أروى: أنا السيدة العربية الوحيدة التي قدّمت هذه البرامج
رغم حرصها على علاقتها بكل النجوم، ترفض سياسة المجاملة و «الطبطبة» عليهم، وتتعامل بمهنية، وهذا - كما تؤكد - أحد أسرار نجاحها في التقديم التلفزيوني.
الفنانة أروى تحدثنا عن برنامجها الأخير «الليلة دي»، وحقيقة غضب أصالة منها، ورفض هيفاء وهبي الحضور إلى البرنامج، كما تكشف عن الفنانة التي فاجأتها بصراحتها، وترد على اتهامها بتقليد أسلوب باسم يوسف. وبعيداً من البرنامج، تحكي لنا عن غيابها كمطربة، وعلاقتها بزوجها، ولماذا تغضب منها ابنتها أحياناً!
- حققت نجاحات كبيرة مع قناة «إم بي سي»، لماذا فضلت تقديم برنامجك الجديد «الليلة دي» على قناة أخرى؟
بالفعل قدمت مع «إم بي سي» أربعة برامج ناجحة، وهي: «آخر من يعلم» و «نورت» و «خليها علينا» و«لو»، لكن في خريطة برامجهم الجديدة كان لديهم أكثر من برنامج فني، وعرضوا عليَّ أفكاراً لبرامج أخرى، لكنها لم تكن بعمق برنامجي الأخير «خليها علينا»، وفي التوقيت نفسه جاءتني فرصة للتواجد في قناة C.B.C وهي واسعة الانتشار أيضاً، ففضلت أن أبدأ عملي في مصر وتوجيه البرنامج إلى هذا الجمهور وخضت التجربة.
- هناك تشابه كبير بين برنامجيْ «خليها علينا» و «الليلة دي»، هل تعمدت تكرار التجربة؟
قناة C.B.C هي التي فضلت ذلك، لأن فكرة «خليها علينا» كانت ناجحة جداً وقت عرضه، وحقق نسبة مشاهدة عالية، وكان البرنامج الوحيد الذي يذاع ثلاث مرات يومياً، وحصل على جوائز عدة في القناة، ومن منطلق هذا النجاح قامت القناة بشراء فورمات البرنامج وقدمنا «الليلة دي».
- هل توقف «خليها علينا» بسبب كثرة الانتقادات الموجهة إليه؟
هذا كلام غير صحيح، فالبرنامج لم يتعرض لأي انتقادات بل كان من أنجح البرامج وجلب إعلانات كثيرة جداً، لكن للأسف هناك من يطلق هذه الأقاويل من دون دراسة أو دليل، وأنا لا أحب التوقف كثيراً عند هذه الأقاويل التي تأتي من فراغ، والدليل على كلامي هو إعادة البرنامج بكامله يومياً بعد انتهاء عرضه بسبب النجاح الذي حققه.
- ما هي أصداء برنامج «الليلة دي» في مصر حتى الآن؟
جاءتني ردود فعل جيدة جداً منذ عرض الحلقة الأولى من البرنامج، فبعض الحلقات الأولى كانت تصل مشاهداتها إلى أكثر من 300 ألف على «يوتيوب»، وينتظر الجمهور الحلقات الجديدة، وعرض من البرنامج 40 حلقة، وهذا أبلغ رد على من يطلق الكلام من فراغ، فإذا كان البرنامج فاشلاً فلماذا تشتري حقوقه قناة أخرى، كما لا يزعجني إذا اختلف أحدهم معي ومع البرنامج، فهذا طبيعي، فنحن لا نقدم حالات إنسانية حتى يعجب بنا الجميع ويتعاطف معنا، بل نقدم نقداً لما هو موجود في الفن أو كرة القدم أو أي أمر بطريقة كوميدية، لذلك من الطبيعي أن يختلف معنا البعض، وهذا في حدّ ذاته دليل نجاح.
- ما الجديد الذي قدمته في برامجك؟
أُعد من أوائل الإعلاميين الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي في مناقشة الضيوف ومواجهتهم بآراء الجمهور، وحدث ذلك في «خليها علينا» و «الليلة دي».
- انتقدت عدداً من زملائك في الوسط الفني، فهل أزعجهم ذلك؟
يجب أن نتخلّص من هذه العقدة، أنا أقدم برامج منذ فترة وتعاملت مع عدد كبير من الفنانين، وجميعهم يعلمون جيداً أنني أعاملهم بكل ود واحترام، ولا أتعامل بنظرية «النفسنة»، لذا عليكم أن تسألوهم هم عن ذلك، علماً أنني أُمارس مهنتي، فهناك أشياء تكتب في الصحافة ويتناولها الإعلام، يجب مواجهة الفنان بها ليجيب عنها من أجل توضيحها للجمهور، فهذا عملي، ولا أستضيف الفنان لكي أجامله وأرفض الطبطبة عليهم.
- لكنك قلدت هيفاء وإليسا وأصالة... وهذا قد يزعجهن؟
أصالة كتبت على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» أنني أضحكتها، وهي تفهم شخصيتي لأننا جلسنا معاً أكثر من مرة، وإذا ذكرت عنها شيئاً في البرنامج تدرك ما أقصده، وجميعهن على علم بأنه عندما أتوجه بالنقد إلى أي فنان فهو ليس نقداً هداماً، بل هي أشياء تم تناولها في الصحافة وأتحدث عنها في إطار كوميدي، وليس في إطار إغضاب الشخص المعني أو السخرية منه، فأنا مثل الكاريكاتير لكنني متحركة.
وفي برنامجي السابق «خليها علينا» لم أترك أي شيء إلا وانتقدته، فعلت هذا مع كبار الفنانين، وأنا أتحدث عن راغب علامة وميريام فارس وهيفاء وهبي، لكن إذا اعتبرنا أن هناك أحداً يغضب فهم «الفانز» الخاص بهم، إذ يأخذون ما أقدّمه بحساسية أحياناً لكنني لا أغضب منهم.
- تردد أن هيفاء وهبي رفضت حضور البرنامج بسبب تقليدك لها؟
هذا الكلام غير صحيح، فنحن لدينا جدول نسير عليه طوال حلقات البرنامج، إذ يمكن أن نتحدث مع فنان ليظهر معي ثم ينطلق إلى ارتباطات أخرى، أو يرى أن هذا الوقت غير مناسب لظهوره في الإعلام، أو ليس لديه رغبة في الظهور مع ضيف آخر، وأي كلام أو أقاويل أخرى فهي تكهنات في غير محلها، وأنا شخصياً يحدث معي ذلك كثيراً، فلا أحبذ الظهور في الإعلام إذا كانت لديَّ ارتباطات أخرى.
- لماذا تطرقتِ الى قضية نسب طفليْ زينة من أحمد عز؟
من المفيد الحديث عن هذا الأمر، لأن هناك أموراً كثيرة ليست واضحة بالنسبة إلى جمهور، أولها أنني لم أقدم أخباراً من وحي الخيال، أو أتحدث عن أمر يجهله الجمهور، هذه القضية كانت حديث الوسط الفني بكامله خلال الفترة الماضية، ووظيفة «الستاند أب كوميدي» تناول مثل هذه القضايا، وللتوضيح لم تكن مناقشتي لها هي الأولى، بل ناقشتها قبل ذلك في «خليها علينا».
ثم إنني تناولت القضية من من وجهة نظر الطرفين وليس من طرف واحد، وليست قضيتي من هو على حق أو على باطل، فهذا ليس شأني، ولم أصرّح عن وجهة نظري أو تعاطفي مع من أكثر، لكنني كنت حريصة على الانتقاد وتسليط الضوء على الموضوع الذي شغل الرأي العام، ولو لم أجد شخصاً يتحدث عن الموضوع أمامي بطريقة كوميدية لما تطرقت إليه، وفي النهاية ما يهمنا هو أن يهديهما الله إلى خيرهما، وإذا استمعا جيداً إلى ما قلته فلن يغضبا.
- هل حاولت استضافة زينة للتحدث في الأمر؟
زينة لديها قضية وكانت ممنوعة من الكلام عن هذا الأمر، وإذا استضفتها كان لا بد من الحديث عن هذه القضية، لأن الجمهور لن يتقبل استضافتها من دون التطرق إلى الموضوع، وكنت سأشعر بتقصيري كإعلامية لعدم تأدية عملي بالشكل المطلوب، إلى جانب أنني لا أرغب في إحراجها، وحدث معي أمر مماثل عندما طُلب مني إجراء حوار مع فنانة للحديث عن أزمتها مع مرض السرطان، لكنني رفضت لعدم رغبتي في التطرق إلى أمور خاصة، ولا أستطيع اللعب في هذه المنطقة.
- هل يزعجك اتهامك بتقليد برنامج باسم يوسف؟
هذه البرامج هي من نوع الـ«فورمات»، وتقدّم في جميع أنحاء العالم، وهي تعتمد على فقرة «ستاند أب كوميدي» للنقد أو التعليق على أحداث، وتعقبها فقرة استضافة فنان آخر. وهي برامج شائعة في الوطن العربي إذ قدمها الفنان داوود حسين، والإعلامي عادل كرم، وتقدّم في برنامج «أبلة فاهيتا»، فكل شخص يقدمها بطريقته وأسلوبه، لكن يحسب لي أنني السيدة العربية الوحيدة التي قدّمت هذه النوعية من البرامج.
- هل هناك حلقات أرهقتك في التحضير لها؟
كل حلقات البرنامج كانت مرهقة، لأنني أشرف على الإعداد بنفسي، وأدخل في كل التفاصيل، حتى مفاجآت الضيوف والمواد المعروضة والألعاب، فكل شيء محسوب له حتى لا يحدث أي خطأ، ومنتج البرنامج والمشرف عليه هو زوجي عبدالفتاح المصري، ولولا إشرافه لما خرج البرنامج بهذا المستوى على الإطلاق، ولا أقول ذلك لأنه زوجي بل لأنه يستحق هذا الكلام.
- من فاجأك بصراحته خلال البرنامج؟
أغلب النجوم ظهروا معي أكثر من مرة في البرامج السابقة، لكن اكتشفت شخصيات جديدة مثل: سعد الصغير، ودينا، وأوكا وأورتيغا، حيث اكتشفت فيهم روحاً جيدة، وكانت المرة الأولى التي أستضيفهم فيها، وكذلك رانيا يوسف فاجأتني بصراحتها وشفافيتها، فليس لديها أي مشكلة في قول الحقيقة والتصريح بوضوح.
- لماذا لم تستضيفي كبار النجوم مثل كاظم الساهر وأحلام وراغب علامة؟
أتشرف باستضافتهم بالتأكيد، لكن برنامج «الليلة دي» كان مختصاً أكثر بالنجوم المصريين، والكبار الذين ذكرتهم كنت قد استضفتهم منذ أشهر قليلة بـ «خليها علينا»، فلا يصح استضافتهم مرة أخرى، إذ لن يكون هناك جديد نتحدث به، وكانت الفكرة الأساسية للبرنامج هي طرح أسماء جديدة، وحتى النجوم غير المصريين يجب أن يكونوا قريبين من الشعب المصري.
- هل قربك البرنامج أكثر من الجمهور المصري؟
ثمة علاقة طيبة بيني وبين الجمهور المصري، حتى برامجي السابقة التي قدمتها باللهجة الخليجية كان يشاهدها الجمهور المصري، ولديَّ أكثر من أغنية حققت نجاحاً في مصر، ودائماً ما تصلني أصداء جيدة حول البرنامج من عائلتي وأهلي الموجودين في مصر.
- من هنّأك على البرنامج؟
عدد من الفنانين، وأذكر كلمات الفنانة الكبيرة ميرفت أمين، حين قالت لي إنها لا تحب الظهور في الإعلام إلا معي، وسعد الصغير قال لي: «أنا عرفت أنت نجحت ليه، علشان طيبة».
- هل أخذك تقديم البرامج من الغناء؟
على الإطلاق، لكن مع تقديم البرامج أظهر مرة أسبوعياً، عكس طرح أغنية منفردة فتكون كل ستة أشهر، لذلك يشعر البعض بأن التقديم أخذني قليلاً، لكن هذا ليس صحيحاً، وسأطرح قريباً أغنية خليجية جديدة قُمت بتسجيلها، وهناك أغنية مصرية أخرى سأصوّرها قريباً فيديو كليب.
- وما الأقرب بالنسبة إليك؟
أحب الغناء كثيراً، لكن الإعلام صقل شخصيتي، حتى عندما أذهب إلى الحفلات بات الجمهور يتعامل معي بشكل مختلف، فهو اعتاد إما أن يكون الفنان غير متعلم أو لم يكمل دراسته أو لا يستطيع التحدث، لكن بعد معرفتهم بي في الإعلام، اختلف الموضوع بالنسبة إلي. وفي كل الأحوال، أروى المطربة غير أروى الأم والزوجة والإعلامية.
- لماذا لم تقدمي ألبوماً غنائياً منذ فترة طويلة؟
تنفيذ الألبومات يأخذ وقتاً طويلاً، لذلك اتجه أغلب المطربين إلى الـ «ميني ألبوم»، وأنا لست متفرغة للتحضير لألبوم كامل، لذلك فالأغنيات المنفردة تناسبني أكثر.
- ألا تفكرين في التمثيل؟
منذ فترة طويلة وأنا أفكر فيه، لكنني في انتظار العمل الجيد، ففي رمضان الماضي عرض عليَّ عملان، لكن حمدت الله على أنني لم أوافق عليهما، إذ اكتشفت أن رفضهما جاء لمصلحتي، لذلك أنتظر العمل الجيد.
- ما الذي دفعك للمشاركة في إحدى الحملات الإعلانية؟
عندما يكون الفنان الوجه الدعائي لشركة كبيرة فهذا إضافة كبيرة له وللشركة، والحملة التي شاركت فيها، قبلتها من دون تردد، وأحدثت بالفعل ضجة كبيرة، فالمهم أن يكون الوجه الدعائي صادقاً ولا يضحك على الجمهور.
- هل عُرضت عليك المشاركة في لجان تحكيم برامج المواهب؟
عرضت عليَّ منذ فترة طويلة، لكنني كنت وقتها عند مفترق طرق: إما أن أتوجه إلى الإعلام، أو أشارك في لجنة تحكيم، ووجدت أن اتجاهي إلى الإعلام وتقديمي برامج فنية ناجحة أجدى للقناة ولي شخصياً من المشاركة في برامج اكتشاف المواهب.
- من يعجبك من لجان تحكيم البرامج؟
أحلام تصنع أجواء رائعة وتثير جدلاً يفيد البرنامج، وتعجبني نجوى كرم وأحمد حلمي وعلي جابر وراغب علامة وإليسا... فهؤلاء نجوم نحتاج إلى رؤيتهم ومتابعتهم.
- إلى أي نوع من الأغاني تحبين الاستماع؟
هناك ألوان جديدة أصبحت أحب الاستماع اليها أخيراً، مثل فرق الـ Underground Music، وأوكا وأورتيغا، نوعية الأغاني الجديدة التي يقدمونها تستهويني.
- هل تفكرين في الاستقرار في القاهرة؟
ما لا يعرفه الكثيرون أنني أحمل الجنسية المصرية، فوالدتي مصرية من طنطا، وبحكم دراستي في مصر لفترة طويلة وتواجد أهلي ووالدتي فيها، من الممكن أن أعود للاستقرار فيها في أي وقت، وكثيراً ما يراودني الحنين لمصر فأزورها شهرياً للاطمئنان إلى والدتي، وتواجدي فيها ليس صعباً ويمكن أن يحدث.
- ما هي طموحاتك؟
طموحي الشخصي ليس له حدود، لكن لديَّ هدفا بعينه يتمثل في أن أصبح إعلامية مثل لميس الحديدي، أتمنى أن أصل الى مستوى ثقافتها وذهنها الحاضر، وهي أم وزوجة ناجحة أرغب أن أكون مثلها. أما الحلم الفني فهو مصر، هي تعني لي الكثير، وأعتقد أن جزءاً قد تحقق بعد عرض البرنامج.
- كيف تسير علاقتك بزوجك المنتج عبدالفتاح المصري؟
أرهقه جداً في العمل معي، لكنه صبور ويتحملني كثيراً، ومن دعوات والدتي أن يرزقني الله بزوج صالح، والله يحبني لأن هذا قد حدث، وهو منتج كبير صقلني وأفادني كثيراً في الإعلام.
- كيف تعرفت إليه؟
بداية تعارفنا كانت خلافاً بل اشتباكاً، كان يرغب في مشاركتي في برنامج «العراب»، واعتذرت وقتها لانشغالي والتزامي بإحياء حفلة، فنشب الخلاف، والتزمت باتفاقي الآخر، ومرت الأيام لتطلبني «إم بي سي» لتقديم برنامج، وعرضوا عليَّ الفكرة، ونجحت في المراحل الأولى وقدّمت البرنامج، فتعارفنا عن قرب، وحدثت قصة حب بيننا تطورت إلى الزواج.
- وماذا عن ابنتك نورا؟
نورا عمرها ثلاث سنوات، وكثيراً ما تغضب مني عندما أخرج وأنشغل عنها، لكنني أحرص على تعويض غيابي الدائم عنها، وأواظب على الذهاب إلى المدرسة وقضاء وقت كبير معها.
مواقع التواصل الاجتماعي
إذا استطعت الابتعاد عن هذه المواقع فسأفعل، لأنني كثيراً ما أتعرض للهجوم والشتائم، وأحياناً للانتقاد طوال الوقت، ولولا أنه مطلوب منا التواصل طوال الوقت مع الجمهور، لأغلقت صفحاتي عليها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024