إيهاب توفيق: محاولة الإيقاع بيني وبين راغب علامة قلة أدب
يرفض محاولات الوقيعة بينه وبين راغب علامة، ويتحدث عن الأغنية التي يقال إنها سبب خلافهما. المطرب إيهاب توفيق يكشف أسباب غيابه عن تقديم الألبومات، وتردده في التوجه الى التمثيل، ومبادرته من أجل بلده بالغناء من دون مقابل، كما يطالب الجميع بتفهم رغبته في إبعاد حياته الشخصية عن الأضواء.
- لماذا قررت الغناء في شرم الشيخ من دون مقابل؟
هذا الأمر ليس جديداً عليَّ أو على فناني مصر، وعلينا في تلك المرحلة الحرجة أن نتكاتف ونعمل معاً من أجل خدمة البلد. وأعتقد أن جميع الفنانين لن يبخلوا أبداً بوقتهم من أجل الوقوف إلى جانب مصر، في ظل الحملة الشرسة التي تتعرض لها من جهات أجنبية تريد تدميرها، فالسياحة المصرية بخير، ونحن أثبتنا ذلك وسنكمل مشوارنا إلى النهاية، ومنذ أن تم الاتصال بي للمشاركة في حملة «ولا يهمك يا مصر»، وافقت بلا تردد وأحببت أن أكون أول فنان يصل إلى شرم الشيخ، وأحييت حفلتين غنائيتين، كانت الأولى للحملة، والثانية مع مهرجان «ملكات جمال العرب»، ولم نتوقف عند هذا الحد فقط، بل قررنا طرح أغنية جديدة خاصة لمصر، وقام أشرف سالم بتلحينها وتم تسجيلها على وجه السرعة حتى نقوم بتصويرها مع بداية العام في شرم الشيخ، مع ملكات جمال العرب المشاركات في المسابقة.
وللعلم، تلك المسابقة كانت ستقام في القاهرة، لكن بعدما حاول البعض تخريب السياحة، قررنا جميعاً أن ننقل كل أعمالنا وأفكارنا إلى خارج القاهرة، ونبعث رسالة من مدينة السلام شرم الشيخ نقول فيها للجميع، «شاركونا في دعم بلدنا، التي سنجعلها تنهض مرة أخرى».
- هل ستقدم أغنيات وطنية؟
هناك أغنية بعنوان «بالعربي حبيني» من كلمات الدكتورة حنان نصر وألحان أشرف سالم، ورغم أن جدولي في تلك الفترة يطغى عليه ألبومي، إضافة إلى ارتباطي بعدد من الأسفار، قررت تأجيل كل ذلك حتى الانتهاء من تسجيل الأغنية، التي نؤكد فيها أن مصر بلد آمن، وندعو الجميع من خلالها إلى مشاركتنا في دعم مصر.
- هل ترى أن من واجب الفنان أن يدعم وطنه من دون مقابل؟
بكل تأكيد، على الفنان أن يفعل ما في وسعه لخدمة وطنه، فهناك فنان قادر على إحياء حفلات مجانية، وآخر قادر على دعوة أصدقائه للحضور إلى مصر، وثالث يستطيع أن يعقد مؤتمراً صحافياً يشد من أزر الناس، المهم في النهاية أن يعمل الجميع لمصلحة بلده.
- هل ستنضم إلى مبادرة نقابة الموسيقيين المصريين والمطرب هاني شاكر لتنشيط السياحة؟
من جانبي، سأنضم إلى أي عمل وطني يصب في مصلحة مصر، ولن أتقاضى عنه أجراً، ولذلك ليس من الضروري أن يتحدث معي هاني شاكر أو نقابة الموسيقيين، فنحن جميعاً هدفنا واحد، هو إعادة مصر إلى مكانتها الطبيعية، والتأكيد أن مصر أمانة، ولذلك سيذهب كل الفنانين الوطنيين الذين يحبون مصر إلى شرم الشيخ لتنشيط السياحة، وفي النهاية سيلتقي الجميع هناك، لأن الفنان الوطني لن ينتظر مكالمات ودعوات، وأحب أن أحيي هاني شاكر على مبادرته، لأنه كان من أوائل الذين ظهروا في وسائل الإعلام وطالبوا الجميع بالالتفاف حول مصر، وأقول له أنا تحت أمرك في أي مبادرة.
- هل دعوت أصدقاءك المطربين والشعراء الى مصر؟
أفعل ذلك دائماً، فما من شخص هاتفني، سواء كان مطرباً أو شاعراً أو معجباً أو صديقاً، إلا وقلت له تعال إلى مصر، وأتمنى من كل من هاتفتهم أن يلبّوا الدعوة.
- لماذا تأجل طرح ألبومك الجديد أكثر من عشر مرات؟
منذ أن طرحت في عام 2009 ألبومي «لازم تسمع»، كنت أنوي طرح ألبومي عام 2011، وبالفعل بدأت العمل في تلك الفترة على اختيار الأغنيات، وعقدت جلسات عمل مطولة مع الشعراء والملحنين، وأخذت عهداً على نفسي عقب عودتي من الولايات المتحدة الأميركية بأنني سأبدأ تنفيذ الأغنيات، لكن عقب عودتي بأيام قليلة تفجرت ثورات الربيع العربي، وتوقف كل شيء، ومن بعدها انطلقت التظاهرات وسقط شهداء وضحايا، وانتقلت الثورة إلى عدد كبير من البلدان العربية، ولم يعد الأمر متوقفاً على مصر فقط، بل شمل تونس وسورية وليبيا واليمن، فبدأت أنهج شكلاً جديداً، هو محاولتي دعم بلدي من طريق الغناء، فبدأت العمل على طرح أكثر من أغنية وطنية، مثل: «هما دول المصريين»، «تسلم الأيادي»، «نرجع مصريين»، و«تحس بإيه»، كما فكرت في الأناشيد الدينية وطرحت ألبوماً دينياً بعنوان «أذّن يا بلال»، وقدمت عدداً من الأدعية الدينية، كما قدمت الأذان بصوتي، وتترات المسلسلات في شهر رمضان، فقدمت مع الفنانة حنان ترك تتر مسلسل «نونة المأذونة»، إلى أن هدأت الأوضاع وبدأت العمل من جديد على الألبوم، وعقدت جلسات مطولة مع شعراء وملحنين وموزعين، واتفقنا على شكل الألبوم والأعمال التي أحب أن أقدمها إلى جمهوري، خاصةً أنني تغيّبت عنهم لفترة طويلة.
- لكن كنت قد وعدت جمهورك بطرح الألبوم في 2015 ولم يحدث!
الخطة التي كنت أعمل عليها في نهاية عام 2014، هي أن أطرح أغنية في شهر تشرين الأول/أكتوبر، ثم أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر، والأخيرة في كانون الأول/ديسمبر، ومع الاحتفال برأس السنة في عام 2015 يُطرح العمل بالكامل في الأسواق، وبالفعل نفذت الأمر وطرحت أغنية «هيفضل مسيطر» في تشرين الأول، لكن وفاة والدتي رحمها الله غيّرت المخطط الزمني الذي كنت قد وضعته مع الشركة، وبعد فترة من عام 2015 عدت إلى نشاطي وتوازني الفني، وبدأت في طرح أغنية «هيفضل مسيطر» التي حققت نجاحاً كبيراً، إلى أن أنهيت كل تفاصيل العمل على الألبوم.
- ولماذا لم يطرح حتى الآن؟
التأجيل لم يكن في يدي، كان هناك بعض المشاكل الإدارية، ومنها التصاريح الخاصة بالشعراء والملحنين، التي تأخذ وقتاً طويلاً حتى تصدر، فحدثت بعض المشاكل التي عطلت الطرح، ثم بعض المشاكل الخاصة بالحملة الدعائية، لكن الألبوم بالفعل تم الانتهاء منه تماماً، وتم تسليم النسخة الماستر من الأغنيات إلى شركة «عالم الفن»، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة سيكون العمل في متناول كل محبي وعشاق إيهاب توفيق في الوطن العربي.
- ما هي تفاصيل الألبوم؟
الألبوم سيكون عند حسن ظن جمهوري، لأنني وبينما كنت أسجل أغنياته، وضعت في حسباني مدى تأخري عنهم، ولذلك أحببت أن أضع كل خبرتي في الأغنيات، وأن أقدم أشكالاً وكلمات مختلفة، وأتعاون من خلاله مع عدد كبير من أفضل شعراء مصر وملحنيها وموزعيها، لكن اعفني من ذكر الأسماء، نظراً إلى أن العمل يتضمن عشرات الأسماء، ولا أحب أن أغفل ذكر أحدهم، والألبوم سيتضمن عدداً كبيراً من الأغنيات، من بينها: «فرصة ما بتجيش»، و«هلبدلك»، و«مفيش بعيد على ربنا»، و«عيش بقى»، و «36 حتة»، و«لكل خاين نهاية»، و«عمري ما أنسى» و«إن شاء الله تحبني».
- هل ستصور أغنيات من الألبوم؟
بالتأكيد، هناك أغنيتان سيتم العمل عليهما خلال الفترة المقبلة.
- هل تفكر في ضم أعمالك الوطنية في ألبوم خاص؟
الفكرة واردة، خاصةً أنني قدمت خلال مسيرتي الفنية عدداً كبيراً من الأغاني الوطنية، فربما أفكر فيها خلال الفترة المقبلة، لكن معظم هذه الأغاني متاحة على اليوتيوب والمواقع الفنية، كما أن عملية إنتاج الألبومات أصبحت باهظة حالياً، والقرصنة قضت تماماً على طرح الألبومات.
فبمجرد أن تطرح ألبومك في الأسواق، لا يمر أكثر من ساعة حتى تجد العمل بالكامل مسرباً على موقع الإنترنت. وحين تُحل مشكلة القرصنة، يزدهر المجال الغنائي كثيراً ويعود إلى رونقه مرة أخرى.
- ما حقيقة تحضيرك لأوبريت غنائي يجمع عدداً من المطربين العرب؟
بالفعل هناك أوبريت سنعمل على تجهيزه في الفترة المقبلة، لكن ليس لديَّ تفاصيل بشكل كامل، فهو من كلمات الشاعر أيمن جودة، ولا يزال في طور التحضير، لكن ما أستطيع قوله أن الكلمات التي قرأتها رائعة وجعلتني أوافق عليها، فهو عمل يدعم فكرة العروبة.
- ما رأيك في ألبوميْ «عايزة أعيش» لسميرة سعيد» و «أحلام بريئة» لأنغام؟
رائعان وعلى درجة كبيرة من الجودة، وأحترم دائماً أعمالهما، وأحب أن أقول لهما: «مبروك على النجاح الكبير الذي حققتماه في الفترة الماضية، فهو أمر ليس بجديد عليكما»، وأتمنى لهما النجاح والتوفيق الدائم، لكونهما من أجمل الأصوات الموجودة على الساحة الفنية العربية، وأطلب منهما المزيد لكي يُمتعا جمهورهما المصري والعربي.
- كيف وقع الخلاف بينك وبين راغب علامة؟ وما قصة أغنية «شفتك اتلخبطت» التي تسببت في ذلك؟
ليس هناك أي خلافات من الأصل بيني وبين راغب علامة، فهو صديق وأحبه كثيراً وأحترمه، ولا أعرف لماذا أراد البعض اختلاق وقيعة بيني وبينه، فنحن لم نتقابل منذ فترة، وأقول لمن حاول أن يحدث صداماً بيني وبين راغب، هذه «قلة أدب»، والأغنية التي تتحدث عنها «شفتك اتلخبطت» كانت أغنيتي وعملت على طرحها، لأنني أمتلك حقوقها ومعي التنازلات الخاصة بها.
- هل ترى أن مصر استعادت بريقها في تنظيم الحفلات الغنائية من جديد؟
مصر استعادت بريقها في تنظيم الحفلات بشكل جيد، لكن شتان ما بين اليوم وما قبل الثورة، هي خطوة بخطوة وكل شيء سيكون على ما يرام، لكن المشكلة الوحيدة الآن تكمن في التجمعات الكبرى، مما يستوجب الاحتياطات الأمنية، وهذا الأمر لم يكن مقتصراً على الحفلات الغنائية فقط، وإنما طاول مباريات الدوري المصري التي تقام من دون جماهير، وأعتقد أنه حينما تعود الجماهير إلى المباريات ستعود معها إلى الحفلات، وقد علمت بأن الجماهير ستعود مع بداية الدور الثاني من المسابقة، وأعتقد أن هذا الأمر رائع، لأنه سيعيد النشاط والحيوية إلى كل الفعاليات الرياضية والفنية.
- ألا تنوي الاتجاه إلى التمثيل؟
ربما يتحقق هذا الأمر خلال الفترة المقبلة، فتجربة التمثيل عرضت عليَّ عشرات المرات منذ أن أصبح اسمي يتردد في الأوساط الغنائية، وعرضت عليَّ أعمال حققت نجاحاً باهراً حين عرضها، لكنني أشعر بخوف من التجربة، نظراً إلى أنني لا أرى نفسي ممثلاً، كما أود التركيز بشكل كامل على الأعمال الغنائية، التي دائماً ما تكون الرابط الرئيسي بيني وبين جمهوري، لكن في حال عثوري على عمل جيد يلائم شخصيتي، لن أتردد في قبوله، وأتمنى أن أقدم في عام 2016 عملاً فنياً يضيف إلى تاريخي الفني ويستمتع به جمهوري، الذي دائماً ما يشجعني ويحمسني على فكرة خوض تجربة التمثيل.
- هل عرضت عليك أي أعمال في الفترة الأخيرة؟
منذ أشهر عدة تلقيت عرضاً من أحد المنتجين لبطولة مسلسل تلفزيوني، لكن ظروفي الشخصية بسبب وفاة والدتي منعتني من التفكير في هذا الأمر.
أيضاً انشغالي في تسجيل أغنيات ألبومي الجديد جعلني أتأنى في أعمالي الفنية الأخرى، فأنا متغيب عن الغناء منذ حوالى الست سنوات، ولا بد من أن أعود إلى جمهوري بألبوم، وبعد ذلك أعمل على خوض تجارب فنية جديدة، وعقب طرح الألبوم في الأسواق ربما أعيد حساباتي من جديد وأفكر في تجربة التمثيل.
- لماذا ترفض دائماً التحدث عن حياتك الشخصية؟
الإعلام وجمهوري تخصهما فقط أخباري الفنية، لكن الحياة الشخصية ملكي أنا وزوجتي وأبنائي، وليس من حق أي شخص التدخل فيها، وأتمنى من الجميع أن يتفهم هذا الموقف.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024