طفلي عدائي في المدرسة

سؤال: سوف يصبح عمر ابني (3 سنوات) وهو في السنة أولى حضانة، وعنده شقيق ( 8 أشهر). تعلمني المعلمة كل أسبوع أن أحمد يتصرف بعدائية مع أترابه خلال ساعة الفرصة كما أنه يضرب التلامذة الأكبر منه سناً، وتشكو أنه لا يصغي إليها. استشرت طبيب الأطفال الذي أكد لي أنه لا داعي للقلق من تصرفاته في حين أن المعلمة لا تتوقف عن شكواها. هل من نصيحة؟

ربى- الشارقة

جواب: يبدو أن أحمد متوتر من بعض الأحداث التي طرأت على حياته، و قد تكون وراء تصرفاته العدوانية. وأنت لم تشيري إلى سلوكه في المنزل. هل لاحظت أي تصرف عدواني بدر منه؟ هل يبدو لك أنه غير قادر على التركيز في المنزل؟ هل يتصرف على هذا النحو في أمكنة أخرى ومع أشخاص آخرين خارج محيط المدرسة؟ وسؤال أخير لتوضيح المشكلة: هل تغيرت تصرفات أحمد منذ ولادة شقيقه أم أنه انتظر دخوله المدرسة ليعبّر عن اضطرابه وألمه وقلقه؟

أظن أن ولادة شقيقه تفسر جزءًا من المشكلة. من الطبيعي أن يشعر الطفل بالغيرة من شقيقه الأصغر الذي لم يحمل سوى تحويل انتباه أمه والراشدين عنه والاهتمام بهذا المولود الجديد. إذاً كيف يمكن أحمد أن يعبّر عما يخالجه: الغيرة تجاه الأخ الأصغر، الشعور بخسارة حب الراشدين الذين يحيطون به.

ويبدو أن عدائية أحمد هي انعكاس للألم الذي يشعر به منذ أو ولد شقيقه، لذا من الضروري أن تتحدثي إليه عما يشعر به بوضوح. كأن تقولي له مثلاً:" ربما أنت غاضب من أخيك الذي لا يستطيع أن يلعب معك؟ أنت لست سعيداً لأن الماما تهتم بأخيك الصغير أليس كذلك؟ وعلى الوالد  أن يقوم بالأمر نفسه مع أحمد.أي يجب تخفيف توتر أحمد الذي لم يعبّر عنه إلا بعد مضي فترة على ولادة شقيقه والذي ازداد بعد دخوله المدرسة. فالذهاب إلى المدرسة يعني الابتعاد عن الماما التي سينعم هذا الصغير بوجودها خلال النهار. لذا على الأب أن يطمئنه من خلال القيام ببعض الأمور التي تسعده كأن يقول له مثلاً:" سوف نذهب في نزهة إلى الحديقة في الوقت الذي تهتم به الماما بشقيقك".

إن ما يمر به طفلك هو أمر صعب وتصرفاته تشير إلى صعوبات يعانيها وألم يشعر به في داخله. لذا دورك أنت وزوجك التخفيف من حدة ذلك وطمأنة أحمد بالتأكيد له أن عاطفتكما نحوه لم تتغير. وذكريه بأنك كنت تهتمين به على النحو التي تقومين به مع شقيقه. وأكدي له أن اهتمامك الزائد بأخيه سببه أن هذا الأخير لا يزال عاجزاً عن القيام بالأمور التي في استطاعته القيام بها. 

إسألي لها

عدائي