تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نور الشريف: مستعد لتقديم شخصيّة مبارك على الشاشة

رغم أنه أعلن من قبل غيابه عن الشاشة هذا العام، لكنه تراجع وقدّم مسلسل «خلف الله»، الذي يعترف بأن عرضه حصرياً على قناة واحدة ظلمه.
النجم الكبير نور الشريف الذي يصمت طويلاً لقناعته، بأنه يجب ألا يظهر ويتحدّث إلى الإعلام، إلا إذا كان لديه ما يقوله، لم يتردد في أن يتحدث إلى «لها»، ليكشف لنا حقيقة علاجه في ألمانيا، ومصدر سعادته، والهاجس الذي كان ينتابه على ابنتيه، وابتعاده عن الأعمال الدينية، وغيابه عن السينما، كما يكشف لنا موقفه من تقديم شخصية الرئيس المصري الأسبق «مبارك» على الشاشة بعد أن قدمها للإذاعة، ورؤيته لمستقبل مصر.


- لماذا قررت الاختفاء بعد عرض مسلسل «خلف الله» في رمضان؟
لا أفضل الظهور دائماً دون داعٍ، واختفائي تكون له أسباب، فخلال الفترة الماضية لم يسعفني الوقت لمتابعة الحالة الصحيّة لقدمي، لأنني عانيت من آلام بها لفترة طويلة، وكان من المقرر أن أسافر إلى ألمانيا لإجراء بعض التحاليل الطبية، لكن استمرار تصوير مسلسل «خلف الله» حتى الأيام الأخيرة من رمضان كان سبب تجاهلي لإجراء هذه التحاليل، ولذلك انتهزت فرصة انتهاء التصوير وسافرت إلى ألمانيا للعلاج والاستجمام في نفس الوقت، لأنني بصراحة شعرت بحالة كبيرة من الإرهاق البدني والذهني طوال الفترة الماضية.

- كنت قد أعلنت أنك ستغيب عن الشاشة هذا العام ثم تراجعت لتقدّم هذا المسلسل. ما الذي حدث؟
هذا حقيقي، لأنني كنت أبحث عن فكرة أناقش من خلالها ما يدور فى المجتمع المصرى الآن، وعرض عليَّ العديد من السيناريوهات ولم أتحمس لها جميعاً، ووقتها قررت الغياب لأنني لا أفضّل الوجود لمجرد الوجود، حتى قرأت هذا المسلسل، فجذبتني الحلقات بشدة وشعرت أن هذا ما أبحث عنه، كما أن شخصية «خلف الله» جديدة بالنسبة لي ولم أتطرق اليها أو أجسدها من قبل، لذلك قررت أن يكون هذا العمل هو مسلسلي الجديد الذي أطلّ به على جمهور الشاشة الرمضانية.

- وما رأيك في ردود الفعل التي حقّقها المسلسل؟
الحمد لله كانت معظمها طيبة، كما أن العمل كان المسلسل الصعيدي الوحيد بين المسلسلات المعروضة، وكان له جمهوره، وهذا ما جعله مميزاً عن باقي الأعمال، خصوصاً أن موضوعه مختلف تماماً عن كل الأعمال، وهذا كان لصالحنا أيضاً.

- تقديمه على قناة واحدة هل عرّضه للظلم؟
بالتأكيد عرض أي مسلسل على قناة واحدة في ظل كل هذه القنوات يعتبر ظلماً، وبصراحة دائماً لا أفضل أن أركز في هذا الأمر، لأن عملية عرض المسلسلات على القنوات أصبحت تخص المنتج وحده، نظراً للمنافسة الكبيرة بين القنوات، وكل منتج يبحث عن العائد المادي المرضي له، وعندما يتم عرض العمل بشكل حصري على قناة واحدة يحقق المنتج هذا العائد، لأن انتشار المسلسل يقلل من سعر بيعه، رغم أنه في الوقت نفسه يحقق انتشاراً للعمل، لكن نحن أصبحنا في زمن المنافسة، وهناك نجوم كثيرون ظلموا نتيجة ذلك ولم يفلحوا في عرض أعمالهم.

- هل كنت تقصد بهذا المسلسل الإسقاط على تجار الدين؟
كنت أقصد به توضيح الإيمان الصحيح الذي يكون من القلب، فرسالة العمل أن الإيمان ليس تشدداً أو متاجرة بالدين، فهذه الشخصية تُظهر الفرق بين أن تكون مؤمناً بالشيء لأنك مقتنع به، وبين أن تتمسح بالدين لتحقيق مصالح شخصية أو سعياً وراء سلطات، لأن «خلف الله» لا يسعى إلا لإظهار الحقيقة أينما كانت، ومهما كلّفه الأمر، لكن الناس كانت دائماً تتفهم موقفه بشكل خاطئ فتسعى للإضرار به.

- هل وجدت تشابهاً بينك وبين شخصية «خلف الله»؟
بالفعل يوجد تشابه، أبرزه أن مصدر سعادتي هو توازني النفسي، تماماً مثلما كان الحال مع شخصية «خلف الله»، فأنا متصالح مع نفسي ومع الواقع.

- وهل قررت الاستعانة بالمخرج حسني صالح بعد نجاحكما في مسلسل «الرحايا»؟
لست ضد الاستفادة من النجاح ما دام كل طرف لديه الجديد الذي سيقدمه، بل كنت أرى أن مسلسل «خلف الله» مهمة صعبة للغاية على حسني صالح، لأنه حقق نجاحاً كبيراً في «الرحايا»، فكان عليه أن يتحدى نفسه ليحقق ما هو أقوى، بالإضافة إلى أنه مخرج متميز ولا تنسىَ أنه اكتشافي، لأنه قدم أولى تجاربه الإخراجية من خلالي مثل العديد من المخرجين.

- ما هو سبب حماسك لتقديم وجوه جديدة في معظم أعمالك رغم صعوبة المغامرة أحياناً؟
إذا عدت إلى تاريخي تجد أنني أفضل ذلك، فقد بدأت بالمخرج سمير سيف عندما قدمته لأول مرة في فيلم «دائرة الإنتقام»، ثم فيلم «ضربة شمس» أول إخراج لمحمد خان، ثم «زمن حاتم زهران» أول إخراج لمحمد النجار، وأرى أن كل جيل لابد أن يولد مع بعضه، وقد تعلمت ذلك من عبد الحليم حافظ، لأن أهميته ليس في أن محمد عبدالوهاب لحّن له، لكن في تعاونه مع كمال الطويل والموجي وغيرهما من الجيل الذي ولد معه، وأرى أن المنافسة أفضل سلاح للتطور، لأنك عندما تستعين بكاتب شاب تشعر الكاتب الكبير بالقلق والمنافسة وتحفزه على العمل.
كذلك على مستوى الممثلين، أعتبر نفسي أكثر شخص قدم العديد من الممثلين على الساحة وأصبح معظمهم من المشاهير الآن، ففي «الدالي» قدّمت تسعة شباب، والأمر نفسه في «عائلة الحاج متولي» و«لن أعيش في جلباب أبي»، وفي مسلسل «عرفة البحر»، العام الماضي، قدّمت المخرج أحمد مدحت، وأرى أنه مخرج متميز ونجح في هذا العمل في تحقيق صورة مختلفة عن الفيديو تماماً، وأشكره على الاستعانة بمهندس الديكور تامر إسماعيل، لأنه إضافة عبقرية لفن الديكور وأيضاً هيثم حسني كمدير تصوير لأول مرة، وبصراحة أرى أن تقديم جيل جديد هو دور أي فنان استفاد من هذه المهنة، لأنه يجب علينا أن نقوم بتسليم الراية باستمرار لأجيال مختلفة، ونسعى دائماً لاكتشاف المواهب حتى تستمر الصناعة، وهذا طبعي ومسؤوليتي تجاه الأجيال الجديدة، وبصراحة أحب أن أفعل ذلك لأنني أحب التدريس، لكن للأسف في معهد الفنون المسرحية هناك من جعلني أترك التدريس، لأنهم كانوا يريدون أن يحولوني إلى موظف أوقع على حضور وانصراف.

- بصراحة ما هي حدود تدخلك في العمل؟
أتدخل على الورق، قبل بدء التصوير وقبل التعاقد، لكن مع بدء التصوير أنفذ ما يريده المخرج، حتى لو كنت غير مقتنع به، وهذا هو الاحتراف، وفي المقابل لا أعمل معه مرة ثانية، لكنني ضد أن «أركب دماغي» وأضيع فلوس المنتج وأعاند أثناء التصوير.

- كيف ترى عرض الكثير من المسلسلات في رمضان؟
بصراحة حرام، وكان هناك ظلم كبير لبعض الفنانين وبعض الأعمال المميزة، لأن هناك ما يقرب من 50 مسلسلاً، وهذا يعني أن المشاهد يحتاج إلى 40 ساعة لمشاهدة كل الأعمال، وهذا ما يفوق عدد ساعات اليوم، لذلك فمن المستحيل متابعة هذا الكم من الأعمال، لكن المشاهد دائماً يسعى لنجمه المفضل أو النجم الأكثر شعبية، وسيكون النجاح متوقفاً على الحظ، وهذا سيعرِّض أعمالاً أخرى للظلم، لكن انتقاء العمل الجيد والمشاهدة الحقيقية تحدث بعد رمضان، ولا أنكر أن هناك أعمالاً جيدة لم تحظ بمشاهدة تستحقها في رمضان، لكن سيرد لها التقدير في العرض الثاني.

- وكيف وجدت المنافسة بين كل هذه الأعمال؟
أكرهها وأرى أن بها حظاً كبيراً، لأنه في العام الذي قدمت فيه مسلسل «الحاج متولي» ظلمت كل المسلسلات التي عرضت في نفس الشهر، رغم أن مسلسلي بسيط ودمه خفيف، ورغم وجود أعمال أخرى ذات قيمة تحمل أفكاراً كبيرة، مثل «حديث الصباح والمساء» و«الأصدقاء» لإسماعيل عبد الحافظ، وهذه المسلسلات ظلمت بسبب «الحاج متولي»، ولذلك أريد أن أقدم عملاً خارج رمضان، لأنه أولاً لن يوجد منافس لك، بالإضافة إلى أننا سنفتتح موسماً جديداً للدراما بدلاً من عرض 50 مسلسلاً في شهر، لكن من حسن حظ جيل النجوم الجديد أن النجاح في رمضان يحقق لهم شهرة كبيرة، فهناك 80 مليون شخص في الوطن العربي يشاهدونهم، رغم أننا زمان كنا نبذل جهداً خرافياً في المسرح والتلفزيون من أجل أن يعرف أسماءنا فقط 500 ألف شخص، لكن الآن وبعد عشرة أيام فقط من المسلسل يحقق النجوم الجدد شهرة ضخمة.

- ما هي الأعمال التي لفتت نظرك في رمضان؟
لا أنكر أن قائمة مشاهدتي كانت تضم العديد من الأعمال التي كنت أريد مشاهدتها، ومنها «موجة حارة» للمخرج محمد ياسين، لأنه مخرج متميز وسبق أن حقق نجاحاً كبيراً في مسلسل «الجماعة»، كما أنني كنت أريد أن أشاهد أيضا «ذات» للمخرجين كاملة أبو ذكري وخيري بشارة، وأيضاً «نيران صديقة» للمخرج خالد مرعي و«العراف» لعادل إمام و«الداعية» لهاني سلامة و«تحت الأرض» للمخرج حاتم علي و«حكاية حياة» لغادة عبد الرازق، خصوصاً بعد نجاحها في مسلسل «مع سبق الإصرار»، و«آسيا» لمنى زكي، وأتذكر أنني كنت أريد مشاهدة ما يقرب من عشرة مسلسلات، لكن بالتأكيد فشلت في متابعة أي من هذه الأعمال بانتظام في رمضان، بسبب ارتباطي بالتصوير حتى الأيام الأخيرة منه، وأجّلت المشاهدة لما بعد رمضان.

- لكن كيف كنت ستشاهد كل هذه الأعمال؟
كنت سأبحث عن القنوات التي لا تعرض أي إعلانات، وسيكون ذلك غالباً على القنوات المشفرة، لأن الإعلانات بصراحة أصبحت مستفزة جداً، وكل 10 دقائق من المسلسل هناك ما يوازيها من إعلانات، وهذا ما يفقدك التركيز والاستمتاع، لذلك كنت سألجأ لقنوات محددة، وسأضطر لمتابعة المسلسلات المتبقية في قنوات أخرى.

- بعد أن تميزت في تقديم الأعمال الدينية مثل «هارون الرشيد» و«عمر بن عبد العزيز» وغيرهما لماذا قررت الابتعاد عن مثل هذه الأعمال؟
هناك سببان جعلاني أتوقف عن تقديم أعمال دينية، الأول إفلاس الساحة الفنية، مع احترامي لكل الكتاب والمخرجين من المتخصصين في الأعمال الدينية، خصوصاً بعد رحيل الكاتب عبدالسلام أمين والمخرج أحمد توفيق، والسبب الثاني مواعيد عرض المسلسلات الدينية، الذي يكون غالباً بعد الثانية صباحاً أو قبل الواحدة ظهراً، وكلا الوقتين يظلمان العمل مهما بذل فيه من مجهود.

- إذن فالأعمال الدينية خارج حسابات نور الشريف الآن؟
أتمنى دائماً تقديم الأعمال الدينية، لكني أخذت عهداً على نفسي ألا أقدم هذه النوعية إلا بعد حصولي على ضمان بموعد عرض مناسب، إضافة إلى شرط آخر، هو الإمكانات الإنتاجية، لأن سخاء الإنتاج مطلوب في الأعمال الدينية تحديداً.

- لكن أرى أن هناك ظلماً فيما تقوله بخصوص المؤلفين لأن هناك مؤلفين على مستوى عالٍ الآن!
لا أنكر ذلك، لكن بعد نجاح «هارون الرشيد» و«عمر بن عبدالعزيز» من الصعب أن أغامر بذلك النجاح، فهناك فعلاً كتاب متميزون، لكن لا أعتقد أن أحدهم يتمتع بالكتابة الشاعرية التي كان يتمتع بها عبدالسلام أمين، ومع احترامي للجميع لم يُعرض عليَّ الآن عمل ديني واحد يرضيني.

- رغم أنك خضت تجربة الإنتاج السينمائي لماذا لم تفكر في الإنتاج التلفزيوني؟
لأن بالي طويل جداً في الإنتاج، مثلاً الفيلم الذي لا تتعدى مدته ساعتين يستغرق مني تحضيراً وتصويراً سنتين، وبالتالي فمسلسل مدته عشرون ساعة سوف يستغرق مني عشرين سنة شغل، ورغم ذلك بدأت أفكر جدياً في دخول سوق الإنتاج الدرامي، وأتمنى أن يحدث ذلك قريباً.

- هل ترى أن انتشار القنوات الفضائية في صالح الدراما؟
الفضائيات ساعدت على انتشار المسلسلات وأصبح عقل المشاهد متشبعا بالدراما، لذلك أرى أن المؤلفين سيواجهون صعوبة في العثور على أفكار جديدة.

- لماذا ابتعدت عن السينما؟
لأنني لم أجد المشروع الذي يحمسني على العودة، ومعظم الأعمال الذي عرضت عليَّ لم تكن تناسبني، كما أن معظم الأفلام أصبحت تقدم للشباب ولا توجد أدوار لنا، لأن هناك اختلافاً كبيراً في منظومة الإنتاج بشكل عام وفي الموضوعات التي تقدم لجمهور السينما.

- وهل قبلت العمل مع أحمد عز في فيلم «مسجون ترانزيت» كنوع من المجاملة؟
لا توجد مجاملة في الفن، والحقيقة أن المنتج وائل عبد الله جاءني بالنص فوافقت وتحمست أكثر بعدما عرفت أن الفيلم بطولة أحمد عز، فهو شاب موهوب ويتقدم في مشواره بدرجة كبيرة.

- ما رأيك في سينما الشباب الموجودة حالياً؟
بعضها رديء ولا يرقى إلى مستوى فيلم سينمائي، والبعض الآخر فيه اجتهاد يذكرنا بأيام شبابنا، وهناك شباب طموح وواعد يقدم سينما حقيقية.

- هل أنت نادم الآن على تقديم شخصية حسني مبارك في عمل إذاعي؟
إطلاقاً، لأننى قدمته بالمعلومات المتاحة لي وقتها، كما أنه لم يتم «ليّ» ذراعي على ذلك، فضلاً عن أنه كان من الغباء أن يرفض ممثل تقديم شخصية الرئيس وهو موجود في السلطة، لأنه بذلك يكون «مثل من يضرب دماغه في الحائط».

- ماذا تقصد بـ«يضرب دماغه في الحائط»؟
أقصد أنه عندما يطلب الرئيس منه أن يقدم دوره ثم يرفض، فالأمر سيكون صعباً ومحرجاً.

- وهل الرئيس نفسه عرض عليك تقديم شخصيته في المسلسل؟
لا لكنهم عرضوا عليَّ تقديم مسلسل تلفزيوني، وقررنا أن نبدأ أولاً بعمل إذاعي ليكون مسودة للعمل التلفزيوني، والحقيقة أن مبارك نفسه هو الذي رفض تقديم مسلسل تلفزيوني عن حياته.

- هل لديك استعداد لتقديم شخصيته الآن على الشاشة الصغيرة؟
ولمَ لا؟، فالممثل لابد أن يكون في مشواره أعمال تمثل لحظات اختبار قاسية، بعيداً عن انتمائه السياسي مثلما فعل أحمد زكي، حيث قدم فيلمين عن السادات وعبدالناصر، فهل هذا له علاقة بانتمائه السياسي؟ وأنا سبق أن قدمت من إنتاجي فيلم «زمن حاتم زهران» وجسدت شخصية لا تنسجم مع مبادئي، لكنها في النهاية جزء من عمل يتفق بالكامل مع مبادئي.

- لو تكرر العرض لتقديم نفس العمل ماذا سيكون موقفك؟
سأنتظر ظهور الحقيقة، رغم أن الحقيقة في بعض الأوقات لا تكون كاملة، فأنا مثلاً كنت آخر شخص تحدّث مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقت الحصار، وهناك معلومات قالها لي بحكم صداقتي به، ولا أستطيع أن أصرح بها الآن، لكن إذا كنت سأقدم عنه عملاً بعد 10 سنوات، وإذا ظهرت معظم الحقائق سأقول ما أعرفه.

- لماذا قررت إعادة تقديم رواية «الإخوة كرمازوف» في مسلسل رغم وجود مسلسل الآن بعنوان «الإخوة الأعداء» المأخوذ عن الرواية نفسها؟
هذا الموضوع فكرت فيه منذ أربع سنوات، واتفقت مع السيناريست مصطفى محرم على كتابة السيناريو، وانتهينا منه قبل تصوير مسلسل «الإخوة الأعداء»، لكننا قررنا تأجيله للعام المقبل، لأننا سنقدمه بشكل مختلف، حتى عن الفيلم الذي شاركت في بطولته، لأنني في المسلسل الذي أطلقنا عليه «أولاد التهامي»، سأقدم دور الأب، وأرى أن الرواية هي تعرية للعلاقات الأسرية عندما تزوج الأب أكثر من امرأة، ولم ينتبه إلى نفسه، وكان أنانياً، وكانت النتيجة أن تنجب أبناء متناثرين يكرهون الأب، وهذه الفكرة من الممكن أن تقيس عليها الأب الفاسد أو الحاكم الفاسد، وهذا ما يستهويني، وأعتقد أنه من حقك في الأعمال الأدبية أن تقدمها بأكثر من وجهة نظر، وهذا ليس إفلاساً من وجهة نظري، وقد سبق أن فعلتها في رواية «الطريق» لنجيب محفوظ، فبعد أن قدمها كمال الشيخ في فيلم قمت بإعادتها في فيلم آخر بعنوان «وصمة عار» إخراج أشرف فهمي، وأتمنى أن يذيعوا الفيلمين متتاليين حتى يرى البعض اختلاف التناول.

- لماذا تميل في معظم أعمالك إلى الرواية؟
لأنها أكثر ترابطاً من وجهة نظري في البناء، فأنا أكثر شخص قدّم أعمالاً لنجيب محفوظ، والرواية تساعدك على استخلاص سيناريو متماسك وقوي، والأهم شخصيات حقيقية ومن لحم ودم، كما أن كل الشخصيات الموجودة فيها أبطال في موقعها بخلاف الأعمال الأخرى التي تقدّم، حيث تجد اهتماماً بالبطل والبطلة ودور الشرير، بينما باقي الأدوار هامشية وغير مؤثرة.

- بصراحة كيف ترى مصر الآن؟
بدأت تستعيد نفسها وتسير على الطريق الصحيح، بعد أن كانت قد ضلت طريقها ودخلت في نفق مظلم كان سيودي بها إلى النهاية، لكن الله حمى هذا البلد.

- وما الذي تتمناه في المرشحين للرئاسة الفترة المقبلة؟
أتمنى وجود شاب تلتف حوله مؤسسات لديها الخبرة، لأن مصر مليئة بالخبرات المتميزة، ولأنه آن الأوان من وجهة نظري لأن يحمل الشباب الراية وتجلس كل الوجوه القديمة في الخلف تساند هؤلاء الشباب، لأن مصر تحتاج إلى طاقة كبيرة، لا يقدر عليها «العواجيز»، حتى تنطلق للأمام من جديد، وهذا ما أتوقعه في السنوات المقبلة، لأن شعب هذا البلد، الذي قام بثورة 30 يونيو، لن يسمح لأي كان أن يعود بنا إلى الخلف من جديد، ولابد لمن هو قادم أن يتعظ بما حدث للاخوان، ويعلم أن الكرسي لا تدوم ومصلحة الشعب أهم من أي مكاسب شخصية.


نور الشريف الأب كيف يفكر في مستقبل ابنتيه؟
في فترة سابقة كان مستقبل مي وسارة يمثل لي هاجساً، وكنت أحياناً أسأل نفسي ماذا سيفعلان من بعدي عندما أفارق الحياة، حتى تحول هذا الهاجس لمرض، ثم اكتشفت بعد مرض ابنتي سارة أن هذا الخوف غير طبيعي، وأن تأمين الحياة والمستقبل مادياً أكذوبة كبرى، وأن الحياة أبسط من ذلك فتخلصت من هذا الهاجس.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078