ياسمين جيلاني &عمر خورشيد: عانينا من خلافات صغيرة وصور زفافنا صدمت البعض
علاقتهما عمرها عشر سنوات، بدأت بالعمل ثم الصداقة، وانتهت أخيراً بالحب والزواج، لكنهما تعرضا خلال تلك السنوات للكثير من الأزمات والمشاكل، ورغم ذلك أصرا على استكمال قصة حبهما... ياسمين جيلاني وعمر خورشيد اللذان تزوجا أخيراً، يكشفان لنا المصاعب التي واجهتهما حتى أكملا عش الزوجية، وأكثر الصفات المشتركة بينهما، والأشياء التي تغضبهما من بعضهما، وحقيقة حمل ياسمين بطفلها الأول.
- كيف بدأت قصة الحب بينكما؟
تحدثت ياسمين في البداية قائلة: بدأت علاقتنا كزملاء منذ حوالى عشر سنوات، عندما تعاونا معاً في مسلسل «أشرار وطيبين» من إخراج جلال الشرقاوي، وأنا بطبعي خجولة ولا أُحسن تكوين صداقات مع من حولي أو حتى التقرب منهم، بل أنتظر المبادرة من الطرف الآخر، ولذلك لم أحاول التحدث مع عمر، خصوصاً أننا لم نتقابل من قبل ولم يكن هناك سابق معرفة بيننا.
وبعد انتهاء تصوير المسلسل حاول عمر أن يعقد علاقة صداقة بيننا، من خلال اتصاله الدائم بي والاطمئنان إليَّ، حتى توطدت صداقتنا التي استمرت لأكثر من ثمانية أعوام، وكان يحكي لي خلالها عن كل شيء يدور في حياته المهنية أو الشخصية.
كما كان يحدّثني عن الفتيات اللواتي يرتبط بهن في تلك الفترة، ويأخذ رأيي في المشاكل التي تواجهه، وطوال هذه المدة كنت أتعامل معه كصديق مقرّب ليس إلا، حتى فاجأني في إحدى المرات بأنه يريد زيارتنا في المنزل، ولم أكن أتوقع أن يطلبني من أهلي للزواج، وكان له ما أراد، وفي الجلسة نفسها تم تحديد موعد عقد القران وكان بعدها بأسبوع واحد فقط.
هنا يقول عمر: عندما قابلتُ ياسمين للمرة الأولى، ظننت أنها مغرورة، لأنها لم تكن تتحدث مع أحد في الاستوديو، لكنها شغلت تفكيري كثيراً، ولا أعرف ما الذي دفعني للتعرف إليها بهذا الشكل، وبدأت العلاقة بيننا كصديقين إلى أن اكتشفت شخصيتها الحقيقية، وعلمت أنها خجولة جداً وليست متكبرة كما ظننت في البداية، وبمرور الوقت أُعجبت بشخصيتها وأسلوبها، وقررت أن أخطبها بعدما تأكدت من حبي لها وعدم قدرتي على العيش بدونها.
- ما سبب تأخر حفلة الزفاف لمدة تتجاوز الأعوام الثلاثة رغم عقد قرانكما؟
ياسمين: اختلط الأمر على الكثير من الجمهور، وكانوا يظنون أننا متزوجان منذ فترة طويلة، بل إن بعضهم صُدم بعد نشر صور لحفلة الزفاف، وهذا لأن عمر كان يرفض فكرة الخطوبة وقرر بمجرد ارتباطنا أن يتم عقد القران، على أن يُحدد بعدها بأشهر قليلة موعد الزفاف، لكننا للأسف تعرضنا للعديد من الظروف الخارجة عن إرادتنا، والتي أدت إلى تأجيل الحفلة مرات عدة، ومن أبرزها تأخرنا في تجهيز منزل الزوجية بعدما تعرضنا للنصب من أحد مهندسي الديكور الذي كلفناه بتجهيز المنزل وتسليمه لنا كاملاً، وتقاضى منا مبلغاً مالياً كبيراً مقابل ذلك، لنتفاجأ بعدها بأشهر قليلة باختفائه وهروبه خارج مصر... فضلاً عن حدوث أكثر من حالة وفاة في العائلتين، مما اضطرنا إلى التأجيل لأكثر من مرة بسبب حزننا الشديد عليهم.
- وهل اتخذتم أي إجراءات قانونية في حق مهندس الديكور؟
عمر: لم أستطع اتخاذ أي إجراءات قانونية، لأنني كنت أتعامل معه بحسن نية، ولم يوقّع على أي مستندات تثبت أنني أعطيته مبالغ مالية كبيرة، ولم أتوقع أبداً أن يكون نصاباً، لأنه معروف في مجاله، لكنني تعلمت من هذا الخطأ واستفدت منه أشياء كثيرة، رغم أنه أدخلنا في ورطة كبيرة وقتها.
- لكن يبدو أنكما قد تعرضتما للعديد من الأزمات خلال تلك الفترة، ألم يؤثر ذلك في علاقة الحب بينكما؟
ياسمين: أعترف بأن طول فترة ما قبل الزواج يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات، التي تكون في أحيان كثيرة سبباً لإنهاء العلاقة بين الطرفين، ونحن عانينا من الخلافات الصغيرة في وجهات النظر، التي كان من الممكن ألا نتعرض لها لو أننا تزوجنا في وقت مبكر، لكن كل هذا لم يؤثر في حبنا إطلاقاً، وكنا نسعى دائماً لتجاوز كل الأزمات.
عمر: أظن أن الذي حافظ على استمرار حبنا هو التفاهم والانسجام بيننا، فربما نختلف في بعض الأمور، لكننا نصل دائماً إلى حلول وسطية ترضينا معاً، واعتدنا في علاقتنا ألا يتمسك كل طرف برأيه على حساب الآخر، لأنه في النهاية كل منا يبحث عن مصلحة الطرفين، ولذلك فالأزمات التي تعرضنا لها قبل الزفاف أدت إلى توطيد العلاقة بيننا وليس العكس، وأكدت أننا قادران بحبنا على الاستمرار طوال العمر.
- حفلة الزفاف تمثل ليلة العمر لأي فتاة، كيف استعددت لتلك الليلة؟
رغم طول مدة ارتباطنا، لم أستعد لحفلة الزفاف إلا قبلها بشهر واحد فقط، وهذا جعلني أغفل الكثير من الأشياء المهمة لضيق الوقت، وكنت حتى اللحظات الأخيرة أنجز الكثير من الأشياء الناقصة، وتعرضت لإرهاق شديد نتيجة ذلك، وأنصح كل الفتيات المقبلات على الزواج بأن يستعددن قبل حفلة الزفاف بأشهر عدة، لئلا يتعرضن لما واجهته أثناء التحضير لحفلة زفافي، لكنني سعيدة جداً بالشكل النهائي الذي خرجت به الحفلة، ولم تحدث أي مفاجآت لم أكن أتوقعها في هذا اليوم.
- وما سبب إصرارك على ارتداء فستانين مختلفين للزفاف باللون الأبيض، أحدهما مصمم على شكل بنطال؟
رتبت لهذا الأمر منذ فترة طويلة، ولم أفعل ذلك بهدف تغيير الفستان فقط، وإنما ليتماشى مع فقرات الحفلة المقررة، فقد اتفقنا على تقديم فقرة تعتمد على الخيول، وكان مطلوباً مني ارتداء بنطال لأتمكن من ركوب الخيل بشكل طبيعي، ولذلك قررت تصميم فستان على شكل بنطال بغية ذلك، وهو من تصميم محمود غالي، وهي فكرة ليست جديدة، وإنما قدمت من قبل في عدد من دور الأزياء العالمية، لكن رغم ذلك أُعجب الكثيرون بالفكرة، خصوصاً أنها ليست منتشرة في الوطن العربي، كما لم يبدِ أحد ملاحظات سلبية عليها. أما الفستان الآخر فاشتريته من لندن قبل تحديد موعد الزفاف بفترة طويلة لإعجابي الشديد به.
- ما هي أكثر الصفات المشتركة بينكما؟
ياسمين: لكل منا صفاته الخاصة، لكن هناك بعض الأشياء التي أحبها في شخصية عمر، وأبرزها طيبته وحنانه، فهو بالنسبة إليّ الزوج والحبيب والصديق والأخ والأب والابن، هو أيضاً رجل متفهم لا يفرض رأيه، بل يحرص على مشاركتي في أي قرار يخصنا، وهذا هو سر العلاقة الناجحة بين الطرفين، لأن الزواج مشاركة وليس فرض رأي طرف على الآخر.
عمر: أختلف مع ياسمين، لأنني أرى أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بيننا، فاهتماماتنا واحدة تقريباً، وطريقة تفكيرنا واحدة أيضاً، لدرجة أننا نحب الأطباق نفسها ونكره وجبات أخرى، فأحياناً كثيرة أجدها تحدثني في بعض الأمور التي كنت أريد مناقشتها معها.
- وما أكثر الصفات التي تنفّركما من بعضكما؟
ياسمين: التسرع في الكثير من المواقف من الأشياء السلبية في شخصية عمر، فهناك أمور تحتاج إلى التأني والتفكير لاختيار الأصوب، لكنه يتسرع في اتخاذ قرارات، مما يعرضه للكثير من المشاكل والأزمات.
عمر: أكثر ما يغضبني من ياسمين هو أكثر شيء يعجبني فيها، فطريقة تفكيرها ونظرتها إلى الأمور أكثر ما يميزها، تحلل دائماً المسائل بنظرة ثاقبة، وعادة ما يكون رأيها هو الأصوب، وما يضايقني فيها أنها تشغل عقلها ووقتها بالتفكير حتى بأدق التفاصيل، وهذا يجعلها تصاب بالإرهاق الذهني، خصوصاً أنها لا تحاول أن تصفّي ذهنها حتى في أوقات الراحة والاستجمام.
- ماذا عن الغيرة بينكما؟
ياسمين: لا أغار عليه أبداً، لأنني أثق فيه وأعرف مقدار حبه لي، فمن يحب لا يقدر على خيانة حبيبه، ودائماً يضعه أمامه في كل تصرفاته، أيضاً عمر يساعدني على عدم الغيرة، لأنه يحكي لي عن أبسط الأمور في حياته ولا يخفي عني أسراره، كما يثق فيَّ ولا يغار عليَّ، وهذه من أكثر الأشياء التي تميز علاقتنا.
عمر: غيرتي على ياسمين ضمن الحدود الطبيعية، التي لا تشعرها بقيود على تصرفاتها.
- هل أغضبكما الحديث عن فارق السن بينكما؟
عمر: لم أغضب على الإطلاق، ولا يشغلني حديث الآخرين في أموري الشخصية، ولم أفكر أبداً في فارق السن بيننا، ياسمين تكبرني بثلاث سنوات تقريباً، لكنني مقتنع بأن فارق السن بين الرجل والمرأة ليس مقياساً لشكل العلاقة بينهما، ففي الماضي كان يتم التركيز على تلك الأمور، خصوصاً في المجتمعات الشرقية، لكن في الوقت الحاضر كل شيء تغير واختلفت الثقافات.
- معنى ذلك أنك لم تواجه اعتراضات من أسرتك بسبب فارق السن بينكما؟
لم يحدث ذلك أبداً، لأن والدتي علا رامي تحب ياسمين على المستوى الشخصي، وعلاقاتهما قوية جداً حتى قبل أن نرتبط، ووالدتي كانت تتمنى أن أتزوج بفتاة قريبة منها في الجانب الإنساني، وهذا متوافر في ياسمين، كما أنها لا تتدخل في اختياراتي، خصوصاً أنني أختار شريكة حياتي ويجب أن يكون القرار خاصاً بي وحدي.
- هل تفكران في إنجاب أطفال؟
ياسمين: بالتأكيد نتمنى ذلك، وأحلم بأن يكون طفلي الأول فتاة، لأنني أعشق البنات كثيراً، وأشعر بأن البنت أقرب إلى أمها، لكن ليس معنى ذلك أنه لو رزقنا بولد سأحزن، بالعكس سأفرح به كثيراً.
عمر: أحب الأطفال، سواء البنات أو الأولاد، وأتمنى أن يرزقني الله بالجنسين، لأنني أعشق الأطفال بشكل عام.
- هل من أعمال فنية جديدة تحضّران لها؟
ياسمين: هناك مشروع مسلسل أحضّر له حالياً لرمضان المقبل، لكنني لا أستطيع الخوض في تفاصيله حتى أستقر عليه بشكل نهائي، كما أنتظر عرض فيلم «زان»، وهو إنتاج مصري –سعودي مشترك، ومن إخراج وائل عبدالقادر، وينتمي إلى نوعية أفلام الرعب، وتدور أحداثه حول رجل أعمال خليجي يعيش في مصر ويتزوج بامرأة لكنه لا ينجب منها، وفي محاولة لحل مشكلة الإنجاب يذهبان إلى سحرة ومشعوذين للحصول منهم على علاج، حتى يصابا بالسحر الأسود، ويبدآ في رحلة التخلص منه.
عمر: أنتظر عرض فيلمي الجديد «المسخ»، وتشاركني بطولته مجموعة من الوجوه الجديدة، وهو من إخراج وتأليف محمد الشوادي، وينتمي الى نوعية أفلام الأكشن، وأجسد فيه شخصية ضابط، لكنه يتحول بفكره إلى التطرف الديني، ويصبح إرهابياً يقود عدداً من التفجيرات.
وأكثر ما جذبني في العمل هو السيناريو الجيد والدور المميز الذي يظهرني بشكل مختلف عما قدمته من قبل، وأراهن على أن يسجل هذا العمل خطوة هامة في مشواري الفني، كما انتهيت أخيراً من تصوير الجزء الأول من مسلسل «وجع البنات»، وهو من إخراج أحمد النحاس، وأجسد فيه شخصية رجل أعمال يدخل في صراع مع أسرته لرغبتهم في زواجه بإحدى الفتيات الثريات، بينما يحب هو فتاة فقيرة... كما أستعد حالياً لتصوير الجزء الثاني منه على أن يتم عرض حلقاته الستين بمجرد الانتهاء من تصويره.
زواج وفن
- وهل يمكن أن يجمعكما عمل فني بعد زواجكما؟
ياسمين: حتى الآن لم يعرض علينا عمل فني مشترك، لكن إذا جاء السيناريو الجيد الذي يسمح لنا بالعمل معاً فسنوافق على الفور.
عمر: عادة، لا أربط الحياة الخاصة بالعمل، ولذلك لا أفكر في تلك المسألة، والأهم بالنسبة إلي هو الدور الجيد.
- هل الزواج الفني عامل إيجابي أم سلبي في حياة الفنان؟
ياسمين: هو عامل إيجابي، لأن كل طرف في العلاقة يكون متفهماً تماماً لمهنة الآخر، وعلى دراية بكل مصاعبها، ويحاول الطرفان مساعدة بعضهما للاستمرار في النجاح وتخطي كل الصعوبات.
عمر: أوافق ياسمين الرأي، وأضيف بأن هذا التفاهم يساعد كلاً منا على تقديم أفضل ما لديه، وعلى عكس ما يظن البعض من أن هناك غيرة فنية بين الطرفين، فإن كلاً منا يتمنى النجاح للآخر ويفرح له.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024