جيسيكا قهواتي: أريد التقاط كل لحظة في مدينة الحب
تقول بأن باريس فخمة من دون أي عناء. وتؤكد تعلّقها بكل أغراض والدتها العتيقة وتعتبرها أجمل القطع التي يمكن مصادفتها. «أحب»، كلمة تحضر في غالبية إجاباتها عن الحياة والمهنة. هي ملكة جمال أستراليا، اللبنانية جيسيكا قهواتي. صديقة وناطقة رسمية باسم بعض الماركات، وفاعلة خير، ومحامية تتحدث باسم أولئك الذين لا يملكون صوتاً. الجميلة صاحبة الحقيبة الزرقاء تجول في باريس على قدميْها وفي هذه الصفحات.
-ما هو شغفك الكبير في الموضة، ولا سيما أنك محامية؟
أحب كيفية تمثيل الموضة من خلال أشخاص مختلفين. أحب أن أراقب كيف يمكن موضة معينة أن تُعتمد بطرق مختلفة وتتجلى بمظاهر متعددة من خلال شخصيات الأشخاص.
-كيف تصفين مشهد الأزياء في باريس (أجمل اللحظات؟
مشهد الأزياء دينامي جداً، خصوصاً خلال أسبوع باريس للأزياء. تضج المدينة بالحياة وبالعديد من الأشخاص، وعشاق الموضة، والخبراء، والصحافيين، والمساهمين الأساسيين. تتوالى الأيام، وأحاول استيعاب كل الأزياء التي يتم عرضها، والسهرات ممتعة وحيوية رغم الأيام الطويلة.
-ما الذي لا يمكنك العيش من دونه خلال أسبوع باريس للأزياء؟
لا أستطيع العيش من دون الكاميرا خلال هذه الفترة. أريد التقاط كل لحظة في مدينة الحب. باريس مكان جميل جداً، وثمة موقع رائع لتصويره في كل مكان تزوره. أستمتع فعلاً بتصاميم الهندسة المعمارية المتعددة والمراوحة من تصاميم القرون الوسطى والكاتدرائيات القوطية إلى المعالم العصرية.
-قمة السعادة والتحديات خلال عملك في باريس...
أشعر بالسعادة حين أرى العمل المذهل للمصممين الموهوبين والعاملين بكدّ. أتفاجأ فعلاً في كل موسم بأعمال بعض المصممين المفضلين لديّ، لأنهم يتخطون توقعاتي في كل مرة، ويتفوقون على أعمالهم السابقة.
-ما الذي تفضلين ارتداءه مع حقيبة زرقاء؟
الحقيبة الزرقاء قطعة مميزة، ولذلك أحب تنسيقها مع الدنيم، أو الكاميل، أو الأبيض، أو الرمادي. أحب أسلوب السبعينيات المتمثل في سروال الدنيم المتسع في الأسفل والتي-شيرت البسيط أو البلوزة الفضفاضة بحيث تتناسق الحقيبة الزرقاء تماماً مع لون الدنيم وتضفي لمسة مميزة على الطلة.
-ما هي النصائح التي استوحيتها من زيارتك الأخيرة إلى باريس؟
لاحظنا استمرار حكاية صيف السبعينيات في فصل الشتاء، إضافة إلى الطلات الغجرية والعسكرية. الشتاء وقت جيد لاعتماد الطبقات المتعددة، ولذلك لا داعي للخوف من خلط الألوان والنقوش. هناك بعض التصاميم الأنيقة التي تصقل الطلة ونذكر منها المعطف الطويل بأسلوب السبعينيات، والطلات الأنثوية المطبّعة بنقوش قبلية، والسترات العسكرية القوية بألوان الكاكي والأسود. أحب أيضاً خلط المواد الأنثوية مثل القماش المخرّم مع الطلات الشتوية القوية مثل السترات الضيقة والأقمشة المخملية.
-كيف تحدّدين فخامة باريس؟
باريس فخمة من دون أي عناء. إنها المدينة التي تختلط فيها الأزياء الراقية مع ملابس الشارع والدنيم وتناقض الساتين. الفخامة موجودة في كل مكان... من الفن إلى الطعام، إلى ابتكارات المصممين في بعض الشوارع الرمزية، وصولاً إلى اللوحات الفنية المرسومة داخل معظم الأماكن التاريخية مثل Opéra Garnier، أو حتى مجرد تناول المعكرون في الشارع.
-ما هي أفضل ذكرى تحملينها من عروض أزياء باريس؟
مشاهدة أول عرض قدمه نيكولاس جيسكيير لدار لويس فويتون عام 2014 في مؤسسة لويس فويتون. كنت متحمسة جداً لهذا العرض، وقد تخطى ما رأيته كل توقعاتي في الملابس الجاهزة. كان جيسكيير ثورياً، وراسماً لخطوط الموضة، مستعيداً بعض العناصر من الماضي بطريقة مستقبلية وعصرية. والأهم من ذلك أنه كان سرمدياً. بعدها، صرت أنتظر بشغف كل عرض يقدمه وأصبح المصمم المفضل لديّ.
-ما هي قطعة الملابس أو الأكسسوار الذي لا ترمينه أبداً؟
أنا متعلقة كثيراً بكل أغراض أمي العتيقة. إنها من أجمل القطع الممكن رؤيتها والتي لا يمكن مصادفتها في أي مكان آخر. والأهم من ذلك أنها بنوعية لا يمكن مضاهاتها. أتلقى دوماً الإطراءات عندما أرتدي أحد أحزمتها أو ستراتها المميزة.
-في عام 2016، قررت أن...
أوسع نطاق عملي بحيث يصل إلى دول تتعدى الشرق الأوسط. أطور مجال عملي الخيري وأنخرط في مشاريع جديدة تركز على تعليم الأولاد والقاصرين المشردين.
أظهر في أرضيات جديدة... هذا سرّ!
-ما رأيك في الشهرة وفي التواجد تحت الأضواء في الأحداث الكبيرة؟
الشهرة من صنع الإنسان، ولذلك أعتقد أن من الضروري التحلي دوماً بالتواضع في حال اكتسابها. الموهبة تميزنا لكنها أيضاً توحّدنا، لأن كل شخص مميز بطريقته وفق رأيي الخاص. لطالما كنت طبيعية جداً أثناء تواجدي في الأحداث الكبيرة. أحب التحدث أمام حشود غفيرة ويرتفع مستوى الأدرينالين عندي في مثل هذه الحالات.
-أخبرينا عن مشاعرك حين تصبح الحياة قاسية جداً وتكتبين عن الأطفال اللاجئين وليس عن الموضة أو الفخامة.
أعتقد أنه يجدر بكل شخص يملك أرضية عبر شبكة الانترنت وحساباً على شبكات التواصل الاجتماعي أن يتحدث عن المسائل الاجتماعية والخيرية التي تربطنا جميعاً. وبما أنني ركزت كثيراً على القانون الإنساني خلال دراستي للحقوق، أحب دوماً التحدث باسم أولئك الذين لا يملكون صوتاً. واللافت أن متتبعي حسابي يحبون فكرة تطرقي إلى مجموعة منوعة من المسائل بطريقة محترمة وبأسلوب يكمّل عملي في صناعة الموضة.
-ما هو برأيك أفضل شيء في النشر الذاتي والموضة؟
أنا مثالية جداً في عملي، وبالتالي فإن النشر الذاتي يجعلني أشعر بالرضا حين أعلم أنني أعرض صوراً يحبها الآخرون. ليست الصور دوماً مثالية لأنني أحب عرض ذاتي الحقيقية.
-«لا تلمس أبداً أي شيء بنصف قلبك». ما رأيك بهذا القول؟
أعتقد أن من المهم دوماً وضع كل قلبك ومشاعرك في أي شيء تقومين به. إذا كان هذا عملك، كرّسي نفسك للتعلم والتطور. إذا كان عملاً خيرياً، ابذلي كل جهودك لإحداث فرق. ومهما كان الشيء الذي تفعلينه، افعليه من كل قلبك فتأتي النتائج مذهلة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الأول 2024