17 سعودية يحققن الفوز في انتخابات المجالس البلدية في الدورة الثالثة... المشاركة الأولى لهن في الانتخاب والاقتراع
نجح عدد من السيدات السعوديات اللواتي ترشحن لانتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة والتي أُجريت في 12 كانون الأول/ ديسمبر 2015، في نيل ثقة الناخبين ومقاعد عن دوائرهن في عدد من المحافظات والمناطق السعودية.
أعلن أمين منطقة مكة المكرّمة رئيس لجنة الانتخابات في مكة أسامة البار عن فوز سالمة بنت حزاب العتيبي بمقعد عن إحدى دوائر محافظة مدركة التابعة لمنطقة مكة. وفي محافظة جازان، أُعلن عن فوز عيشة بنت حمود علي بكري بأحد المقاعد، فيما حصلت مرشحة واحدة في حائل على مقعد وخسرت في المقابل 37 مرشحة. وأظهرت النتائج فوز ثلاث سيدات في انتخابات بلديات منطقة الرياض، وهن: هدى عبدالرحمن الجريسي، وجواهر عثمان الصالح، وعلياء مكيمن الرويلي، فيما حصلت امرأة في الجوف على مقعد في الانتخابات البلدية. وأُعلن عن فوز مُرشحتين اثنتين بمقعدين في انتخابات منطقة القصيم، إحداهما الجوهرة بنت محمد بن يوسف الوايلي، الى جانب مشاعل السهلي وبدرية الرشيدي اللتين فازتا بمقعدين في مركز البطين (منطقة القصيم)، ونجحت منى العميري من محافظة البدع في منطقة تبوك في الفوز بمقعد في المجلس البلدي بعد خسارة مرشحات تبوك وبقية المحافظات باستثناء محافظة البدع. وفازت فرح العوفي بمقعد في المجلس البلدي في محافظة المدينة المنورة. وتعد محافظة الإحساء من المحافظات السبّاقة في إعلان فوز المرأة السعودية في انتخابات المجالس البلدية، إذ أفادت اللجنة المحلية للانتخابات فيها بتمكّن المرشحتين سناء الحمام، ومعصمومة عبد رب الرضا من حيازة مقعدين، فيما ذهب 32 مقعداً في المجلس البلدي للمحافظة إلى مُرشحين من الرجال. كما شهدت الانتخابات في محافظة جدة فوز امرأتين بمقعدين، حيث فازت رشا نجيب حفظي بمقعد عن الدائرة الثانية، فيما نالت الدكتورة لما عبدالعزيز السليمان مقعداً عن الدائرة الثامنة. «لها» تحدثت مع بعض المرشحات الفائزات في مختلف المناطق السعودية، وأطلعننا بدورهن على تجاربهن في العملية الانتخابية للمجالس البلدية في دورتها الثالثة.
بعدما أُسدلت الستارة على الانتخابات البلدية، تترقب السعوديات إعلان وزارة الشؤون البلدية والقروية أسماء المعينين في المجالس البلدية الـ284، ويحق للوزارة تعيين ثلث عدد الأعضاء (1053 عضواً من أصل 3159)، على أمل أن يحصلن على مقاعد إضافية في المجالس البلدية، على غرار مجالس إدارة الغرف التجارية. وتقوم وزارة التجارة والصناعة باختيار سيدات لعضوية هذه المجالس، وخصوصاً في المدن الثلاث الرئيسة: الرياض، جدة والدمام، حين لم يحالفهن الحظ في الفوز بمقاعد في الانتخابات.
● وبالعودة إلى محافظة جدة، فإن أولى الفائزات الدكتورة لمى السليمان، كانت من المرشحات الأُوَل في انتخابات مجالس الغرف التجارية، وكانت قد خاضت تجربتها الأولى في محافظة جدة عام 2005، واستطاعت الفوز والحصول على مقعد عضوية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، وكررت تجربتها في الدورة التالية، التي كان الترشيح فيها فردياً، لتحصل على مجموع أصوات أدخلتها إلى عضوية مجلس الإدارة للمرة الثانية على التوالي.
وعن مشاركتها في انتخابات المجالس البلدية، تقول الدكتورة لمى السليمان «إن وضع الانتخابات البلدية يختلف تماماً عن انتخابات الغرف التجارية لناحية الإعداد، وطريقة العمل مع الجمهور، إذ يحاول المرشح في الانتخابات البلدية الحصول على أصوات من أعداد قليلة من الناخبين، ربما لا يتجاوزون الـ 3000 شخص، أو 1000 شخص فقط في بعض الدوائر، في حين يجد المرشح في الغرفة التجارية نفسه أمام دائرة أكبر من الأصوات، تتجاوز الـ 60 ألفاً من مشتركي الغرفة. كما تتمثل مهمة المجلس البلدي بإيصال أصوات المواطنين إلى الجهات المسؤولة في الحكومة لناحية أولويات المشاريع، وبعض الخدمات الغائبة في الأحياء، لذلك انتهجت في حملتي الانتخابية مقولة (والله نستاهل)، بمعنى أن يكون المواطن هو المخطط لأولويات أحيائه وحاجاتها. كما أن غالبية النساء المشاركات لم يكنّ يطمحن إلى الفوز في حد ذاته، بقدر رغبتهن في استعادة حقوقهن، وموقعهن الطبيعي في المجتمع، كما كان في صدر الإسلام».
● سالمة العتيبي، أول اسم نسائي يعلن فوزه رسمياً في الدورة الانتخابية الثالثة، التي تشارك فيها السعوديات للمرة الأولى، مرشحات وناخبات. وكانت العتيبي قد حصلت على مقعد في المجلس البلدي عن محافظة مدركة التابعة لمنطقة مكة المكرمة، وطريقها في الفوز الذي حققته لم يكن سهلاً، خاصة أنها خاضت السباق مع أربعة من أفراد عائلتها، جميعهم رشحوا أنفسهم لمقاعد المجلس البلدي، إضافة إلى المنافسة المحمومة مع ابنة خالتها، التي رشحت هي الأخرى نفسها عن الدائرة الانتخابية في مدركة... وعن مشاركتها تقول سالمة باقتضاب: «لم يكن سهلاً إقناع من حولي بالتصويت لي، خاصة أن عدداً من أفراد أسرتي رشحوا أنفسهم في الدائرة نفسها، ولذلك تفاجأت بفوزي، وحصولي على عدد من أصوات الرجال الذين انتخبوني بناءً على برنامجي الانتخابي، مما جعلني أشعر بالمسؤولية الكبيرة التي أُلقيت على عاتقي».
ومن محافظة العاصمة الرياض، سجلت ثلاث سعوديات مقاعدهن في المجالس البلدية كعضوات في العاصمة بعد حصولهن على غالبية الأصوات من الناخبين بالنتائج الأولية، حيث فازت هدى بنت عبدالرحمن الجريسي وجواهر عثمان الصالح عن الدائرة السابعة، وعلياء مكيمن الرويلي عن الدائرة الثانية.
● وبالحديث مع المُرشحة الفائزة في انتخابات المجالس البلدية، سيدة الأعمال السعودية هدى بنت عبدالرحمن الجريسي، وصفت لنا الإقبال يوم انتخابات المجالس البلدية «بالضعيف لكلا الطرفين، سواء من الرجال أو النساء. وكمشاركة هي الأولى للمرأة، لا أجده ضعيفاً، ففي الترشح والتصويت كان العدد كبيراً جداً، مقارنة بالرجال. كبداية، كانت الأعداد لا بأس بها».
وعن تجربتها في العملية الانتخابية، تؤكد الجريسي: «لحظة إعلان الفوز، شعرت بفرحة عارمة بهذه الفرصة التي منحتني إياها الدولة، بعد تنافسي مع 22 مرشحاً ومرشحة في الدائرة السابعة، وحصولي على 18 في المئة من الأصوات، كما أن فوزي جاء بناءً على ثقة الناخبين بي، وإيمانهم ببرامجي، وعملي طوال العقود الماضية في قطاع الأعمال، والعمل الاجتماعي. وهناك مشروعان سأبدأ العمل بهما: إنشاء مرافق وتسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة، وتكرير النفايات للحفاظ على البيئة».
وفي ما يتعلق بخطواتها المستقبلية في العمل في المجلس البلدي، تذكر الجريسي: «سأباشر العمل مطلع العام الميلادي المقبل، وسأحاول مواءمة برنامجي الانتخابي مع البرامج المطروحة من جانب الأعضاء الآخرين في المجلس البلدي، مما يمكنني من القيام بواجبي على أكمل وجه، ودراسة ما سأنجزه بعد أربع سنوات من الآن عند انتهاء فترتي الانتخابية، لأنني أريد أن يفوز الجميع بما قدموه للدائرة من خلال برامجهم الانتخابية. وخلال مشاركتي كعضو في المجلس البلدي، سأعتمد على التواصل الإلكتروني المباشر مع سكان الأحياء القاطنين في دائرتي، من طريق بريدي الإلكتروني الخاص، ووسائل التواصل الاجتماعي، للاستماع الى آرائهم واقتراحاتهم، بغية الوصول الى حل لمشكلاتهم».
● أما عضو المجلس البلدي والمرشحة الفائزة عن الدائرة السابعة، جواهر عثمان الصالح فتوضح «أن برنامجها الانتخابي ركز على إنشاء أرصفة آمنة للمشاة، وخصوصاً لذوي الاحتياجات الخاصة، وحدائق تساعد على نشر الوعي، الى جانب التطبيق العادل والحازم للأنظمة، ومراجعة أنظمة البناء، وجمال المباني، داخلياً وخارجياً، والحركة الانسيابية في الأحياء، وتعاون الأجهزة الخدمية مع الأمانة. هذا فضلاً عن تسهيل تقديم الخدمات الثقافية والترفيهية للشباب من كلا الجنسين، والعمل على فك الاختناقات المرورية والتخفيف منها وتطوير التقاطعات في شوارع الأحياء، وكذلك الاهتمام بالدراسات الحديثة في مجال المرور، والبيئة والعمران، والمرافق الإدارية، ليعتمد عليها المجلس في اتخاذ قراراته بشكل علمي مدروس، ورصد كل القرارات، خصوصاً تلك المهمة والاستراتيجية التي لم تنفذ أو نفذت جزئياً، والعمل الجاد على متابعتها لتنفيذها من جانب البلدية»... مؤكدةً أن «شعوري بالفوز لا يوصف، وهو دليل حيّ على أن المرأة السعودية كانت ولا تزال عنصراً مهماً في المجتمع السعودي، ومشاركتها أمر طبيعي، ولا بد من إثبات وجودها في الحياة العملية والاجتماعية».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024