منزل كيلي هوبان في نوتينغ هيل صياغة مثيرة...
أجواء مثيرة تتّسم بالأناقة والتفرّد، تُطرِّزها تفاصيل جميلة، تنبض بحيوية الأشكال وعذوبة الألوان، وقّعتها مهندسة الديكور البريطانية كيلي هوبان، التي ارتقت بتصميمها إلى حدود تتجاوز المألوف، لتلامس بمظاهرها الجميلة، المشاعر والقلوب العاشقة للأجواء الأصيلة. فاللمسات الأخيرة التي وضعتها هذه المُصمِّمة البارعة لتأهيل شقّتها اللندنية المؤلّفة من طابقين، والواقعة في حيّ نيوتنغ هيل الشهير الراقي، حملت إليها لمسة فاخرة من الحداثة.
لقد تفوّقت سيدة الألوان الحيادية والرؤى والمعالجات السّاحرة كيلي هوبان، كعادتها، في ابتكار التفاصيل المدهشة التي طرّزت بها المكان، لتحوّله إلى مساحة عيش فاخرة بما يتوافر فيها من أناقة ورفاهية.
وتضم هذه الشِقَّة التي يفوق سعرها الـ10 ملايين دولار، مدخلاً وصالوناً واسعاً وصالة للطّعام وأخرى للمكتب، إضافة إلى صالة خاصة للرياضة وحمّام للضيوف، ومطبخ، وشرفة داخلية، تؤدّي إلى حديقة مُصمّمة على شكل مستويات متعددة تربط بينها درجات من الحجر، تنمو عند جانبيها نباتات غزيرة، تمَّ توزيع مثيلاتها في سائر أركان الحديقة.
بينما يشغل الطابق العلوي من الشّقة غرفتين للنّوم مع حمّاماتهما وغرفهما الخاصّة بالملابس. حافظت هوبان من خلال تصميمها على روحيّة المكان وطابعه الهندسيّ التقليدي القديم المشيَّد على الطراز الجورجيّ، كما أبقت على بعض التفاصيل التي تميزت بها هذه الشّقة، مثل الأفاريز الجميلة التي تزيّن السقوف والأرضيات الخشبية والدّرج القديم، الذي يحتل جانباً من المدخل المنحرف الشكل، المؤدّي إلى غرف النوم في الطابق العلوي.
يكشف التصميم بملامحه المختلفة عن اهتمام كيلي هوبان بالعمل على توليد بيئة منزلية بالغة الكمال، من حيث شروطها الوظيفية والجمالية لتوفر بذلك فرصة مميزة ومدهشة للعيش فيها... ومن هذا المنظور عمدت إلى استثمار المساحة بشكل بارع، لتجعل من فضائها مسرحاً مناسباً لمزاوجة أجواء وطرز مختلفة، تعود بتاريخها الى أكثر من حقبة.
ومن أجل تحقيق هذه المعادلة، بهدف الحصول على المناخ المطلوب، ذهبت كيلي هوبان بعيداً في خياراتها لكل ما يتعلق بفنّ الصياغة والتصميم، لكي تمنح المكان حضوره الجميل، وهويته التي تجمع بألفة وانسجام بين الطراز التقليدي القديم والأجواء الحديثة المعاصرة. وانطلاقاً من ذلك، اتّخذت كيلي سلسلة من الخيارات والحلول الزخرفية الباهرة النتائج على مستوى التعايش الحقيقي والدمج بين الأنماط والعناصر المختلفة.
اعتمدت هوبان من أجل صياغة الأجواء ورسم ملامحها، على خيارات مدهشة من قطع الأثاث والأكسسوارات المختلفة المصاغة بمواد نبيلة وطبيعية، بنغمات من الألوان مستمدة من لوحة ألوانها.
وقد اختارت طلاء الأرضيات الملبّسة بالخشب، باللون البني الداكن، بمواجهة أنيقة مع الجدران والسّقوف المطليّة باللون الكريم والأبيض المشرق، مما منح إحساساً باتساع المساحة.
لم تُحدث كيلي تغييرات جوهرية في خريطة المكان، بل حافظت على طابع توزيع فضاءاته الجميلة المنفتحة على بعضها، والتي تسبح في النّور الطبيعي طوال النهار، المتسلل إليها من مختلف النوافذ. فيما تحدّ من مفاعيله عند الرغبة، بعض الستائر التي تساهم من خلال انفتاحها أو انغلاقها، في إضفاء طابع مميز على المكان بأجواء ناعمة حميمة.
من المدخل الى الصالات وغرف النوم، تتغير المشاهد في الشّقة، وذلك بإيقاع بصري تعمل المصمّمة على تسعير أجوائه وتلطيفها، من خلال التلاعب بكثافة وخفّة النور المنبعث من خلف أفاريز السّقوف، أو عناصر الإضاءة المتساقطة من السقف بشكل مباشر، والتي تساهم في تغيير الأجواء من حال إلى حال.
أمّا الفراغ، فقد منحته كيلي كل الفرص ليكون جميلاً، ويساهم في تشكيل أجواء المكان، بروعة، ويبرز جمال الأثاث وأكسسواراته، بأكثر من صورة... موفرةً بذلك توازناً مدهشاً بين مكوّنات الديكور كافة، على اختلاف أهميتها وحضورها... من دون أن تنسى اللوحات الفنية والتّحف وعناصر الإضاءة المميّزة والمرايا التي تلعب دورها في بثّ النّقاء، إلى جانب تأثيرات الضوء النهاري والليلي في أجواء المساحة.
في الصالون، تتوزع الجلسات حول مدفأة مبتكرة، تزين جدارها لوحة فنية كبيرة الحجم، بينما تتناوب على الجدران من كل جانب، رفوف مزدانة بتحف وتماثيل جميلة. وتتصدّر جلسة المدفأة كنبات وثيرة من اللونين البيج والرمادي الداكن، تزينها وسائد مبتكرة بألوان متباينة، كما تتوسط الجلسة طاولات صغيرة للقهوة، مصنوعة من خشب البلّوط المطليّ باللون الداكن. وقد زين الجلسة بعض عناصر الإضاءة المبتكرة.
وتلحق بالصالون صالة للمكتب، نسِّق جدار منها بخزانة منخفضة تعلوها رفوف من الخشب المصقول مع إضاءة مندمجة، وقد جرى تعزيز سطح هذه الرفوف، بمجموعة من التّحف ونباتات الزينة التي منحت الديكور حيوية مميزة.
صالة الطعام لا تقلّ أناقة عن الصالون، حيث تتوسّطها طاولة من الخشب الداكن اللون من تصميم كيلي هوبان... وتحيط بهذه الطاولة مجموعة من الكراسي مصاغة بهيكل من الخشب الداكن المنجَّد بالجلد الأبيض. فيما تتدلى من السقف فوق الطاولة ثريّا من البرونز والكريستال الفاخر. وتحتل قطعة أثاث أنيقة جانباً من الجدار قرب الطاولة، وهي عبارة عن خزانة من الخشب والزجاج نسِّقت فيها مجموعات ثمينة من الفضيات والأواني المصنوعة من الكريستال الفاخر.
أمّا بالنسبة الى المطبخ، فقد تم تصميمه بشكل عملي، حيث نُسِّق بمجموعة من الخزائن ووحدات الطبخ باللون الأبيض، مع سطح للخزائن مصنوع من الرخام الأسود، بتناسق مع الأرضيّة الخشبية الداكنة.
ويفصل المطبخ عن الحديقة الخارجية الملحقة بالشّقة، فضاء أنيق، لشرفةٍ داخلية بسقف مغطّى بنوع من الزجاج، وقد تم تنسيقها بكنبة منجّدة بقماش من اللون الرمادي الداكن، يزينها مسْند مغطّى بقماش من اللون الزهري الناعم، يتناسق معها ومع طاولة مستديرة، مصنوعة من الخشب الأسود الداكن.
إلى ذلك، تتميز الحديقة الملحقة بالشّقة، بتصميمها الجميل والمصاغ على شكل مستويات مختلفة، تجمع بينها أدراج من الحجر الطبيعي، وقد احتضن كل ركن منها، جلسات لطيفة محاطة بأنواع مختلفة من النباتات، تُنسي الجالس فيها أنه في قلب المدينة.
في ما خصّ غرف النوم في الطابق العلوي من الشقة، نجد غرفة النوم الرئيسية، تسبح في جوّ من الهدوء، بخيارات من الألوان الناعمة، مثل الأبيض ومشتقّاته، إضافة إلى الألوان الرمادية الناعمة والبني الداكن، وقد تم تنسيقها بسرير بسيط برأس مرتفع منجّد بقماش من اللون الرمادي الناعم، تحيط به من الجانبين، مناضد صغيرة مبتكرة من الخشب المطلي باللون الداكن... تعلوها رفوف من الزجاج نسِّقت فوقها مجموعة من التحف، بينما تدلّت من السّقف عند جانبيّ السّرير، عناصر مبتكرة للإضاءة، تشعُّ بنور خفيف، يريح النظر، ويمنح فضاء الغرفة، جوّاً جميلاً دافئاً بالغ الرقة.
وتحتل الجهة المقابلة للسّرير خزانة كبيرة من اللون البني الداكن، بأبواب ملبّسة بالمرايا، مما يضفي على الغرفة رونقاً مميزاً.
ويلحق بالغرفة فضاء خاصّ بخزائن الملابس وأكسسواراتها، وقد تم تنسيقه بأسلوب عملي جميل. كما شغلت قسماً منها، رفوفٌ أنيقة لترتيب الأكسسوارات المختلفة، وكذلك الأحذية.
أما حمّام غرفة النوم الرئيسة، فقد تم تلبيس قسم من جدرانه، بالرخام الأسود، تماشياً مع حوض الاستحمام والمغسلة، وذلك بتناسق أخّاذ مع الخزائن والأرضيات الداكنة... بينما زُيِّنت جدران هذا الحمّام بنماذج مبتكرة من عناصر الإضاءة المصاغة بشكل هندسيّ بارع، أضفت على المكان حيويّة خاصة.
أمّا الغرفة الثانية في الشقة، فتميزت بطابع ناعم، حيث جرى تزيين سريرها بغطاء أبيض فاخر ووسائد مزركشة بخطوط من اللون البني الداكن، تناغماً مع أثاث الغرفة التي تحتل جانباً منها، خزائن من الخشب المطلي باللون الداكن، تتخللها كوّات منسقة بعناصر مضيئة.
الحمام الخاص في هذه الغرفة، لُبّست جدرانه بالرخام البيج الموشّى بالرماديّ، تزيّنه مغاسل من الخزف الأبيض، تم تثبيتها فوق خزائن من الخشب مطلية باللونين الأبيض والأسود، فيما زُينت بعض جدران هذا الحمّام بمرايا كبيرة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024