العنف اللفظي يطارد المرأة ومعاناته تصل إلى الاكتئاب
بات العنف اللفظي كابوساً يطارد المرأة أينما ذهبت... في البيت والشارع ومكان العمل، فهناك دائماً من يواجه المرأة بعنف لفظي جارح وعدواني، وله في غالب الأحيان طابع الإهانة. ويقف القانون، هنا وهناك، عاجزاً عن معاقبة الفاعل، لتدفع المرأة وحدها الثمن بمزيد من المعاناة النفسية التي قد تصل الى حد الاكتئاب وفقدان الثقة بنفسها وبمن حولها. «لها» ترصد حكايات من تعرضن لهذا العنف اللفظي في مصر والسعودية ولبنان، وتبحث عن أسباب انتشاره في مجتمعاتنا، وسبل مقاومته والحد منه.
في مصر: ظاهرة تزداد وتتفاقم
رضوى نور، 23 عاماً، خريجة كلية الآداب، تعترف بتعرضها للعنف اللفظي بشكل يومي قائلة: «دائماً ما أتعرض للتحرش بمختلف أنواعه. لكن أكثر ما أتعرض له ويكاد يكون حدثاً يومياً هو العنف اللفظي منذ خروجي من المنزل وحتى عودتي اليه مرة أخرى. لكنْ هناك موقف لم أمتلك القدرة على تجاوزه، فبينما كنت في أحد الشوارع القريبة من عملي في وسط البلد، أوقفني شاب يبدو في أواخر العشرينات، اعتقدت للوهلة الأولى أنه يريد الاستفسار عن شيء، ولكنه استوقفني ليقذفني ببعض العبارات والإيحاءات البذيئة، مما أرهبني وجعلني لا أتمالك نفسي، فصرخت في وجهه ووصفته بأنه عديم الأخلاق، فحاول أن يتطاول عليَّ بالضرب، ولكن الناس تدخلوا وأبعدوه عني».
تضيف رضوى: «أكثر ما أثار غضبي هو محاولة الناس كسب عطفه ورجاؤهم له بتركي وعدم ضربي، فشعرت حينها بأنني الجاني ولستُ المجني عليه، وأنه كان من الأفضل لي التزام الصمت والذهاب، إذ لا يمكن أحداً أن يفهم شعور فتاة انتهكها شخص بنظراته وتعبيراته، وأعطى نفسه الحق في الاعتداء عليها لفظاً».
نرمين: كلمات أستاذ الجامعة صدمتني
أكثر ما يثير التعجب في قصة نرمين عادل، في العشرين من عمرها، طالبة في جامعة القاهرة، أنها تعرضت للتحرش اللفظي من جانب دكتور جامعي، وتحكي قائلة: «بينما كنت أتقدم بأحد الأبحاث المطلوبة لمادة اللغة العربية، عن المرأة وحقوقها الاجتماعية، نظر الدكتور المشرف على المادة إلي وبدأ يناقش البحث، فشعرت بأنه يرى الكلام مسخاً، وعندما بدأت مناقشته، صدمتني كلماته التي كانت عبارة عن سبّ علني للمرأة وحقوقها، مما جعلتني أتجرأ على خوض الجدال معه. حينها فقدت تركيزي قليلاً، ثم بدأت الرد عليه بأن حقوق المرأة نفسها هي التي ستدفعني الى التقدم بشكوى رسمية الى عميد الكلية، فلم يلبث أن تحول من السُباب إلى التحرش اللفظي، ووصفني بأنني أعاني قصوراً في جسدي وعقلي أيضاً، وعمد الى تهديدي بعدم قبول البحث وتخطي تلك المادة». وتكمل نرمين: «حاولت بالفعل التقدم الى عميد الكلية بشكوى ضد دكتور جامعي يفترض به تعليم طلابه مبادئ الأخلاق واحترام حقوق المرأة، لكن صديقاتي منعنني بحجة أنه لا يوجد من يشهد على الأمر، وسيقوم هذا الدكتور باضطهادي بالفعل».
نهلة: استقلت من عملي بسبب ألفاظ زميلي
أما نهلة الشربيني (باحثة)، فتعترف بأنها لم تسلم من العنف اللفظي، سواء في عملها أو في منزلها، وتقول: «كنت دائماً أصطدم في العمل ببعض زملائي الذين يحاولون تجاوز حدودهم من خلال إطلاق الألفاظ البذيئة، ظناً منهم أن هذا أحد أنواع التقرب والود، ولكنني كنت أعبر عن رفضي لذلك بنوع من الحياء، حتى شعرت بأن صبري قد نفد، فكيف لرجل يعتقد أن الهزار باللفظ البذيء شيء يمكن تقبله! وفي إحدى المرات غضبت وثرت في وجه زميلي وطلبت منه الالتزام في حديثه معي حتى لا أتقدم بشكوى رسمية، لأفاجأ بنشره الشائعات عني مع زملاء العمل، فاضطررت إلى الاستقالة من العمل».
تكمل: «بصراحة ندمت على قرار الاستقالة، وقلت إنه كان من الأفضل لو واجهت الجميع ولم أترك عملي، لكنني تعلمت درساً مهماً، وهو أن أصبح أقوى في المرات المقبلة».
وتضيف نهلة: «الأمر يرهقني نفسياً، لأنني أتعرض له في المنزل أيضاً، كتوجيه أخي السُباب لي محاولاً فرض سيطرته عليَّ إذا عدت في وقت متأخر أو لم أنفذ ما يريد، وهذا جعلني أشعر بعدم الثقة».
مها: لست ضعيفة وأعرف كيف أرد
الاعتداء اليومي على الفتيات بنظرات ثاقبة وكلمات بذيئة جعلهن يبحثن عن وسائل حماية، كما حدث مع مها عزام، 25 عاماً، مترجمة، والتي تروي كيف يمكن امرأة عاملة أن تدخل في شجار يومي من أجل الرد على العنف اللفظي الذي تتعرض له، فتقول: «عندما أذهب إلى العمل، أتعرض لعشرات الرجال ممن يطلقون الألفاظ الشنيعة في وجهي، مع بعض التعبيرات الإيحائية. لكن من أكثر المواقف الحاسمة لي، بينما كنت عائدة منهكة من العمل ذات ليلة، ووجدت رجلاً يستقل دراجة ويقترب مني ليقذف في أذني أبشع الألفاظ. شعرت حينها بالأسى، فكيف يعقل لرجل لم يرني قط أن ينعتني بتلك الأوصاف؟ وما المتعة التي يجدها في إهانة امرأة؟ ومن دون أن أشعر، وجدت نفسي أركض خلفه حاملة أداة الدفاع عن النفس للمرة الأولى، وعندما رآها في يدي ركض كالجبان، ولكنني استمررت حتى سقط أرضاً وانهلت عليه بالضرب، فتأسف لي وتعهد بعدم فعل ذلك مرة أخرى. حينها تيقنت من أنني لستُ كائناً ضعيفاً، ويمكنني أن أكون لطيفة من دون أن أسمح لأحد بإهانتي وانتهاك عفويتي».
سلمى: القانون لم ينصفني
العنف اللفظي الذي تعرضت له سلمى سامي، 22 سنة، تحول إلى تحرش جسدي، فتقدمت على الفور ببلاغ وتحرير محضر بما حدث معها، وتقول: «كنت في عربة المترو حين شعرت بأنفاس شخص تقترب مني. التفت اليه وطلبت منه الابتعاد بشيء من الحدة، فشتمني من دون استحياء، وفوجئت به يتحرش بجسدي. حينها أصررت على جعله عبرة لكل من يراه، إذ أمسكت به واصطحبته إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بواقعة تحرش. وبعد تحرير المحضر، ذهبت في اليوم التالي إلى النيابة، لأجد أهل المتحرش يقدمون أوراقاً تثبت أنه مختل عقلياً، رغم اعتراف المتحرش في البداية بالواقعة اعتقاداً منه أننا سنحل الأمر ودياً». وتضيف: «والدة المتحرش هددتني أكثر من مرة بأنها ستأخذ حق ابنها وستُقدم على فضحي، ثم فوجئت بحصول المتحرش على إخلاء سبيل، فصعّدت الأمر وتم فتح التحقيق مرة أخرى، ورغم أخذ أقوال الشهود، تم حفظ المحضر ثانيةً». وتكمل سلمى: «شعرت بالأسى لذلك، ولا أعرف إذا تعرضت لحادث كهذا مرة أخرى، هل ألجأ الى القضاء أم لا؟ أعتقد بأنني سآخذ حقي بيدي، ولن أنتظر القانون ليبت في ذلك، فلا يوجد أكثر من شهادات المختلين عقلياً».
الدكتور محمد المهدي: العنف اللفظي يصيب المرأة بالاكتئاب والشعور بعدم الأمان
يقول الدكتور محمد المهدي، رئيس قسم الطب النفسي في جامعة الأزهر: «ظاهرة تعرض الفتيات للعنف اللفظي في الأماكن المختلفة، بما في ذلك داخل الأسرة نفسها وأماكن العمل الرسمية، أصبحت للأسف أمراً عادياً في نظر البعض ولا تثير حفيظة الكثيرين، حيث يعتبر أفراد الأسرة أن تعنيفهم للفتاة شكل من أشكال التنفيس عن الضغوط التي يتعرض لها الأب أو الأخ في عمله، ويرجعون السبب إلى عدم طاعة الفتاة الصغيرة لمن هم أكبر منها سناً». ويشير الدكتور المهدي إلى أن التحولات الاجتماعية والنفسية العميقة، التي حدثت في المجتمع المصري خلال السنوات القليلة الأخيرة، وتدني المستوى الثقافي والذوق العام والأخلاق والتعاملات بين الأفراد بصفة عامة، أهم أسباب انتشار العنف اللفظي ضد المرأة، مؤكداً أن هناك آثاراً نفسية لهذا النوع من التحرش تؤدي في النهاية الى تعرض المرأة لصدمة نفسية، بالإضافة الى إصابتها بالاكتئاب وفقدان الثقة بالآخرين والتردد وعدم الشعور بالأمان النفسي والاجتماعي». وفي نهاية كلامه، يؤكد الدكتور المهدي أن العنف اللفظي جزء من ثقافة مجتمع، يعامل المرأة على أنها مخلوق درجة ثانية، عليها أن تتحمل هذا العنف ولا تشكو، وأن القضاء على تلك الظاهرة يحتاج الى تكاتف الجميع من دور عبادة إلى وسائل إعلام.
الدكتورة عزة كريم: عادات وتقاليد خاطئة تشجع على العنف اللفظي ضد المرأة
تقول الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع: «انتشار العنف اللفظي ضد المرأة يعود إلى بعض العادات والتقاليد الخاطئة التي تحقر من شأن المرأة، وتحض على التكتم على مثل هذه المشكلة، ووضعها في الجزء المسكوت عنه، ومحاولة تجنب نقاشها بشكل علني وصريح، مما جعل المشكلة تتفاقم من دون أن يطرح أحد حلولاً فعلية لها، كما أن للنشأة دوراً، إذ إن أغلب من يمارسون العنف اللفظي ضد المرأة هم من أسر مفككة أو تعاني المشاكل». وتضيف أن البعض يمارس عنفاً لفظياً ضد المرأة على سبيل المزاح، فأصبح المتحرش لفظياً لا يخجل ولا يخشى نتيجة فعلته، بل بدأ يرتكبها بكل تبجح من باب الفهلوة والدعابة. وتتابع: «على المجتمع أن يتحمل مسؤوليته قبل أن يتحول إلى غابة بشرية يصعب على المرأة العيش فيها، وسيتدهور الحال إلى الاغتصاب والقتل وارتكاب الجرائم في حق المرأة، خاصة أن بعض النساء يتجنبن الرد على هذه التجاوزات، بسبب الخوف أو الضعف أو تجنباً للمشاكل وحفاظاً على مواقعهن في العمل، خاصة إذا كان من يستخدم العنف اللفظي ضد المرأة هو رئيسها في العمل، وللأسف هذه السلبية قد يفهمها الرجل بأنها بمثابة قبول من المرأة بأفعاله». وتطالب الدكتورة عزة بضرورة اتخاذ إجراءات عملية لتعديل السلوك في المجتمع تجاه المرأة، بدءاً من الأسرة، مروراً بالمدرسة والجامعة، وانتهاء بوسائل الإعلام وواضعي القوانين التي يجب أن تكون أكثر حسماً في مواجهة العنف اللفظي ضد النساء.
في السعودية: العنف اللفظي ضدّ المرأة أكثر أنواع العنف انتشاراً
كشفت نتائج دراسة سعودية حديثة قام بها مركز «رؤية للدراسات الاجتماعية في السعودية»، تحت عنوان «العنف الأسري بين المواجهة والتستر»، «أن العنف اللفظي ضدّ المرأة يُعد أكثر أنواع العنف انتشاراً في المجتمع السعودي، وهو يأخذ أشكالاً متباينة ومتعددة، منها التوبيخ الشديد والسّب والشتم والاستهزاء والتحقير، ثم تهديد الزوجة بالزواج عليها. وفي ما يلي تستعرض «لها» قصصاً واقعية عن مثل هذا العنف مع عرض لآراء أصحاب الاختصاص.
هالة: سخرية واستهزاء وكلمات جارحة
هالة (الاسم الذي اختارته صاحبة القصة)، امرأة يؤذيها زوجها بكلماته العنيفة، وإهانته لها طوال الوقت في المنزل الزوجي وأمام أهله، وتقول: «زواجنا تقليدي جداً. لم يكن يعاملني باحترام، ولم يضربني، لكنه يؤذيني نفسياً، بكلماته الجارحة دوماً، واستهزائه بيّ وبما أقوم به رغبةً في إرضائه. أشعر بأن الكلمات الجارحة تسعده، وأذكر مرة كيف كان يقذفني بأسوأ العبارات أمام عائلته، ليبقى سكوتي سيد الموقف، ذلك أن والدي يرفض طلاق إحدى بناته، وكان دوماً يطلب مني الصبر آملاً أن يتغير زوجي. ومن المواقف التي تعرضت لها، بينما كانوا يجتمعون كعادتهم يوم الجمعة من كل اسبوع في منزل أهله لتناول طعام الغداء، وعندما سارعت في إحضار الحلويات من الثلاجة لتقديمها الى عائلته، فوجئ زوجي بما أحمله من أطباق لذيذة، وبدأ يصرخ في وجهي، وأمرني برميها، وأخبرني بأن شقيقته قد أعدت نوعاً آخر يضاهي ما أعددته بكثير، وانتابته نوبات من الضحك والاستهزاء بي».
منال: كلماته تدفعني إلى البكاء
تعاني منال من تعرّضها الدائم للشتم والضرب من زوجها وفي حضرة أبنائها، حتى تجرأ ابنها على إهانتها، وتقول: «صفعته ووبخته، حتى نزلت كلماته كالصاعقة عليّ. فوالده يُهينني دائماً ولا أُحرك ساكناً. أبكتني كلماته ولم أتجرأ على الحديث معه، بحثت عن عمل، فأنا حاصلة على إجازة جامعية. وعندما وجدت العمل فرحت كثيراً لأنني سأغيّر روتين الحياة التي اعتدت عليها. لكن بيئة العمل لم تنقذني أبداً، بل على العكس كنت أتعامل مع بعض الفئات التي لا ترحب بوجود المرأة الفاعل في المجتمع، إذ يشتمون ويتذمرون. لا أنكر أنني كرهت ذاتي لكوني أنثى، خصوصاً في ظل حاجتي الى هذا العمل الذي يبعدني عن أجواء المنزل التي باتت حِملاً ثقيلاً عليّ، خاصة أمام أبنائي».
هند: تخاف من نظرات المدير وكلمات الزوج
أما هند، (33 سنة)، موظفة قطاع خاص، والتي كانت تعمل منذ خمس سنوات ولا ترى مديرها إلا في الاجتماعات الصباحية، فتروي: «رغم أنني كنت أراه في الاجتماعات فقط، لكنني كنت أخشى نظراته إلي، وكثيراً ما كان يدعوني الى مكتبه، ويلمّح لي أنه بحاجة الى صديقة تحتويه، وأن زوجته لم تعد تهتم به. تارة يحاول الاقتراب مني، وأحياناً يرمقني بنظرات غريبة، فأخبرت بعض زميلاتي بالأمر، لكنهن لم يصدقنني. شعرت بالاستياء من عملي فقدمت استقالتي لكنه رفضها، وطلبت منه إجازة كان مصيرها الرفض أيضاً. عندها قررت التغيب عن العمل لمدة شهر كامل، علّه يفصلني من عملي، لكنه أرسل ليّ مع إحدى زميلاتي بضرورة الحضور. وافقت على العودة، وما إن دخلت المكتب حتى انهال عليّ بالشتائم، لأنني تجرأت على رفضه، ولن يُسامحني على تغيّبي عن العمل الذي أصبح جحيماً بالنسبة إليّ. كما عاود في كل اجتماع الاستهزاء بيّ بطريقة غير مباشرة، واستمررت على هذه الحال ثلاثة أشهر، فقدت بعدها القدرة على التحمل فغادرت العمل وتقدمت بشكوى ضده، استطعت من خلالها الحصول على حقوقي كاملة من هذه الشركة. أبحث اليوم عن وظيفة وأتمنى أن أحظى ببيئة عمل جديدة».
حمّاد: يصدرون أحكاماً فقهية وفق موروثهم الفكري والاجتماعي
تقول عضو الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في السعودية، الدكتورة سُهيلة زين العابدين حمّاد: «العنف لا يقتصر على العنف اللفظي في المنزل والعمل. وقد درسنا في الكتب، أن المرأة أقل شأناً من الرجل، وهي تتلقى الكثير من الإهانات وعبارات التحقير، فكيف ننتظر من المجتمع أن يعاملها باحترام وتقدير إذا كان هؤلاء العلماء يضعون عبارات مهينة لها، وينسبونها الى الخالق عز وجل؟ مما يؤكد استنادهم إلى أحاديث ضعيفة، أو تفسيرهم القرآن بمفاهيم خاطئة، تتماشى مع موروثهم الفكري والاجتماعي، وتلائم نظرتهم للمرأة».
وتضيف: «يجب أن نشير إلى أن نظام الحماية من الإيذاء، الذي تم العمل به منذ ما يقارب السنتين، ولم تُذكر المرأة في بنوده، أي أنه مبهم، لم يحدد آلية للحماية من العنف بكل أشكاله، بما فيها العنف اللفظي والإهمال. فالمرأة التي تتعرض للعنف اللفظي، لن تتمكن من إحضار شاهد، وإن لم تكن متأذية فلن تتحدث في الأمر. وما نواجهه هو انعدام الثقة بالمرأة، بحجة أنها تدّعي على الرجل، وليست مظلومة، حتى عندما يتحرش بها زميلها في العمل وخاصة مديرها، فهل يتحرش بها أمام باقي الزملاء! بالتأكيد لا. هناك الكثيرات ممن يتعرضن للتحرش اللفظي، ويتركن العمل بغية حماية أنفسهن، لأنهن إذا تقدمن بشكوى فلن يصلن الى نتيجة، ومن الممكن أن تنقلب الأمور ضدهن. لا أعتقد أن المرأة في مجتمعنا قد تتعرض لعنف لفظي في العمل، ولا أتصور حدوث ذلك إلا إذا كان هذا الشخص معروفاً بممارسته العنف على جميع موظفيه وليس على المرأة وحدها. ورغم أن المرأة تحظى باحترام كبير في عملها، لكنها في المنزل تتعرض لكل أشكال العنف، سواء اللفظي والجسدي والنفسي، من جانب الأب أو الزوج أو الأخ».
يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور أبو بكر باقادر أن «جلوس المرأة مع الرجل في مجتمعنا في مكتب واحد ظاهرة جديدة، لذلك لا نستبعد ما نراه في المجتمعات الأخرى، لكن هذه المجتمعات توجد فيها أنظمة وقوانين، تتجاوز مسألة الموقف الأخلاقي أو الشرعي من عملية الاختلاط. ففي الغرب إجمالاً، أي تحرش، سواء كان لفظياً أو جسدياً، القوانين صارمة ومؤكدة فيه، ولهذا فإن سطوة القانون هناك هي التي ترسم معالم العلاقة بين الطرفين في العمل. لكن في مجتمعاتنا الظاهرة جديدة، ولا أستطيع أن أقول إنها واسعة الانتشار، لأن الفضاء المشترك أو المختلط لا يزال محدوداً. وقد يرى البعض أن المسألة أخلاقية، بحيث تُمنع المرأة من الدخول الى الحياة العملية، كما حدث في المجال الطبي، وهذا ينبع ربما من نطاق ديني وأخلاقي وفق تصور البعض، إذ يعتبر تحرشاً ومضايقة للمرأة العاملة بينما تقدم خدماتها الطبية، وعدم مساواتها بالرجل في ما تقدمه للمجتمع».
ويضيف أبو بكر: «أعتقد أن هذه الظاهرة مُرشحة للانتشار الواسع، بناء على ما يقع في الكثير من الدول العربية المجاورة التي يحدث فيها اختلاط. وبالتأكيد الحل لا يكمن في عودة المرأة إلى منزلها وعدم مشاركتها في العمل، ذلك أن غالبية الأسر تعتمد على دخل المرأة المتعلمة التي استطاعت الدخول الى سوق العمل من أجل تأمين احتياجاتها الضرورية بدلاً من أن تكون عالة على أهلها ومجتمعها... وإنما يكون الحل في سن قوانين صارمة وقوية لمن لا يُحسن تصرفاته، ومدى تأثيره السلبي في الآخرين».
وعن الآثار الاجتماعية التي قد تقع على المرأة في حال تعرضت لعنف لفظي، يؤكد أبو بكر: «المسألة تعتمد على المرأة، وعلى حزمة الألفاظ. فعلى المرأة ألا تكون سلبية، والألفاظ إن كانت عنيفة وتدفعها الى ترك العمل، أو ترتب عليها أضراراً نفسية وجسدية، توجب تدخل المجتمع، إما بالتحصين الأخلاقي لجميع الأطراف، أو بوضع قوانين تحدد كيفية التعامل بين أفراده، خصوصاً أن هناك بعض الأزواج ممن ينعتون زوجاتهم بألفاظ نابية من دون أن يشعروا بأنهم اقترفوا ذنباً عظيماً، وأثروا سلباً في شخصية المرأة... أعتقد أن بعد تعلم المرأة وبعدما أصبحت لا تعتمد اعتماداً كُلياً على الرجل من الناحية المادية، لا بد من أن يختلف الأمر».
د. أشماخ: العنف اللفظي يكون أحياناً أقوى من العنف الجسدي
أما الاستشارية النفسية والاجتماعية في جامعة دار الحكمة ومديرة مركز استشارة للتطوير الذاتي، الدكتورة فوزية أشماخ فتقول «إن العنف اللفظي بحد ذاته يؤذي الشخص نفسياً بالدرجة الأولى، وتأثيره يكون أقوى أحياناً من العنف الجسدي، ويقصد به العنف الذي يمارس بالتهديد، وهو غالباً يسبق العنف الجسدي. وعندما نتحدث عن العنف ضد المرأة، أياً كانت صوره وأشكاله، فهو عنف ضدها كنوع، وعالمياً نجد المعنف دائماً أنثى بسبب التمييز الجنسي أو النوعي، وهو بالطبع أمر مخالف لحقوق الانسان، فمن يؤذي المرأة نجده يلجأ الى ذرائع مختلفة منها، القانوني والاجتماعي والاقتصادي. ولا بد من توضيح أن أماكن تعرض المرأة للعنف اللفظي متعددة وليست محددة... في المنزل من جانب زوجها وأبنائها، وفي العمل من مدرائها أو زملائها، وفي المجتمع من المارة في الشارع العام أو بعض البائعين».
وتضيف: «في المجتمعات المحافظة غير المعتادة على الاختلاط في أماكن العمل، تكون المشكلة أكبر وأقوى، لأن الرجل غير معتاد على التعايش مع المرأة خارج مفهوم أنها والدته أو أخته أو زوجته، لتصبح زميلته في العمل من وجهة نظره أنثى مستباحة، وهنا تكمن المشكلة في عدم تقييمه لها كشريكة في العمل أو زميلة، بل يطاردها وكأنها فريسة. علينا محاربة هذه العقليات، وعلى المرأة الموظفة أن تعامل مع الرجل معاملة «الند للند»، فالرجل الذي تصدّه المرأة يعدل عن تصرفه هذا، لكنه يتمادى إن وجد قبولاً واستجابه منها. أما في المنزل، فقد تكون الأسباب اجتماعية، بحكم أن الرجل يرى المرأة دائماً ناقصة عقل، فلا يعاملها بالمساواة، سواء كان الأب أو الأخ أو الزوج والأبناء، وهي نظرة المجتمع الى الرجل على أنه «سي السيد»، والمرأة تابع له. ورغم أن العقليات لا تتغير بسهولة، لكن المجتمعات تطورت اليوم، وأصبحت المرأة تلعب دوراً فاعلاً فيها».
الآثار النفسية
وعن الآثار النفسية التي يخلّفها العنف اللفظي في المرأة، تقول د. أشماخ: «لهذا النوع من العنف وجهان، فهو إما مباشر كشتمها بألفاظ نابية، أو نعتها بأوصاف الحيوانات، وإهانتها بشكل مستمر، أو غير مباشر من خلال إهمالها، أو تهميشها بعدم توجيه الكلام مباشرة إليها، لكنها تعرف أنها المقصودة. وهذا الوجه لا يصنف بأنه عنف فقط، بل هو عدم احترام للمرأة، ولذاته أيضاً، إذ يتعمد التقليل من شأن المرأة وتحجيمها من طريق العنف اللفظي. وكلا الوجهين واحد، فالأذية واحدة لأن الأثر يبقى في داخلها، ويدفعها إلى كراهية من يعنفها، خاصة إن كان زوجها، فتتفادى التواصل معه، خوفاً من إهانتها. ووفق شخصية المرأة، تبدأ لأعراض بالتشكل لديها. فإن كانت ذات شخصية قوية وتتمتع بالذكاء، فقد يمثل هذا العنف عامل تحدٍ لها، ويدفعها الى النجاح، لتثبت له أنها الأفضل. وإذا كانت ضعيفة، فقد تفقد إحساسها بذاتها وأهميتها وتصبح غير قادرة على تحمل المسؤولية. ومثل هذه العلاقات الزوجية غالباً ما تنتهي بالطلاق، لأن من غير السليم أن يعيش الشخص في أجواء سلبية».
وحول آلية تعامل المرأة المعرضة للعنف اللفظي، تشير د. أشماخ الى «تقنية المرآة، أي أن تبادله المعاملة بالمثل، فإن كان يهينها بطريقة غير مباشرة، ترد له الأمر بطريقة غير مباشرة، ولكن قبل التعامل معه بالمثل، لا بد من وجود الحوار بينهما، وتوضيح النقاط التي تضايقها وتؤثر فيها، ولا بد أيضاً من منحه مجالاً للتفاهم معه. وبين النساء من تتقبل الأمر، وأخريات يرفضنه، وعلى المعرضة للعنف ألا تسكت وتضعف، بل أن تحاوره مراراً وتكراراً بشكل مباشر لينتبه الى سلوكه وتصرفاته معها».
لبنانيات تعرّضن للعنف اللفظي... وتخلَّصنَ من آثاره
على الرغم من انتشار العنف اللفظي ضد المرأة داخل الأسر وأماكن العمل والمجتمع بوجه عام، فإن البعض في لبنان لا يوليه الاهتمام الذي يستحقه ويتعامل معه بشكل عادي. في هذا التحقيق نسلّط الضوء على حالات ثلاث تعرضن للعنف اللفظي في البيت والعمل، وتجاوزن آثاره.
هام: ابني عنّفني...
وفقدت عاطفتي نحوه
سهام تبلغ من العمر 50 عاماً، ولديها ثلاثة أولاد. متعلمة ومثقفة وعاملة منتجة. تقول: كنت أسمع بأن الأهل يربّون أولادهم أحياناً بقسوة، وقد يمارس العنفَ الزوجُ أو الزوجة أو حتى الأولاد. وتشير إلى أنها لم تشعر بقسوة والديها أو زوجها، لكنّ ما تتعرض له من ظلم من جانب ابنها بعد زواجه، بسبب تحريض زوجته ومن خلفها والدتها، أي حماته لا يكاد يصدَّق. وتوضح سهام فتقول: «أعطيت أولادي كل ما يحتاجون إليه، وبعت مجوهرات لأشتري له ذهباً لكي يتقدم إلى عروسه التي هي زوجته حالياً. لكن كل هذه التضحيات وغيرها باتت طي النسيان، بل قال لي أخيراً «أنتِ لا شيء، أنت خشبة عائمة على سطح المياه». وتعبّر عن شعورها: «تمنيت لو أنني أموت وأرحل عن هذه الدنيا قبل أن أرى ابني يتخلى عني، بعدما نذرت حياتي من أجله ومن أجل إخوته وربيتهم تربية صالحة، لكن ما أراه من ابني اليوم مختلف عما علّمته إياه وربيته عليه». تتابع: «لم أحلم في حياتي بأن أمر بتجربة كهذه مع أحد أبنائي، فأنا رافقت أولادي إلى أن زوّجتهم، لكنني وصلت إلى زمن أهانني فيه ابني الذي ربيته بدموع عيني». وتضيف: «يذكرني بأنني أسأت التصرف بحقه يوماً في صغره، ولكنه لم يطلعني على شعوره هذا سابقاً. لا أستطيع أن أصف العنف الذي أتعرض له اليوم، كما أنه بات يفتعل مشاكل كثيرة، ويقول لي بأنني كنت كريمة في السابق واليوم أصبحت بخيلة، وذلك بعدما انقطعت عن مدّه بالمال، إذ لم يعد باستطاعتي أن أعطيه المال، وبت أعطيه حاجيات المنزل من الأغراض التي أشتريها لبيتي». ولكن بعدما تواصلت مع إحدى الجمعيات التي تدافع عن حقوق المرأة، شعرت بأنني تحولت إلى امرأة قوية وواجهت زوجة ابني وأخبرتها بأنني أعرف كل ما تخطط له مع والدتها، الأمر الذي فاجأها». كما قالت سهام لابنها «إذا كنتُ لا شيء فاتركوني بحالي»، وتتابع: «لم أتضايق منه طوال حياتي، ولم أتبرّم به حتى عندما ولدته وإلى حين زواجه... لكن بعد هذا العمر يؤلمني أن أقول بأنني لا أشعر بعاطفة نحوه».
ليال: زوجي يهينني ولا يثق بطبخي ونظافتي
ليال ربة منزل تبلغ من العمر 27 عاماً... تزوجت برجل من غير طائفتها. وتشير إلى أنه وبسبب العادات والتقاليد المختلفة لم تستطع التأقلم مع أهل زوجها، الذين يحاولون باستمرار تحريضه عليها، ولا سيما حماتها. وهو دائماً يهينها ويسألها كيف رضي أهلها بتزويجها؟ قائلاً: «كم أنت غشيمة؟ وهل بهذه الطريقة يطبخون؟» فهو لا يحبذ الأطباق التي تعدّها له، وإذا وضبت له ملابسه أو كوتها يرميها في وجهها ويسألها بسخرية: أهكذا تُكوى الثياب؟ ويفتعل المشاكل لأتفه الأمور. وتلفت ليال إلى أنها تعيش في قرية صغيرة، تخرج إلى الحقل يومياً، وتقوم بقطف الزعتر والبابونج والأعشاب البرية المنتشرة في الحقول، ثم تغسلها وتبيعها وتجني المال وتعطيه لزوجها، لعلّ المال يدفعه لأن يُعاملها بالحسنى. حتى إنه يتهمها بأنها لا تعرف كيف تحمم ابنها، فيقوم بتحميمه ثانية، بالإضافة إلى أنه ينظف المنزل بعد أن تنظفه مبدياً خوفه من عدم إتمام واجباتها المنزلية كما يجب. وتقول ليال: «لا يمكنني أن أشرح الحالة التي أعيشها، فهو يعلّق على أتفه الأمور التي تقوم بها ربة المنزل، حتى إنه لا يسمح لي بأن أحمم ولدي أو أطبخ». وتشير إحدى العاملات في جمعية تُعنى بحقوق المرأة، إلى أنها تواصلت مع زوج ليال الذي بالكاد وافق على التحدث إليها، وتلفت إلى أن لديه ميولاً أنثوية، كما أن ليال ليست مسؤولة عما يجري معها إذ إن المشكلة تكمن في زوجها لأنه بحاجة إلى علاج نفسي. وقد نصحت الجمعية ليال بأن تستمر في الطبخ والتنظيف ورعاية ابنها بشكل عادي، وتتغاضى عن تعليقات زوجها وإهاناته. كما أشارت عليها بالتوقف عن الذهاب إلى الحقل وبيع الأعشاب، والبقاء في منزلها.
كارين: تركت العمل بسبب توتر مديري الدائم وإهاناته
تقول كارين التي تعمل مراسلة لإحدى الإذاعات اللبنانية المحلية، إنها كانت تعمل منذ نحو سنتين في أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية اللبنانية، ولكن لأسباب خارجة عن إرادتها تركت العمل. وتشير إلى أن العنف اللفظي الذي تعرضت له من مديرها المباشر دفعها إلى تقديم استقالتها والتخلي عن العمل الصحافي لمدة سنة كاملة. وتضيف: «عندما التحقت بالعمل في الموقع، لمست ترحيباً كبيراً من الإدارة، ولا سيما من جانب المدير ورئيس التحرير». «لكن، بعد أشهر قليلة»، تقول كارين، «بدأ المدير يظهر على حقيقته، ليتبين أنه شخص مرتبك بشكل دائم ويعيش حالة توتر ويفقد أعصابه في أي وقت ولأتفه الأسباب، فكان ينزعج لغلطة بسيطة أو ربما لخبر لا يفقه مضمونه. حتى إنني تعرضت في إحدى المرات لإهانة منه أمام شقيقتي خلال زيارتها لي في المكتب». وتتابع: «لم يتوقف الأمر على مديري، بل ما زاد الطين بلّة أن إحدى الزميلات اللواتي كن يعملن معي في المؤسسة، كانت تمارس أسلوب المدير نفسه في التعامل معي ومع باقي الزملاء، فتحاول أن تفرض سلطتها علينا وتتحكم بأسلوبنا في تحرير الأخبار». وتضيف كارين: «تواصلت مع رئيس التحرير الذي تكلم مع مدير التحرير ومع الزميلة «المزعجة»، فحاول المدير أن يخفف من أسلوبه المتوتر، لكن «الطبع غلب التطبّع»، كما أنّ شخصيته المضطربة لم تسمح له بأن يتصرف تصرّف المدير المسؤول. كذلك «الزميلة» لم تستطع أن تخرج من أسلوبها المزعج». وتختم كارين: «وبعدما دخلت المستشفى مرتين في شهر واحد بسبب تعرضي لانهيار عصبي، تقدمت باستقالتي، وحاول المدير إقناعي بالبقاء إلا أني لم أعد أحتمل، وبدأ إنتاجي بالتراجع، فتركت العمل وغادرت. وحتى بعد مغادرتي للعمل رحت أتجنب المرور بالقرب من مبنى المؤسسة حيث كنت أشعر بأن وجودي في هذا المكان شكّل لي عقدة نفسية. وسرعان ما التحقت بإحدى الإذاعات اللبنانية، حيث اختلف الوضع تماماً، إذ كل واحد في هذه المؤسسة يعرف ما هي واجباته ومسؤولياته وحدود كل منها».
رفقا أبو يونس: نجحنا في إنقاذ نساء كن يفكِّرن بالانتحار
رفقا أبو يونس عضو في التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني (منظمة نسائية غير حكومية تعمل من أجل تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين، تأسست في العام 1976، مرجعيتها المواثيق والمعاهدات الدولية، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة)، تشير إلى أنهن في التجمع ينظمن عدداً من اللقاءات في مختلف المناطق اللبنانية، بحضور اختصاصيات في الطب النفسي، ويتابعن النساء اللواتي يعانين من مشاكل مع عائلاتهن أو مجتمعهن أو مهنتهن، ويسعين إلى مساعدتهن لتخطي هذه المعاناة من خلال التواصل معهن من خلال خطوات «نتبعها لكي نوصلهن إلى مرحلة يدركن فيها المشكلة التي يعانين منها ويطرحن على أنفسهن عدداً من الأسئلة التي توضح لهن حالتهن». وتتابع رفقا: «ثمة من استطعنا أن ننجح معهن في تخطي مشاكلهن، وهناك حالات لم تنجح في تجاوز مشكلتها»، لافتةً إلى أن هناك نساء حاولن أن ينتحرن للتخلص من معاناتهن. «وحين تستعصي بعض الحالات التي تقصدنا ننصح بزيارة أطباء ومعالجين في الطب النفسي، علماً أن عملنا مع النساء لا يقتصر على مواجهة العنف الذي يتعرضن له في حياتهن، بل يتخطى إلى مشاركتهن في القرار والمطالبة بحقوقهن في المجتمع في إطار العائلة والعمل والسياسة. كما أننا ننظم وقفات تضامنية في الشوارع، ونقوم بتهيئة النساء لخوض الحياة السياسية ولاسيما البرلمانية، وننظم ندوات نشرح فيها القوانين والتعامل معها».
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024