النجم التونسي ظافر العابدين: لا أجري وراء الشهرة
رغم أن عمله في مصر يبعده أحياناً كثيرة عن أسرته في تونس، لكنه بمجرد أن ينتهي من التصوير يكرس كل وقته لعائلته. النجم التونسي ظافر العابدين يتحدث عن دور زوجته في حياته ونجاحه، واقتحامه السينما المصرية مع ياسمين عبدالعزيز، والمسلسل الأجنبي الشهير الذي سيقدم نسخة عربية منه، كما يتكلم على الأجواء في بلده، والمبادرة التي شارك فيها مع نجوم مصر وتونس.
-كيف ترى الوضع في بلدك تونس؟
ما يحدث في تونس شيء محزن للأسف، لكننا سنعيش معه لفترة. وإن كنت متأكداً من أن إرادة الشعوب هي التي ستنتصر، يصعب عليَّ أن أرى أشخاصاً أبرياء تُزهق أرواحهم في ظل الأوضاع المأسوية في تونس ومصر، وهي في الحقيقة فترة عصيبة لكنها ستمر بالتأكيد.
-نشر بعض فناني تونس فيديو لهم بعنوان «زوروا مصر» بعد الأزمة الأخيرة التي تعرضت لها شرم الشيخ، ما تعليقك؟
ما حدث في تونس حدث بشكل موازٍ في مصر. وكفنانين مصريين وتونسيين أطلقنا حملتين بعنوان «زوروا مصر» و«زوروا تونس»، ومشاركتي فيهما دليل على تضامننا في الأزمات والظروف الصعبة. وعلى مر التاريخ، تربط مصر بتونس علاقة قوية ويجب أن تظل كذلك، لأننا في النهاية نحمل التقاليد نفسها وننتمي إلى الدين نفسه.
-ما الذي جذبك للمشاركة في إعلان عن شركة اتصالات مع الفنانة أروى جودة؟
عرضت عليَّ الشركة فكرة الإعلان ورحبت فوراً لأنني أعجبت بها، وبصراحة استمتعت كثيراً بالإعلان، لأنه كان تجربة مختلفة بالنسبة إلي، وأحببت العمل مع أروى جودة، فهي إنسانة بسيطة ورائعة.
-فزت بجائزة «دير جيست» هذا العام عن دورك في مسلسل «تحت السيطرة»، ما تعليقك؟
سعيد بفوزي بها، وأشكر جمهوري الذي صوّت لي للفوز بها، وأتمنى أن أقدم لهم دائماً أعمالاً فنية ترضي ذوقهم وإعجابهم.
-لماذا لم يحقق مسلسلك الآخر «24 قيراط» النجاح المتوقع مقارنة بـ «تحت السيطرة»؟
بالعكس، المسلسل حقق نجاحاً كبيراً في لبنان، لكنه لم يعرض على القنوات المصرية، لذلك كانت مشاهدته أضعف من «تحت السيطرة» نوعاً ما، لكنني أعتز بمشاركتي فيه مع النجمة اللبنانية سيرين عبدالنور.
-في رأيك، هل القضية الجريئة التي ناقشها «تحت السيطرة» كانت السبب في نجاحه الكبير؟
بالفعل كان عملاً مصرياً مهماً، والقضية التي ناقشها كانت جريئة ومختلفة التناول في الدراما التلفزيونية، وقدمت بشكل جديد ومختلف عن أي عمل فني تطرق إلى المخدرات من قبل. كما كان الممثلون وعناصر التصوير والإضاءة والإنتاج سبباً في نجاح المسلسل بتفوق.
-تشارك ياسمين عبدالعزيز بطولة فيلم «عصمت أبو شنب»، ما سبب تأخر اقتحامك السينما المصرية؟
أرى من الجيد أن أبدأ خطواتي السينمائية في مصر مع فنانة مثلها، لكونها سجلت نجاحات كبيرة في السينما، وهي فنانة ملتزمة وتركز في عملها جيداً وموهوبة كثيراً، واستمتعت بالعمل معها في الفيلم الجديد.
-كيف ترى التعاون مع المخرج سامح عبدالعزيز في الفيلم؟
هو مخرج موهوب ودمه خفيف، والتعامل معه سهل جداً، وأجسد في الفيلم شخصية ضابط، وهو بالنسبة إلي أول مشاركة سينمائية كوميدية في مصر، بحيث قدمت ذلك خارج مصر سابقاً.
-ما سبب ابتعادك الطويل عن السينما؟
كانت تعرض عليَّ سيناريوات عديدة، لكنني كنت أنتظر العمل الفني الجيد الذي أبدأ به أولى خطواتي السينمائية في مصر، حتى جاءني فيلم «عصمت أبو شنب»، وأرى أنه سيكون مميزاً وسينال إعجاب الجمهور.
-ستقدم النسخة العربية من مسلسل Prison Break، كيف ترى هذه الخطوة في مشوارك الفني؟
هو مسلسل عالمي ومن كلاسيكيات التلفزيون، ومن أهم الأعمال التلفزيونية، وقد أحدث نقلة نوعية في الإنتاج التلفزيوني العالمي وحقق نجاحاً باهراً، وسعيد جداً لأنني سأقوم ببطولة هذا المسلسل ومتحمس لهذه التجربة، وستمثل النسخة العربية منه نقلة في الدراما.
-ألا تخشى المقارنة بينك وبين الممثل الأميركي الذي قام ببطولته؟
إطلاقاً، لأنني أركز فقط في عملي الذي أقدمه للجمهور، والأهم أن نقدم عملاً فنياً مشرفاً عربياً، وأن يكون المشروع كله مختلفاً ومتطوراً.
-هل أنت راض عن الشهرة التي حققتها في مصر حتى الآن؟
راض جداً عن الأعمال الدرامية التي قدمتها في مصر، وأرى أنني أقدم أشياء مختلفة، ولا أفكر أبداً في حجم الشهرة، بل يهمني أن أقدم قضية مختلفة وهامة للجمهور، كما لا أجري أبداً وراء الشهرة، وإنما أختار دوراً مناسباً لي، لأنني أحب التمثيل الذي يجلب شهرة للفنان في النهاية، ونحن نتمنى أن يظهر عملنا بشكل مميز للجمهور، وذلك أمر طبيعي.
-ما سبب عدم مشاركتك في مهرجان قرطاج السينمائي هذا العام رغم دعوتك؟
بالفعل تمت دعوتي إليه، لكن اعتذرت للقائمين عليه لأنني كنت مشغولاً بتصوير الفيلم السينمائي «عصمت أبو شنب» مع النجمة ياسمين عبدالعزيز، وقدمته عام 2008 في حفلتي الافتتاح والختام، وكذلك عام 2010 أيضاً، فهو مهرجان مهم جداً بالنسبة إلي في تونس، لكن ظروف عملي حالت دون مشاركتي فيه هذا العام.
-من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
فراس سعيد وإياد نصار وعمرو يوسف ومحمد شاهين ومحمد ممدوح «تايسون» ومحمد أمين راضي وطارق الجنايني.
-هل تشعر بعدم استقرار في حياتك لبعد زوجتك وأسرتك عنك؟
للأسف عملنا الفني متعب كثيراً، فأثناء تصوير أي عمل جديد أكون بعيداً عن منزلي لفترة طويلة، لكن عندما يكون لديَّ وقت أتفرغ لعائلتي، وأسعى إلى الموازنة بين عملي وعائلتي قدر المستطاع، وعندما أنتهي من التصوير أسافر إليهم لأقضي معهم وقتاً طويلاً.
-ألا تشعر بأنك لم تعط نفسك وقتاً للراحة بين مسلسل وفيلم وإعلان؟
كلنا كفنانين نقوم بذلك وهو أمر طبيعي، لكنني أرتاح بين كل عمل وآخر على الأقل شهرين، وذلك لا يحدث في أي مجال آخر، أي أننا نجهد في العمل الفني لساعات طويلة بالفعل، وفي أحيان أخرى نجد وقتاً نقضيه مع عائلتنا ونستجم فيه.
-من تتمنى الوقوف أمامه كفنان مصري؟
الزعيم عادل إمام، فقد تربيت على أعماله الفنية، ومحمود عبدالعزيز، وشرف لي أن أتعاون معهما فنياً.
-ما هي طقوسك في الاستعداد لأي دور؟
أهتم بتجربتي في الحياة قبل تقديم أي شخصية أو دور معين، بالإضافة إلى وجهة نظر الكاتب في هذا الدور، كلها عوامل تساعدني في تقديم دور معين، وهناك شخصيات تكون قريبة مني نوعاً ما أكثر من أي شخصية أخرى.
-هل تثقف نفسك بالقراءة؟
أهتم بمتابعة الأخبار اليومية حتى أكون على دراية بكل ما يدور في العالم حولي، لأطور نفسي معلوماتياً، خاصة أن المسلسلات تعكس ما يحدث في الواقع، وذلك يفيدني في تقديم أي عمل فني، فهناك تجارب لم أعشها ويجب أن أقدمها، لذلك يجب أن أسأل جيداً، وهذا ما فعلته في شخصية «حاتم» في مسلسل «تحت السيطرة»، عندما جلست مع أشخاص مدمنين، والمهم أن يكون الفنان منفتحاً على العالم، ولا يحكم مسبقاً على الأمور والأشياء، ويطّلع على ثقافات مختلفة.
-هل ارتحت نفسياً في التعاون مع نيللي كريم أم ياسمين عبدالعزيز؟
هما فنانتان محترمتان وأقدرهما جيداً، وارتحت في العمل معهما كثيراً، ولكل فنانة منهما طابعها الخاص، وما يجمعهما هو الموهبة وحبهما لعملهما وتطوير نفسيهما ومساعدة كل من حولهما.
-هل أنت من الفنانين الذين يتمسكون بشخصيتهم في مسلسل معين طوال شهور التصوير؟
(بابتسامة)أبداً، فبمجرد انتهائي من المشهد، أعود ظافر العابدين فوراً، ولكل فنان طريقته في العمل.
-أين الرياضة في حياتك؟
هامة جداً، وأمارسها بشكل شبه يومي، فهي تريحني نفسياً وتخرج طاقة كبيرة في داخلي.
-كيف تساندك زوجتك في عملك الفني وحياتك؟
هي تشجعني دائماً، تساعدني في اختياراتي، وتقف بجانبي، لأن عملي كله يعود لعائلتي في النهاية.
-من هم النجوم العالميون الذين يستهويك أداؤهم؟
أحب كثيراً روبرت دي نيرو، وآل باتشينو وراسل كرو ودانيال دايليز، ومن الجيل الصغير توم هاردي، أستمتع كثيراً بمشاهدة أعمالهم، فمن المهم أن يكون الفنان مطلعاً.
-هل تحول اللغة دون وصول ممثل عربي إلى العالمية؟
هي مهمة بالطبع، ومن البديهيات، ومن دونها لا يمكن أن أعمل في الخارج المختلف بثقافته وصناعته. المهم أن يكون شكلي مناسباً للأدوار التي يبحثون عنها أيضاً، وفي النهاية هناك عوامل أخرى تحدد نسب نجاح أي فنان عالمياً، فالأمر معقد نوعاً ما.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024