تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

حاتم العراقي: ابني قصي لم يختفِ وهذه نصائحي له

حاتم العراقي وابنه قصي

حاتم العراقي وابنه قصي

يؤكد أنه منذ بداياته حمل على كتفيه راية الأغنية العراقية، وقرر أن يكون هدفه الحفاظ على هوية الغناء العراقي وإعادة إحياء تراثه الغنائي.
المطرب حاتم العراقي يتكلم على إحساسه بجائزة أفضل كليب عربي التي حصدها أخيراً، وحقيقة اختفاء ابنه المطرب الشاب قصي بعدما لفت الأنظار في the Voice، ونصائحه له، كما يكشف طبيعة علاقته بـ «روتانا»، ورأيه في عمرو دياب وأحلام، ويتحدث عن نجوم الغناء الذين تعاون معهم كملحن أيضاً.


- حصدت أخيراً جائزة أفضل فيديو كليب عربي من مونديال القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن أغنية «هو حياتي»، ما هو شعورك حين تسلّمت الجائزة؟
شعرت بالفخر والسعادة حين تم تبليغي بدعوة مونديال الإذاعة والتلفزيون، فتسلّم جائزة من مصر، بلد الفن الأصيل، هو بمثابة وسام شرف يوضع على صدري، وأشكر الدكتور إبراهيم أبو ذكري، الذي منحني شرف الحضور لافتتاح المهرجان وختامه، والذي تشرفت من خلاله بالغناء مع إيهاب توفيق والمطربة شمس، كما لا بد من أن أشكر صنّاع أغنية «هو حياتي»، التي فازت بالجائزة، وعلى رأسهم المخرج المصري جميل المغازي والشاعر حازم جابر، والملحن عمار العاني والموزع زيد نديم.

- ما هي أهم محطاتك الغنائية؟
 بدأت الغناء في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وكانت أغنياتي تُشعر الجمهور دائماً بأنني كبير في السن، حيث إنني كنت أفضّل غناء المواويل والأغاني الشعبية ذات المعاني والألفاظ القوية، وبعد فترة انطلقت في طرح الألبومات الغنائية، التي بدأتها عام 2002 بألبوم حمل عنوان «الكوكتيل»، «مهاجر» في 2005، و «يا طير» عام 2006، وكانت من إنتاج شركة ميلودي، انضممت بعدها إلى شركة نجوم للإنتاج الفني، حيث قدمت ألبوم «رايح» 2008، و«الدنيا ما تسوى» في 2010، وخلال تلك الفترة شاركت في عدد كبير من المهرجانات الغنائية الكبيرة، منها مهرجان الموسيقى في دبي، ومهرجان الأغنية الدولي في القاهرة، واستكملت رحلتي الفنية بالانضمام إلى شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات»، وطرحت من خلالها ألبومين غنائيين: «ذكرناكم» و «حاتم العراقي 2014»، وهما ألبومان متنوعان يشملان كل اللهجات والألوان الموسيقية.

- هل حققت لك شركة «روتانا» كل ما تحلم به؟
 تعاملت مع روتانا في ألبومين، «ذكرناكم» عام 2012، و «حاتم العراقي 2014»، وأرى أن التعامل مع شركة كبيرة وعملاقة مثل روتانا أمر جيد لأي مطرب عربي، فروتانا لها مكاتبها في كل البلدان العربية، وتوفر للمطربين المتعاونين معها كل ما يطلبونه، ولذلك العلاقة بيني وبينهم على أفضل ما يرام. وأتمنى أن يستمر نجاحنا معاً، فروتانا هي بيتي الثاني وسالم الهندي شقيقي.

- هل بدأت التجهيز لألبوم غنائي جديد؟
 ما زلت أعيش نجاح ألبومي الأخير «حاتم 2014» والذي صورت منه حتى الآن ثلاث أغنيات، ومنها أغنية «هو حياتي» التي فازت بجائزة في المونديال، لكن حالياً أفكر جدياً في التجهيز لميني ألبوم، حتى لا أتأخر كثيراً على جمهوري، وأنوي طرحه في عام 2016 مع شركتي روتانا، وسأسعى ليضم العمل أغنية مصرية.

- لماذا تهتم بتقديم الأغاني التراثية العراقية؟
 منذ أن اقتحمت عالم الغناء، عاهدت نفسي على أن أحمل على كتفيّ راية الأغنية العراقية، ولذلك كان واجباً عليَّ أن أعيد إحياء الأغنيات التراثية العراقية لأساتذتنا ناظم الغزالي وسعدون جابر وحسين نعمة وإلياس خضر وداخل حسن وغيرهم، فتلك الأغنيات تحمل كلمات وألحاناً عميقة وخالدة، وتؤثر في وجدان وقلوب كل من يستمع إليها.
ولست وحدي من اهتم بها، وإنما جيلي والجيل الذي سبقني، أمثال كاظم الساهر وماجد المهندس، إذ حرصنا على نشر تراث العراق الفني في كل أرجاء الوطن العربي، لإيماننا بمدى جودة هذا التراث وتميزه.

- لماذا أنت مقل في الغناء بالمصرية؟
قدمت أغنية مصرية بالفعل بعنوان «الناس الطيبين»، كلمات الشاعر المصري نصر الدين ناجي، وألحان محمد عصمت، وتوزيع محمد مصطفى، وثمة تعاون قريب مع الملحن المصري تامر عاشور في أغنية ستكون مفاجأة للجميع، وأرى أنها ستحقق نجاحاً باهراً فور طرحها في السوق المصري.

- ما حقيقة مشروعك الغنائي مع المطرب إيهاب توفيق؟
بالفعل نعمل حالياً على فكرة مع المخرج جميل المغازي والملحن عمار العاني، لكننا ما زلنا في البداية، وإيهاب صديقي، وله جمهور كبير في مصر والوطن العربي، والتقيت به ووجدته محترماً وفناناً راقياً، وأتمنى أن يكون التعاون بيننا ناجحاً.

- لماذا اختفى نجلك «قصي» بعدما حقق نجاحاً كبيراً بظهوره في الموسم الأول من برنامج المواهب الغنائية the Voice؟
قصي لم يختف، لكنه يختار أعماله بتأنٍ ودقة متناهية، فبعدما تخرج في برنامج the Voice، فضّل أن يشق طريقه الغنائي بنفسه، ولذلك طرح أغنية سينغل بعنوان «يا صيادة» صوّرها فيديو كليب، وأخرجها له المخرج الكبير بسام الترك، من كلمات حامد الغرباوي وألحان عمار العاني وتوزيع وليد فايد، وقد حققت الأغنية نجاحاً كبيراً، وهو يستعد حالياً لتصوير أغنيتين أخريين سيكون لهما صدى كبير عقب طرحهما، فقد استمعت إليهما وأُعجبت بهما للغاية، وأعتقد أن جمهوره سيشعر بما شعرت.

- ما النصائح التي تسديها لقصي في المجال الغنائي؟
 قصي يدرك جيداً ما الذي ينبغي عليه أن يقدمه لجمهوره، لكن من وقت إلى آخر أجلس معه وأعطيه بعض النصائح التي تعلمتها خلال مشواري في مجال الموسيقى والغناء، ومنها أن يختار كلمات راقية ليس فيها إسفاف أو تدنٍ أو قد تخدش الحياء، حتى لا يلفظه الناس، وأن يهتم بالأغنية العراقية، لأن العراق في حاجة ماسة إلى صوته وصوت كل الموهوبين العراقيين، كما أطلب منه دائماً أن يغني المواويل العراقية لكن بأسلوبه الشبابي، وأن يكون خير سفير للأغنية العراقية في كل الوطن العربي والعالم أجمع، وأعتقد أن قصي قادر على تحقيق ذلك، فهو يمتلك موهبة رائعة بشهادة كل من استمع إلى صوته.

- ما تقييمك لبرامج اكتشاف المواهب الغنائية التي انتشرت أخيراً؟
 بالتأكيد هذه البرامج اكتشفت أصواتاً جميلة أضافت إلى الساحة الغنائية، ومنحت تلك الأصوات بطاقة ذهبية لدخول قلوب الجماهير في كل أنحاء الوطن العربي عبر شاشات فضائيات كبيرة، مثل «إم بي سي»، تتابعها كل البلدان العربية، مما اختصر لتلك الأصوات شوطاً طويلاً ليحصلوا على فرصة للشهرة، وليتعرف الجمهور على أصواتهم من المحيط إلى الخليج في وقت قياسي، لكن ينبغي على المتسابق بعد أن يتخرج فيها، أن يعمل كثيراً على صوته، ويصقله بالدراسة الجيدة لئلا يخسر كل ما حققه في البرنامج الذي تخرّج فيه.

- ما البرنامج الذي تفضله بين كل تلك البرامج؟
أحب برنامج the Voice، لأن ابني قصي شارك فيه وحقق نجاحاً كبيراً من خلاله. أيضاً هناك برنامج «أراب آيدول» الذي يضم لجنة تحكيم ممتازة، وقدم مواهب رائعة خلال السنوات الماضية، أمثال كارمن سليمان ومحمد عساف... حتى البرامج الأخرى التي لم أذكر اسمها أراها مميزة وممتعة للجمهور ومفيدة للمشاركين فيها.

- جمعك لقاء بالنجم عمرو دياب، فما تقييمك لمشواره الغنائي؟
 عمرو دياب فنان استثنائي في تاريخ الوطن العربي، ولن يتكرر، والتقيته بالفعل منذ فترة حين كنا نفتتح «روتانا كافيه» في الأردن، وأتابع دائماً أعماله الغنائية وأستمتع بها، فنجاح عمرو هو نجاح لكل المطربين العرب، ونجاح أي مطرب عربي يمثّل نجاحاً لي، فنحن نعمل جميعاً لمصلحة وطننا العربي، وليس لأنفسنا وبلدنا فقط.

- من المطربون الخليجيون الذين تحب الاستماع إليهم؟
 هناك عدد كبير من الخليجيين الذين أحب الاستماع إلى أعمالهم، بداية من فنان العرب وأستاذنا الكبير محمد عبده، مروراً بعبدالله الرويشد وحسين الجسمي وراشد الماجد.

- وماذا عن أحلام؟
 هي ملكة الغناء الخليجي وعلاقتي بها رائعة.

- لحّنت لكبار مطربي الوطن العربي، فمن أكثر الفنانين الذين تفخر بالتعامل معهم؟
 أفخر دائماً بأي فنان تعاملت معه مهما كان اسمه، وكل الأعمال التي قدمتها كانت لنجوم، فحسين الجسمي تغنّى بموال «ذكرتك والسما» في إحدى حلقات برنامج «أراب آيدول»، ولحّنت للمطربة الذهبية نوال الزغبي أغنية خليجية بعنوان «غازلني» طُرحت في ألبومها الأخير، وتعاملت أيضاً مع المطربين اللبنانيين الكبيرين أيمن زبيب وملحم زين، وهناك أغنيتان مع المطرب التونسي صابر الرباعي ستطرحان في الأسواق قريباً.
كما قدمت أعمالاً عدة مع المطربة العراقية شذى حسون، بما فيها الأغنية الرئيسية في ألبومها الأخير «ولهانة»، وبابي مفتوح لأي فنان عربي، وأتشرف بالتعامل معهم جميعاً.

- كيف تنظر إلى الأوضاع المأسوية في بلدك العراق؟
 العراق جريح اليوم، فهو في دمي وعقلي وقلبي، وأدعو من كل قلبي أن يعود إلى سابق عهده، فهو أحد رموز الوطن العربي، كما أتمنى أن تهدأ الأوضاع في كل البلدان العربية ونعيش في أمن واستقرار، فنحن شعوب طيبة لا تحب التقاتل والأزمات.

- أين تعيش حالياً؟         
أعيش في دولة الإمارات، لكنني كفنان لا أمكث طويلاً في مكان محدد، إذ أتنقل بين دولة وأخرى. فالوطن العربي هو بيتي الكبير الذي أتنقل بين مختلف بلدانه، كما أعيش في أوروبا فترة طويلة حين ينشغل جدولي بحفلات للجاليات العربية هناك.

- ما تقييمك للأغنية العراقية؟
للأغنية العراقية مكانتها المشرّفة في الوطن العربي، وهي من أحلى وأجمل اللهجات العربية التي يمكن أن تستمع إليها، كما أن كبار الأغنية العربية تغنوا بها، والآن يسعى عدد كبير من المطربين الموجودين على الساحة لإعادة أداء تلك الأغاني، مثلما شاهدنا في الفترة الأخيرة.

- هل ترى أن تقديم بعض المطربين العرب للأغنية العراقية موضة غنائية جديدة؟
لا، الأغنية العراقية تتضمن أشكالاً وألواناً غنائية مختلفة تماماً عن الأغنية الخليجية والشامية والمصرية، والفنان الذي يذهب إليها يريد أن يقدم عملاً جديداً ومختلفاً لجمهوره.

- أخيراً، اتجه عدد كبير من المطربين إلى التمثيل، فهل تفكر في الأمر؟
أعلم جيداً أن هناك عدداً كبيراً من المطربين الذين نجحوا في أداء أدوارهم التمثيلية، لكنني لا أفكر في التمثيل، لأنني أحب الغناء وأفضّل الاستمرار فيه، حتى أقدم لجمهوري كل ما يريده، خاصةً أنه يعرفني كمطرب وليس ممثلاً، وربما في المستقبل لو وجدت عملاً جيداً، أفكر في التجربة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079