تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

جورجيو أرماني يفتح أبواب بيته في بانتيليريا: 'هذا هو المكان الذي أرتاح فيه'

مصمم الأزياء الايطالي جورجيو أرماني يملك بيوتاً كثيرة، منها بيت في جزيرة بانتيلريا الايطالية البعيدة عن صخب الحياة العصرية. عن هذا البيت يقول أرماني لـ «لها»: «زرت بانتيليريا للمرة الأولى قبل ثلاثين سنة مع صديق لي، وصدقوني، لم يعجبني هذا المكان أبداً. لم يكن هناك أية فنادق جميلة ولا مطاعم، ولا حتى أية حياة! وكنا نحتاج إلى مولد كهربائي لطهو الطعام... الإثارة اليومية كانت رؤية سيارة على الطريق... ولكن بعد أيام من زيارتي، نظرت فجأة إلى السماء الصافية، وكان كل ما حولي في غاية من الهدوء. هدوء صاف. بعد سنوات عدة، زرت الجزيرة من جديد، عام 1981، وقررت شراء منزل فيها. وبعد سنوات أخرى، إشتريت قطعة من الأرض بالقرب من الماء، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت المكان الذّي أزوره كل عام في الصيف، في شهر آب/أغسطس. بالطبع اليوم جزيرة بانتيليريا فيها الكهرباء وبعض الفنادق، وبالتأكيد نرى السيارات على الطريق، ولكنها ما زالت محافظة على جمالها ووحشيتها الطبيعية.

«اليوم بانتيليريا هي فعلاً المكان الذّي أزوره للراحة. وتقول شقيقتي إنه المكان الوحيد الذي ترى فيه وجهي مختلفاً. فهنا أشعر بنفسي بعيداً عن الأضواء، وعيناي هنا دائماً تحدقان الى السماء النقية، والتعب يزول على الفور.

«منزلي في بانتيليريا كجميع المنازل التي أملكها في مختلف أنحاء العالم يعكس نظرتي وشخصيتي وحبي للجمال. فهو تماماً كتصميم الأزياء، تعبير عن الشخصية. فكان من المهم جداً إختيار ما يلائم هذه الشخصية، لنشعر بدفء المنزل والراحة التامة فيه. أحب مثلاً كل ما هو من الطبيعة، سواء كان في الأثاث أو الألوان أو الأقمشة أو الأشكال.

«لقد اخترت لمساعدتي في المنزل مهندسة الديكور غابرييلا جونتولي. فهي من الجزيرة ومتفهمة تماماً للطبيعة فيها وكل ما يحيط بها. أعجبتني عند غابرييلا قدرتها الفطرية على فهم احتياجاتي؛ فلقد عرفت على الفور رؤيتي وذوقي، وترجمت جميع أفكاري وحولتها إلى واقع وحقيقة: البساطة، الطبيعية، الترف والرفاهية.

«هندسة البيوت هنا تعود إلى عصور الحضارة العربية، وهي تتمثل بحائطين من الحجر بسماكة قدمين، مبنيين من صخور البركان، وسقوف بيضاء على شكل قبة تسمح بعزل طبيعي للحرارة الخارجية وحماية المنزل من درجات الحرارة المرتفعة. فالبيت يبقى نقياً ومنعشاً بطريقة طبيعية، دون حاجة إلى مكيف. أعتقد أن ديكور المنازل هنا في القديم كان في الخارج كما في الداخل، طبيعي، مريح وعملي.

في البدء كان المنزل عبارة عن حجرتين منعزلتين حيث كان يأتي البعض لقطف فاكهة الصبير. البحر هنا ليس ما شدني إلى المكان، ولكن الجزيرة بحد ذاتها جذبتني، الأضواء فيها والأراضي القاسية والوحشية. فهنا المكان محاط بصخور البركان السوداء التي تمنح الشعور بالقوة والتواضع، وأنا بحاجة إلى قوة مثل هذه لأشعر بالراحة.

«حالياً، يضم المنزل مكانين أساسيين يحتويان على غرفة جلوس خارجية وغرفة طعام وسبع حجرات. وقد عملت عبر السنوات في الحديقة الخارجية التي تحيط بالمنزل، وهي تضم غابات رائعة من الورود، وسياجاً من الياسمين وأشجاراً نادرة من السرو، وأشجار نخيل يبلغ عمرها 300 سنة أتيت بها من جزيرة صقلية، بالإضافة إلى الصبير. أقوم كل عام بترميم المكان، والعام الماضي عملت على حوض السباحة وقمت بتجديد كامل للأثاث مستعيناً بمجموعة Armani Casa الخاصة بالديكور. وأذكر أن المجموعة هذه مستوحاة شيئاً ما من منزلي هنا في بانتيليريا. فهي مستقاة من كل ما هو طبيعي، كالخشب والحجر والبحر. الخطوط بسيطة والمواد التي أستخدمها ثمينة، فهي مجموعة توفر الراحة العملية. وكما في تصاميمي فهي مزيج من العرقية مع أشكال عصرية».

كيف يختلف منزلك في ميلانو عن منزلك في بانتيليريا؟
المنزلان مختلفان تماماً، فالأول أعمل فيه وأمضي فيه أكثر حياتي العملية، بينما الثاني أزوره للراحة والاستجمام. في ميلانو، حيث أعيش من الإثنين إلى الجمعة، البيت عصري وعملي. يمكنني الاسترخاء فيه قليلاً واستقبال بعض الأصدقاء، وأصل منه إلى المكتب بدقيقتين، وأنا في وسط ميلانو. أما بانتيليريا، فهي ملجأي في الصيف، حيث أمضي شهراً كاملاً. أعيش في الهواء الطلق، ومنزلي هناك هو المكان الوحيد الذّي يسمح لي بالابتعاد عن الضغوط وشقاء العمل اليومي. كنت أزور منزلي هذا في الصيف فقط، ولكنني الآن أذهب هناك لتمضية عطلة نهاية الأسبوع في الخريف والربيع. الجزيرة قريبة جداً من تونس، مما يجعل الطقس فيها دافئاً وممتعاً.

ما أكثر ما يعجبك في المنزل؟
غرفة الجلوس الخارجية، في الهواء الطلق، وهي تطل على البحر.
بركة السباحة التي تظهر وكأنها جزء من الطبيعة المحيطة بالمنزل.
الشعور بالهدوء والراحة.
بساطة المنزل وعمليته.
أستطيع أن أستقبل عائلتي وأصدقائي فيه.
المنزل قريب من ميلانو ولكنه يبدو في الوقت نفسه بعيداً كل البعد عن الحضارة.

كيف يمضي جورجيو أرماني يومه في بانتيليريا؟
أيامي في هذه الجزيرة بسيطة. فأنا أمضي معظم اليوم في الخارج، في الهواء الطلق. أبدأ النهار في الساعة السابعة والنصف صباحاً بمشي سريع حول الجزيرة، فانا أستيقظ باكراً دائماً. ولكنني بالطبع لا أجبر ضيوفي على الاستيقاظ والمشي معي، إلا إذا كانوا يرغبون في ذلك! أتناول طعام الفطور مع عائلتي وأصدقائي... ومن بعدها نبحر عادة على متن يختي ونسبح. نعود لتناول الغداء عند الساعة الثالثة، ونأكل دائماً في الحديقة. بعد الغداء، أستريح وأنام قليلاً. بعد الظهر نقوم بزيارة للأسواق أو نشاهد الأفلام. والعشاء نتناوله دائماً في الحديقة، على ضوء الشموع. لا أخرج للسهر كل ليلة، ففي بانتيليريا ليس هناك العديد من الأماكن التي يمكن زيارتها، ولكن أحياناً نخرج لتناول المثلجات أو إلى الشاطئ.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077