تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

طفلك فوضوي ربما يعاني Dyspraxia

طفلك فوضوي ربما يعاني Dyspraxia

طفلك فوضوي ربما يعاني Dyspraxia

«يبدو على رامي ( 5 سنوات) عدم القدرة على تنظيم أموره، أو إنجاز عمل ما بشكل صحيح، فهو مثلاً لا يستطيع أن يركّب مكعّبات الليغو بشكل صحيح... أو ينفّذ تعليمات مدرب الرياضة لأنه يجد صعوبة في ذلك رغم أنه يفهمها»، فهل رامي مصاب بالديسبراكسيا؟
يبدو بعض الأطفال غير قادرين على تنسيق حركتهم، أي التخطيط لها بشكل ممنهج. ورغم أنهم يبذلون مجهودًا كبيرًا لإنجاز الأمور بشكل صحيح فإن حركتهم تظهر غير منسجمة.
هؤلاء الأطفال ربما يعانون الديسبراكسيا أي اضطراب تناسق الحركة، وهي تؤدي إلى صعوبة حقيقية خصوصًا في المدرسة.

ما هي الديسبراكسيا؟
الديسبراكسيا أو اضطراب التناسق الحركي هو خلل وظيفي في سيكولوجيا الجهاز العصبي اللا شفهي، يصاب به 6% من الأطفال بين الثالثة والخامسة. فالتنفيذ الحركي للفعل المقصود يكون مضطربًا.
والطفل لا يعاني تأخرًا عقليًا أو إعاقة بصرية أو سمعية أو اضطرابًا في نمو النفس- العاطفي، ولا توجد أي إصابة مضرّة في الجهاز العصبي. وإلى اليوم لم تعرف أسباب الديسبراكسيا بشكل واضح.

ماذا يحدث للطفل الصغير المصاب بالديسبراكسيا Dyspraxia في الحضانة؟
في البداية يجب التأكيد أن الديسبراكسيا لا علاقة لها بالقدرات الذكائية. فالطفل يفهم التعليمات ويستوعبها بشكل صحيح ولكن المشكلة أنه لا يستطيع تنفيذها.
فدماغه لا يأمر منطقة تسلسل الحركات، فيجد نفسه في مواجهة صعاب لأنه يطلب منه في الحضانة القيام بأمور تتطلب تناسقًا في الحركة، بمعنى آخر أمور تلزمه بسلسلة معقّدة من الحركات.
ففي الصف لا يعرف كيف يرتّب الألعاب أو يرسم صورة ما، وفي صف الرياضة لا يستطيع القفز على ساق واحدة.

هل هذا يؤثر في علاقاته مع الأطفال الآخرين؟
أجل فهو أقل اندماجًا في اللعب، وهذا ما يجعله يعزل نفسه لأنه يرى جيدًا كيف أن الأطفال الآخرين ينجزون ما يطلب منهم بشكل تام.
وهو لا يفهم لماذا لا يستطيع ذلك، مما يجعله تعسًا أو غاضبًا، وبالتالي فإن الأخرين يستبعدونه، ولا يدعونه للعب معهم بالكرة مثلاً. 

ما هي عواقب الديسبراكسيا على أداء التلميذ المدرسي؟
للديسبراكسيا نتائج سلبية على الأداء المدرسي.

  • التعبير الفني: يلاحظ إضطرابات على مستوى نضج الحركة والتنظيم والبنيان المكاني. مثلاً يصعب على الطفل تحديد وجهة الخطوط على الورقة.
  • الخط: لا تكون الكتابة آلية وبالتالي النتيجة تبدو خربشة. ففي حالة الطفل المصاب بالديسبراكسيا يكتب الحروف بحجم متفاوت بشكل ملحوظ.
  • الحساب: قد لا يستطيع التلميذ تطبيق قواعد الجمع والطرح، رغم إلمامه بها.
  • الهندسة: لا يلتزم بقواعد إحتساب مساحة المربع أو المستطيل رغم حفظه لقواعد ذلك الحساب.
  • القراءة: يكون مترددًا وبطيئًا ويميل إلى الخلط بين الحروف المتشابهة في الشكل، ولا يستطيع أن يتهجّأ المقطع اللفظي للكلمة.
  • فهم تعليمات الكتابة: لا يعرف التلميذ البحث عن المعلومة المناسبة للموضوع لإستحالة تصوره هيكلية النص.
  • كتابة الإملاء: الصعاب الإملائية مرتبطة باضطراب في النسخ. لذا يرتكب التلميذ أخطاء في النسخ عندما ينقل من اللوح إلى الدفتر.
  • تعلّم دروس القراءة: لسبب نقص في نقاط المرجع والإنتقال من سطر إلى آخر.
  • الغناء والتقليد: لا يستطيع التلميذ إعادة إنتاج الحركات، كما لا يقدر على متابعة إيقاع الأغنية بشكل صحيح.
  • التربية البدنية: يصعب على التلميذ تعلم ألعاب جديدة، واللحاق بإيقاع التلامذة الآخرين وكذلك تحديد هدف. 

هذه المشكلات تسبب تأخرًا في الأداء المدرسي وكذلك يخسر التلميذ ثقته بنفسه، وإذا لم يتنبّه المدرّس إلى هذه الصعاب فإن ذلك يجعل التلميذ منعزلاً عن زملائه. لذا من الضروري التحقق مما يحدث مع التلميذ واكتشاف الديسبراكسيا في أسرع وقت. 

ماذا يمكن الأهل القيام به؟
يجب على الأهل أن يدركوا أن الديسبراكسيا هي أحد اضطرابات النمو الذي يؤثر في شكل سلبي كبير على بقية خصائص النمو عند الطفل. واختصاصي النفس- عصبي هو القادر على تشخيص هذا الإضطراب وبالتالي على تقديم العلاج السريع والمناسب للحالة.
ومع ذلك فالقاعدة الذهبية للتعامل مع الطفل المصاب بالديسبراكسيا هي أن يبدي الأهل تفهمهم ويتحلّوا بالصبر: تقويم طفلهم. وذلك بتحديد كفاءاته، لأن الطفل المصاب بالديسبراكسيا يكون بارعًا في الكلام فهو غني بالمفردات.
وثانيًا التحلي بالصبر ومحاولة الاحتفاظ بالهدوء عندما يقلب كوب الماء مثلا للمرة العاشرة، فبدل الصراخ في وجهه لأنه فعل ذلك يمكن الأم أن تقول لطفلها: «لا بأس يمكنك مسح الطاولة».
وثالثًا الشرح للطفل أنه يعاني مشكلة فتجاهل الأمر يمنع من الأخذ بيده ومساعدته. ورابعًا، مساعدته على تعلم إنجاز العمل الذي يسبب له مشكلة. فهذا الدعم سوف يعزز بشكل كبير ثقة الطفل بنفسه. 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077