تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

إياد أبو الشامات: خلاف مكسيم خليل وكاريس بشار تم تضخيمه إعلامياً... وأنا أحتفظ برأيي

غاب اسمه عن الساحة الدرامية لسنوات عدة حيث ابتعد عن التمثيل لفترة رغم انه كان قد حقّق انطلاقة مميزة في العديد من الأعمال. ولكن في الموسم الدرامي الماضي برز اسمه بشكل كبير كأحد أهم الكتاب على الساحة الدرامية السورية بعدما قدم عملاً وُصف بأنه أعاد إلى الدراما السورية ألقها وحضورها المميزين... وفي الموسم الحالي، يقدم نفسه من جديد عبر «خماسيات الغرام» ضمن الجزء الثالث من مسلسل «أهل الغرام»... الكاتب والممثل إياد أبو الشامات مؤلف مسلسل «غداً نلتقي» كشف لمجلة «لها» عن مجموعة من المواضيع.

-دعنا نبدأ من جديدك... ماذا عن الخماسيات التي كتبتها في الجزء الثالث من «أهل الغرام». حدّثنا عنها بالتفصيل؟
في الحقيقة كتبت ثلاث ثلاثيات: الأولى بعنوان «مطر أيلول» وتحكي عن تورط شاب لطيف بالحب، إذ تعود حبيبته الأولى من السفر لتجده متورطاً بعلاقة معقدة مع فتاة أخرى، ويبدأ الصراع بين رغبته في إعادة وصل ما انقطع مع حبيبته الأولى، وخوفه من أن يؤذي الفتاة الحالية رغم أنها حوّلت حياته كابوساً... ولا تخلو معالجة هذه الخماسية من بعض الطرافة.
الخماسية الثانية بعنوان «شكراً على النسيان» وتتحدث عن امرأة متزوجة حديثاً تضبط زوجها وهو يخونها في منزل الزوجية فتتشاجر معه وتترك المنزل، وبسبب انفعالها تتعرض لحادث سيارة يُفقدها ذاكرتها، فيشعر زوجها بأن القدر قدّم له هدية فيحاول التوقف عن خيانتها، لأنه رغم ذلك مغرم بها، لكنه يفشل في ذلك ويعود إلى سيرته الأولى، بينما تحاول زوجته أن تتقصى الحقيقة، ورغم أن جميع من حولها يعطلون مسعاها، يقلب حدث غير متوقع الأمور لمصلحتها.
أما الثلاثية الثالثة فتبدو أكثر جدية من حيث المعالجة وعنوانها «قصة صغيرة كتير» وتحكي عن طبيب تجميل ترك سورية بسبب الحرب، ولجأ إلى بيروت ليعزل نفسه عن الأوضاع المأسوية التي يمر بها بلده. أعتقد أنه نجح في ذلك، لكن لقاءه بالفنانة التشكيلية «سما» سيغير كل خططه ويجعل كل احتياطاته بلا معنى ليجد نفسه مجدداً في قلب المأساة.

-ما الذي حمّسك لخوض تجربة الكتابة في «أهل الغرام»؟
«أهل الغرام» هو التجربة الأولى لشركة «سامه» بعد توقف دام لأكثر من موسم، وكانت قد قدمت أعمالاً سابقة لاقت نجاحاً كبيراً كـ «ضيعة ضايعة». وقد اتفقت الشركة مع مخرجين وممثلين بارزين، ووفرت كل الأشياء المطلوبة لإنجاح العمل، إضافة إلى النجاح الذي حققه هذا العمل في أجزائه السابقة. لذا أعتقد أن الجو العام للعمل مغرٍ، فضلاً عن أنني أحب التنوع والتجريب، ووجدت في «أهل الغرام» فرصة كبيرة للتجريب والاختبار.

-هل الجمهور بحاجة إلى هذه النوعية من الأعمال الخفيفة التي تتناول قصص الحب، وما السبب؟
أعتقد أن الظروف التي يعيش في ظلها الناس في سورية خصوصاً، والمنطقة عموماً، تجعلهم فعلاً بحاجة إلى بعض الترفيه والابتعاد عن قسوة الواقع ولو قليلاً. ومع ذلك فالعمل لا يتجاهل الواقع بالكامل، كما في خماسية «قصة صغيرة كتير» التي تتخذ من الحدث السوري خلفية لها.

-علمنا أن في حوزتك عملاً آخر هو «غاردينيا»، حدّثنا عن تفاصيله ومخرجه وقصته؟
بالنسبة إلى «غاردينيا» فقد أنجزت كتابة جزئه الأول في العام ٢٠١٠، وهو عمل خفيف ذو حبكة مثيرة مع مسحة كوميدية. وأقوم الآن بكتابة جزء ثانٍ منه ليتم تصوير الجزءين في وقت واحد. أما بالنسبة إلى باقي تفاصيل العمل فلم تتضح بعد، باستثناء أن المرشح الأول لإخراجه هو المخرج الليث حجو القادر تماماً على إيصال الروح الطريفة للنص وتقديمه بصورة أنيقة. والعمل يحكي عن رجل طموح يزوّر أوراقاً تثبت أنه خرّيج أكبر المعاهد الفندقية ويدير فنادق خمس نجوم، بينما كان يعمل في الواقع حمّال حقائب في فندق نجمة واحدة في اليونان... وتتوالى الأحداث عبر مواقف طريفة وتناقضات بين الحب والرغبة في النجاح، إذ يدخل في صراع مربك مع مساعدته التي كانت لها الأولوية في إدارة الفندق قبل أن يسرق منها المنصب، ليقف الحب عائقاً أمام خوض البطل هذا الصراع إلى النهاية، لأنه وقع في حب عدوته.

-هل رشحت نجوماً لأداء أدوار البطولة في العمل؟
لم أرشح أحداً حتى الآن، بل هي مجرد تكهنات أولية، فما زال مبكراً الحديث عن ترشيحات.

-دعنا نعود إلى «غداً نلتقي»، كيف تقيّم التجربة من وجهة نظرك ككاتب بعد كل النجاح الذي حققته؟
أعتقد أن العمل حقق النجاح المطلوب منه، ولكن إنجاز عمل ثانٍ بالسوية نفسها وفي هذا الموسم مباشرة لم يكن ممكناً لأسباب كثيرة، لذا آثرت في هذا الموسم تقديم أعمال خفيفة ريثما يختمر في ذهني تصور لعمل أكثر جدية وثقلاً في الموسم المقبل.

-هل لديك ملاحظات على العمل بشكل عام؟
من الطبيعي أن أُسجل ملاحظات على العمل، وهذا أمر طبيعي في أي عمل فني، ولكنني أعتقد أنه بالنسبة إلى الظروف التي يجرى فيها إنتاج الأعمال السورية وتصويرها، فقد استطاع العمل تجاوز الكثير من العقبات التي تواجه عادة أي عمل آخر، وبالتالي فملاحظاتي ليست جوهرية وأنا راضٍ تماماً عن النتيجة التي خرج بها العمل.

-ماذا عن الفيلم السينمائي الذي سيجمعك بالمخرج رامي حنا؟ وهل من تفاصيل وافية عن قصته، أبطاله، وموعد تصويره؟
ما زلنا في المراحل الأولى في مشوار إنجاز الفيلم الذي سيجرى تصويره في فرنسا عبر إنتاج مشترك، وهو يتحدث عن اللاجئين السوريين هناك من خلال تكثيف القصص التي عايشناها ورأيناها وسمعنا عنها. أما بالنسبة إلى التفاصيل المتعلقة بالممثلين فلا يزال من المبكر الحديث عنها.

-ما هو موقفك من الخلافات المتعلقة بشارة العمل بين مكسيم خليل وكاريس بشار، ومن منهما يستحق في رأيك أن يظهر اسمه في بداية الشارة؟
أفضّل الاحتفاظ برأيي في هذا الموضوع الذي جرى تضخيمه أكثر مما يستحق في الإعلام وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أرى أنه أمر يستأهل النقاش مجدداً في لقائنا هذا، فالعمل قد عُرض وحقق النجاح المطلوب، والباقي تفاصيل لا أهمية لها وليست جوهرية ولا أساسية.

-هل تناول الأزمة السورية وتداعياتها من منظور إنساني أفضل من تناولها بشكل مباشر وما السبب؟
أعتقد أن تناول الموضوع بهذه الطريقة غير المباشرة كخيار فني جعل العمل مقبولاً إلى حد الإجماع تقريباً من كل السوريين الذين يختلفون الآن على كل شيء. وأرى أن هذا يضاف إلى رصيد العمل في لحظة نشعر فيها جميعاً بتهديد كبير لهويتنا ولمستقبل عيشنا المشترك. وفي كل الأحوال كصانعين للعمل، كنا، رامي حنا وأنا، وسنبقى نفضّل العمل بطريقة دفع ما هو إنساني الى المقدمة على حساب الوقائع والأسماء والتواريخ التي تُثقل العمل الفني وتقرّبه من التقرير الإخباري الذي يملأ الشاشات ومواقع التواصل ولا جدوى من إعادته درامياً.

-كيف رأيت مستوى الدراما السورية في الموسم الماضي بشكل عام؟
تقف معوقات كبيرة في وجه إنجاز عمل فني داخل سورية في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، ومجرد إنجاز أعمال درامية في مثل هذه الظروف يعد إنجازاً كبيراً، لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن الحرب أثرت كثيراً في سوية الأعمال الدرامية السورية ومضامينها، وأفرزت ممثلين ومخرجين وكتاب حرب ودراما حرب، بينما ترك أغلب مخرجي وكتاب وممثلي الصف الأول سورية، وهذا أيضاً أنتج دراما الداخل ودراما الخارج، ولكل دراما منهما ما لها وما عليها، لكن تأثير الحرب ظهر جلياً على الدراما التي لم تنجُ من تبعاتها كأي أمر آخر في حياتنا.

-ما هي الأعمال التي أعجبتك ومن هم النجوم الذين أعجبوك بغض النظر عن مسلسلك؟
متابعتي لبضع حلقات متفرقة من عدد قليل من الأعمال لا تكفي لأقول رأيي بالأعمال أو بالممثلين على حد سواء. لقد كنت منشغلاً بالكتابة إلى وقت متأخر من رمضان بحيث لم أستطع متابعة أي عمل بشكل وافٍ.

-كممثل وكاتب، ألا تطمح للعودة إلى التمثيل؟
أطمح بالطبع للعودة الى التمثيل ربما كهاوٍ وليس كمحترف. أستمتع اليوم بالكتابة ولا أشغل نفسي بالحنين إلى التمثيل، وعندما يحين الوقت المناسب سأحلّ ضيفاً مرة أخرى على التمثيل، ولكنني أعتقد أن مشروعي الحقيقي قد انتقل إلى مكان آخر كنت أبحث عنه منذ زمن بعيد، وسأكشف لك سراً أنني أشتاق كثيراً للوقوف على خشبة مسرح أكثر من الوقوف أمام كاميرا.

-بغض النظر عن كاريس ومكسيم وعبدالمنعم... من لفتك من ممثلي «غداً نلتقي»؟
الكل كانوا رائعين وكباراً بحضورهم وأدائهم، وأخص بالذكر عبدالهادي الصباغ وتيسير إدريس والفنانة القديرة ضحى الدبس والفنانة الموهوبة سوسن أبو عفار...

-أين تقيم حالياً وكيف تقضي وقتك؟
أقيم في جنوب فرنسا في مدينة صغيرة وجميلة وسط الطبيعة وفي ما يشبه العزلة التي تساعدني على التركيز في عملي وتوفر لي متسعاً من الوقت للقراءة ومشاهدة الأفلام وقضاء باقي الوقت مع العائلة والأصدقاء.

-كيف تقيّم تجربة الدراما المشتركة ككاتب وممثل، وهل تراها فاقدة للإطار الزماني كما يقال؟
بالتأكيد هي فاقدة للهوية والإطار الزمني حتى الآن مع إمكانية دفينة لإنتاج لاحق أكثر واقعية وحساسية وجدية، فالتاريخ المشترك لمجتمعات المنطقة وشعوبها غني جداً ولم يُستكشف بعد كما يجب، وأرى فيه إمكانات كبيرة نائمة درامياً وتحتاج إلى من يوقظها.

-هل ترى أن الدراما المشتركة سحبت البساط من تحت أقدام الدراما السورية؟
تقريباً، فالدراما المشتركة مرحّب بها اليوم أكثر من دراما الداخل لأسباب ذاتية وموضوعية، منها أن الميزانيات التي ترصد للأعمال المشتركة تفوق بكثير الميزانيات التي ترصد للأعمال السورية البحتة، هذا فضلاً عن تدني الأجور وظروف التصوير القاسية.

-كيف ترى تجربة الممثلين اللبنانيين في الدراما المشتركة وهل حصلوا على فرصتهم على حساب السوريين؟
أرى أن الممثلين اللبنانيين قد تطوروا كثيراً فنياً في السنوات القليلة الماضية، ولا أحد يأخذ مكان أحد، فذلك يخضع لنوعية العمل وظروف عرضه. على العكس، فوجود الممثلين اللبنانيين معنا في الدراما المشتركة أغنى التجربة وجعلها أكثر تنوعاً.

-هل ثمة مخرج تتمنى أن تكتب له نصاً، وما السبب؟
أدرك تماماً صعوبات أن يكتب الكاتب نصاً لبيئة أو للهجة مغايرة، لكنني أتمنى أن تُخرج المخرجة الرائعة كاملة أبو ذكري نصاً لي. هي مجرد أمنية لكنني معجب فعلاً بسوية أعمالها الرائعة التي تقترب من سوية الأفلام الأوروبية أو الأفلام الأميركية المستقلة.

-ما معنى الحب في حياتك؟
أرى في الحب حلاً لكل مشاكل هذا الكوكب إذا تخلّينا عن أي شيء آخر يقسمنا إلى ذات وآخر، وأجد في هذا التقسيم وهماً غير واقعي.

-إلى من تشتاق من زملائك الفنانين؟
كثر هم الذين أشتاق اليهم... محمد حداقي، ماهر صليبي، علاء الزعبي، خالد القيش، زهير درويش، غزوان الصفدي، جلال شموط... أسماء كثيرة تجمعني بها تواريخ وأوقات وذكريات رائعة.

-كيف تقيّم رامي حنا على الصعيدين الفني والإنساني؟
 رامي حنا رفيق الدرب والشباب والحاضر والكهولة، وهو أيضاً شريك المشروع الفني منذ سنوات طويلة، كما تجمعنا آليات تفكير مشتركة ولغة مهنية تختصر الوقت والنقاش لمصلحة الإنجاز، وأتمنى أن نتمكن من الاستمرار بالعمل سوياً، فصداقتنا تنعكس إيجاباً على عملنا.

-هل من نجم معين تتمنى أن تكتب له مسلسلاً؟

بالنسبة إلى الكتابة لنجم، أؤمن بالتسلسل المنطقي للأشياء. وفي رأيي أن الرغبة بقول فكرة ما ثم القصة ثم السيناريو كاملاً... هي مراحل متسلسلة منطقياً ولا يجوز العبث بها، ويأتي بعدها اختيار الممثلين. وقد أركز على أحد الممثلين بينما أكتب إحدى الشخصيات، لكنني لا أحبذ أن يبدأ المشروع معكوساً باختيار النجم للنص أو تفصيل النص على مقاس النجم...

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080