تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

يخت جورجيو أرماني

«للوصول إلى الأناقة، يجب أن ندع حداً للصّرعات». هذه هي فلسفة Giorgio Armani سواء عند تصميم مجموعته للملابس، أو تصميم يخته Mariú الذي أراده مختلفاً تماماً عمّا نراه عادة وسط البحار.
الشعور بالحرية عامل مهم جدا أثّر كثيراً على تصميم اليخت، وكذلك الطبيعة... أرماني قلب المعايير عندما اختار تصميم يخته، فهو تخلّى عن كل ما هو رخام وكريستال، واستعمل الفولاذ والتيتانيوم، الذي نراه للمرة الأولى بهذه الكثرة على متن سفينة.
جورجيو أرماني يأخذ قراء «لها» على متن Mariú، المخصص فقط لأفراد العائلة والأصدقاء المقربين.

كيف قررت شراء يخت؟
لطالما فكرت في شراء يخت، لأنني أحب كثيراً تمضية العطلة على شاطئ البحر. فالعيش قرب الماء محاطاً بالطبيعة عن قرب يمنحني الشعور بالهدوء المطلق.
في الماضي كنت أتهرب دائما من استئجار البواخر واليخوت، لأنها كانت دائما تزعجني. فهي عادة فيها الكثير من اللون الأبيض، الكثير من الإضاءة والكثير من الرخام والكريستال والخشب الماهوجاني.
فهي أشبه بغرف في الفنادق وضعت وسط المياه. هذه الأشياء كلها عكّرت عليّ الشعور بالطبيعية والأناقة البسيطة التي أبحث عنها.
وهكذا قررت منذ سنوات أن أوكل الى إحدى الشركات بناء يخت لي يكون على ذوقي، وأخيراً كان اليخت جاهزا الصيف الماضي.

وما هي التعليمات التي أعطيتها إلى فريق عملك؟
قبل سنوات، طلبت مركباً من شركة Codecasa لبناء السفن في مدينة بيزا. الهيكل ليس من تصميمي، لأنّني لو أردت تصميمه كما أشاء لتطلّب الأمر ثلاث سنوات إضافيّة لإنجازه.
وهكذا عملت مع فريق صغير من المهندسين، فصمّمت الداخل واخترت الألوان والمواد الأساسية والأثاث. كما ضمّ فريق العمل المهندس جان كارلو أورتيلي في ميلانو للرسوم التقنيّة لليخت و طبعاً شركة Codecasa.
وقد كان هناك نهج معيّن أردت إنجازه. فاخترت مثلاً اللون الرمادي بدل اللون الأبيض لهيكل السفينة لتخفيف التغاير مع المياه ولتصغير حجمه.
كما أصررت على إلغاء الوهج في حجرات المركب باختيار لون رمادي لؤلؤيّ بدل تموجات اللون الأبيض المستخدمة عادة.
وخفّفت لمعيّة البراغي الفولاذيّة. الفكرة كلها كانت أنني أردت التخفيف من «الحدّة» التي نجدها عادة على متن اليخوت، وجعل الأجواء قريبة أكثر إلى الطبيعة لتعكس الصفاء والهدوء والبحر في أشدّ حالات صفائه. وهذا الأمر استغرق انجازه حوالي 18 شهراً.

وأين أمضيت عطلتك الأولى؟
سرعان ما كان اليخت جاهزاً، ذهبت في عطلة كل نهاية أسبوع طوال فصل الصيف مبحراً في البحر الأبيض المتوسّط، بالإضافة إلى شهر كامل خلال شهر آب. ومَن يعلم، قد أذهب قريباً إلى آسيا!

ومن تأخذ معك على متن يختك ومن يساعدك؟
أذهب دائماً مع عائلتي وأصدقائي المقرّبين. وهناك فريق عمل يهتمّ بالإبحار وهم خبراء في هذا المجال، فهذه مسؤولية كبيرة لا أستطيع أن  أديرها بمفردي.

يبلغ طول اليخت 52 متراً، وهو مفروش من مجموعة Armani Casa Furniture، وجميع الأثاث مصنوع من مواد طبيعية مثل خشب السّاج والسنديان وليف نخل الرافية.
ظهر المركب مكسوّ بخشب الساج، و السقف مصنوع من التيتانيوم، وعلى سطح السفينة الأسفل، تفصل ألواح من الأبنوس بين كل لوح من ألواح خشب الساج. أما الفولاذ فقد نُظّف بالرّمل ممّا يعطيه لمعاناً حريريّاً.
الغرف متعدّدة الاستعمالات، فسطح المركب الأسفل مثلاً من الممكن أيضاً استعماله كغرفة طعام، والطاولة قابلة للطيّ لمزيد من الحركة. ويضمّ المركب ستّ غرف، سطحين داخليّين، شرفة، وغرفة طعام خارجية، ومنصّة كبيرة في مؤخّر السفينة، بالإضافة إلى حجرات تتسع لفريق عمل مؤلف من عشرة أشخاص. 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079