تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

أحمد عز: أنا شخص متعب وفشلت في أكثر من قصة حب

عمر الشريف

عمر الشريف

عمرو دياب

عمرو دياب

عادل إمام

عادل إمام

بعد أن قدّم مسلسل «الأدهم» قبل أربع سنوات، جاءته عروض تلفزيونية بأجور «لم يكن يحلم بها» كما يقول، ورغم ذلك رفضها. وبعد أن أعلن أنه سيعود إلى الدراما بمسلسل «مولانا» عاد وتراجع عنه، حتى قرر أخيراً العودة العام المقبل بمسلسل «صاحب مين» الذي بدأ التحضير له.
النجم أحمد عز يكشف أسباب غيابه عن التلفزيون طوال أربع سنوات، وسرّ تراجعه عن تقديم «مولانا»، كما يتكلم عن عادل إمام وعمرو دياب اللذين يراهما نموذج النجاح الحقيقي.
ويعترف بأنه كان محمياً بيسرا في «ملك روحي»، ويبدي رأيه في تجارب أحمد السقا وكريم عبد العزيز التلفزيونية، ويعترف بفشله في قصص الحب، ومروره بأعلى درجات الحزن بعد رحيل والدته. وعندما سألناه عن موقفه من الزواج بفنانة أجاب بصراحة.


- لماذا اخترت سيناريو مسلسل «صاحب مين» لتخوض به المنافسة في رمضان المقبل؟
لأنه عمل مختلف ومميز، وسيكون مفاجأة للمشاهدين. وتحمست للفكرة بعد أن أطلعني عليها السيناريست أيمن سلامة الذي بدأ كتابة الحلقات حتى نكون جاهزين للتصوير في كانون الثاني (يناير) المقبل.

- لماذا غبت طوال السنوات الأربع الماضية منذ أن قدّمت مسلسل «الأدهم»؟
كان هناك عدة أسباب لذلك، أولها أنني كنت رافضاً تقديم مسلسل في العام التالي، لأن العمل التلفزيوني مرهق، بالإضافة إلى أنني كنت أرغب في تقديم أعمال سينمائية، لأن السينما هي الأصل والتاريخ، وطالما هناك أعمال سينمائية متوافرة فيكون دائماً لها الأولوية.
أما السبب التالي فهو أنني لم أعثر على العمل التلفزيوني المناسب طوال الفترة الماضية، وكانت هناك عقبات تواجه المشاريع التي أستقر عليها.

- هل تقصد مسلسل «مولانا»؟
هذا المسلسل بالفعل كان مشروعاً مهماً لي، واعتزمت تقديمه، وكنت متحمساً له للغاية، لأنني كنت سأقدّمه من خلاله شخصية مختلفة عن كل الشخصيات التي سبق أن قدّمتها. لكن الحقيقة أنني أفضّل عندما أقدم مثل هذه الشخصية أن تكون فريدة ومختلفة عن كل الأعمال المعروضة، لكن وقتها ظهر أكثر من مشروع للشخصية نفسها، وهذا ما جعلني أتراجع لأنني أرفض أن أقدّم شخصية سيقدّمها فنان آخر.

- وهل خشيت المنافسة؟
لا أخشى المنافسة، لكنني ضيف على التلفزيون ولا أقدّم أعمالاً كل عام، وعندما أقرر أن أعود فلا بد أن أقدّم عملاً مختلفاً عن الأعمال المعروضة.

- هل تتفق مع مقولة أن الدراما قد تحرق نجم السينما وتقلل من جماهيريته فيها؟
لا أنكر أن الدراما أصبحت حافزاً كبيراً لمعظم نجوم السينما الآن، ورغم ذلك لا أنكر أنها أيضاً قد تحرق الفنان. لكن يتوقف ذلك على عدد التجارب ونجاحها، لأنني إذا قدّمت عملاً تلفزيونياً ناجحاً كل عام سيؤثر ذلك سلباً على إيرادات أفلامي في السينما.
لا أنكر أنني كنت خائفاً جداً من تجربة التلفزيون وهناك منتجون كثيرون حذروني من العمل فيه، لكنني كنت أرى أن العلاقة بين الدراما والممثل اختلفت منذ خمس سنوات تقريباً، وهناك ممثلون حققوا نجومية كبيرة بفضل التلفزيون لأن تسويق المسلسلات تطور بشكل كبير، بل هناك أفلام تم تسويقها في الخارج بسبب انضمام بعض نجوم التلفزيون إليها.

- وهل استفاد أحمد عز جماهيرياً من خلال تجربته في مسلسل «الأدهم»؟
المسلسل كشف لي أن التلفزيون أخطر كثيراً من السينما، لأنني عندما قدّمت مسلسل «ملك روحي» كنت وقتها بجوار يسرا، تحميني نجمة كبيرة، أما عندما قدمت «الأدهم» فاكتشفت أن نجاح المسلسلات مختلف تماماً عن نجاح الأفلام، ووجدت أن نجاحه مخيف ومرعب، وكأنني لم أنجح من قبل ولم أمثل أيضاً.
وأعترف بأنني شعرت مع هذا العمل بأنني أمثل لأول مرة، ولا أنكر أنني أحسست وقتها بتقدم في التمثيل، لأن ما قدمته في هذا المسلسل لا يشبه أي عمل لي من قبل، رغم أنني قدمت 12 فيلماً قبله. لذلك قررت أن أفكر مليون مرة قبل أن أعود إلى الدراما لأن هذا النجاح حمّلني مسؤولية كبيرة.
عُرض عليَّ بعد مسلسل «الأدهم» العديد من الأعمال التلفزيونية بأجر لم أحلم به، ورغم ذلك قررت عدم الاقتراب من التلفزيون خلال ثلاث سنوات على الأقل، لأنني كنت مصاباً بذعر من هذا النجاح الذي رفعني من الدور الثالث إلى العاشر في قفزة واحدة.

- وهل ترى أن اسم أحمد عز أصبح ضماناً لنجاح أي عمل؟
لا أحد يستطيع أن يقول ذلك، ومشاركتي في العمل لم تكن أهم من موضوع المسلسل، فلو كان الجمهور انجذب إلى اسم أحمد عز في بداية أي عمل فهذا سيجعله يبدأ متابعته، لكن إذا لم يكن موضوع المسلسل جذب انتباهه فلن يستكمل المشاهدة، ولن يتم تسويق العمل بعد رمضان بشكل جيد.
وهناك نجوم كبار واسماء «تخض» مرت بهذه التجارب، ومرت أعمالها مرور الكرام، رغم أن لها أعمالاً أخرى «كسرت الدنيا»، لذلك لم يعد هناك أي شيء مضمون.

- ما رأيك في استقطاب الدارما الآن لمعظم نجوم السينما مثل عادل إمام ومحمود عبدالعزيز والسقا وكريم عبد العزيز ومحمد سعد وهنيدي وغيرهم؟
السينما تمر بأزمة كبيرة، لأن عدد الأعمال السينمائية نقص من أربعة إلى خمسة أضعاف، وهذا مؤشر سيِّئ، بل أعتبر نفسي محظوظاً بأنني قدمت ثلاثة أفلام خلال العامين الماضيين، لكن في الوقت نفسه أرى أن وجود أسماء بحجم عادل إمام وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز ومحمود عبدالعزيز إضافة كبيرة للدراما، وكانت تجاربهم مميزة وأضفت على الشاشة الصغيرة حالة من البهجة كانت الدراما في حاجة إليها خاصةً في هذا الوقت.
وأرى أن تنافس هؤلاء النجوم مع نجوم الدراما الكبار أمثال يسرا ويحيى الفخراني ونور الشريف سيجعل الدراما أكثر تميزاً، وسيكون كل ذلك في مصلحة المشاهد.

- هل ترى أن هروب هؤلاء النجوم إلى التلفزيون هو الحل لأزمة السينما؟
الفنان دائماً يبحث عن أفضل الفرص، سواء سينمائياً أو تلفزيونياً، وليس منطقياً أن يجلس في البيت عندما تواجه السينما أزمة، خاصةً إذا كان نجماً مطلوباً.
لذلك لا أرى لجوء أي نجم إلى التلفزيون هروباً، لأن معظم نجوم السينما كانوا يبحثون عن أفكار جيدة لدخول البيوت من خلال الشاشة الصغيرة، وطوال الوقت نسمع عن مشاريع لهم لم تكتمل. وعموماً أرى أن نجم السينما لا بد أن يزور شاشة التلفزيون لكن ليس بشكل دائم، ويمكن أن يكتفي بتقديم عمل كل عدة سنوات، ويكون حريصاً في اختيار هذا العمل، لأن التلفزيون سلاح ذو حدين، إما أن يفيد الفنان ويرفعه إلى سابع سماء أو ينزله إلى سابع أرض، بل وسيؤثر سلباً أيضاً على إيرادات أفلامه.

- ما حقيقة حماستك لتقديم مسلسل تاريخي؟
أتمنى تقديم مثل هذه الأعمال، شرط أن تكون بمستوى فني وتقني معيّن، لأن معظم الأعمال التي قدّمت في السنوات الماضية كانت ضعيفة، وهذا ما جعلها تمر مرور الكرام باستثناء مسلسل «عمر»، الذي قدمته شبكة «إم بي سي»، فقد انبهرت به وأعتبره من أفضل المسلسلات على الإطلاق.
كما أرى أننا في أمسِّ الحاجة حالياً لأن نقدم أعمالاً دينية تخصّ الإسلام وتوضح سماحته وعظمته وتعاليمه الكريمة.

- هل تبحث دائماً عن التنوع في أعمالك؟
لا أريد أن تكون أعمالي متشابهة، ولا بد أن يراني الجمهور دائمًا في حالة تمرد لأنني أشعر بسعادة بالغة عندما أقدم دوراً صعباً وجديداً عليَّ، وأنا بطبعي أحب الشخصيات التي تكون بعيدة عن مظهري أو شكلي، وأعشق الأدوار الصعبة، كدور المدمن في فيلم «بدل فاقد»، وأيضاً شخصيتي في «مسجون ترانزيت»، وأخيراً دور البدوي في فيلم «المصلحة»، وكان من أصعب الأدوار التي قدمتها في حياتي، وأقرب الشخصيات إلى قلبي.

- هل ترى أن وسامتك أصبحت عبئاً عليك؟
في بداية مشواري الفني قال العديد من النقاد إن عمري الفني سيكون قصيراً، لأن معظم المخرجين سيحصرونني في الأدوار التي تعتمد على الشكل.
لكن بعد فترة أصبحت أركض وراء الممثل الذي بداخلي وليس وراء الشكل، وكنت أختار الأدوار الصعبة والبعيدة عني كنوع من التحدي وإثبات الذات،. وتغيرت وجهة نظر النقاد ولم أفكر وقتها إطلاقاً في الوسامة، وكنت أختار أفلاماً ترضي طموحي كممثل أولاً، وتكون قريبة من الناس... أرى أن الوسامة الحقيقية في شخصية الرجل وليست في شكله الخارجي.
كما أن المنتج لا يستعين بأحمد عز لأنه وسيم، والدليل أن فيلم «بدل فاقد» لم يتطلب أي وسامة، فقد كنت مدمناً... الوسامة في النهاية ليست هي التي تحقق الإيرادات، وأنا أفضل دائماً أن أكون واقعياً في أدواري وأقدم أفلاماً قريبة من الناس، وأتميز بأنني أقدم أدواراً صعبة، لأنني أرى أن ذلك هو السبيل الوحيد لجعل عمر الفنان يطول، لأننا في النهاية نكبر وتتغير ملامحنا ولن يبقى سوى حلاوة الروح وحب الناس.

- لكن البعض كان يرى أن وسامتك قد تؤهلك للعمل في هوليوود مثل عمر الشريف؟
عمر الشريف ممثل عظيم وتاريخه مشرف لنا جميعاً، لكن لا أقبل أن تكون وسامتي سبب دخولي إلى هوليوود، وأريد أن يكون جواز سفر عبوري إلى هناك لأني ممثل وليس وسيم.

- هل أصبحت مقتنعاً بالنجومية التي وصلت إليها؟
النجومية بالنسبة إليّ مثل عادل إمام في التمثيل وعمرو دياب في الغناء، فالنجاح من وجهة نظري هو الاستمرارية لأكثر من عام، وأن تحافظ على نجاحك وتوهّجك لفترة طويلة، لأن النجومية ليست في أن تجذب الأنظار ثلاث سنوات ثم تختفي، فهذه ليست المدرسة التي أحلم بها أو أريد أن أنتمي إليها.

- ألا تفكر في تكوين عائلة خاصة بك؟
لا أريد أن أؤسس عائلة لمجرد أن تكون لي أسرة، ولا أحب الزواج من أجل الزواج، لأن الزواج مشروع طويل الأمد، وليس مجرد مرحلة. لكني أبحث عن مواصفات خاصة في زوجة عمري، فأنا بصراحة أريد زوجة مثل والدتي رحمها الله، أرى فيها التزام ست البيت والإهتمام بأبنائها، وهذا ليس معناه أن تجلس في البيت، لكن أن تحافظ على أركان البيت. وأنا شخص متعب وأحتاج إلى معاملة خاصة، لكن في الوقت نفسه ليست لي أي متطلبات مبالغ فيها.

- هل سبق أن وقعت في الحب؟
بالتأكيد، وفي كل مرة كنت أتمنى أن تكتمل العلاقة بالزواج، لكن يحدث عكس ذلك، لأنني بطبعي شخص صعب في أسلوب حياتي وتفكيري.

- وهل من الممكن أن تقبل الزواج من فنانة؟
إن وقعت في حب فنانة سأتزوجها فوراً.

- ألم تدخل حياتك أي فتاة يمكنها تعويض غياب والدتك؟
غياب الوالدة لا يمكن لأي فتاة أن تسد فراغه، فعندما كانت موجودة بيننا كنت أرى نفسي محمياً وأشعر دائماً بأن هناك شخصاً صلباً في ظهري يحميني من أي شيء، وكنت أشعر بذلك في المنزل أيضاً. وعندما غابت شعرت بأن البيت قد نقصه شيء، وشعرت بحالة من الانكسار ولم تكن سعادتي مكتملة في أي شيء.

- وهل بالفعل تركت المنزل لفترة بعد فراقها؟
هذا حقيقي، لأنني لم أطق أن أجلس في غيابها، حتى أنني وقتها أصررت على تصوير فيلم «مسجون ترانزيت» بسرعة حتى أتخلص من الحالة التي عشتها، ثم ندمت على ذلك لأنني لم آخذ وقتاً كافياً.

- إذا انتقلنا إلى السياسة كيف ترى مصر الآن؟
مصر الآن في مرحلة الرعاية، فهي تحتاج إلى كل أبنائها المخلصين، والاهتمام بها ومساعدتها كي تنهض من جديد.

- وما رأيك في حملة دعم مصر التي شارك فيها بعض النجوم؟
بالتأكيد جيدة، وأنا متضامن جداً مع الحملة وأؤيدها بشدة، لأن القليل قد يصنع الكثير، ومصر الآن محتاجة لكل أنواع الدعم.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077