مدى ترين أن السينما التونسية مواكبة للحراك السياسي في بلادها؟
هناك تراجع في صناعة السينما التونسية بشكل عام،عمّقه التدهور السياسي والأمني والاقتصادي، بل ووصلت معه إلى غرفة «الإنعاش». ورغم أن تلك السينما عرفت في مراحل عايشتها ازدهاراً وحرصاً على مواكبة الحراك السينمائي في دول المغرب العربي، وخصوصاً السينما الجزائرية المتطورة ، فإن الوضع العام حالياً غير مشجّع.
- وكيف ترين تأثيرات ما سمي ثورات الربيع العربي على السينما عموما، وخصوصاً في بلد شرارته الأولى تونس؟
هناك تفاوت كبير، ففي مصر أصبح التلفزيون أكثر نشاطاً من السينما، رغم أن هناك نشاطاً قائماً، وخصوصاً في ما يتعلق باستلهام الأحداث في أفلام وثائقية، لكن في تونس وخصوصاً مع عدم استقرار الوضع السياسي، فإن السينما باتت تمر بحالة أزمة حقيقية.
- نشرت بعض المواقع الالكترونية تعليقاً لك تشيرين فيه بعد إنجابك مولودتك الثانية أنك تفضلين إتباع الشدة في تربية ألأطفال، وخصوصاً البنات، ما مدى صحة ذلك؟
هذا التصريح تحديداً جرى تضخيمه، بل ربما أسيء فهمه، فلا يمكن أن تكون القسوة هي أسلوب التربية الحديثة، لكنني أيضاً ارفض «دلع البنات»، فلست مع مقولة «اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24» كما هو معروف في المثل المصري الشائع، لكنني مقتنعة بأن التنشئة على قيمنا العربية الأصيلة أيضا ضرورة تربوية يجب ألا يغفل عنها الأبوان.
- ماذا عن جديدك السينمائي؟
أحضّر للجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» مع المخرج شريف عرفة، ومن المتوقع أن نبدأ التصوير، شرط استقرار الوضع الأمني في القاهرة ، وهو بالفعل في تحسن ملحوظ وهذا يعني انه البداية ستكون قريبة .
«غارنييه»
- هناك دائماً علامة استفهام تثار حين يرتبط فنان بالإعلان عن علامة تجارية بعينها، وبالنسبة إليك من اللافت ارتباطك بالعلامة التجارية «غارنييه» Garnierعلى مدار 4 سنوات متواصلة، ما القصة وراء ذلك؟
هناك تواؤم وتفاهم كبيران يجمعاننا ، وايضاً تماثل بين شخصيتي وبين «غارنييه» التي اعتبرها ماركة إيجابية لأسباب عدة: فهي أولا تجمع ما بين التجميل وعدم التصنع، وهو الأمر المناسب للكثير من النساء العمليات اللواتي يفضلن الجمع بين منجزاتهن العملية والاهتمام بمظهرهن، كما أن تلك العلامة أثبتت أيضا أنها تحترم الطبيعة التي هي أحد أسرار الجمال الحقيقي من وجهة نظري.
ما الذي يجمع بين هند صبري و«غارنييه»؟
تصرّ النجمة هند صبري على القول إنّ الجمال الحقيقي ينبع من الوسائل الطبيعية. ولذلك، تساند هذه النجمة المتألقة على أكثر من صعيد كولور ناتشرالز من «غارنييه» وهي مجموعة يُعرف بأن تركيبتها تحتوي على زيت الزيتون وزيت الأفوكادو والشيا لتغذية ثلاثية المفعول تستمر حتّى ثمانية أسابيع.
وتقول هند صبري: «أنا من أشدّ مناصري الجمال الطبيعي والحقيقي الذي يرتكز في ظهوره على الوسائل التقليدية. لطالما لقي زيت الزيتون مثلاً صدىً ناجحاً عند المرأة العربية التي استخدمته كعلاج يعزّز جمال شعرها. والآن تحتوي المجموعة الجديدة من كولور ناتشرالز والتي عشقتها منذ اللحظة التي استخدمتها فيها على هبات طبيعية أكثر من ذي قبل مع إضافة زيت الأفوكادو والشيا إلى مكوّناتها. إنّه لفخر كبير لي أن يكون اسمي مرتبطاً بعلامة تجارية تستخدم المكوّنات الطبيعية وهي دوماً وفية لفلسفة العناية بعملائها».
وتضيف النجمة: «أفخر بكوني امرأة عربية بأن أجمع بين الاستقلالية والأنوثة. أريد أن أبدو بمظهر جيّد. ويسرّني بصفتي سفيرة «غارنييه» أن أدعم مستحضرات تجميلية صحية وطبيعية ومناسبة للمرأة».
بينما يؤكد لوران دوفييه المدير العامّ لماركة «غارنييه» ذلك بالقول: «يسرّنا جداً أن نعزّز العلاقة التي تربطنا بسفيرة صاحبة قيم شخصية تتلاءم مع مبادئ «غارنييه». هند صبري امرأة قوية وموهوبة تحترم قدرة الجمال الطبيعي وتؤمن به كما أنّها تشارك «غارنييه» الرأي في فلسفة العناية بالعملاء. هند عازمة على استخدام منتجات تحتوي على مكوّنات طبيعية تحترم الشعر والبشرة ونحن مثلها عازمون على متابعة ابتكار منتجات تجمع بين الوصفات الطبيعية والتقليدية مثل التركيبة الجديدة لكولور ناتشرالز من «غارنييه» والتي أضفنا إليها زيت الأفوكادو والشيا إلى جانب زيت الزيتون.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024