ليلى السلمان: بعض الأعمال الكوميدية السعودية تسبّب الملل
الممثلة ليلى السلمان من الأسماء التي أبدعت في الدراما الخليجية، لتؤكد مقارعة الممثلة السعودية زميلاتها في الوطن الخليجي. ويعتبر البعض ليلى السلمان سلطانة الدراما الخليجية، لما تملكه من قدرات عالية في تأدية الشخصيات.
ظهرت هذا العام إلى جانب سعيد قريش وعبد المحسن النمر وزهرة الخرجي في المسلسل السعودي «المجهولة»، واستطاعت أن تجذب المشاهدين بأدائها الرائع. استبشرت كثيراً بعودة الكوميديا الخليجية، من خلال أعمال حسين عبد الرضا، وناصر القصبي، وحياة الفهد، وسعاد عبد الله، رافضة تكرار بعض الأعمال الكوميدية الخليجية التي تسبب الملل. «لها» التقتها فكان هذا الحوار.
- كيف قرأت نجاح نص «المجهولة» قبل موافقتك على المشاركة في المسلسل؟
منذ ترشيحي للعمل في «المجهولة» من جانب الأستاذ خالد الطخيم، شدني كثيراً موضوع القصة والجديد الذي وجدته في الشخصية المرشحة لها.
فأنا ألعب دور سيدة عربية تحرص على الحفاظ على الشيم والتقاليد التي تربّت عليها في القرية، ومع أنها تكبر شقيقها سناً، إلا أنها تحترمه ومطيعة له، وهذه هي السيدة العربية التي تحمل في شخصيتها العطف والحب والقيم النبيلة إضافة إلى قوة الشخصية.
- هل يستحق مسلسل «المجهولة» أن ينافس على مستوى الأعمال الخليجية؟
المسلسل من أبرز الأعمال الخليجية لهذا العام، وذلك لم يتحقق إلا بتضافر جهود أفراد طاقم العمل. ويعد سمير عارف من المخرجين الشباب الأكاديميين المتخصصين، ويحمل فكراً عصرياً في توظيف رؤيته للنص، ويهتم بتحريك الأحداث بصورة رائعة.
وهذه التجربة الثانية التي جمعتني به، فقد سبق أن عملت معه في حلقات «الساكنات في قلوبنا» من إنتاج شركة الصدف. وهو يستحق الدعم والاهتمام ويعد من أبرز المخرجين في الدراما الخليجية لهذا العام.
- ما سر انسجامك في العمل مع الفنان سعيد قريش من حيث الأداء؟
سعيد قريش نجم يستحق أن نلقّبه بالفنان القدير، وهو ذو حس فني عالٍ إضافة إلى صوته المؤثر وثقافته الموسيقية والأدبية. لذلك شعرت باني أقف أمام فنان يحترم عمله، ويقدر أهمية وجود من هو معه في أداء المشهد.
وقد استطاع توظيف تركيبته للشخصية بشكل جيد فقدم الطبيعة البدوية لابن القرية، وشهامة رجال البادية، كما وظف الكوميديا ذات الموقف في بعض المشاهد، وهذا يدل على القدرات التي يملكها، لذا أعتبر سعيد قريش نجم الموسم.
- من حيث الموضوع كيف تصفين «المجهولة»؟
«المجهولة» لم يكن مجرد مسلسل واحد بل مسلسلين كونه يتناول الحياة العصرية والبيئة القروية، فالفكرة ليست جديدة ولكن طريقة المعالجة من الكاتبة المبدعة لمياء الزيادي قدمت لغة جديدة وفكراً مختلفاً في الجمع بين البيئتين في عمل واحد.
وما يميّز النص أن الخطوط متساوية في القوة من حيث محاورها في النص والشخصيات جميعها كانت ذات حضور متكافئ داخل أحداثه، فيما يتضمن العمل بيئتين مختلفة من حيث الثقافة الاجتماعية وأسلوب الحياة.
- ما هي الصعاب والمشكلات التي واجهتكم أثناء تصوير مشاهد العمل؟
خالد المسيند من أهم المنتجين الخليجيين الذين يمتلكون ثقافة المنتج العصري الذي يقرأ نفسيات فريق العمل وممثليه، لذا يبحث عن راحة القائمين على العمل بهدف الوصول إلى نسبة كبيرة من النجاح في ظل التنافس الذي تشهده الدراما الخليجية.
واجهنا تعباً وأخطاراً في الجبال وحرارة شديدة في الجو، إلا أنه احتضن جميع من في العمل، وقرر اختيار منطقة الباحة لتصوير ما تبقى من مشاهد البيئة البدوية، وهذا ما أوجد الروح الجميلة في العمل، وهو ما يدل على مثالية منتج مثل خالد المسيند.
- مسلسل «السلطانة» الذي تلعبين فيه بطولة مطلقة متى يرى النور؟
كان من المفترض عرضه هذا الموسم في شهر رمضان، إلا أن ذلك لم يتم. وأفضل عدم التحدّث عن أسباب عدم عرضه كوني لست صاحبة قرار عرضه أو عدم عرضه.
أتمنى أن يرى النور قريباً للمشاهد العربي بشكل عام وليس المشاهد الخليجي فقط لما يتميز به من إبهار في اللغة والصورة.
- ما هي أسباب النمطية والتكرار في العديد من الأعمال الكوميدية لهذا العام؟
تشرفت بالعمل مع فريق «واي فاي» في حلقتين ولكن لدي مآخذ على بعض الشخصيات في العمل والتي لا تستطيع الخروج من الإطار المسجونة فيه. الدراما السعودية لديها الإمكانات والكوادر والدعم المادي الكافي لإنتاج متطوّر ومتفوق يستطيع بلوغ النجاح والتميز، وكوكبة من الممثلين والممثلات.
وللأسف منذ تسع سنوات كل ما يقدَّم تكرار خاصة في الأعمال الكوميدية. لدينا ثقافات مختلفة لا بد أن تستغل في الدراما للتعريف بالمجتمع السعودي، وما وجدناه من طبيعة في جبال الباحة وأسلوب أهلها في التعامل على رأسهم الأمير مشاري بن سعود الذي سخّر كل الإمكانات لفريق العمل، يدل على التعاون ما بين المجتمع والقائمين على الفن.
- نجح الكثير من الممثلين الأردنيين والسوريين في المشاركة في أعمال مصرية باللهجة المصرية، فلماذا لا يتم ذلك من خلال اللهجات السعودية المختلفة؟
يفترض إنتاج العديد من المسلسلات السعودية التي توظف من خلالها لهجاتْ مناطق المملكة. وسبق لي أن شاركت في مسلسل إماراتي، وكان من الشروط أن يتحدث الممثلون بلهجة أهل مدينة أبو ظبي، وكانت بالنسبة إلي تجربة جيدة. لذا أطالب المنتجين السعوديين بالتفكير في إنتاج أعمال سعودية بلهجات متنوعة.
- كيف رأيت «أبو الملايين» و«البيت بيت أبونا»؟
هما لأربعة نجوم مهمين في الكوميديا الخليجية، الفنان القدير حسين عبد الرضا، والنجم ناصر القصبي، وحياة الفهد، وسعاد عبدالله. هذه التوليفة كنا نتمناها منذ زمن لعودة الكوميديا الحقيقية كما كانت في العصر الذهبي، والأجمل هو تعاون نجوم دول الخليج في عمل واحد وهذا نوع من التجديد. وجميل توظيف نجوم الخليج في عمل يتناول قضايا المجتمع الخليجي.
لقد شعرنا بالملل من تكرار الشخصيات والشللية نتيجة المحسوبيات على حساب الكوميديا. العملان فاتحة خير للعودة الحقيقية للأعمال الخليجية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024