تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

السعوديات الأكثر إنفاقاً على مستحضرات التجميل قيمة واردات السعودية من مستحضرات التجميل تجاوزت 2.3 مليار ريال في 2015

تعد المرأة السعودية من النساء الأكثر إنفاقاً على مستحضرات التجميل بين نساء العالمين الغربي والعربي، وحتى بالمقارنة مع قريناتها الخليجيات، مع تصاعد مستمر ونمو متزايد في حجم الطلب الذي تشهده الأسواق السعودية المتخصصة، وفقاً لما أكدته الدراسات والتقارير الاقتصادية الخاصة بهذا القطاع. وأظهرت إحصائية صادرة عن مصلحة الجمارك العامة، تجاوز قيمة واردات السعودية من مستحضرات التجميل خلال العام الماضي 2.3 مليار ريال، بكميات بلغت نحو 44.6 مليون كيلوغرام. وطبقاً لأرقام الإحصائية، فإن حجم الاستيراد يعادل ضعف الحجم الذي كان متوقعاً لسوق مستحضرات التجميل خلال العام الماضي. ويذكر المتحدث الرسمي باسم المصلحة عيسى العيسى، أن «الكميات الواردة إلى السعودية خلال العام الماضي 2015، بلغ حجمها حوالى 44.4 مليون كيلوغرام».


قدر التقرير الاقتصادي الأخير الصادر عن Saudi Health and Beauty حجم اقتصاديات سوق مستحضرات التجميل في السعودية بما يعادل 60 مليار ريال سنوياً، فيما تنبأ في الوقت ذاته بنمو القطاع بنسبة 11 في المئة سنوياً، وتوقع أن تزيد مبيعات مستحضرات العناية بالبشرة بنسبة 26 في المئة، لتصل إلى 1.88 مليار ريالٍ في عام 2015، وحدد في الوقت ذاته متوسط إنفاق السعوديات على مستحضرات التجميل بـ 3.800 دولار سنوياً (ما يعادل 14.250 ريالاً سعودياً). وقدّر التقرير الصادر عن الشركة السعودية المختصة في القطاع، نمو قطاع عيادات التجميل في السعودية بـ10 أضعافه في السنوات الخمس المقبلة.
ووفق التقرير، تبلغ حصة الشرق الأوسط نسبة 20 في المئة من إجمالي السوق العالمية، تتصدرها السعودية بنحو 450 مليون دولار، وهي سوق مرشحةٌ للارتفاع بشكل أكبر نظراً الى القوة الشرائية لدول المنطقة التي تخصّص أعلى معدلات الإنفاق في العالم على هذه المنتجات.
إلى جانب العطور، تحظى منتجات العناية بالشعر، بأهمية متزايدة في السعودية وباقي دول الخليج. وذكر التقرير أن التقديرات المختصة تؤكد أن مستقبل التجميل في المنطقة وفي العالم، سيكون مدفوعاً بتنامي الطلب على هذه المستحضرات، وبنموٍ سنوي في حدود 12 في المئة دولياً، و15 في المئة في دول الخليج.  

تناقش «لها» في هذا التحقيق مع أصحاب الاختصاص حجم معدلات إنفاق المرأة السعودية على مستحضرات التجميل، ومدى تأثير ارتفاع معدلات الإنفاق في هذا المجال في الاقتصاد السعودي.


في مركز التسوق
تذكر سارة الجهني، ربة منزل أنها ترتاد الأسواق والمراكز التجارية مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وذلك «لشراء بعض مستحضرات التجميل، خاصة أنني من المهووسات بالتجميل، ومتابعة كل ما هو جديد، سواء عبر التلفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي كالانستغرام، والسنابشات، وغالباً ما أشتري مستحضرات التجميل والعطور من دون التحقق من سعرها، وأقتني ما أحتاج اليه، وأحب دائما تجربة المستحضرات الجديدة، كما تستهويني الأغلفة الجميلة، والأشياء الرائجة، ولا يهمني إن كانت محلية الصنع أو عالمية، فأبتاع ما تعودت عليه بشرتي. وأكثر ما أشتريه مستحضرات العناية بالبشرة، والماكياج والعطور. ومعدل إنفاقي على شراء مستحضرات التجميل بشكل عام يتجاوز الثمانية آلاف ريال في الشهر».
من جانبها تقول تهاني الغامدي إن معدل إنفاقها على مستحضرات التجميل «متوسط، ذلك أنني أزور الأسواق التجارية والمراكز مرة في السنة، وأحرص على اقتناء المستحضرات المناسبة لبشرتي، وليس شرطاً أن تكون من ماركة عالمية، وأكثر ما أشتريه العطور وخاصة تلك القديمة منها، كما أبتاع مستحضرات العناية بالبشرة، ولا ألتفت الى الماركة بل أدقق في السعر، ولا أشتري المنتجات باهظة الثمن».
أما شقيقتها أماني الغامدي فتشير الى أنها تزور الأسواق والمراكز التجارية «كل شهر، وأنفق ما يقارب الـ 90 في المئة من مصروفي، وأميل في الغالب إلى شراء مستحضرات الماكياج، وأبحث عن كل ما هو جميل وجديد، سواء ما اعتدت عليه او كان مستحضراً جديداً، وأحب الألوان الزاهية كثيراً كالوردي والبنفسجي الفاتح، كما أبدل الألوان باختلاف المواسم، ففي الشتاء أحرص على شراء الألوان الغامقة، وفي الصيف أفضّل الألوان الفاتحة والزاهية. وبالنسبة الى العطور، أشتري العطور الخفيفة لفترات النهار، وفي الليل أستخدم العطور ذات النفحات القوية او العود».
أما وجنات حامد أبو عيسى التي تعمل بائعة في أحد متاجر مستحضرات التجميل، فتلفت الى «أن معدل إنفاقها على مستحضرات التجميل يفوق المعدل الطبيعي، خاصة في شراء العطور، فلديّ هوس كبير بالعطور، وأحب شراء العطور القديمة، وأزور المجمّعات التجارية مرتين إلى ثلاث في الشهر. أما في ما يخص مستحضرات التجميل فلا أشتريها إلا عند الحاجة وضمن المعقول. وتهمني كثيراً الماركات العالمية، حتى وإن جرّبت المنتجات المحلية». وتضيف: «أرى أن إقبال النساء على محال بيع مستحضرات التجميل والعطور كبير جداً، سواء في المواسم أو في الأيام العادية، فكلنا ندرك أن المرأة السعودية حريصة دائماً على الظهور بكامل أناقتها وجمالها، لذلك يأتي إلينا بعض الزبائن وينفقون الكثير من دون أن يتحققوا من السعر، فكل ما يهمهم هو نوعية المستحضر».
وتوضح خبيرة التجميل رباب الزهراني: «يتطلب مني عملي اختيار المنتجات التي أستخدمها شخصياً، أو لزبائني بدقة شديدة، وأفضّل غالباً تجربة المنتج بنفسي، سواء أكان محلياً أم عالمياً، قبل أن أستخدمه أو حتى أنصح به زبوناتي. وبسبب اختلاف أنواع البشرة وألوانها، يصبح لزاماً عليّ استخدام أنواع مختلفة من مستحضرات التجميل والماكياج. أما الكميات فتختلف باختلاف المناسبة وطبيعة الأشخاص. أتسوّق من أربع مرات إلى ست في الأسبوع وفق احتياجاتي، ويتجاوز معدل إنفاقي على شراء مستحضرات التجميل الـ10 آلاف ريال، خاصة إذا انتقيت منتجات ذات ماركات عالمية، فالمنتج يُحدد قيمته بذاته. وفي عملي، لست من النساء اللواتي يتبعن الموضة عشوائياً، لذلك أحاول الدمج بين ما تطلبه الزبونة، وذوقي في اختيار الألوان والموديلات، خاصة في ما يتعلق بالماكياج. المرأة السعودية من أكثر النساء عناية واهتماماً ببشرتها، فالمشاكل التي تواجهها بسبب عوامل المناخ، تحتم عليها الاهتمام بكريمات الترطيب والحماية من أشعة الشمس، والحرص على استخدام الغسول اليومي لتنقية مسام الوجه من الرواسب، وبتنا أخيراً نرى المرأة الموظفة، وسيدة الأعمال، والوزيرة، وعضو البلدية وغيرها من المناصب التي استطاعت الوصول إليها، وذلك يتطلب منها الإهتمام بمظهرها وإنفاق مبالغ مالية طائلة على مستحضرات التجميل أو العناية بالبشرة».

الحسون: معدل الإنفاق في قطاع التجميل فقط يصل إلى 400 ألف ريال في السنة
من جانبها، تقول سيدة الأعمال السعودية عضو مجلس سيدات الأعمال العرب ورئيسة مراكز التجميل النسائية في الغرفة التجارية مضاوي الحسون: «حققت المنطقة الخليجية في السنوات الأخيرة أرقاماً مذهلة في قطاع سوق مستحضرات التجميل ومراكز التجميل النسائية، وتصدّرتها السعودية باعتبارها الدولة الأكثر إنفاقاً على مستحضرات التجميل، والاستهلاك فيها مرتفع جداً وكذلك مؤشرات البيع، وبالتالي هو قطاع مهم ويحتاج الى الكثير من الاهتمام. ورغم الأزمات المالية التي لا تزال تلوح في الأفق، نجد أن معدل الإنفاق في قطاع التجميل يصل إلى 400 ألف ريال في السنة على منتجات التجميل فقط، ومعدل الإنفاق هذا يراوح ما بين الصرف الشخصي والتجاري في مراكز التجميل النسائية».
وتؤكد الحسون موافقتها على الإحصاءات التي صرحت بها مصلحة الجمارك العامة، «ذلك أن عدد الصالونات النسائية في السعودية يصل إلى 11 ألفاً على صعيد المملكة، وهي صالونات على مستوى عالٍ من الجودة في تقديم الخدمات، واستخدام مستحضرات التجميل ذات الماركات العالمية، والاهتمام بنوعية الزبونات، خاصة الفتيات المراهقات (بين 14 و 16 سنة) اللواتي بدأن في استخدام الماكياج، كما باتت الأسواق والمجمعات التجارية اليوم مكتظة بالنساء اللواتي يبحثن عن الجودة والنوعية، وهو ما نجده في محال مستحضرات التجميل المتوافرة في جميع المراكز التجارية. ورغم أن السوق الخليجي ومن ضمنه السوق السعودي، تسيطر عليه إلى حدّ كبير علامات تجارية عالمية، فقد بدأت بعض العلامات المحلية تحصل على نصيبها من السوق»... لافتة إلى أن «السعوديات يتصدرن باقي الخليجيات في الإنفاق على مختلف مستحضرات التجميل من منتجات العناية بالشعر، والبشرة، والعطور وغيرها من المواد الأخرى التي تلقى رواجاً غير مسبوق في الخليج. وتشير تقديرات مؤسسة «يورو مونيتر» إلى ضخامة حجم الإنفاق من السعوديات على كل مستحضرات التجميل، والعطور التي تلقى جاذبية كبيرة منهن، مما يجعلها مرشحة لنمو كبير جداً في المستقبل القريب بمعدل سنوي لا يقل عن 17 في المئة».
د. باعجاجة: السوق السعودي من أكبر أسواق المنطقة ولا نستغرب حجم الواردات التي تجاوزت الملياري ريال سعودي
يقول وكيل كلية العلوم الإدارية والمالية في جامعة الطائف الدكتور سالم سعيد باعجاجة إن «السوق السعودي من أكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط، لذلك لا نستغرب ارتفاع معدل الإنفاق على كثير من المواد الكمالية حيث تعتبر مستحضرات التجميل جزءاً منها، والسلع الكمالية، تحديداً في المنطقة الخليجية، تحتل نسبة كبيرة من دول العالم في استقطاب الشركات العالمية المتخصصة بمنتجات ذات جودة عالية وأسعار منافسة لهذه السلع ومنها مواد التجميل. وبالتالي لا نستغرب أن الوارادت السعودية منها قد تجاوزت الملياري ريال سعودي، وأيضاً لا نستغرب أن يكون حجم التجارة في حدود الـ 70 ملياراً سنوياً، ما يعني أن هناك استيراد كميات كبيرة من مستحضرات التجميل في المملكة من دول العالم، نظراً الى الطلب الشديد من السعوديات والمقيمات في البلد على مواد التجميل، وهي فعلاً تحتل نسبة كبيرة جداً من الواردات في السعودية».
ويضيف: «سوق مستحضرات التجميل من أكبر الأسواق وأضخمها، وهو في نمو متسارع يفوق التقديرات، ويرجع ذلك إلى دخول منتجات حديثة بمميزات جديدة، واذا اعتبرنا أن متوسط إنفاق النساء، سواء سعوديات او مقيمات، يصل إلى 15 ألف ريال في مجال الجمال، والعناية الشخصية، ومستحضرات التجميل الفاخرة، والعناية بالبشرة، والعطور، ومستحضرات العناية بالشعر، نجد أن هذه المبالغ تمثل جزءاً من ميزانية الأسرة، وهذه الميزانية لا تتدخل فيها المرأة، فربّ الأسرة هو المسؤول عنها، ولذلك نجد أن النساء العاملات ذوات الميزانيات المستقلة ينفقن ما يقارب الـ 70-80 في المئة من رواتبهن على مستحضرات التجميل. وهذا الأمر يؤثر في الاقتصاد السعودي على نحو كبير، وتأثيره يصبح سلبياً إذا تمت مقاربته بناءً على أسس عديدة منها عدم الإسراف، وترشيد الإنفاق خاصة مع الميزانية الحالية. وما جاء في إحصائية الجمارك العامة، وبعض التقارير الاقتصادية يؤكد تضاعف نمو قطاع مستحضرات التجميل، ومن البديهي أن ترجح كفة الواردات السعودية بأكثر من 1.88 مليار ريال، نظراً إلى زيادة النمو السكاني، وحجم الطلب المحلي على المنتجات».

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080