جمال سليمان: إذا تغاضينا عمّا يحصل في سوريا تصبح الشخصيات غير مفهومة وغير حقيقية
كشف النجم السوري جمال سليمان تفاصيل بطولته في خماسية «طبيب جراح»، من تأليف إيّاد أبو الشامات وإخراج حاتم علي ضمن الجزء الثالث من «أهل الغرام»، بدور جرّاح التجميل «رفيق»... وقال في حديث لـ «لها» التي زارت موقع التصوير في العاصمة اللبنانية بيروت: «رفيق طبيب تجميل، ومن الناس الذين يعيشون حياتهم لأجل مهنتهم، سواء أحبوها أم لا، وهو محترف في مهنته، وإثر تدهور الأوضاع في سورية، فتح عيادة في لبنان، وساعده في ذلك علاقاته الكثيرة والمتشعبة».
تحدّث سليمان عن الشخصية التي يؤدي دورها: «يكمل رفيق حياته كباقي الناس، لكنه يخاف من أي ارتباط عاطفي يؤدي إلى الزواج، لذا فعلاقاته تنتهي بعد فترة وجيزة في وقت نجد لديه قابلية لأن يحوّل العلاقات العاطفية الى صداقات... هو يؤمن بالصداقة بين المرأة والرجل، إلى أن يصادف فنانة تشكيلية أتت من سورية لتقيم معرضاً، ولها ظروفها الخاصة، فتنشأ بينهما علاقة غريبة جداً، لم يبنِها الكاتب إياد أبو الشامات على النوستالجيا، بل على لحظة حاضرة وأخرى مستقبلية، فبعد أن يقرر التعاطي مع الحياة بطريقة مختلفة، تعمد الحياة إلى تغيير نفسها بنفسها، مما يوجد سبباً قوياً يمنعه من الاستقرار».
ولدى سؤاله عن العامل النفسي الذي يسبب لـ «رفيق» خوفاً من الارتباط، يجيب سليمان: «هو مثل الكثير من الرجال الذين تأخروا في الزواج فحوّلوا خوفهم إلى فلسفة. صحيح أن الزواج يبدأ في شكل من الأشكال بالحب والعواطف، ولكنه يحتاج إلى القوة في مواجهة متطلبات الحياة، سواء بالنسبة اليك أو إلى الطرف الآخر، وطريقة حياة كل منكما. لذا نصادف الكثير من الناس ممن يخافون الإقدام على خطوة الزواج، وبالتالي فإنهم يفقدون حريتهم، فيتحوّل خوفهم هذا مع الزمن إلى «فلسفة خاصة» لئلا يعترفوا بخوفهم».
ويوضح سليمان الملامح الدرامية لشخصية رفيق قائلاً: «هو رجل يصنع الجمال، وعلاقاته مع النساء زائفة، ولا جذور حقيقية لها. هو رجل هادئ الطباع، وليس انفعالياً أبداً، ومهنته تتضمن الكثير من الدقة والهدوء. هو مسالم إلى أبعد الحدود بحيث إنه لا يتبنى موقفاً مما يحصل في سورية، فلا ينحاز إلى أحد، ويبدي في أحيان كثيرة عدم اكتراثه، ونكتشف أنه حزين جداً، وينأى بنفسه ولا يتابع نشرات الأخبار. إنه إنسان ذاتي يعبر عن نوع من الأنانية، ويحزن بالتالي على الآخرين، لكنه طيب ويريد أن يعيش الحياة كما تحلو له، لأنه سيعيشها مرة واحدة...». وعن مدى ارتباط الأزمة بالخماسية، يذكر سليمان: «تتطرق بشكل بسيط إلى الأزمة، لأنه ليس عملاً سياسياً، ولكن إذا تغاضينا عما يحصل في سورية، تصبح الشخصيات غير مفهومة وغير حقيقية، أي اذا كانت خارج الإطار والزمان الذي تدور فيه، فأي قصة حب أو كراهية هي وليدة زمان ومكان محددين».
ويشير سليمان إلى خاصية عمله مع المخرج حاتم علي في مسلسلات عدة من أبرزها: «العراب - نادي الشرق» و«الفصول الأربعة» و«التغريبة الفلسطينية»... ويتابع: «تعاونت كثيراً مع حاتم علي، وقدمنا أعمالاً تعتبر علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية. وبالنسبة إلي، هي أعمال عزيزة، لأنني أمضيت جزءاً من مسيرتي في إنجازها، ومن هنا منشأ الخصوصية. عندما تبالغ في العمل مع مخرج معين، فذلك يعني أن هناك نجاحاً مشتركاً ولغة مشتركة بينكما، فتتفهمان جيداً بعضكما، وتتجاوزان العقد الشخصية، لأن من الجميل أن تواظب على العمل مع أناس تدرك جيداً قيمتهم ومكانتهم، والعكس صحيح... لذا يصبح العمل معهم سهلاً ومطمئناً ومريحاً».
والجدير ذكره أن «طبيب جرّاح» من بطولة جمال سليمان وكنده علّوش، بالاشتراك مع رنا الأبيض ودارينا الجندي وشادي مقرش وغيرهم من الفنّانين.
وعن أحوال الدراما السوريّة في الفترة الأخيرة، يقول سليمان: «إن ما نشهده في السنوات الأخيرة هو مجرد أعمال. لم تعد هناك فكرة مشروع، فهي ليست منعدمة، لكن هامشها ضيق جداً، فالتوجه العام أصبح تجارياً، لكن العبقرية تكمن في جمع التجاري مع الفني والمضمون والرسالة. عندما تتغلب الرسالة والمضمون على التجاري، فلا تعود تجذب هذه المعادلة الجماهير. وعندما يطغى التجاري على الرسالة والمضمون، يستاء الجمهور، لأن التلفزيون وسيلة عرض جماهيرية وتجذب كل شرائح المجتمع. لذا يجب أن تكون القاعدة الجماهيرية المستهدفة عريضة. ولكن في المقابل سترى نفسك تنساق الى مشاهدة الأعمال السطحية تماشياً مع الموجة السائدة. ومع أن هناك أعمالاً جيدة وذات قيمة وتحقق نجاحاً جماهيرياً في الوقت نفسه، يبقى ثمة ميل الى الأعمال الأكثر سطحية والنصوص غير المهمة، إلى جانب التركيز على الصورة والتقنيات وملابس الممثلين والمجوهرات والسيارات...».
كلام سخيف
على الشائعات التي أكدت وجود خلافات بينه وبين منتج الجزء الثاني من «حدائق الشيطان»، يرد سليمان: «هذا الكلام السخيف صدر عن شخص سخيف ولا أساس له من الصحة. الأستاذ حسني صالح صديق عزيز، ونحن لم نبدأ العمل معاً حتى نختلف، وإذا حصل بيننا خلاف في وجهات النظر فإننا قادران على حلّه بالحوار، لأننا نعرف حدود بعضنا جيداً ونحترمها، وذلك نابع من الحرص الشديد على جودة العمل، وعلاقتنا أرقى من أن تصل إلى مستوى ما كتبه صحافي يعاني فراغاً كبيراً». وفي السياق نفسه، لفت سليمان إلى أن تأجيل التصوير يعود إلى أسباب إنتاجية فقط.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024