وفاء عامر: هذه هي التنازلات التي قدمتها في بداية مشواري
رغم أنها تؤكد رفضها التدخل في صراع أحمد عز وزينة، كشفت عن نصيحة قدّمتها لزينة في كواليس فيلم «الليلة الكبيرة»، الذي جمعهما أخيراً.
الفنانة وفاء عامر تكشف عن مشاريعها الفنية المقبلة، وترد على انتقادها بسبب عملها مع زوجها المنتج محمد فوزي من خلال مسلسل «شطرنج»، وتتكلم على نصيحتها لشقيقتها آيتن عامر، وموقفها من توجّه ابنها إلى التمثيل.
- تعودين إلى السينما بعد غياب من خلال فيلم «الليلة الكبيرة»، فما الذي حمسك للمشاركة به؟
اسم المخرج سامح عبدالعزيز كان كافياً لكي أشعر بالحماسة والرغبة في المشاركة في بطولة هذا الفيلم، فدائماً ما تحمل الأفلام والمسلسلات التي يخرجها رسائل فنية هادفة وتنال إعجاب الجمهور والنقاد، وهو من المخرجين القلائل الذين يهتمون بكل تفاصيل العمل، بل ويشعرون بالقلق الدائم حتى آخر يوم في التصوير، وهذا القلق نابع من رغبته في خروج الفيلم بشكل مميز.
ومن الأسباب الأخرى التي حمستني للفيلم أنه للمؤلف أحمد عبدالله، فعندما شاهدت فيلمه السابق «ساعة ونص»، تمنيت التعاون مع هذا المؤلف.
- لكن ما سبب غيابك الطويل عن السينما؟
لن أدّعي أن انشغالي بالدراما هو السبب، وإنما العروض التي تلقيتها لم تعجبني، إذ شعرت بأنها لا تليق بالمكانة التي وصلت إليها. فخلال السنوات الأخيرة، أصبحت قادرة على تحمل مسؤولية بطولة مسلسلات، وأن أكون من نجمات الدراما كما يقولون، ولا يمكن أن أسمح لنفسي بالتراجع أبداً، ولذلك اعتذرت عن عروض سينمائية كثيرة لن تضيف إليّ شيئاً.
- هل يحمل فيلم «الليلة الكبيرة» رسالة محددة؟
الفيلم يحمل رسالة صوفية لم تقدم من قبل، إذ كنا نريد التأكيد أن الدعاء لله وليس للأفراد، وربما تثير هذه الفكرة حالة من الجدل، لكن طرحها ضروري ليفكر المشاهد ويتأمل بالفكرة ويقتنع بالرسالة التي يحملها الفيلم.
- البعض وجد أن مساحة دورك في الفيلم صغيرة، فما تعليقك؟
بالعكس، أرى نفسي بطلة في هذا الفيلم، وما أقصده أنني بطلة القصة التي أقدمها من خلال «الليلة الكبيرة»، والذي يتضمن الكثير من القصص، بحيث أشعر بأنني قدمت بطولة مطلقة، لكن من خلال فيلم قصير عرض ضمن أحداث فيلم روائي طويل. ورغم أن فيلم «الليلة الكبيرة» ينتمي إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية، فكل فنان شارك فيه شعر بأنه بطل القصة التي قدمها.
- الكثير من الفنانات يرفضن تقديم دور الأم لأبناء تخطوا مرحلة الطفولة، إلا أنك فاجأت جمهورك بتجسيد شخصية والدة زينة في فيلم «الليلة الكبيرة»، ألم تخشي من هذه الخطوة؟
هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها دور أم لفنانين بعمري، أو أعمارهم تقل عن عمري بسنوات قليلة، فقد قدمت من قبل شخصية والدة الفنان الراحل خالد صالح، كما جسدت دور والدة تيم حسن من خلال مسلسل «الملك فاروق»، وأديت أخيراً دور والدة زينة، وهذا ليس عيباً، بل أكبر دليل على أنني ممثلة ناجحة، فالفنانات اللواتي يرفضن تقديم دور الأمومة ويقفن عند مرحلة عمرية معينة في الأدوار التي تعرض عليهن، لا يثقن في قدراتهن.
فالممثلة القوية الجريئة هي التي تمتلك القدرة على تقديم مختلف الأدوار، ولا تعتمد فقط على الأدوار التي تظهر جمالها وصغر سنّها وأناقتها.
- هل صحيح أنك تساندين زينة في قضيتها ضد الفنان أحمد عز؟
بصراحة، أنا لا أدعم أحداً في هذه القضية، لأنها لا تخصني، فأحمد وزينة بالنسبة إلي زميلا عمل وأعتز بصداقة كل منهما، لكنني نصحت زينة بعدم الخلاف مع عز، وطلبت منها عدم استخدام حسابها على موقع «إنستغرام» لكي تتشاجر معه أو تحرجه.
فاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن المشاكل الشخصية تصرف خاطئ، لذلك كان لا بد لي من تحذيرها، وقد تقبلت نصيحتي بصدر رحب وتفهمت جيداً وجهة نظري.
- هل يعني ذلك أن لديك حدوداً معينة في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي؟
بالطبع، فلا يمكنني أن أتحدث عن حياتي الخاصة على «فايسبوك»، ولا أستخدم مواقع التواصل الاجتماعي سوى للتعبير عن آرائي في الأحداث السياسية أو الفنية بشكل عام. وقد أثارت آرائي السياسية غضب بعض المنتمين إلى جماعة الإخوان، فسرقوا حسابي الخاص، لكنني أنشأت حساباً آخر، ولن أتردد في الكشف وبكل جرأة عن كل حدث يزعجني، وبصراحة أرى أن الإعلام المصري سبب انهيار المجتمع وتشتته، ولم أتردد في التصريح بذلك من خلال حسابي الخاص على موقع «فايسبوك»، ولم يشغلني رد فعل بعض الإعلاميين الذين أنتقدهم.
- بمناسبة الحديث عن الإعلام، ما رأيك في توجّه بعض الفنانين لتقديم برامج تلفزيونية؟
قررت أخيراً الاكتفاء بمشاهدة برنامج «صاحبة السعادة» للفنانة إسعاد يونس، وأيضاً برنامج «مفيش مشكلة خالص» للنجم محمد صبحي، فهما أفضل بكثير من برامج التوك شو التي تهدف إلى إثارة الفتن وتشتيت عقول المشاهدين، وأهنّئ الفنانة إسعاد يونس على النجاح الكبير الذي حققته من خلال برنامجها، كما أهنئ النجم محمد صبحي وأقول له إن برنامجك أكثر من رائع.
- هل تعاقدت على بطولة مسلسل جديد؟
لم أستقر بعد على المسلسل الذي سأشارك به في الموسم الرمضاني، لكنني مشغولة حالياً بتصوير الجزء الثالث من مسلسل «شطرنج»، الذي أتعاون فيه مع نضال الشافعي وريم البارودي.
- ألا تشعرين بالقلق من فكرة تقديم أجزاء جديدة من العمل نفسه؟
أعرف أن الكثير من الأعمال التي قُدمت لها أجزاء جديدة لم تحقق النجاح المرجو منها، لكن الأمر بالنسبة إلى مسلسل «شطرنج» مختلف تماماً.
فأحداث الجزء الثالث ستجذب الجمهور، لأنها مثيرة وتعتمد على الألغاز ومشاهد «الأكشن»، والجمهور يحب هذه النوعية من الأعمال الفنية.
- لكن ما حقيقة مشاركتك في بطولة مسلسل «السلالم الخلفية»؟
بعد تعاقدي على هذا المسلسل، قررت فسخ العقد، وأكدت للشركة المنتجة له أنني لن أوافق عليه رسمياً إلا بعد قراءة السيناريو كاملاً، فقد انتظرت قراءة هذا العمل الذي يحتوي على 60 حلقة، إلا أنه تأخر، ولذلك فضلت الاعتذار عنه بشكل موقت لأتمكن من قراءة السيناريو كاملاً.
- كيف ترين انتقادك لعملك مع زوجك المنتج محمد فوزي حيث يتهمك البعض باستغلاله؟
تعاملت مع هذه الضجة بهدوء شديد، وتعليقي الوحيد أن زوجي واحد من أنجح منتجي الدراما، بينما أرى نفسي ممثلة ناجحة بشهادة الجمهور والنقاد، وبالتالي يصبح عدم عملنا معاً أمراً غير منطقي.
- هل تؤثر خلافات زوجك مع بعض الفنانين في علاقتك بهم؟
بالطبع لا، فأنا لا أتدخل في عمل زوجي، ولا أُقحم نفسي في خلافاته مع الممثلين، لكنني في الوقت نفسه لا أقف صامتة تجاه من يحاول إيذاء زوجي، لأنني أعرف جيداً كيف أفصل بين خلافاته في العمل، والخلافات التي تصل إلى حد الإهانة غير المقبولة، فلا أتدخل في النوعية الأولى من الخلافات، لكن من يسيء إلى كرامة زوجي، يجد مني ما لا يتوقعه، خاصة أن زوجي رجل طيب ولا يستحق أن يتعامل معه أي شخص على نحو مسيء، فهو لا يتردد في مساعدة الفنانين والوجوه الجديدة ويخدم الجميع.
- تعاونت مع الفنان نور الشريف في بطولة أعمال فنية عدة، فما النصيحة التي كان يسديها لك وما زلت تتذكرينها دائماً؟
أنا محظوظة بالعمل مع نور الشريف في بداياتي الفنية، فأول فيلم شاركت في بطولته كان «دموع وانتقام»، معه ومع زوجته الفنانة بوسي.
وقد تعلمت منه الالتزام بمواعيد العمل، فرغم أنه نجم كبير، كان يحرص على أن يكون أول شخص يحضر إلى موقع التصوير، وما تعلمته من نور الشريف لا ينسى، ولا يمكن أن يُحكى في سطور، لأنه فنان عظيم وإنسان رائع، وأتمنى أن يتعلم الممثلون الجدد منه، وأن تكون أخلاقهم كأخلاق الفنان الراحل نور الشريف.
- صرحت من قبل بأنك تتعرضين لحروب خفية، فماذا كنت تقصدين؟
أنا لم أدلِ بهذا الكلام إطلاقاً، لأنني لا أركز على الحروب ولا ألتفت إلى أعداء النجاح، وأقول لكل شخص يحقد على غيره: «أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد»، فالرزق يأتي من عند الله عزّ وجل، ومهما حاول الإنسان أن يقف أمام طموح غيره فلن يعرقله، لأن الله هو مقسّم الأرزاق في النهاية، وإذا فكر كل شخص بهذه الطريقة فسنعيش في سلام ورضا دائمين.
- ما أكبر الصعوبات التي واجهتك منذ دخولك هذا المجال؟
المهنة مليئة بالمصاعب والمشاكل، لكنني أحبها، لذا أنا سعيدة لأنني أعمل في المجال الذي أريده، ولكل مرحلة صعوباتها ومشاكلها التي أسعى إلى تجاوزها، لكن أكثر ما يزعجني أن الجمهور يعتقد أن الفنان سعيد طوال الوقت، فقد أصبح مطلوباً من الفنان أن يظل مبتسماً، رغم أنه إنسان يمر بمشاكل وأزمات تجعله في بعض الأوقات حزيناً، وفي أوقات أخرى عصبياً، فالفنان الذي لا يظهر سعيداً مع جمهوره يقال عنه إنه مغرور، وأكثر ما استفزني في الفترة الأخيرة وجعلني أشعر بأن المهنة يزداد وضعها سوءاً، ما شاهدته في جنازات الفنانين الذين رحلوا خلال عام 2015، فتعامل بعض المصورين والصحافيين مع الحدث بفوضوية ولا مسؤولية جعلني أوصي زوجي والمقربين مني بعدم مشاركة أي مصورين أو صحافيين في جنازتي، فما يحدث في جنازات الفنانين مهزلة بكل المقاييس.
- ما النصيحة التي حرصت على إسدائها لشقيقتك آيتن قبل زواجها؟
آيتن ليست شقيقتي فقط، وإنما أشعر دائماً بأنها ابنتي وأنا مسؤولة عنها. قبل الزواج قلت لها: «لا تتعاملي مع محمد عز العرب كزوج فقط، بل اجعليه صديقك»، فالعلاقة بين الزوجين عندما تُبنى على الصداقة تصبح أقوى وأنجح وأكثر استقراراً.
- هل ثمة عمل فني ندمت عليه؟
لم أندم على شيء، لكن كلما شاهدت عملاً شاركت في بطولته أشعر برغبة في إعادة تصويره مرة أخرى لتقديمه بشكل أفضل.
- هل صحيح أنك قدمت تنازلات كثيرة في بداية مشوارك؟
التنازلات التي قدمتها اقتصرت على مجاملة بعض الفنانين من خلال المشاركة في أفلام من بطولتهم، وتقديم أدوار ثانوية أو أدوار مساحتها صغيرة، لكنني لم أتنازل عن مبادئي، ولم أقدم أعمالاً تسيء إلي، فالتنازل الوحيد كان مجاملة فنان بطريقة لم تضف إلى رصيدي الفني شيئاً.
- إذا قرر ابنك عمر خوض مجال التمثيل فكيف سيكون موقفك؟
لن أمنعه، بل سأدعمه وأسانده في هذا القرار، فالفن مهنة راقية تخدم المجتمع وتعمل على حل مشاكله. وبمناسبة هذا السؤال، أريد أن أوجّه رسالة إلى كل الآباء بعدم معارضة أبنائهم على قراراتهم أو اختياراتهم، فيجب أن نترك لأبنائنا الحرية الكاملة في تحديد مستقبلهم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات