تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

ابني لا يطعيني ... أصفعه!

ابني لا يطعيني ... أصفعه!

رغم أنني أوبّخ ابني فهو لا يقوم بما أطلبه منه مما جعلني أصل إلى مرحلة صفعه، لأنه لا يطيعني ولا يستمع إلي.


يستعمل الكثير من الأهل الصفع لردع الطفل عن تصرفاته السيئة، فبعضهم يرى أن صفعة صغيرة لها أثر إيجابي، ولكن لا يجوز إطلاقاً توسّل الصفع كأساس للتربية. وإذا كان لا بد منه يمكن الأم أن تصفع طفلها على يده بلطف إذا كان على وشك الاقتراب من شيء يؤذيه، ويجب استعمال هذه الطريقة إذا كانت الحل الوحيد والأخير.

 

ولكن هذا الانتقال من التوبيخ الكلامي إلى الضرب مؤشر لأن الأزمة بينك وبين طفلك وصلت إلى حائط مسدود. فكل شيء صار يُحل من خلال العنف الجسدي لأنه لم يعد في مقدورك جعل رد فعلك عقلي و لا تجدين الكلمات التي تتواصلين بها مع طفلك. لذا فإن الفعل الجسدي أصبح محل الكلمات.

وفي المقابل يشعر طفلك بالخوف، مما يدفعه للتصرّف بالطريقة نفسها، فكلما زاد العقاب الجسدي للطفل فإنه سوف يحل مشكلاته بالعنف الجسدي أيضًا، ويصبح أقل قدرة على حلها بالكلام. وبالتالي يصبح عنيفًا مع أترابه والمحيطين به.

 

وعموماً الضرب ممنوع ويجدر بالأهل تفاديه للأسباب التالية:

-    لأن عواقبه سيئة. فغالباً ما تضرب الأم طفلها عندما تكون في حالة غضب وقد تؤذيه عن غير قصد إذا صفعته بشدّة. أو إذا وجدت أن صفعة صغيرة لم تنفع فتحاول في المرة الثانية أن تصفعه بقوّة ظناً منها أنه سينصاع لأمرها.

-    الضرب لا ينفع. فقد أثبتت الدراسات التربوية أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب هم أكثر عناداً من أقرانهم الذين لا يضربهم ذووهم. فالطفل لا يعرف ولا يفهم لماذا صفعته أمه.

-    الضرب يعزّز سلوك العنف عند الطفل، فالعنف يوّلد العنف. فقد يظن الطفل أنه إذا كان من حق أمه أن تضرب فلمَ لا يقوم بذلك هو أيضاً؟!

 

الحل. أنت تدركين سيدتي أنه لا يمكنك الاستخفاف بهذا التصرّف أي الاعتماد على العنف الجسدي لإخضاع طفلك. إذًا عندما تشعرين بأنك ستنزلقين إلى هذا المأزق عليك أن تضعي لنفسك ممنوعًا مطلقًا كأن تقولي لنفسك من الآن فصاعدًا أمنع نفسي من ضرب ابني. فتحويل الفكرة إلى كلام يساعدك في التوقف عن ممارسة العنف الجسدي. وعندما تفقدين السيطرة على غضبك أرسلي ابنك إلى غرفته فالابتعاد عن بعضكما يجعلكما تشعران بالهدوء أكثر وبالتالي تتمكني من استعادة رشدك والتفكير في الحل المناسب.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077