حكايات من خلف أسوار سجن النساء: الضحية امرأة والجاني رجل
أسوار شاهقة خلف أبواب حديدية، صنعت عزلة قاتلة، كانت بمفردها كفيلة بأن تكون عقوبة عن جرائم ارتُكبت بتحريض، أو تحت ضغط من شخص لم يعد غير ذكرى حزينة في حياة كثير من النساء، هن بطلات الحكايات داخل «سجن النساء»... «لها» اقتحمت تلك الأسوار الشاهقة، وكشفت حكايات مثيرة كان الجاني فيها رجلاً والضحية امرأة. على بعد كيلومترات عدة من القاهرة يقع سجن القناطر للنساء، حيث يمتد الطريق قاطعاً مئات الأميال، بين مناظر طبيعية خلابة على ضفاف النهر الخالد، لننتهي أمام بوابة حديدية صامتة، لكنها قادرة على زرع الخوف في قلوب كل من يتوقف أمامها، عبر مجموعة من العساكر انتشروا ترافقهم كلاب بوليسية مدربة لتفتيش القادم، سواء أكان نزيلاً أم زائراً. المشهد يزداد قسوة في الداخل حيث يبدأ النهر في الاختفاء، لينتهي الطريق أمام بناية ضخمة يتوسطها باب خشبي، لا يُسمح إلا بفتح جزء صغير منه، خلفه تقبع الكثيرات، بعضهن ضحايا لأب ظالم أو زوج مستهتر، وأحياناً لأخ انتُزعت الرحمة من بين ضلوعه، أو لزمن غدار رفض أن يسطّر نهاية سعيدة في حياة هؤلاء اللواتي انتهى بهن الحال خلف الأسوار داخل زنزانة صغيرة لا تمنحهن من مظاهر الحياة سوى أقل القليل، لتمر الأيام ثقيلة على الجميع مهما كانت العقوبة.
عنبر المخدرات
داخل عنبر المخدرات كان اللقاء، امرأة لم تفلح سنوات السجن في إخفاء جمالها، وإن نجحت في زرع الحزن في قلبها على فراق أربعة من الأبناء، أدار لهم والدهم ظهره منذ سنوات، وانقطعت علاقته بهم بلا رجعة.
غادة محمد أحمد، 28 سنة، مرشدة سياحية سابقاً، ونزيلة عنبر المخدرات في سجن النساء حالياً، وقد جاءت إليه منذ عام ونصف عام، عقب إلقاء القبض عليها في قضية إتجار، حُكم عليها فيها بالسجن عامين.
بابتسامة لم تفلح في إخفاء حزن دفين، روت غادة حكايتها التي بدأت منذ أكثر من عشرة أعوام في مدينة شرم الشيخ، حيث كانت تعمل في مجال السياحة عقب حصولها على شهادة متوسطة في هذا التخصص، وهناك كان اللقاء مع الرجل الذي صار زوجاً لها. تزوجت غادة وعادت إلى القاهرة لتقيم في شقة دفعت في ثمنها أكثر مما دفع زوجها، لتمر السنوات بحلوها ومرّها، وتكون النتيجة ثلاثاً من البنات وولداً، أنجبتهم في أعوام متتالية، من دون أن تعطي نفسها فرصةً لتقييم هذا الزواج الذي انتهى عندما اتخذ الزوج قراره منفرداً بالانفصال، بعدما ضاق ذرعاً بالعيش مع امرأة لم يعد في مقدورها سوى إنجاب الأطفال.
وجدت غادة في الإنجاب استقراراً، في الوقت الذي وجد زوجها فيه كبحاً لأحلامه وطموحه، فهجرها بلا رجعة من دون أن يفلح صغاره في إيقاظ ضميره الذي نام الى الأبد.
تقول غادة: «لم يكلف نفسه عناء إخباري برغبته في الطلاق، حيث سافر وأرسل إليّ ورقة طلاقنا وتنازل عن نصيبه في الشقة، لتنقطع أخباره تماماً، وأجد نفسي عاجزة عن تدبير نفقات أربعة من الصغار».
عادت غادة إلى عملها في ظروف لم تعد كالماضي، وتحملت في سبيل أطفالها الكثير الكثير، في الوقت الذي انشغلت أمها برعاية صغارها إلى أن اختارها الموت، لتجد نفسها في مأزق لا تعرف كيفية الخروج منه.
من جديد وجدت غادة نفسها ضحية لرجل آخر، كان جارها الذي أرسل اليها زوجته لتقنعها بالعمل معه من أجل بضعة آلاف تتحصل عليها شهرياً من دون أن يتطلب منها ذلك سوى ساعات عدة أسبوعياً. وجدت غادة في العرض إنقاذاً لأطفالها من الجوع، فوافقت على الفور من دون أن تدرك أنها تخطو أولى خطوات الضياع، الذي فرضته على نفسها وصغارها، حيث لم يكن هذا الجار إلا تاجر مخدرات شهيراً، وجد فيها وجهاً غير مألوف عند رجال المباحث لنقل بضاعته.
فرحت غادة بالمال الحرام من دون أن تدرك قسوة ما اختارته لنفسها، وظلت لأكثر من عامين تخفي المواد المخدرة بين طيّات ملابسها حتى توصلها إلى المكان المطلوب، ولأن طابخ السم يتذوقه، بدأت تتعاطى مخدر الحشيش ليتم إلقاء القبض عليها في أحد الأكمنة الليلية، بعدما عثر في حوزتها على قطعة من مخدر الحشيش وضعتها في حقيبتها بغرض التعاطي.
تنهمر دموع المرأة بينما تؤكد أن عدم قدرتها على الإنفاق على صغارها، بعدما تركها والدهم، هو الذي دفعها الى هذا الطريق الذي انتهى بها خلف أسوار السجن التي عزلتها عن صغارها لعامين، لم يتبق منهما غير ستة أشهر تتمنى أن تمر سريعاً. تتوق إلى العودة إلى أحضان صغارها الذين حرمت منهم عامين، شعرت بأنهما أكثر من قرنين.
جارة إبراهيم الأبيض
«وزيرة»، نزيلة عنبر المخدرات، ولدت لأب احترف تجارة المخدرات، وكتب عليها المصير نفسه من خلال تزويجها لزميل له في هذه المهنة.
وزيرة أحمد محمد، 24 سنة، تقضي عقوبة السجن خمس سنوات في قضية إتجار بالمخدرات، قضت منها ثلاث سنوات بعيداً من طفليها: دينا التي تبلغ من العمر تسع سنوات، وسيف خمس سنوات.
بشرة سمراء تكسوها ملامح طيبة، يصعب معها تصور أن تلك المرأة تاجرة مخدرات، لكن سرعان ما يزول الاندهاش عندما نعلم أنها تقطن في منطقة يتاجر معظم سكانها بالمخدرات، وهي تلك المنطقة التي كان يعيش فيها «إبراهيم الأبيض»، الذي جسّد شخصيته الفنان أحمد السقا في فيلمه الشهير.
بابتسامة صافية تقول وزيرة: «والدي تاجر مخدرات، فرض على أمي وعلينا احتراف مهنته، حتى عندما بدأ الرجال يطلبون يدي للزواج، لم يوافق إلا على تاجر مثله، فوجدت نفسي بلا اختيار مثلهم، أتوقف على ناصية الشارع في انتظار أي شخص يأتي لشراء السموم التي أبيعها، حتى سقطت في كمين أعدّه لي رجال المباحث، عندما أرسلوا إليّ أحد مصادرهم للشراء ليتم إلقاء القبض عليَّ بعدها».
وتضيف: «لم أذهب إلى السجن بمفردي، حيث أُلقي القبض على زوجي بعدها بشهر واحد، في وقت كان والدي قد سبقني إليه بعام ونصف عام، ليتحطم مصير الجميع وتظل أمي بمفردها ترعى صغيريّ من تجارة حرام».
«سنوات السجن قاسية» كما تصفها وزيرة، إلا أن قسوتها نجحت في إعادة تشكيل وجدانها، حيث باتت تفرّق بين الحلال والحرام بعدما أصبحت أقرب إلى الله، تؤدي جميع الصلوات وتحترف مهنة تدر عليها عائداً يعتبر صغيراً أمام ما كانت تكسبه يومياً، حيث لم يكن يقل دخلها عن ثلاثة آلاف في اليوم، في حين تحصلت على هذا المبلغ في ثلاث سنوات قضتها في السجن من خلال صنع المفروشات والمفارش وبيعها أثناء الزيارات المخصصة لأهالي السجينات».
وتوضح: «الفرق في العائد قليل، لكن طعمه مختلف، الحمد لله أصبحت لي مهنة أكسب منها قوتي بالحلال بعدما أخرج من هنا، كذلك نجحت في تعلم القراءة والكتابة خلف الأسوار، لأصنع لطفلي مستقبلاً أفضل من الذي فرضه والدي عليَّ».
وبإصرار وتحدٍ، تؤكد وزيرة أنها لن تستسلم لرجل يفرض عليها حياة بائسة كما كانت حياتها قبل أن تدخل السجن، وإذا أصر زوجها الذي سيحصل على حريته قبلها بعام على السير في طريق الحرام، فستتخذ قرارها بالتخلص منه والانفصال عنه بعدما ذاقت مرارة عدم قدرتها على احتضان صغيريها يومياً.
رسالة لا تصل
من غادة ووزيرة إلى عبير، تلك المرأة التي لا تترك أي لقاء تلفزيوني أو صحافي إلا وتطلب من رئيس المباحث أو السجّانة السماح لها بالحديث، لتوجه رسالة الى ابنيها اللذين تركتهما طفلين وصارا شابين من دون أن تعرف كيف أصبحت ملامحهما إلا من خلال صور تحتفظ بها، وترسم من خلالها صوراً افتراضية.
عبير، تلك المرأة الأربعينية تقبع داخل عنبر جرائم النفس أو القتل، كما يعرفه الكثيرون منذ 11 عاماً، بعدما اتُّهمت بالتورط مع تشكيل عصابي في سرقة جارتها وقتلها، تلك الجريمة التي دفعها زوجها للتورط فيها، بعدما اتخذ قراره بمنعها من السفر، فاستعانت بشركائها في الجريمة من أجل سرقة الأوراق التي تمكّنها من السفر من داخل شقتها، لتتنبه جارتها الى هؤلاء اللصوص وتحاول مطاردتهم، فيكتمون أنفاسها وتلقى حتفها.
كانت عبير سيدة تنتمي الى أسرة ميسورة الحال، سافرت مع زوجها وطفليها إلى إحدى الدول الأوروبية، وعملت مدرّسة في إحدى الجامعات هناك، وكانت تعيش في قمة السعادة حتى عادت إلى مصر في إحدى الإجازات، ودبّت الخلافات بينها وبين زوجها الذي قرر على أثرها منعها من السفر.
كان قرار الزوج نابعاً من عناد، جعله لا يفكر إلا في فرض كلامه على عبير، التي أبت أن تضيع فرصة العمل التي وجدت فيها أماناً لمستقبل حياتها. وبعد فشل كل محاولاتها لإقناعه، لم تجد أمامها سوى سرقة أوراقها وأوراق صغيريها لتسافر بها من دون علمه، وبعدما خططت لذلك وجدت نفسها بفعل القدر متورطة في قضية قتل.
حكم بالسجن المؤبد قضت به المحكمة على عبير، لتنقطع علاقتها بصغيريها اللذين كان عمر أكبرهما تسع سنوات، وصار عمره الآن 20 عاماً، من دون أن تعرف أي شيء عنهما سوى أن والدهما سافر بهما الى الخارج هرباً من الفضيحة التي جلبتها عبير للجميع، حتى والدتها التي رفضت زيارتها أو توكيل محامٍ للدفاع عنها منذ وقوع الجريمة.
تصمت عبير قبل أن تتذكر أول أيامها في السجن، حيث لم تجد غير دموعها لتخفف بها الكارثة التي أوقعت نفسها فيها، وبدأت في الصلاة طالبة الرحمة من الله ليخفف عنها معاناتها، وبدلاً من أن تضيع سنوات عمرها هباء خلف القضبان، استطاعت الحصول على درجة الماجستير وتعليم المئات من السجينات القراءة والكتابة، إلى جانب إتقانها صناعة المشغولات اليدوية، لتصنع وسادة تحمل صورة لصغيرين ودّعتهما بلا أمل في اللقاء.
أصغر السجينات
قبل أن تتحرك عيناك لتلقي نظرة على باقي السجينات في عنبر جرائم النفس، تجد نفسك مكرهاً على التوقف أمام شابة صغيرة بملامح طفولية لم تنجح أسوار السجن في محوها رغم ما مضى من سنوات.
ميادة مجدي، 23 سنة، هي طفلة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، تصدمك بالحكم الصادر ضدها بالسجن المؤبد 25 عاماً في قضية قتل. وقبل أن يبدأ تعاطفك معها في التلاشي، تنهمر دموعها البريئة وهي تحكي أنها ضحية لرجل كان غليظ القلب لم يراع قسوة الأيام على أطفال دفعتهم ظروفهم للعمل بعيداً عن الاستمتاع بسنوات عمرهم في اللعب، فوجدوا أنفسهم يعملون مكرهين داخل مشغل لا ترحمهم فيه تحكمات صاحب العمل وقسوته.
تصمت ميادة قبل أن تبتسم وتقول: «أهلي ظروفهم سيئة، وأنا أكبر إخوتي، ولم يكن أمامي إلا الخروج للعمل لأساعد والدي في تدبير نفقات أشقائي التي لا تنتهي، ووقع اختياري على مشغل في منطقة السيدة زينب حيث نقيم. صاحب المشغل كان قاسياً، بل كنا نشعر أننا عبيد لديه، لم يكن يرحم أو يقدّر أي ظروف، بل يستغل الفرص للاستيلاء على حقوقنا من خلال استقطاع أجزاء كبيرة من اليوميات التي نحصل عليها، ولذلك جاء اليوم الذي لم نتمالك فيه أنفسنا واعتدينا عليه بالضرب، وكنا أربعة، فالشعور بالظلم هو الذي دفعنا لذلك من دون أن ندري أن الرجل كبير في السن ولن يتحمل أي ضربة منا، ليوجه له أحدنا لكمة أسقطته جثة هامدة على الأرض، بعدما أُصيب بشرخ في الحنجرة».
وتضيف: «كنا نحن الأربعة في مسرح الجريمة، فتم التعامل معنا على أننا عصابة، وفوجئت بصدور حكم عليّ بالسجن المؤبد، ليتم ترحيلي إلى سجن القناطر، في حين تم إيداع أصدقائي في مؤسسات عقابية لعدم بلوغهم السن القانونية بعد».
تدمع عيناها وهي تتذكر أول يوم حضرت فيه الى السجن، حيث كان عمرها 18 عاماً وعشرة أشهر. ورغم تورطها في قضية قتل، إلا أن رجال الشرطة في سجن القناطر اعتنوا بها، حيث كانت أصغر سجينة، وبدأت في استغلال خبرتها السابقة في تصنيع المفروشات وتعليم زميلاتها الحرفة.
ميادة التي دخلت السجن وهي لم تتجاوز التاسعة عشرة بعد، لن تخرج منه إلا وهي امرأة تبلغ من العمر 44 عاماً، بعدما تم رفض النقض الخاص بها لعدم حضور محامٍ، حيث حالت ظروف أسرتها المادية دون تأمين أتعابه.
ورغم أنها حبيسة خلف الأسوار، لكنها لا تفكر في الخروج إلا لتساعد والدها، فهو على حد وصفها عانى كثيراً في تربيتها هي وإخوتها، وتريد أن تعوّضه عبء السنين التي ستقضيها خلف القضبان.
الثأر
بلهجة صعيدية، تروي ياسمين محمود البالغة من العمر 35 عاماً، تفاصيل جريمة الثأر التي زجت بها خلف القضبان، لتسيطر عليك علامات الاندهاش عندما تعلم أن زوجها كان الضحية التي دفعت ثمن جريمتها.
تقول ياسمين: «أنا متهمة بقتل زوجي، فهو قتل ابن شقيقتي، ولذلك استدرجته إلى زوج شقيقتي ليثأر لابنه منه، فهذه هي عادات وتقاليد أهلي في الصعيد».
ياسمين لم تشترك في قتل زوجها فقط، وإنما أضاعت نفسها بعد معاقبتها بالسجن المؤبد 25 عاماً، لتودع حياتها المشرقة وتعيش في الظلمة بعدما فُرض عليها العمل في مطبخ السجن وتحضير الطعام للسجينات.
ضحية الحب
فتاة فور أن تراها تدرك أنها طالبة جامعية، وجدت نفسها بين ليلة وضحاها خلف أسوار السجن القاتلة، وقد ضاع مستقبلها بعد تورطها في قضية سرقة.
قبل أن تسرح في تفاصيل الفتاة تصيبك الدهشة وهي تتحدث الانكليزية بطلاقة مع إحدى السجينات الأجنبيات، وما إن ينتهي الحديث حتى تجد كلماتها تنطلق بلغة فرنسية متمكنة مع أخرى، وعلى بعد خطوات تجدها تتحدث الإسبانية.
نجوى حسين، أو «نجوى لغات» كما تسميها معظم السجينات، تبلغ من العمر 23 سنة، دخلت السجن وهي في عامها التاسع عشر بعدما صدر في حقها حكم بالسجن سبع سنوات في قضية سرقة.
بدون مجهود وفور أن تتحدث إليها تدرك أنها تنتمي الى أسرة ثرية أحسنت تعليمها. فالفتاة تعلمت في مدارس اللغات، وكانت طالبة في إحدى الكليات المرموقة قبل أن تقع في حب زميلها، الذي استغل حبها له في النصب عليها.
في منطقة المعادي جنوبي القاهرة حيث تقيم عليّة القوم، كانت نجوى تسكن مع أسرتها عندما عرض عليها حبيب القلب شراء سيارة تريحها من مصاريف المواصلات التي تقلّها الى الكلية التي تدرس فيها في جامعة القاهرة.
وجدت نجوى في هذا الاقتراح فرصة، ووافقت على الفور لتدفع 70 ألف جنيه في سيارة اشتراها لها حبيبها بأرخص من ثمنها بـ 10 آلاف جنيه - كما أقنعها – من دون أن تدرك أن السيارة مهربة من الجمارك وتم بيعها بأوراق مزوّرة، لتجد نفسها متهمة بسرقتها بعدما كانت مسجلة باسمها، ولم تفلح اعترافاتها في كشف جريمة حبيبها الذي أنكر كل شيء.
تقول نجوى: «عمري ما تخيلت أن أدخل السجن أو أزوره، وفجأة وجدت نفسي ضمن مجموعة من الفتيات المتهمات في قضايا مختلفة أطلق عليهن «الإيراد»، ليتم وضعنا في أحد العنابر 11 يوماً، لم أتوقف خلالها عن البكاء، كان يوم أربعاء عندما أتيت إلى هنا، لم أتخيل وقتها أنني سأتحمل ما حدث لي، لتمر أربع سنوات تعلمت خلالها الصبر، فلم أجد غيره ونيساً لي في وحدتي قبل أن أفكر في استكمال دراستي في كلية نظرية، حيث تحول أسوار السجن دون الدراسة العملية. وبالفعل حولت أوراقي إلى كلية الآداب- قسم اللغة الإنكليزية، وهي اللغة التي أتقنها إلى جانب الفرنسية، في حين تعلمت الإسبانية من سجينة برازيلية بعدما قمت بتعليمها الإنكليزية».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024