«غمضة عين»
يشكو كثيرون من القلق ليلاً، من هروب النوم منهم. يكتبون لليل قصائد، يتبادلون النصائح التي تسمح لهم بالغياب الموقت الجميل. يدققون في أنواع الموسيقى الملائمة للباحثين عن السبات، في ما يجب أن يشربوه وما عليهم الانقطاع عنه. وقد يتغزلون بالعيش في العتمة والصمت، حين يسافر الآخرون إلى مناماتهم وكوابيسهم، ثم يتحدثون عن العلاقة الوثيقة بين الذكاء والأرق. «أصحاب معدل الذكاء الأعلى خلال الطفولة ينامون أقلّ من الأقلّ ذكاء». هذا ما تشير إليه الدراسات. لا بأس. أعترف بأنني لا أقلق ليلاً. أجد طريقي إلى النوم بسهولة، في «غمضة عين». ليس القلق مشكلتي. لكن البحث عن وقت أطول للنوم هو ما أسعى إليه. ويحدث أن أفقد القدرة على السيطرة على جسمي. فأنام رغماً عن مشاريعي كلّها. قلق النهار، والتفكير في تنظيم المشاريع وتحديد القرارات في مكان العمل والبيت، يرهقان الجسم ويكون النوم ردّ الفعل الطبيعي والسبيل الوحيد للهروب. أعرف أن الصراع مع الوقت تعيشه معظم الأمهات العاملات، وخصوصاً اللواتي يعملن خلال دوام يومي كامل. تكفي مشكلات الأولاد في المدرسة التي يحتاج اكتشافها ثم استيعابها إلى مجهود نفسي جبار. ثم يختلط واجب متابعة الدروس وأداء الأولاد المدرسي بشعور مرّ بالذنب، فالوقت لا يسمح بمتابعة دقيقة أو دائمة، بل متقطعة ومجتزأة أحياناً. فليعتمد الأولاد على أنفسهم! بعد لحظات التعب والضياع، نصحو. الصراع اليومي مع الوقت ومع الحاجة إلى النوم أجمل من الفراغ، من تشابه الأيام وضياعها. كتبناها في أقسام مختلفة وفي أطر مختلفة: يمكنكِ الانتصار على الجبهات كلّها. تلهمنا قصص النساء، قصصهن المدهشة والجميلة. ولا نتجاهل مآسيهن. أولويتنا بوضوح هي تبنّي رواياتهن.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024