تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

خالد عزب مؤلف كتاب «الحجر والصولجان»: العمارة تاريخ موازٍ للسياسة

خالد عزب مؤلف كتاب «الحجر والصولجان»: العمارة تاريخ موازٍ للسياسة

يولي اهتماماً واسعاً بالتوثيق والعمارة، ويلجأ دائماً إلى ربط الأحداث التاريخية بنسقها المعرفي الشامل... من هنا جاء كتاب الدكتور خالد عزب، مدير المشروعات المستقبلية في مكتبة الإسكندرية، «الحجر والصولجان» ليربط بين العمارة من ناحية، والسلطة والحكم من ناحية أخرى. وعن هذه الرؤية كان لنا مع الدكتور عزب هذا الحوار.


- بداية، ما الذي تقصده بالحجر والصولجان؟
الحجر هو المبنى والصولجان منظومة الحكم، فمن وجهة نظري أننا تعلمنا في عالم الآثار أن ننظر الى الحجر على أنه جماد، تم تشكيله بشكل وظيفي وجمالي، ليخدم منشأً معمارياً أو ليقدم تحفة فنية، لكنني في هذه الدراسة أحاول أن أتحدث إلى الحجر، وأبيّن قوة العلاقة بين المعمار من ناحية، والسلطة وصولجانها من ناحية أخرى، رابطاً ذلك بالعصر الذي ظهرت فيه مجموعة من المنشآت المعمارية التي ألقي الضوء عليها في إطار المفهوم السابق.

- الكتاب يركز على مجموعة من العمارة الإسلامية التي بُنيت في أزمنة مختلفة، أليس كذلك؟
بكل تأكيد ركزت على المبادئ التي تحكم بين المجتمع والسلطة، ونشوء مؤسسة فرضت وجودها، هي مؤسسة الأوقاف التي أدت أدواراً توازي بعض أدوار الدولة المعاصرة حالياً، وبعض أدوار المجتمع المدني المعاصر. لكن ما لفتني هو كيف وعى أهل السلطة كيفية توظيف هذه المؤسسة لتأمين معاش دائم لذرّيتهم، فقد كانت الأوقاف في أوقات زمنية محددة هي المحرك الوحيد لحركة العمران داخل المجتمع، والواسطة بين السلطة والتجار، وبين الفقراء من خلال تقديمها الخدمات الاجتماعية.

- قسمت العمارة إلى ثلاثة أنواع، فما هي؟
النوع الأول عمارة السلطة، وهي عمارة الدولة التي تشيّدها مؤسسة الدولة، سواء لحفظ النفس كالأسوار والقلاع، أو لجلب منفعة كمجاري المياه أو السدود أو القناطر أو الشوارع. والنوع الثاني عمارة المجتمع، مثل المستشفيات والمؤسسات الاقتصادية والتعليمية والدينية. أما النوع الأخير فهو عمارة الأفراد، وهي المنشآت التي يمتلكها الأفراد.

- كيف ربطت العلاقة بين العمارة والسياسة؟
من وجهة نظري، هناك ثلاثة مستويات تحدد العلاقة بين العمارة والسياسة. المستوى الأول: العمارة كشاهد سياسي، وهو يمثل البنية السطحية لكون العمارة سجلاً للعديد من الأحداث السياسية التي مرت عليها أو حدثت في المنشأ المعماري، ومن أمثلة ذلك «باب زويلة» الذي شيّد في العصر الفاطمي ليكون أحد أبواب حصن القاهرة، مقر حكم الفاطميين في العاصمة المصرية، وكانت وظيفته حربية، إذ كان يغلق على الحصن الذي كان يضم قصور الفاطميين ومسجدهم الجامع وجنودهم ومواليهم. المستوى الثاني: الرمزية السياسية للعمارة، في هذا المستوى تجسد العمارة قوة الدولة وتوجهاتها السياسية، ومثل هذا النوع شاع في العمارة الإسلامية، ونموذج ذلك قبة الصخرة والحرم القدسي الشريف. أما المستوى الثالث فيتمثل في العلاقة الفكرية بين السياسة والعمارة، تلك العلاقة التي تحكم بين طبيعة العمارة وموضوعاتها وحركيتها وتخطيطها، وهي تنبع من التوجه السياسي للسلطة، ومن أمثلة هذا النوع من العمارة، مدينة الإسكندرية المصرية.

- هل تؤيد من يرى أن العمارة تعكس قوة السلطة الحاكمة أو ضعفها؟
بكل تأكيد، تكشف العمارة عن مجمل أداء أي سلطة في أي حقبة تاريخية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079